أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامي الاخرس - صاروخ العباس














المزيد.....

صاروخ العباس


سامي الاخرس

الحوار المتمدن-العدد: 7344 - 2022 / 8 / 18 - 07:36
المحور: القضية الفلسطينية
    


جاء تصريح الرئيس محمود عباس ليعبر عن الحالة الفلسطينية، وسط صمت ونفاق العالم الذي يرى ويسمع ويدرك جرائم العدو ضد أطفال فلسطين، ونساء فلسطين، ويرتكب منذ 74 عامًا كلِّ موبقات الإجرام ضد شعبنا الفلسطيني، وعلى وجه التحديد مذبحته الأخيرة في جباليا بحق أطفال عائلتي نجم وأبو كرش معترفًا ومقرًا بهذه الجريمة وما تلاها من اعدامات ميدانية ضد الشباب الفلسطيني في الضفة الغربية.
أجاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس على سؤال أحد الصحفيين في المؤتمر الصحفي الذي أعقب زيارته لألمانيا الدولة التي حاول من خلالها الصحفي استغلال الحدث والدولة ليحرج الرئيس بسؤاله عن عملية ميونخ البطولية التي نفذتها مجموعة أيلول الاسود ضد البعثة الرياضية الصهيونية، ليأتي رد الرئيس أشبه بقنبلة تفجرت متشظية بالعالم بأسره لتحمل المظلمة الفلسطينية وتترك للعالم أنّ ينافق ويكابد الحقيقة، ولا أعتقد أنّ الرئيس الفلسطيني أجاب بهذه القوة عفويًا أو مجرد هجمة مرتدة بل كان جوابه يحمل مظلمة شعبه، ومواجهة مباشرة مع النفاق العالمي الذي يصم آذانه ويغمض بصره ضد الجرائم الصهيونية منذ اقتلاع شعبنا، ويباغت هذا العالم بمسؤولياته التي يتجاهلها تجاه شعبنا الفلسطيني.
ثارت وسائل الإعلام الصهيونية والغربية على تصريح الرئيس أبو مازن انطلاقًا من حصرية الهولوكوست الذي تحاول الحركة الصهيونية أنّ تجعله حصريًا لها، وسيفها الذي تشهره بوجه العالم وكلِّ من يحاول الاقتراب منه أو الجدل فيه، رغم أنه وفق الروايات التاريخية محل جدل دائم ومستمر وأنّ الرواية الصهيونية حول الهولوكوست هي رواية مشكوك في صحتها وفق المؤرخين، وأنّ هذه البقرة المقدسة لا يجب أنّ يقترب لها أحد، فكيف بالرئيس محمود عباس سلط الضوء على الهولوكوست الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني منذ أربعه وسبعون عامًا، لَم يغادر بها يومًا دون جريمة أو جرم صهيوني ضد شعب أعزل يناضل من أجل حقوقه المشروعة دوليًا.
المؤسف بردة الفعل على تصريح الرئيس أنّ هناك من حاول أو يحاول من أبناء جدلتنا أنّ ينتقد الرئيس وتصريحه تساوقًا مع الرواية الغربية والرؤية الغربية، وتدعيم للرواية الصهيونية بشكل غير مباشر، في حين أنّ الرئيس محمود عباس لَم يخطئ ولَم يوجه أيّ إهانة للغرب أو حتى للرواية الصهيونية، ولكنه أسقطها على ما تمارسه الدولة الصهيونية ضد شعبنا، وأنّ مظلوميتهم التي يتسترون خلفها ويشهرون سيفها في وجه العالم، هم من يمارسوها قولًا وفعلًا، ومؤرخة أمام ناظر العالم، ولا يمكن الجدل فيها أو إنكارها أو التنكر لها. فنحن أصبحنا أكثر ميلًا أو البعض منا لمحاولة التناغي مع الرواية الغربية والمزاج الغربي الذي يشارك عمليًا في مذبحتنا وفي الهولوكوست الفعلي الذي تمارسه الدولة الصهيونية ضد شعبنا.
لقد استطاع الرئيس الفلسطيني بتصريح من بضع كلمات أنّ يفجر الجبروت الصهيوني الممارس عسكريًا، وسياسيًا، واقتصاديًا ضد شعبنا الفلسطيني، والتغول ضد الحق الفلسطيني الثابت والتنكر له، وأنّ يجعل شظايا هذه المواجهة تتفجر لتهز أركان هذه الرواية، وهذا العدو.
فهمنا للسياسة إنها فن الممكن، وهذا الممكن الذي نؤمن به إنّ أمن به غيرنا، ولكن في فلسطينيتنا وما يحدث لشعبنا فإن سياستنا يجب أنّ تبنى على غير الممكن، تبنى على المواجهة بكلِّ الساحات والميادين لما يرتكبه هذا العدو من جرم، وأنّ لا نسلم للغرب أو غيره بما يمليه علينا سياسيًا أو يحاول أنّ يسربه لنا كأنه تاريخ مسلم به، ويجب التفاعل معه، وهذه مسؤولية المثقف الفلسطيني الذي عليه أنّ يؤمن بأن الرواية الصهيونية ليست مقدسة وليست مجردة، علينا أنّ نؤمن بها وبقطعيتها، فهي مجرد رواية تاريخية أستندت ليقين وسياسات الحركة الصهيونية لتثبيت أهدافها غير المشروعة في وطننا، وأرتكاب كلِّ الجرائم باسم مظلوميتها المشكوك فيها.
فالرئيس محمود عباس لَم يخطئ ولَم يجافي الحقيقة الساطعة أمام كلِّ العالم، وليس مطلوب منه أنّ يوزن الأمور بموازين الغرب ورؤيتهم، بل هو صاحب مظلومية ورواية فلسطينية، ويسقطها وفق موازين فلسطينيته، وبكلِّ تأكيد أنّ كلِّ شعبنا الفلسطيني كان مع ما أدلى به الرئيس الفلسطيني، بل أنه مثل رؤية وموقف كلِّ فلسطيني على وجه البسيطة.
د. سامي محمد الأخرس



