أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامي الاخرس - منتصر ينتصر















المزيد.....

منتصر ينتصر


سامي الاخرس

الحوار المتمدن-العدد: 6890 - 2021 / 5 / 6 - 09:44
المحور: القضية الفلسطينية
    


الإدراك حقيقة لا يمكن إدراكها إلَّا لمن أدركوا الفكرة وعمق جذورها، وبناءً على هذا الإدراك تتحرك الدوافع الإدراكية في الترجمة الفعلية للفعل الحقيقي الذي يعمد ويجسد على الأرض بعيدًا عن أيّ حسابات شخصية أو مسميات تحت دوافع الآنا التّي يمكن أنّ تتجلى في فئة السياسيِّين الذين يتحول إدراكهم لعملية قياس ببند الربح والخسارة أو ببند التوازنات الإستثنمارية في عجلة الآنا.
وعليه فقد أدرك منتصر شلبي الحقيقة التّي تجاهلها الكثير منْ جيوش الساسة الملتحفين بالحزبية التّي لا تبنى على أسس الآنا فتحركت دوافعه وتمرد على واقعه الشخصي ليؤكد أنّ على هذه الأرض ما يستحق التضحية وما يستحق الحياة معًا، مؤمنًا قطعًا بما أدركه من الفكرة الحية في تجلياتها غير المرئية وغير المنظورة في الأعراف السياسية التّي تحيط بنا منْ كلِّ متجهاتها.
في خضم حالة اليأس والإحباط التّي يعيش فيها شعبنا نتيجة تبخر وتلاشي الأمال باستنهاض الحالة التصحيحية لمسارات التصحيح الوطني، وإعادة البوصلة لمسارها واتجاهها الصحيح، وولولة المنقسمين والمتقاسمين لمكونات الوطن، والمتناكفين في الحالة الوطنية، واضمحلال فكرة التغيير الديمقراطي الشعبي التّي وضعت أمام شعب لا يمتلك شيء في وجه التيار السياسي الداخلي، ووجه العدو الذي يضرب بكلِّ الإتجاهات، ويحاصر ويناور في القدس لاستكمال عمليات التهويد واقتلاع ما تبقى منْ أهلها أبناء شعبنا، والملحمة البطولية التّي يقدمها أبناء القدس كان لابد منْ تصحيح مسار الإدراك والفكرة، ولا بد منْ العودة منْ جديد لخيار الإنبعاث منْ جديد ولكن هذه العودة كانت تنتظر فارسًا ورجلًا يترجل عن صهوة المناكفات والتقاسم واللعثمة ليعيد للمسار وللبوصلة اتجاهها، فلم تجد الفكرة إلَّا منْ انتصر لها وانتصر معها على قهر الإرادة، وقهر الإنسان المثخن بالآلام.
خرج منتصر هذا الشاب الذي يعيش في أجواء مهيئة للحياة الإجتماعية الكريمة، حيث إنه أحد رجال الأعمال الناجحين في مسيرته العملية، ويحمل جنسية أكبر دول العالم أيّ يتمتع بهامش حرية لا يتمتع به إلَّا القلائل في هذه المعمورة ليقول لنا جميعًا كفى هراء... نعم كفى هراء ... وكفى ابتلاء ... ويحمل إدراكه وإرادته متمردًا على نفسه وعلى جميع ضوابط المنطق الحياتي ويفرض نظرية الضابط الوطني والحدس الوطني الذي يقف في وجه الجميع ويسير بهذه الأجواء نحو منحى آخر، نحو التأكيد على أنّ هذا هو عدونا، وهذه هي معركتنا، وهذا ما يجب فعله وصياغته كأولوية أولى في كلِّ زمان ومكان، والوقوف بوجه كلِّ منْ يحاول حرف بوصلة معركتنا الأهم والأكثر أهمية، ومجابهة النفس قبل مجابهة الأطماع والمصالح الآنية، وقتل الآنا أمام الوطن.
منتصر هو أحد الوطنيِّين الذين أمنوا بالقياس النسبي لمستوى المعركة ورسم ملامح الضربة بواقعية المقاتل وحنكة المفكر فوجه رصاصاته للمستوطنين الذين يتغولوا على قرانا وأهلنا في الضفة الغربية والقدس، وأصبحوا الأداة التّي تحاول رسم معالم الإستفزاز الوطني لجماهير شعبنا، وبغض النظر عن النتائج البشرية للعملية إلَّا أنّها حققت أعظم ممّا يظن الجميع وأكبر ممّا يتوقع الجميع وهذا ليس اجتهادًا أو عاطفةً بل هو واقع التوقيت والنتائج منْ يتحدث ويؤكد ذلك منْ خلال التالي:
أولًا: توقيت العملية الزمني الذي جاء في أعقاب القمع لجماهير شعبنا في القدس وهبة أهلنا التّي تحدت صلف وعنجهية الاحتلال وقطعانه.
ثانيًا: خيبة الأمل الشعبية التّي أحاطت وتغولت لشعبنا بعد انفكاك مرحلة الأمل الشعبي بإمكانية التغيير عبّر صندوق الانتخابات.
ثالثًا: حالة التبارز والتناكف التّي تسيطر وتهيمن على واقعنا وشارعنا الفلسطيني شعبيًا وسياسيًا، وتحول النضال لمسيرات تخوين وتكفير ومزايدات.
رابعًا: طبيعة ومكانة المنفذ الإجتماعية والإقتصادية والمجتمعية والصفات الذاتية التّي يتحلى بها، فهو ليس شابًا محبطًا أو يعاني منْ ضيق العيش أو اليأس منْ الحياة وسبلها، بل يمتلك كلِّ مقومات الحياة الرغيدة والهنيئة.
خامسًا: روح التضحية وفكرة التضحية التّي أعاد لها الإعتبار منْ جديد كفارسٍ يؤسس لمعنى التضحية بكل تجلياتها وصورها.
هذه العوامل استطاعت أنّ تحقق إنتصار فعلي لدى شعبنا وتحقق نتائج عظيمة على أرض الواقع بل هي مؤشر خطير لدولة الإحتلال التّي ستعيد النظر في عقيدتها الأمنية وتصورها الأمني بعد هذه العملية، وتعيد رسم حساباتها وفق وقائع جديدة لّم تعدها من قبل، فهي أمام عمل نوعي ومنْ نوعية أخرى، وإنّ كانت دولة الإحتلال ستتعلم وتفهم رسالة المنتصر (منتصر) يبقى السؤال هل تفهم قيادتنا السياسية، وقيادتنا الحزبية والفصائلية رسائل المنتصر (منتصر)، وهل يفهم المثقفون هذه الرسالة؟
بكلِّ الحالات لا يبدو أنّ أحد ممّا ذكرتهم سيفهم الرسالة أو الرسائل التّي حملها منتصر منْ خلال عمليته البطولية العظيمة، لأنّ هذه الفئات الثلاث لّم تعد ترى إلَّا حزبيتها وضيق أفقها، ونظرية الآنا التّي تسيطر على تفكيرها وعقلها المفكر، ولذلك لن تدرك ما أدركه منتصر، ولن تدرك ما فعله منتصر لأنّها غائبة عن الوعي الوطني منذ عقود، لا يصل لمسامعها إلَّا حصد الفاتورة سياسيًا ومصلحيًا لبناء استراتيجية الحزب والسلطة والحكم، والإستمرار في غرس بذور الفرقة والفتنة وتوسيع دوائر الإنقسام والإقتسام، أما الفئة الثالثة وهي المعول الذي كان يفترض عليه اجتثات الحشائش الضارة لّم يعد يمتلك إلَّا نفس النزق والآنا التّي سجنته بحزبيته المقيته فتحولت ثقافته وقلمه وفكره لبضاعة في سوق الحزبية، مثقف السلطان أو مثقف الحزبية الذي لا يغادر مربعها بما إنّها تحقق له مكتسبات الآنا فأصبح أبعد عن الوطن وأقرب لمصالحه وحزبيته.
فقد عاد المنتصر (منتصرًا) مدركًا للحقيقة وللفكرة وربما كان هذا الإدراك هو منْ دفعه للبقاء صلبًا في مواجهة مصيره وحيدًا، وخرج للمحتل صارخًا بوجههم لن تدفنوني بالتراب بل سأبقى شاهدًا وشهيدًا حيًا أمامكم وأمام شعبي لربما تبدأ فكرة المنتصر بالنبت الصالح في بيئة غير صالحة تعيد ثمار الإدراك وجادة الصواب لهؤلاء المتصارعين على الآنا.
فمنتصر لّم يسقط بل ولد من جديد في ذاكرة شعبنا وأسس لفكرة الإنتصار للأجيال التّي حاولوا حرف بوصلتها، وأعاد تكون ملامح التضحية منْ أجل الوطن ولأجل رسم خارطة البقاء.



