أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - الظاهرة السارترية ح 10 في الوجودية الواقعية ج2














المزيد.....

الظاهرة السارترية ح 10 في الوجودية الواقعية ج2


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 7061 - 2021 / 10 / 29 - 23:54
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الوعي إذا وعي بما في الوجود من أحتمالات وأختلاف في مسالك الوصول للنتائج، فالوعي ليس قالبا ولا نموذجا يمكن إدراكه في أي لحظة، الوعي تجربة من تجارب الوجود في الوجود، أي تجربة الوجود بالذات في داخل إطاره بغض النظر عن قول البعض أن بعض الوعي جاءنا قالبا مسلفنا ونموذجا جاهز، هذا إن وجد أيضا يخضع لتجربة الوعي بالوجود ولا يمكن أن يمر هكذا بلا فحص، ونتاج كل الوعي التجريبي هذا هو مجمل المعرفة الوجودية سواء التي تتعلق بالمثاليات الأخلاق الدين القيم الحب الكراهية الخير والبشر، وأيضا ينتج لنا معرفة بالوجود من داخله من قوانين المادة والطاقة والفيزياء والكيمياء، فما لم يجرب الوعي بذاته لا يمكن أن يقبل به على علاته مع أفتراض أن بعض الوعي خارجي أو فوق ميتا موضوعي.
فالماهية بالمفهوم السارتري جزء من نتاج التجربة وليس سابقا عليها لو أخذنا مجمل أراءه في تبلورها من خلال الوعي ومن خلال التصور الضروري والرغبة في أختيار النموذج، وعندما تكون الماهية وهنا أقصد التوصيفية تحديدا مقياسا للإصالة فأنها لا يمكن أن تكون كذلك ما لم نفدم عليها التجربة بشروطها، وأول شرط محوري هو أن تكون التجربة داخل وعاء الموضوعي "الوجود بالذات"، إن تحرير الوعي من أن يكون هامشيا قياسا بالماهية التوصيفية يفتح لنا مجالا مهما في تأسيس مجموعة المفاهيم التي تشكل أساس مشروع الوجودية الإنساني، ومنها الحرية التي لا يمكن أن تبنى خارج وعينا في أن تتناسق أولا مع وجودنا بالذات وتنتمي له إصالة، والنقطة الأخرى أن مفهوم الحرية كبقية المفاهيم يخضع بدوره لقوانين القدرة والفعل.
فمتى ما أمتلك الإنسان وجودا بذاته وهذا الوجود قادر أن يعي ويتحرك ويدرك ويفهم، فأنه قادر أيضا على أن يؤسس لقيم أخلاقية نسبية تعتمد في فهم مسئوليتها ودورها الإنساني ليس على الوجود لذاته، بل على الوعي بأهميتها كمرحلة من مراحل الإنطلاق كإرادة وكأختيار، فعندما تتجلي هذه الأخلاق سلوكيا في الواقع تمتحن قيمتها حقيقيا، وليس لها أن تفرض بشكليتها وماهيتها المكتشفة على الإنسانية لأنني أراها كذلك، فحتى أخلاقيات الدين والمعرفة والشعور الإنساني تستمد قيمتها مما تملكه من إمكانية التحرك في وسط مقبول، ولا نقصد بالمقبول هنا أن يوافق نسقية ونمط أخلاقيات المجتمع، لأننا بذلك لا نضيف شيئا مهما لها بل نستنسخ قيمه وقد يكون ذلك نوعا من العبثية، الأخلاقيات الإنسانية هي التي تحمل الإنسان على أن لا ينتهك قوانين الوجود لذاته، ويرتقي في فهمها على أساس أن الإصلاح والإفساد يكمن في إدراك القانون الوجودي وفهمه ومسايرته ضمن أطر حماية الإنسان لماهيته الوظيفية في الوجود بذاته ولذاته.
إن أفتراضات سارتر بكون القيم الأخلاقية التي تطرحها الماهية من خلال الوجود لذاته كما ذكرنا في مباحث سابقة تقوم على فرضية (أن لا قيم عالمية متجمدة علينا أحترامها، بل لدينا وجود متجدد علينا تبريره وفهمه)، لو نظرنا لهذه القيم وإن كانت واقعية وقبلية فهي نتاج ماهية تعود لوجود للذات، فما هو المعيار المفاضلة والتفضيل بينها وبين القيم المتجددة التي أسعى لها، هنا يأت دور التجربة الواعية والوعي الوجودي بذاته أن يكون حكما لصلاحية أي قيم وليس فرض كل جديد لمجرد أنه متجدد فهذا تعسف وديكتاتورية في إقصاء الأخر وقد يكون أصلح طالما أن قيمه ما زالت صالحة، النقطة الثانية أعتبار قاعدة (أن حريتي هي الأساس الفريد لوجود القيم فلست مسئولا ولا ملزما بأعتناق هذه القيم أو الأخلاقيات)، فتعارض الماهيات المتجددة وفقا لنفس القاعدة يعني تعارض الحريات كأشكال ونمط سلوكي، هنا نقع في فوضى القيم وفوضى العيارات والقياسات المنطقية التي يمكنها أن تفرز ما هو الأجدر بالبقاء والأحترام طالما أننا في ماهيات مختلفة تنتج قيم أخلاقية مختلفة.
هنا وضع سارتر نفسه صانع ومنتج وحكم ومقرر وفاحص ومجيز عندما يقول (فأنا الموجود الذي يبرز ويبرر القيم، فلا عذر ولا تبرير لي طالما أنا موجود ومسئول عن خلق قيمي وأخلاقياتي أنها متعلقة بي ومن خلال حريتي والوعي بها)، لكنه لا يجيب عن حالة التناقض التي من الواقع أن تكون واقع فعلي، هنا حدد سارتر توجهه الديكتاتوري القائم على الأستغلال والقهر الذي نادى كثيرا في محاربتهما، ليس هناك فرد ممكن أن يحكم من خلال الأنا على المجتمع عندما بعلن نفسه أساسا للقيم (فأنا أساس القيم التي لا أساس لها هنا في الأنا) الأنا التي يمجدها ويقصدها تعني الوجود لذاته عنده فهو فوق المجتمع ديكتاتور متفرد "ما أريكم إلا ما أرى وأنا ربكم الأعلى".
هنا يريد يقول سارتر إن أفتراض موت الله أو لنقول بعدم فاعليته لا بد وكمستوجب ناظم من وجود كائن أخر يمكنه أن يسد هذا الشغور، أو ربما يكون إلها جديدا يمارس نفس الدور الأفتراضي الذي يؤمن به الدين والذي ينكره سارتر، لينصب نفسه صاحب قيم متجددة تؤسس لدين جديد ونعود لنفس النقطة التي حاول أن يتخلص منها أو حتى التعالي عليها، هذا مضمون جملته الأخيرة التي يعلن فيها إلهويته الجديدة من منظار وجودي كما يزعم (فأنا أساس القيم التي لا أساس لها .... هنا في الأنا).



