أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نصار محمد جرادة - ضربة معلم














المزيد.....

ضربة معلم


نصار محمد جرادة
(Nassar Jarada)


الحوار المتمدن-العدد: 7170 - 2022 / 2 / 22 - 18:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في عالم ظالم منحاز ، لا يعترف بقوة الحق بل بحق القوة ، عالم لا تحكمه الأخلاق بتاتا بل المصالح والمطامع والشهوات ، يبهرني هذا الأداء القوي العالي المستوي ، سياسيا وأمنيا وعسكريا واستراتيجيا لقيادة فريدة تجمّل واقع شعبها وحاضره ، تصنع التاريخ والمستقبل ، قيادة ذكية رصينة واعية تحترم ذاتها ، تعلي من شأن وطنها وتحافظ على مصالحه المقدسة وتبذل في سبيل تحقيق ذلك الغالي والنفيس ، تناور حينا - إن اقتضى الأمر - باحتراف منقطع النظير وتسلّم بوجود العثرات والخيبات ولكن لا تقبل ببقائها وباستمرار حصولها ، قيادة جريئة واضحة لا تكذب على شعبها أو تنافق وتتذلل للخصوم والأعداء ، قيادة لا تتوارى خلف مبررات حال سيئ مريض أو مهترئ بل تبادر إلى شن هجوم مدروس فاعل مؤثر دفاعا عن حياض أرضها ، عزة شعبها وأمنه ومستقبل أبنائه ، قيادة منتخبة شرعيتها حقيقية متجددة ، قيادة محترفة واعية فرضت احترامها على الجميع ، الخصم والعدو قبل الموالي والصديق ، قيادة يجب أن تتعلم منها قياداتنا القميئة المفعول بها بامتياز في كل مكان من مضاربنا الكالحة أصول اللعب ، مكامن الضرب والإيلام ، كيفية صناعة الأهداف وتسجيل النقاط ، معنى البقاء في الميدان والتمترس مليا بقوة لآخر نفس لا التخفي والهرب فضلا عن كل معاني الوطنية والكرامة والانتماء !! .

وبعد : صحيح أن روسيا الدولة الكبيرة العريقة وريثة الاتحاد السوفيتي العظيم والمهاب ( سابقا ) تنتمي عموما لذات الثقافة والعقيدة الدينية الذي ينتمي إليهما العالم الأول الغربي الذي تتزعمه حاليا الولايات المتحدة الأمريكية وهو ما لم يمنع أو يحل دون سعي هذه الأخيرة بكل السبل لإضعاف وتقسيم وإلحاق روسيا ونهب مقدراتها وربما تدميرها تماما لو تسنى ذلك ، وقد كان ذلك مفهوما ومقبولا نوعا ما يوم كان الخلاف الأيدلوجي على أشده بين المعسكرين الكبيرين المتنافسين الاشتراكي والرأسمالي أما اليوم فلا ، لأن ذلك إجرام خالص وتجاوز خطير لكل قيم الإنسانية والشراكة والتعايش بين الأمم والشعوب التي يجب أن يبنى عليها الواقع الدولي المعاصر في القرن الحادي والعشرين ، ولا نكاد نجد في الوقت الراهن مبررا منطقيا معقولا لكل تجاوزات الغرب الرأسمالي المتوحش على المستوى الدولي سوى الرغبة في الاستفراد بالصين القوة العالمية الصاعدة وفرملة تقدمها الصناعي والاقتصادي القوي السريع والفريد بعد محاصرة وإفقار والهاء وإضعاف روسيا ومنعها من التأثير في مجريات الأحداث دوليا وهو ما تدركه جيدا القيادة الحكيمة الفذة في كلا البلدين وتحاولان تفاديه بكل الوسائل والسبل وكذا عبر نسج وبناء تحالف جيو استراتيجي سياسي وعسكري واقتصادي وثيق بين الكيانين العملاقين !! .

وباعتقادي البسيط المتواضع تستحق أوكرانيا ما حصل لها وما سيحصل لاحقا فقيادتها مرتهنة منساقة رعناء لا تعرف التروي ، لا تقرأ الواقع جيدا أو تدرك موازين القوى الحالي وقد قذفت بشعبها في أتون صراع أحلاف خطير ستكون أول من يكتوي بنيرانه !! .

ولا يبدو لعاقل فطن أن الناتو بحاجة حقيقية للتوسع وضم دول جديدة في الشرق في ظل عدم وجود تهديدات عسكرية حقيقية قادمة له من ذلك الاتجاه وفي ظل عدم وجود أحلاف دولية كبرى منافسة له على الإطلاق ، ولكنه البغي والاستكبار الغربي والأوروبي يدافع عن ذاته ، رفاهيته ومكاسبه التي حازها غصبا أو تحايلا ، يرفض أن يتخلى عن دوره النهبوي المتسلط وماضيه الاستعماري الاستغلالي العريق !! .

لا للظلم والبغي والنهب والهيمنة والعدوان ونعم لعالم متوازن متعدد الأقطاب لا يهيمن فيه حلف عسكري لا أخلاقي أو قوة واحدة وحيدة ظالمة قاهرة على مصير العالم ومقدرات شعوبه وتحية إجلال وإكبار لسيد الكريملين ، قيصر روسيا العظيم .



#نصار_محمد_جرادة (هاشتاغ)       Nassar_Jarada#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عبيد وعبّاد
- فقدنا الأرض ونفقد الإنسان
- ألف غرق وغرق
- الغول
- جماهير القيادة وقيادة الجماهير
- قيادات الصدفة والنحس الوطني
- خفايا الأمور وبواطنها
- عن الجنس والحب والرق والسبي والاغتصاب
- مناجاة
- جناب اللواء المتقاعد
- إلى متى تجاهل المتقاعدين قسرا ؟
- الجنة هاهنا ... الجنة مسروقة
- المركز العمودي للإدارة الذاتية
- تبا وسحقا وبعدا
- احترام القرارات والقوانين لا يكون بتحنيطها وتقديسها بل بتعدي ...
- عن التقاعد المبكر للعسكريين
- المرشد والقطيع
- عثمان بن عفان في الميزان
- الحروب الهلالية
- لم لا يحترمنا العالم ولا يقيم لنا وزنا ؟


المزيد.....




- -الأسبوع القادم سيكون حاسمًا جدًا-.. أبرز ما قاله ترامب عن إ ...
- هل اغتيال خامنئي عامل حاسم لكي تربح إسرائيل الحرب؟
- لجنة الإسكان بالبرلمان توافق على زيادة الإيجار القديم بنسبة ...
- مصر تكرم أشهر أطبائها في التاريخ بإطلاق اسمه على محور وكوبري ...
- -تسنيم-: مقتل 7 أشخاص في قصف إسرائيلي استهدف سيارتين مدنيتين ...
- بوتين يلتقي رئيس إندونيسيا في محادثات رسمية غدا الخميس
- مصر تحذر: المنطقة ستبقى على حافة النار بسبب فلسطين ما لم تحل ...
- بقلوب مكلومة.. غزة تودّع أبناءها الذين قضوا في طوابير الجوع ...
- هل تستطيع إيران إغلاق مضيق هرمز وكيف سيؤثر ذلك على العالم؟
- في حال اغتيال خامنئي.. ما هي حظوظ ابنه مجتبى في خلافته؟


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نصار محمد جرادة - ضربة معلم