#سامي_الاخرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتخابات على ظهر بعير
- ولولة انتخابية
- من قتل النسر الأحمر؟!
- سيناريوهات سياسة الضم
- كورونا والسلطة الفلسطينية الاختبار والأداء
- تركيا والعرب
- صفقة القرن ... الجديد القديم
- اغتيال قاسم سليماني عُرف عصابات
- الجهاد الإسلامي اشتبك وانتصر
- الانتخابات الصهيونية والرومانسية الفلسطينية
- قراءة وليس نقد
- السودان والمستقبل المدني
- معركة الأيديولوجيا
- متطلبات وقف الإتفاقيات مع دولة الكيان الصهيوني
- المقاومة بين الإستراتيجي والتكتيك
- مصر ورسائل الأمن
- مؤتمر البحرين عوار فلسطيني
- ثلاث حكومات في الربيع
- اليسار السوداني يقود ثورة فعلية
- المقاومة مشروع متكامل


المزيد.....




- -حماس- تعلن تلقيها رد إسرائيل على مقترح لوقف إطلاق النار .. ...
- اعتصامات الطلاب في جامعة جورج واشنطن
- مقتل 4 يمنيين في هجوم بمسيرة على حقل للغاز بكردستان العراق
- 4 قتلى يمنيين بقصف على حقل للغاز بكردستان العراق
- سنتكوم: الحوثيون أطلقوا صواريخ باليستية على سفينتين بالبحر ا ...
- ما هي نسبة الحرب والتسوية بين إسرائيل وحزب الله؟
- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامي الاخرس - منتصر ينتصر