أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نصار محمد جرادة - صالون هدى














المزيد.....

صالون هدى


نصار محمد جرادة
(Nassar Jarada)


الحوار المتمدن-العدد: 7187 - 2022 / 3 / 11 - 18:05
المحور: الادب والفن
    


بسيناريو ركيك ضحل ولغة سوقية وحوار هابط وإنتاج ضعيف فقير لمخرج ثانوي صغير - من وجهة نظرنا - يبحث عن الشهرة والإبهار وإثارة الغرائز ودك الركائز التي يقوم عليها مجتمع مصلوب محافظ كمجتمعنا أكثر مما يبحث عن انجاز عمل فني سينمائي حقيقي راق يعالج مشكلات ومآسي الواقع الفلسطيني تحت الاحتلال المجرم الجائر يعود إلينا مجددا السيد هاني أبو أسعد الفلسطيني الأصل الهولندي الجنسية والغربي الثقافة والهوى بفيلم صادم عجيب مشوه مشبوه قد ينسب ظلما وجورا للسينما الفلسطينية التي ما تزال تحبو ، يبدأ المشهد الرئيس للفيلم في التدفق من صالون حلاقة نسائي بمدينة بيت لحم بالضفة الفلسطينية المحتلة حيث يدور حوار عادي بسيط تافه نوعا ما بين امرأتين إحداهما صاحبة محل كوافير مطلقة منحلة ذات تجارب جنسية وعلاقات متعددة والثانية زبونة شابة مستهدفه متزوجة حديثا من شاب سطحي غر ، وهناك في الصالون المشبوه المرصود من عناصر المقاومة يتم تخدير بعض الفتيات المنتقيات بعناية من المترددات على الصالون بواسطة شرب فنجان قهوة يحتوي على مخدر قوي سريع المفعول قبل تعريتهن من كامل ملابسهن الخارجية والداخلية وتصويرهن فوتوغرافيا بكاميرا فورية ( Polaroid ) على سرير مخصص لهذا الغرض في غرفة ملحقة بالصالون كل على حدا في أوضاع مخلة رفقة شاب عاري ساقط غريب عنهن والضغط عليهن وابتزازهن بواسطة تلك الصور من صاحبة المحل لهدف واحد وحيد وهو العمل لصالح المخابرات الإسرائيلية ، هذه الأخيرة التي سبق لها وأن قامت بتجنيد صاحبة الصالون بعد أن تم ضبطها في علاقة شائنة مع شخص ما !! .

وبعد : نعتقد جازمين أنه قد كان بمقدور مخرج العمل السينمائي أن يقدم فكرة الفيلم بشكل أرقى وأسمى وأعمق ولكنه آثر الإسفاف والسطحية وأنه كان بمقدوره أيضا أن يبتعد تماما عن التصوير البورنوغرافي الفاضح الصادم في مشهدين على الأقل ، الأول هو مشهد تعري الفتاة والشاب التام في بداية الفيلم والثاني هو مشهد دس عنصر المقاومة المكلف بالتحقيق ليده في صدر العميلة لإخراج صورة من صور المضبوطات الموجودة على طاولة التحقيق والتي كانت قد أخفتها خلسة بحسب السيناريو الركيك بدلا من طلب ذلك منها ، وقد كان التصوير الإيحائي أو الرمزي يكفي لتخيل الحاصل من مشاهد ذكي خصوصا في المشهد الأول بدلا من خدش حياء العموم ، وكل من قد يشاهد الفيلم من البسطاء في عالمنا العربي ربما سيتخيل مجتمعا فلسطينيا ممزقا سافلا مخترقا بالكامل أو على نطاق واسع ، مجتمعا بلا ضوابط أو أخلاق وهو ما ينافي الحقيقة والواقع !! .

وقد جرى إظهار العميلة صاحبة الصالون بمظهر المرأة الذكية الحاذقة صاحبة الشخصية القوية التي ترد على السؤال بسؤال أثناء الاستجواب والتحقيق والتي لا تهاب الموت ولا تستجدى العفو والمغفرة في الوقت الذي تم فيه إظهار كومبارس التصوير العاري بمظهر الفتى الجبان الرعديد ، وفي ذلك تناقض عجيب غريب !! .

