: روسيا تحديات صعبة واهمية الخيار الاشتراكي لها

نجم الدليمي

الحوار المتمدن-العدد: 7236 - 2022 / 5 / 2 - 14:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

** ان الحرب الوطنية العظمى والعادلة للشعب السوفيتي للمدة 1941-1945 بالضد من النازية الالمانيه اللقيط والوريث الشرعي للنظام الامبريالي، وحلفائها المتوحشين، كان التأيد لها من قبل الشعب السوفيتي هو 100 بالمئة،وتم تحقق الانتصار على النازية من خلال وحدة الشعب السوفيتي مع الجيش الاحمر وتحت قيادة الحزب الشيوعي السوفيتي بقيادة ستالين،هذا النظام الذي حقق وسحق النازية في عقر دارها وحرر شعوب اوربا والعالم من هذا الطاعون الاصفر، وستحل الذكرى ال 77 للانتصار على النازية في (9-5-1945-- 9-5-2022) ، انه انتصار عكس ويعكس قوة وافضلية الاشتراكية في الاتحاد السوفيتي. لقد كان الثمن البشري باهظا لتحقيق النصر، نحو 32 مليون شهيد، ناهيك عن الكلفة المادية.ان الشعب السوفيتي،، والجيش الاحمر والحزب الشيوعي السوفيتي بقيادة ستالين، هو من حقق الانتصار الكبير على النارية الالمانيه لصالح امن واستقرار الشعوب في العالم، ويعد هذا الانتصار الذي غير اللوحة السياسية في العالم وظهر المعسكر الاشتراكي بقيادة الاتحاد السوفيتي واصبح قطبا حقق التوازن والاستقرار على الصعيد العالمي.

** ان العملية العسكرية الروسية الخاصة التي بدأت في 24-2-2022 بهدف تحرير شعب الدونباس من الهيمنة والقهر والاستعباد من قبل النظام النيوفاشي - النيونازي في اوكرانيا، والذي شن حرباً غير عادلة ضد جمهوريتي لوغانسك ودانيسك في شباط-2014 حتى 23-2-2021، وكانت الخسائر البشرية لجمهوريتي لوغانسك ودانيسك اكثر من 15000 شهيد واكثر من 50000 جريح ومعوق للفترة المذكورة ناهيك من ان النظام النيوفاشي - النيونازي قد استخدم سياسة الارض المحروقة ضد شعبي دانيسك ولوكانسك وتم تدمير البنى التحية بشكل مرعب، واسلوب انتقامي من قبل النظام النيونازي الحاكم في اوكرانيا ضد الدونباس ، والمدعوم من قبل امبراطورية الشر والكذب والاجرام والناتو ودول اقليمية اخرى تكن العداء للشعب السوفيتي - الروسي، وهذا العداء هو تاريخي قبل ثورة اكتوبر الاشتراكية العظمى وبعد ثورةاكتوبر الاشتراكية العظمى عام 1917 حتي عام 1991.ان العداء تم تخفيفه اتجاه الشعب السوفيتي -- الروسي فقط خلال فترة خونة الشعب والفكر والحزب الشيوعي السوفيتي غورباتشوف وفريقه المرتد والرئيس بوريس يلسين المخمور دائماً، اي للمدة1985-1999 بالدرجة الأولى وكذلك استمر ايضاً لفترة اخرى نسبياً، من2000-2006 وفي عام 2007 وفي مؤتمر ميونيخ وفي خطاب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والذي انتقد النظام العالمي القطب الواحد... ودعا الى نظام عالمي متعدد الاقطاب...، ولكن النهج الاقتصادي والاجتماعي للمجتمع الروسي منذ عام 1992 ولغاية اليوم هو نهج ليبرالي بامتياز ولم يكن في خدمة الغالبية العظمى من الشعب الروسي بل لخدمة الاوليغارشية الروسية بالدرجة الأولى ، ومن هنا يكمن الخطر على مستقبل النظام في موسكو، ومن اجل ان يحقق الانتصار في العملية العسكرية الروسية الخاصة يتطلب ابعاد الليبراليون والاصلاحيون المتوحشون من السلطة وخاصة في الميدان الاقتصادى والمالي، و الطابور الخامس وعملاء النفوذ والليبرليون المتطرفون والاصلاحيون المتوحشون في الداخل هم القوى المؤيدة للغرب الامبريالي بزعامة الامبريالية الاميركية ولكن دورهم وسط الجماهير ضعيف وغير مؤثر، ومن اجل تحقيق الانتصار يتطلب تغيير النهج الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والقيام بتأميم القطاع الصناعي وخاصة الصناعات الاستراتيجية، تأميم النفط والغاز والفحم..... وعودة مجانية التعليم والعلاج والسكن، وتغيير جذري في المناهج الدراسية من رياض الاطراف حتى الجامعات والمعاهد الروسية وتعزيز دور ومكانة الدولة في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والمالية وتعزيز الرقابة الشعبية على نشاط السلطة التنفيذية والتشريعية والقضائية والاعلامية...

**ان العملية العسكرية الروسية الخاصة اتجاه تحرير الدونباس هي مشروعة لان اكثر من مليون مواطن روسي في جمهورية دانيسك ولوكانسك.... والشعب في الدونباس تعرض ويتعرض لسياسة الانتقام والتمييز وظهور النزعة النيونازية ضد شعب الدونباس، وان الرئيس الاوكراني بروشينكو لم ينفذ اتفاقية مينسك الاولى خلال فترة حكمه 2014-2019، وكذلك الرئيس الاوكراني زيلينسكي المتهم بتعاطي المخدرات لم يلتزم بتنفيذ اتفاقية مينسك الثانية التي وقع عليها في باريس بحضور المانيا وفرنسا وروسيا. ان المسؤول الأول عن اشعال الحرب غير العادلة ضد جمهوريتي لوغانسك ودانيسك هو القومي المتطرف ترجينوف وكذلك بروشينكو زيلينسكي، وهؤلاء جميعهم مشاريع اميركية - بريطانية، وهم كانوا ولا يزالون ادوات طيعة ومنفدة لتوجيهات اميركا وبريطانيا والناتو في استمرار الحرب بالضد من تطلعات الشعبين الشقيقين الروسي والاوكرايني.

