أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - عبد الرؤوف الشريفي - يوميات موظف مدجن / تخوم الجنة














المزيد.....

يوميات موظف مدجن / تخوم الجنة


عبد الرؤوف الشريفي
كاتب.

(Abdul Rauf Al-shuraifi)


الحوار المتمدن-العدد: 7340 - 2022 / 8 / 14 - 11:35
المحور: سيرة ذاتية
    


موقع عملي منبوذا يقبع كسيحا قرب الشعلة العالية ( الفلير flare) في اخر الشركة. (ربما هو ليس بهذا السوء والنقص لكن في نفسي تحامل يجعلني اسومه بسيء النعوت).
الفلير تبعث بلا توقف الى سماوات الروح سحب سود من غازات الايثان والميثان والاثيلين المحترق تصل الى حد الزبير احيانا، فتلوث المزاج قبل الرؤية، وتفكك الانسجة قبل انهيار الجهاز التنفسي . هناك في نقطة التلوث الدائمة سيما ان هبت رياح الصبا الشمالية تنعدم الكتابة والحلم.
فقد جربت لعشرين عاما واكثر مزاجا افتراضيا واحدا مبنيا على الهامش، والضجر، العدمية واللانتاج العملي والفكري، اجرد الاشياء والافكار من ابعادها وجمالها، اسخف ما المسه واراه ولا اتذوق شيئا. حتى احببت المناوبة وحيدا. امارس الاباحة الفكرية او التنسك والتزهد او الكتابة الشعرية والنثرية/ المهرب او الاستلقاء كالأبله والتقاط الافكار من السقف الخشبي الخاشع المتهدل
كنت امقت ان يعرفني احد، اسمي سحنتي وعنواني ودرجتي الوظيفية. وكنت لا اريد ان اعرف سوى مسؤولي المباشر. ولم احفظ سوى اسم المدير العام المتبدل حسب مزاج الوزارة والاحزاب واسم مسؤول الرواتب وهو غالبا باقامة دائمة حتى تتعرق مؤخرته والمقعد.
فكل ما يربطني بالمنتسبين والشركة هو الراتب اخر الشهر. لا انتمي لهم. وتعبيرا لهذه المزاجية العدمية كنت ادون ومنذ عام وبعد كل مناوبة واثناءها يوميات موظف مدجن. وكنت ازيد عليها تخفيفا لضجر الحياة والعمل. وقد نشرت بعضها. وكان الدفع المتواصل الحثيث لإتمام الكتاب من صديقي الاديب كاظم حسن سعيد.
اليوم فقط ، (تغيرت الاحوال يا سكينة) .فقد كتبت له مقالة بعنوان ( يوميات مسؤول سعيد). جاء فيها:
في مختبر التجارب الفاصلة يرتدي المختبري قفازاته وارادته. وينزع صمغ (مشاعره ) عند الباب ليقف هادئا مثل ريشة طاووس ومدققا بعين الحرباء امام الدوارق الفوارة والمقاييس الدقيقة. يكتشف سر وسير قوانين الحياة. ويقرر التعديل في نسب المواد المتفاعلة ليصل الى اقرب النتائج عن صدق العلم.. والعالم
هكذا اصبحت اليوم اداريا او قائدا مع فارق ببن الاثنين. ولا يهمني حجم المكانة والمسؤولية بل القدرة على ضبط ايقاع عشرة منتسبين بإمرتي او بمعيتي. رغم اني كنت اتهرب منها لسنوات مختبا مثل سنجاب في جحر سباته الشتوي يتغذى على دهونه المختزنة. ولا يتحرك. لقد اصبحت مسؤولا.
وها انا الج مختبر التعامل والتفاعل الاداري والاجتماعي. اجرب مشاعرا غاية الجدة والطزاجة والسعادة مثل فتى يعشق غيمة. لقد غدوت في تعاملي معهم لا اكره شخصا ولا احبه رغم انك قد تمدحه في اجادته او توجهه او حتى تنتقده في خطئه مهما اخطأ او اجاد وابدع. لان الامر برمته عمل. وليس (شخصي). وكأنك اقرب للروبوت البشري تبحث عن مصالح العمل ومصلحتك بتان وتعقل, ولا تريد ان تخسر احدا ليس لأهميته ولشخصه بل لأنك تعتقد انه يفيد العمل. وعندما تخسره لا تفكر ولا تندم كانه ليس موجودا.
هذه هي مطلع الروح السعيدة التي اتقمصها او تتقمصني. وتلك هي تخوم الجنة في التوازن الفائق الجودة الذي يرضي ذاتك ويسعدك لآخر نفس.



#عبد_الرؤوف_الشريفي (هاشتاغ)       Abdul_Rauf_Al-shuraifi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زيارة الى سوق الأوهام في البصرة
- گارو الارمني اقدم مصور في البصرة
- اتحاد ادباء البصرة في 2004
- القافلة والدليل / اتحاد ادباء البصرة في 2004
- في عيادة فحص النظر
- الهافي والمتعافي
- سيرة ذاتية لفراشة ابو الخصيب
- كراج ساحة سعد


المزيد.....




- لم يسعفها صراخها وبكاؤها.. شاهد لحظة اختطاف رجل لفتاة من أما ...
- الملك عبدالله الثاني يمنح أمير الكويت قلادة الحسين بن علي أر ...
- مصر: خلاف تجاري يتسبب في نقص لبن الأطفال.. ومسؤولان يكشفان ل ...
- مأساة تهز إيطاليا.. رضيع عمره سنة يلقى حتفه على يد كلبين بين ...
- تعويضات بالملايين لرياضيات ضحايا اعتداء جنسي بأمريكا
- البيت الأبيض: تطورات الأوضاع الميدانية ليست لصالح أوكرانيا
- مدفيديف: مواجهة العدوان الخارجي أولوية لروسيا
- أولى من نوعها.. مدمن يشكو تاجر مخدرات أمام الشرطة الكويتية
- أوكرانيا: مساعدة واشنطن وتأهب موسكو
- مجلس الشيوخ الأمريكي يوافق على حزمة من مشاريع القوانين لتقدي ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - عبد الرؤوف الشريفي - يوميات موظف مدجن / تخوم الجنة