وقد أظهر الفيلم الإنسان الفلسطيني حينا بمظهر الذئب المفترس الغادر وحينا آخر بمظهر الضحية لأخيه الفلسطيني بدلا من التركيز على كون كليهما ضحية لمحتل سافل لا يتورع عن استعمال أحط الوسائل القذرة لتحقيق غاياته الدنيئة ومنها بلا شك إضعاف مناعة هذا الشعب ، تفتيت جبهته وتبديد صموده ، جعله سائبا رخوا بلا قيم نبيلة أو أهداف حقيقية سامية !! .

وقد تطرق الفيلم لوجود عملاء صغار في مجتمع بشري ككل المجتمعات ولم يشر أو يومئ على الإطلاق للحيتان الكبار ، لمن قسموا ونهشوا فتات وطن ، لمن يسرقون قوت الغلابة وموازنات صمودهم بحجج ومبررات شتى ، لمن دمروا حاضر الناس وضيعوا مستقبلهم ، لمن أثروا ثراء فاحشا بلا سبب حقيقي هم وعوائلهم ، لمن يقودون الشعب نحو الهاوية وإلى نهايات يريدونها حتما غير سعيدة ، نهايات تخفي القبح المستتر الكامن وراء تبوئهم مواقعهم ومناصبهم التي حازوها غصبا أو تحايلا !!.

وختاما نقول : إن القيمة الفنية الحقيقية لأي عمل سينمائي هادف غير كوميدي محض أو ترفيهي خالص تكمن في فكرته ، قصته وعبرته التي يراد إيصالها للجمهور دون إسفاف أو ابتذال ولا خير يرجى من عمل فني غرائزي بحت يتجاوز الفكر الحقيقي العميق ويسطحه ، لا خير يرجى في الخروج الفج على منظومة القيم الأساسية السائدة خصوصا وقت الحروب والصراعات الكبرى والأزمات ، وكان الله في عون ذوي وأبناء من تعروا في الفيلم لقاء نجاح وهمي ، مجد زائف ودراهم معدودات !! .



#نصار_محمد_جرادة (هاشتاغ)       Nassar_Jarada#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عودة الدب الروسي التائه الضال
- ضربة معلم
- عبيد وعبّاد
- فقدنا الأرض ونفقد الإنسان
- ألف غرق وغرق
- الغول
- جماهير القيادة وقيادة الجماهير
- قيادات الصدفة والنحس الوطني
- خفايا الأمور وبواطنها
- عن الجنس والحب والرق والسبي والاغتصاب
- مناجاة
- جناب اللواء المتقاعد
- إلى متى تجاهل المتقاعدين قسرا ؟
- الجنة هاهنا ... الجنة مسروقة
- المركز العمودي للإدارة الذاتية
- تبا وسحقا وبعدا
- احترام القرارات والقوانين لا يكون بتحنيطها وتقديسها بل بتعدي ...
- عن التقاعد المبكر للعسكريين
- المرشد والقطيع
- عثمان بن عفان في الميزان


المزيد.....




- الإعلان الأول حصري.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 159 على قصة عش ...
- أكشاك بيع الصحف زيّنت الشوارع لعقود وقد تختفي أمام الصحافة ا ...
- الكويت.. تاريخ حضاري عريق كشفته حفريات علم الآثار في العقود ...
- “نزلها لعيالك هيزقططوا” .. تردد قناة وناسة 2024 لمتابعة الأغ ...
- تونس.. مهرجان الحصان البربري بتالة يعود بعد توقف دام 19 عاما ...
- مصر.. القضاء يحدد موعد الاستئناف في قضية فنانة سورية شهيرة ب ...
- المغربية اليافعة نوار أكنيس تصدر روايتها الاولى -أحاسيس ملتب ...
- هنيدي ومنى زكي وتامر حسني وأحمد عز.. نجوم أفلام صيف 2024
- “نزلها حالًا للأولاد وابسطهم” .. تردد قناة ميكي الجديد الناق ...
- مهرجان شيفيلد للأفلام الوثائقية بإنجلترا يطالب بوقف الحرب عل ...


المزيد.....

- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نصار محمد جرادة - صالون هدى