أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نهاد ابو غوش - عام على اتفاقيات ابراهام والتطبيع














المزيد.....

عام على اتفاقيات ابراهام والتطبيع


نهاد ابو غوش
(Nihad Abughosh)


الحوار المتمدن-العدد: 7029 - 2021 / 9 / 25 - 14:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نهاد أبو غوش
مضى عام كامل على اتفاقية التطبيع بين دولة الاحتلال الإسرائيلي، وكل من دولة الإمارات العربية المتحدة والبحرين والمغرب والسودان، تلك الاتفاقية التي أعطيت اسما خادعا ومحتالا هو اسم "اتفاقية ابراهام" في إشارة للنبي ابراهيم الذي تقول الروايات الدينية بأنه جد اليهود من خلال ابيهم اسحق، وجد العرب من خلال أبيهم اسماعيل، وبالتالي فإن العرب واليهود ( المشروع الصهيوني في فلسطين الآن) هم ابناء عمومة، وبالتالي فإن السلام والتعاون هو مصيرهم وقدرهم.
وجرى لهذه الغاية احتفال رمزي من خلال لقاء جماعي افتراضي عبر تقنية الفيديو، شارك فيه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكين، مع وزراء خارجية إسرائيل يائير لابيد، والإمارات أنور قرقاش، والمغرب ناصر بوريطة، والبحرين عبد اللطيف الزياني، اكدت فيه واشنطن بإدارتها الديمقراطية دعمها لمسار التطبيع، ودعا بلينكين باقي الدول العربية للتطبيع مع إسرائيل.
النتائج التي تحققت حتى الآن كانت أدنى بكثير من التوقعات والآمال التي عقدتها إسرائيل والمطبعون، والتي كان من بينها أن تكرّ مسبحة التطبيع لتشمل باقي الدول العربية ويعود ذلك لعدة أسباب من بينها رحيل إدارة دونالد ترامب في واشنطن وحكومة نتنياهو في تل أبيب ( مع أن من جاء بعدهما لا يختلف موقفه من قضية التطبيع واهمتيها لكن الأولويات تختلف)، والمعارضة الجادة التي جوبهت بها اتفاقيات التطبيع في الدول المطبعة ذاتها، والتي اتخذت شكل احتجاجات جماهيرية، وتنامي نشاطات المقاطعة ومعارضة التطبيع، إلى درجة يمكن القول فيها أن أحد اسباب انهيار حكومة حزب العدالة والتنمية الإسلامي في المغرب هو حماسته للتطبيع مع إسرائيل، كما يمكن إضافة سبب الحرج الذي وقع به المطبعون بعد الحرب العدوانية الأخيرة على قطاع غزة وما تخللها من جرائم مروعة ضد الأطفال، والمواجهات الجماهيرية العارمة في القدس وباقي الأراضي الفلسطينية التي كشفت وجه إسرائيل الحقيق وأزالت الغشاوة عن عيون كثير من المطبعين وأعادت للقضية الفلسطينية بعضا من ألقها الذي فقدته.
من المؤكد ان التطبيع لم يكن اجتهادا خاطئا أو نزوة عابرة، بل هو نتاج حسابات ومصالح يقف في مقدمتها اتفاق الأطراف المعنية على بناء نظام إقليمي جديد حليف للولايات المتحدة والغرب الرأسمالي، لمواجهة إيران وحلفائها بحيث تكون إسرائيل في قلب هذا النظام، بالإضافة إلى حسابات سياسية واقتصادية وأمنية لدى الأنظمة والشرائح الحاكمة، تأمل من خلالها أن تساعدها إسرائيل في تحقيق أهدافها الأمنية والعسكرية وطموحاتها الإقليمية، كما تساهم في تزكيتها وتحسين مكانتها لدى الولايات المتحدة.
أما إسرائيل فهي تسعى منذ وقت طويل للالتفاف على القضية الفلسطينية باعتبارها جوهر الصراع في الشرق الأوسط، وحرمان الفلسطينيين من أهم أدوات القوة التي يملكونها وهي استحالة حصول سلام واستقرار وتطبيع من دون حل القضية الفلسطينية، ومن دون الموافقة الفلسطينية، وهذه الرؤية تجسدت في طرح نتنياهو عن "السلام الإقليمي" على حساب حل القضية الفلسطينية، وهو ما تمكن من تضمينه لصفقة القرن التي كانت في حقيقتها تبنيا من إدارة الرئيس ترامب لرؤية اليمين الإسرائيلي العنصري المتطرف.
كما ينسجم التطبيع مع مخطط إسرائيل لبناء نظام إقليمي جديد تكون لها فيه اليد الطولى، حيث تتحالف مع أنظمة إقليمية ضعيفة، تتكىء على حماية إسرائيل الأمنية والعسكرية، وتشتري خدماتها في مجالات الأمن والتجسس( خصوصا على المعارضين من مواطنيها)، وبعد ذلك ينشأ التكامل بين الإدارة والتكنولوجيا والخبرة الإسرائيلية مع الرساميل العربية ، أو مع الأيدي العاملة الرخيصة والأراضي الفسيحة، كما في حالتي المغرب والسودان، والأسواق المستباحة، وهذه الرؤية هي التي تجعل إسرائيل معادية بشكل شرس لأي توجه تنموي مستقل لدول المنطقة، فهي تريد كل هذه الدول ضعيفة ومنهكة وتابعة وفي حاجة ماسة لمن يحميها ويدعمها.
وإلى جانب ما ذكر تسعى إسرائيل من خلال التطبيع إلى إعادة تقديم نفسها كدولة طبيعية ومحبة للسلام، والتصدي لطوق العزلة الذي يفرض عليها بسبب سياساتها العدوانية والتوسعية، وهي تهدف كذلك إلى جذب الاستثمارات الخليجية، وفتح اسواق جديدة لمنتجاتها العسكرية والأمنية.
إسرائيل تطبع إذن مع أنظمة وشرائح حاكمة وليس مع الشعوب، فلا مصلحة لأي شعب عربي أو غير عربي في التطبيع مع دولة مارقة تتبنى رسميا سياسات الابارتهايد، وتنتهك القوانين الدولية صباح مساء، وتحتل أراضي ثلاث دول عربية، وتتآمر على باقي الدول وتستبيح سيادتها، وتجربة التطبيع في مصر بعد أكثر من اربعين عاما من معاهدة السلام، مع الأردن بعد اكثر من ربع قرن، تثبت أن المستفيد الوحيد من هذا التطبيع هي دولة الاحتلال، التي تستخدم التطبيع لتجميل وجهها وسياساتها المعادةي للإنسانية.



