أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نصار محمد جرادة - عن الجنس والحب والرق والسبي والاغتصاب














المزيد.....

عن الجنس والحب والرق والسبي والاغتصاب


نصار محمد جرادة
(Nassar Jarada)


الحوار المتمدن-العدد: 6961 - 2021 / 7 / 17 - 00:51
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ارتباط ممارسة الجنس بالحب والمشاعر الراقية السامية والإرادة الحرة والإدراك السليم الواعي أفضل وأكرم - عندي وبالتأكيد عند كل ذي لب ناضج وإنسانية صادقة وأخلاق - من ارتباطه بالجبر والإكراه أو بالاحتياج الغرائزي البحت تحت أي مسمى أو مبرر قانوني أو ديني أو عرفي أو اجتماعي ، فالمرأة التي تمارس الجنس مضطرة أو مكرهة لا يختلف واقعها الشعوري عن تلك التي تتزوج مرغمة بمن لا تحب وبمن لا يناسبها عمرا ويكافئها مكانة ويوازيها فكرا وثقافة ، ويستحيل أن تشعر بالسعادة أو الرضا في حياتها ، الرضا عن نفسها وكذا عن الآخرين ، ويستحيل أيضا أن تندمج أو تنصهر تماما في محيطها الأسري وكذا في محيطها الاجتماعي القريب .
تقودني هذه المسلّمة التي أؤمن بها إيمانا مطلقا يوازي إيماني بربي وخالقي للتفكير طويلا ومليا بالنسوة الضحايا اللائي كن يتعرضن لحظهن العاثر ونحس أقدارهن على مدار تاريخنا العربي الزاهر بشقيه الجاهلي والهجري للرق والسبي والاغتصاب وما أكثرهن ، بكل ما تحمله تلك الأفعال من قهر وإذلال وامتهان لجسد المرأة وكرامتها وعفتها بذرائع شتى وبمبررات واهية زائفة صنعها الفقه الذكوري العنتري الغالب العفن ، المتعطش الشبق ، المتدثر بالدين !! .
وإذا كنا اليوم كما الأمس قادرين على فهم وتكييف وتجريم فعل الزنا كعلاقة جنسية كاملة تتم بين طرفين خارج إطار الزواج الديني أو المدني ، فإننا بحيادية كاملة وبوعي تام نعجز في زماننا الحاضر هذا عن تبني أو تبرير أي قاعدة أو فعل يبيح الرق وتملك إنسان قوي قاهر لآخر ضعيف منهزم فضلا عن إكراهه معنويا أو ماديا على ممارسة الجنس كمفعول به بأي صورة من الصور !! .
إنني عند تفتيش غائص عميق دقيق متخيل مفترض في نفسية امرأة ما تم سبيها وتسليعها واغتصابها إثر حصول انهزام عسكري لقومها وتشتت قسري لكيانهم الاجتماعي الذي كان قائما أجد غالبا أمّاً معطاءة مضحية ساهرة على راحة أبناء هانئين أو بنتا مدللة لأب حان أو أختا عزيزة لأشقاء كرام شداد أو زوجة مصانة لرجل فاضل وجيه أو رئيس عشيرة أو حي أو قوم وأجد أيضا ندوبا وجروحا نفسية غائرة لا يمكن أن تندمل أو تشفى مهما عظم التبرير وتقدس أو تقادم الزمن !! .
وبعد : لأن السبية لا تملك حولا ولا قوة فهي لا تستطيع أن تختار سابيها أو أن تخالف إرادة من وقعت في سهمه أو من اشتراها من السوق أو من وهبها للغير أو أهداها ، ولا سقف أعلى أو عدد محدد لمثل هذه التصرفات الهجينة ، فهي قد تبيت عند رجل وفي الصباح التالي تجد نفسها في متاع رجل غيره ، وهي مجبرة معنويا وماديا على الرضوخ لمطالب سيدها وتنفيذ رغباته ونزواته الجنسية أيا كانت وبالتالي فهي لا يمكن إلا أن تكون مغتصبة !! .
وحق لكل ذي لب ناضج أن يتساءل :
كيف يصح ويحسن إسلام طفل مسترق نجا من الموت بأعجوبة لأنه كان صغيرا وفي غير زمرة المقاتلين ، وهو يرى أمه أو أخته السبية تباع وتشترى كسلعة في الأسواق وتتحسس مفاتنها أيادي ضباع بشرية ونخاسون , أو طفل اختطف واسترق وأخصي عمدا ليظل طول حياته في خدمة الحريم !! .
وكيف يصح ويحسن إسلام سبية قتل أخوها أو أبوها أو زوجها في معركة دفاع دموية قاسية عن الذات والحمى والأهل والعرض ، وكيف تصفو نفسها وترق مشاعرها لمن سباها وتسرى بها بعد أن الحق بها وبأهلها وقومها كل ذلك الأذى والدمار المعنوي والعار !! .
وكيف لمسلم عاقل حر أبيّ غيور كريم أن يتقبل شرعة السبي أو معاملة بالمثل لحريمه ونساء قومه إذا حصل وقدر الله له ولهم انهزام أمام الأعداء في معركة ما اجتيحت فيها الديار وتحطمت الحصون !! .
وبعد : ما أحوجنا اليوم إلى مراجعة ومساءلة ومحاكمة كثير من نصوص تراثنا المقدس البالي بهدف إحداث التغيير الطوعي النوعي اللازم للارتقاء بالفكر والمنطلقات والسلوك في ضوء تفتق وعي خاص عميق لدي الأجيال الشابة المثقفة بأن تغيّر شكل واقعنا المعاصر وكثير من سلوكياتنا البربرية المؤصلة تاريخيا لم يكن عائد أبدا إلى إنسانية طافحة زائدة لدينا أو متجذرة فينا أو إلى احترام حقيقي طوعي ذاتي لحقوق المغايرين المخالفين لنا أو المختلفين معنا ولكن بسبب تراجع ظل سلطاننا وظروف دولية محيطة قاهرة ضاغطة وغلبة الأقدار !! .



#نصار_محمد_جرادة (هاشتاغ)       Nassar_Jarada#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مناجاة
- جناب اللواء المتقاعد
- إلى متى تجاهل المتقاعدين قسرا ؟
- الجنة هاهنا ... الجنة مسروقة
- المركز العمودي للإدارة الذاتية
- تبا وسحقا وبعدا
- احترام القرارات والقوانين لا يكون بتحنيطها وتقديسها بل بتعدي ...
- عن التقاعد المبكر للعسكريين
- المرشد والقطيع
- عثمان بن عفان في الميزان
- الحروب الهلالية
- لم لا يحترمنا العالم ولا يقيم لنا وزنا ؟
- أرخص احتلال بالتاريخ
- هنا فلسطين : حيث لا عدل ولا شبع ولا مقاومة ولا تحرير !!
- يا قدس إنا واهمون
- جحيم لاعشوائي مقصود
- لنحاكم الحلاج من جديد
- بسم الله يبدأ الكذب و بالله أكبر يبدأ التدمير و الذبح
- مهالك ومشيخات التخلف والاستبداد والقرون الوسطى
- Something is wrong


المزيد.....




- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نصار محمد جرادة - عن الجنس والحب والرق والسبي والاغتصاب