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الظاهرة السارترية ح 10 في الوجودية الواقعية ج1
- رواية جان فالجان البغدادي ح المتحف البغدادي 2
- رواية جان فالجان البغدادي ح المتحف البغدادي 1
- رواية جان فالجان البغدادي ح الطوبجي
- رواية جان فالجان البغدادي ح البيروتي
- الظاهرة السارترية ح9
- الظاهرة السارترية ح 7
- الظاهرة السارترية ح 8
- الطاهرة السارترية ح 6
- الظاهرة السارترية ح5
- الظاهرة السارترية ح3
- الظاهرة السارتية ح4
- الظاهرة السارترية ح2
- الظاهرة السارترية ح1
- مسك الختام
- وجودية أم طبيعية
- عبد الله
- خريف وربيع... الله والإنسان
- نظرية الشيطان ج2
- نظرية الشيطان


المزيد.....




- مصدر مطلع: إدارة بايدن أوقفت مؤقتًا شحنة ذخيرة إلى إسرائيل.. ...
- كيف تعزز نمو الشعر الصحي؟
- الجيش الروسي يعلن السيطرة على قرية في شرق أوكرانيا
- شاهد: علم فلسطين يرفرف في حفلة تخرج طلاب جامعة ميشيغان الأم ...
- شاهد: استعدادات الجيش الروسي لعرض الاحتفال بالنصر في الحرب ا ...
- شاهد: طلاب بجامعة جنوب كاليفورنيا يغادرون اعتصام مناهض لإسرا ...
- بوندسليغا- ليفركوزن يحقق رقماً تاريخياً بـ48 فوزاً دون خسارة ...
- كتائب القسام تنشر مشاهد قنص جندي إسرائيلي في غزة
- الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف مبان عسكرية لحزب الله في جنوب ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل 3 جنود في قصف طال قاعدة عسكرية قر ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - الظاهرة السارترية ح 10 في الوجودية الواقعية ج2