#نهاد_ابو_غوش (هاشتاغ)       Nihad_Abughosh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليسار الفلسطيني والعربي وتعلقه بالماضي (3)
- مستقبل اليسار ووحدة قواه في فلسطين (2)
- مستقبل اليسار في فلسطين (1)
- هجمة إسرائيلية شاملة لتهويد القدس
- الأسرى الستة حفروا عميقا في وعينا
- صناعة الإحباط
- عالم يحكمه الجشع
- ضغوط إسرائيلية خشنة وناعمة لتهبيط سقف المقاومة
- الاستهداف الدائم لغزة ومقاومتها
- عن سبل إصلاح منظمة التحرير الفلسطينية وتفعيل دورها
- تحرر أسرى جلبوع يعزز خيار المقاومة (3)
- الأسرى في عيون إسرائيل: اتفاق أوسلو أهملهم (2)
- الأسرى الفلسطينيون في عيون إسرائيل: قتلة مخربون أم طلاب حرية ...
- التذبذب الحاد في مزاج الناس: من النقيض إلى النقيض
- أعظم من خلاص فردي (2)
- أكبر من هروب .. أعظم من خلاص فردي
- يليق بنا الفرح كما تليق بنا الحرية
- في بطولة الهروب الكبير للحرية
- مسيحيو الشرق والتنوير: حالة فلسطين (1)
- الأولوية لترتيب صفوفنا وأوضاعنا الداخلية


المزيد.....




- نتنياهو يعلق على قبول حماس وقف إطلاق النار والسيطرة على الجا ...
- لوكاشينكو: العالم أقرب إلى حرب نووية من أي وقت مضى
- غالانت: عملية رفح ستستمر حتى يتم التوصل إلى صفقة لإطلاق سراح ...
- الرئيس الجزائري: لا تنازل ولا مساومة في ملف الذاكرة مع فرنسا ...
- معبر رفح.. الدبابات تسيطر على المعبر من الجانب الفلسطيني مع ...
- حرب غزة: هل يمضي نتنياهو قدما في اجتياح رفح أم يلتزم بالهدنة ...
- اتحاد القبائل العربية في سيناء.. بيان الاتحاد حول رفح يثير ج ...
- كاميرا مثبتة على رأس الحكم لأول مرة في مباراة الدوري الإنكلي ...
- بين الأمل والخوف... كيف مرّت الـ24 ساعة الماضية على سكان قطا ...
- وفود إسرائيل وحماس والوسطاء إلى القاهرة بهدف هدنة شاملة بغزة ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نهاد ابو غوش - عام على اتفاقيات ابراهام والتطبيع