#سامي_الاخرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وحدة الساحات ماذا بعد؟!
- جولة مرت وهدنة معتادة
- النفاق العالمي بين الشعبين الفلسطيني والأوكراني
- استراتيجية النزاع بين العدو الصهيوني والحق الفلسطيني
- زيارة بايدن مأزق أم مدخل لتحالف؟
- نصف قرن ونيف... هل نقول إننا حتمًا لمنتصرون؟!
- حرية تقتلع بالأظافر
- قراءة الواقع شذوذ فكري
- معركة فلسطنة الحزبية وهوية م ت ف
- فلسفة الإنتصار ترسمها وحدة القرار
- ما بعد معركة القدس
- معركة القدس نتائج سياسية وإرادة عسكرية
- منتصر ينتصر
- انتخابات على ظهر بعير
- ولولة انتخابية
- من قتل النسر الأحمر؟!
- سيناريوهات سياسة الضم
- كورونا والسلطة الفلسطينية الاختبار والأداء
- تركيا والعرب
- صفقة القرن ... الجديد القديم


المزيد.....




- البنتاغون: نأخذ بعين الاعتبار إمكانية وقوع معداتنا في أيدي ر ...
- رئيس كوبا يبدأ بزيارة عمل لروسيا
- البنتاغون: القوات الأمريكية والروسية تتمركزان في نفس القاعدة ...
- رئيس إقليم كردستان العراق: أمن إيران من أمن الإقليم
- رمي قاصر بسكين على مستوى الرأس شمال شرق الجزائر
- غوتيريش يحذر: اجتياح إسرائيل لرفح سيكون أمرا لا يحتمل
- وفد قطري يتوجه إلى القاهرة لاستئناف المفاوضات بشأن اتفاق هدن ...
- دبلوماسية الكونياك... ماكرون يهدي الرئيس الصيني مشروبا مميزا ...
- إيلون ماسك يلتقي بالرئيس الأرجنتيني
- هآرتس: خمس قتلى الجيش الإسرائيلي سقطوا بـ-نيران صديقة-


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامي الاخرس - صاروخ العباس