** ان العملية العسكرية الروسية الخاصة اتجاه تحرير الدونباس والشعب الاوكرايني تحضى بدعم شعبي بنسبة 80 بالمئة من الشعب الروسي، وان الحرب المعلنة من قبل اميركا وحلفائها المتوحشين وهم 40 دولة، ضد الشعب الروسي في الميدان الاقتصادى والمالي والدبلوماسي والثقافي والاعلامي وحتى في ميدان الرياضة... قد فشلت ولن تؤثر كثيراً على الشعب الروسي، بالرغم من ارتفاع أسعار السلع الغذائية والدوائية والخدمات بنسب مختلفة ما بين 30- 50 بالمئة وبعض السلع اكثر وهناك رقابة من قبل الحكومة الروسية على السوق الداخلية ولكن لم يكن بالمستوى المطلوب يحتاج تعزيز اكثر لدور الدولة في تدخلها في الميدان الاقتصادى والمالي ووووو.

** ان الحرب الوطنية العظمى والعادلة للشعب السوفيتي للمدة 1941-1945، كانت ضد النازية الالمانيه اللقيط والوريث الشرعي للنظام الامبريالي العالمي بزعامة الامبريالية الاميركية وتعاونت دول الغرب الامبريالي ضد الشعب السوفيتي ضد الاتحاد السوفيتي ضد النظام الاشتراكي، وهي حرباً كانت تحمل طابعاً ايديولوجيا واقتصادياً وسياسياً بهدف تقويض النظام الاشتراكي في الاتحاد السوفيتي ولكن فشلت القوى النازية في تحقيق هدفها. اما العمليه العسكرية الروسية الخاصة لتحرير شعب الدونباس، والشعب الاوكرايني من النارية الجديدة تدور بين روسيا الاتحادية، الدولة ذات التوجه الراسمالي بالضد من المعسكر الامبريالي بزعامة الامبريالية الاميركية والناتو....، اي ان الحرب تدور في اطار النظام الراسمالي العالمي من حيث المبدأ، ولكن القيادة الروسية قد ادركت ان موقعها في العالم الراسمالي غير مرغوب فيه ودخلت في تنافس كبير مع العالم الراسمالي من اجل ايجاد دور لها في النظام العالمي والغرب الامبريالي العالمي لن يعطي لها دوراً أساسياً في النظام الراسمالي العالمي.

## على الشعب السوفيتي -- الروسي ان يتذكر ما قاله المفكر والشاعر خاجان نصر الدين عن روسيا اذ قال (( عندما تتوجه روسيا نحو الغرب تصبح اشبه ببغاء او قرد، وعندما تتوجه نحو الشرق تصبح كالذئب او الدب)). ( 1). في تقديرنا ومن القاء نظرة فاحصة على هذه المقولة الهامة ولتحليل مضامينها وابعادها الفلسفية والسياسية والايديولوجية والاقتصادية والاجتماعية نستطيع أن نقول ان فكرة المفكر خاجان نصر الدين تحمل طابعاً مجازيا لها مصداقية بواقع روسيا اليوم وهي في خيارين رئيسين وهما:
:
الخيار الاول :: عندما تتوجه روسيا نحو الشرق تصبح دولة عظمي، دولة قوية سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وايديولوجيا وعسكريا وهذا ما تحقق للمدة 1917- 1985.! خير دليل وبرهان على ذلك.

الخيار الثاني :: يؤكد المفكر خاجان نصر الدين عندما تتوجه روسيا نحو الغرب تفقد دورها وهبيتها وتضعف قوتها الاقتصادية ثم العسكرية وهذا ما حصل في حكم خونة الشعب والفكر والحزب من قبل غورباتشوف وفريقه المرتد للمدة 1985-1991 وفي زمن بوريس يلسين المخمور دائماً للمدة 1992-1999. واصبحت روسيا الاتحادية في زمن يلسين تنفذ توجيهات صندوق النقد الدولي والبنك الدولي 100 بالمئة وتحولت روسيا الاتحادية الى اشبه بالمستعمرة للغرب الامبريالي بزعامة الامبريالية الاميركية وحلفائها المتوحشين.
** نعتقد، ان( ثوب) روسيا هو ( ثوبا) وتوجها وطنياً ويساريا - اشتراكيا فروسيا لا يمكن ان تصبح دولة عظمي سياسياً واقتصادياً وايديولوجيا وعسكريا الا من خلال تبنيها للاشتراكية كنظام سياسي واقتصادي واجتماعي وهذا ما اكدته واثبتته وزكته الحياة وبالملموس منذ ثورةاكتوبر الاشتراكية العظمى في عام 1917 ولغاية عام1985.(2)

## المصادر :؛
: 1- جريدة زافترا ( الغد) ، العدد 39، ايلول، السنة ، 2000 باللغة الروسية.
2 ـ د.نجم الدليمي، روسيا والخيارات الصعبة، مجلة حوار الفكر فصلية فكرية تصدر عن المعهد العراقي لحوار الفكر، بغداد، العدد 34-35،ص،47-48، 52-53.

#نجم_الدليمي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات