أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - آزاد أحمد علي - المطلوب نقد ومراجعة لدور الحركة الكوردية في سوريا















المزيد.....

المطلوب نقد ومراجعة لدور الحركة الكوردية في سوريا


آزاد أحمد علي

الحوار المتمدن-العدد: 6431 - 2019 / 12 / 7 - 12:35
المحور: القضية الكردية
    


تتطلب كل جوانب ومسيرة الحركة الكوردية في سوريا للنقد والتقييم، نعم تقييم منجزاتها ومردودها السياسي على أقل تقدير، كما يتطلب نقد بناها وأسسها النظرية وفضاءها الفلسفي والعاطفي، وخاصة نشأتها واستمراريتها ذات الطابع الرومانسي القومي. أما لماذا هي رومانسية قومية؟ فبصرف النظر عن الدقة الأكاديمية، لأنها قديمة، بل أقدم من التطلعات القومية لسائر شعوب المشرق، فإن توقفنا عند غنائية الشاعر المتصوف أحمد خاني وتركيزه على بلوغ الكورد (هدف الدولة القومية) فإنها تتجاوز الثلاثمائة سنة، كما أن هذا الهدف القومي طغى على كل الأهداف الأخرى لدرجة أن باتت رومانسية خاصة بالكورد، فتقمصت الحبيبة والعشيقة بل كوردستان تحولت الى دين عند (الشاعر دلدار) في نشيد أي رقيب. وأنها رومانسية من نمط خاص لأنها ترسخت كحل لسائر مشاكل المجتمع الكوردي، مصدر السعادة والرفاهية والعزة، أنها رومانسية في أبرز أوجهها، لأنها حملت ما لا يمكن أن تتحمله ولا يمكن أن تحله من معضلات إنسانية. لاشك نحن كمجتمعات مشرقية نحس بالدونية عندما لا نتساوى مع محيطنا. وكبشر نملك شبكة من الأحاسيس والمشاعر، فمن حقنا أن نحزن بل نذرف الدموع أمام هول ضياع الهدف الأسمى والجامع لاجتماعنا. نحن الكورد كمجموعة منكوبة من البشر لهم معاناة مركبة اجتماعية وسياسية من حقنا أن نغضب ونلعن التاريخ والجغرافيا والبشرية جمعاء... لكن من منظار علمي وضمن سياق تقييم الأحداث وتناول قضية شعبنا الكوردي ومآلاتها المأساوية لا يجوز ولا جدوى من إعادة استنساخ هذا الحلم الرومانسي والتعامل العاطفي مع أحداث جسام مرت بها منطقتنا وانصبت كسيول جارفة على مجتمعاتنا في السنوات الخمس الأخيرة (احتلال كوباني، جينوسايد سنجار، خسارة كركوك وحرب ما بعد الاستفتاء، احتلال منطقة عفرين، المشروع الاستئصالي التركي والغزوة الأخيرة لحكومة أردوغان والفصائل الإرهابية الموالية له لشمال الجزيرة السورية)، لا جدوى من النحيب وتخوين كل العالم والافتراض بأن الكورد ممثلين بحركة سياسية متخشبة وبقيادات سياسية معطوبة وحدهم على حق. يجب التوقف مليا، ينبغي التريث والالتفات إلى الوراء والتفتيش عن أخطائنا الفادحة أولا، لأنها المسبب الرئيس لكل هذه النتائج الكارثية.
إن إلقاء اللوم دائما على الآخر، الأخر العدو والآخر الصديق والحليف بأنهم سبب كوارثنا وأنهم خانونا في هذا المنعطف أو تلك المعركة هي ظاهرة مرضية، ما نسوقه حزبيا وإعلاميا هي ظاهرة مرضية، نعم هو مرض نفسي في المقام الأول وسياسي في المرتبة الثانية. أما لماذا هو نفسي؟ فمن المعروف أن أحد أبرز سمات مرض النرجسية والإعجاب بالذات والتمحور حول أمجادها هو أن المريض – النرجسي لا يعترف قط بخطئه وإنما يحيلها دائما على الآخرين، فبدلا من أن نعترف بأخطائنا السياسية، نفترض أن الحلفاء والأصدقاء خانوا العهد. أما الخطأ السياسي الجسيم الذي وقعنا فيه ومازلنا غارقون في مقاومة دواماته هو أننا تمسكنا بمشروع قومي رومانسي، غنائي شاعري دون تلمس فيزيائي جاد لجوانبه التطبيقية. فقوميتنا الموضوعية وثقافتنا الأصيلة لا تؤهلنا لوحدها لنكون أصحاب مشروع سياسي ناجح، كبير معقد وخطير من الناحية العملية. فاستمداد المشروعية من الخرائط السكانية والديمغرافيا التاريخية غير كافية لنجاح مشروع استقلالي بهذا القوة والطبيعة الثورية والتغييرية الكبرى على ساحة الشرق الأوسط. يجب التخلص من غنائية ورومانسية وتاريخانية مشروعنا الكوردستاني بشجاعة فائقة، والتعامل مع معطيات العصر المرة والثقيلة، ينبغي الانتباه إلى ترسخ حدود الدول القائمة والى موازين القوى الراهنة، وصولا إلى تكنولوجيا الطائرات المسيرة بدون طيار بموضوعية وعقلية نقدية.
فلكل مشروع سياسي حامله الاجتماعي والاقتصادي المتين القادر على حمله، وبالتالي نقله الى ميدان التطبيق فالنجاح، وإلا أنها ستبقى محض أحلام يقظة واستدراج للأعداء، بل خدمة لهم أحيانا.
ومن جهة أخرى ينبغي الفصل بين المشروع الكوردستاني العام ومشروع أكراد سوريا الخاص، وتوفير مسافة كافية بينهما نظريا وعلى الصعيد العملي، السعي لتوفير استقلالية كافية للحركة الكوردية السورية وتأمين احترام خصوصيتها من قبل كل الأطراف.
كل هذا التقديم هو محاولة لقراءة المشهد السياسي الكوردي والسوري اثر الهجوم العدواني المتعدد الأوجه الذي تشنه حكومة أردوغان وحلفه الإرهابي الجهادي – العنصري، كما أن هذا التقديم هو محاولة للتركيز على بعض المسائل المفتاحية للكشف عن نقاط الضعف ولاستجماع القوة وتوفير عوامل المقاومة والنصر، حيث لا تقدم بدون تقييم موضوعي للأحداث ونقد حاد للذات.
باختصار لا يمكن لنا أن نتقدم وننجز أي مشروع سياسي قومي وطني أو اجتماعي إلا بعد الاشتغال الجاد على النقاط الرئيسة التالية:
1- توفير بيئة النقد الموضوعي الحاد بالجملة والمفرق لمجمل برامجنا، تنظيماتنا ومسيرة نضالنا القومي – الديمقراطي على الصعيد السوري في المقام الأول.
2- ترتيب الأولويات والتخلص من إرث الرومانسيات القومية والعصبيات الأيديولوجية الثقيل. فمن الضروري على الصعيدين السياسي المرحلي والاستراتيجي إعادة النظر بالمسلمات واليقينيات الكبرى التي كنا نؤمن بها، ينبغي تدقيق الأولويات بشجاعة فائقة، التخلص من عبئ الشعارات الرنانة ونبذ استخدامها للتعبئة الحزبية وصراعاتها العقيمة.
3- النظر إلى مشروع الدولة القومية الكوردستانية بوصفها مشروعا يحقق أهدافا محددة ويوفر بيئة الكرامة والعيش بالشكل المناسب، وليس هدفا بذاته، يتمتع بقداسة ومشروعية تاريخية. بمعنى التركيز على الهدف من بناء الدولة المستقلة وتقاطع الهدف مع معطيات العصر وتعقيداته.
4- التعامل مع قضية الشعب الكردي ومع المسألة السورية الراهنة كونها مشاريع سياسية، تتطلب برامج واقعية تنفيذية وليس التموضع فيها بصفتها قضايا عادلة نبيلة وأخلاقية، فليس في سوق السياسة الإقليمية والدولية الراهنة أي قيمة لما هو عادل (أو إنساني)، فلم تكن السياسة في أي زمن لا أخلاقية ولا إنسانية كما هي في السنوات العشر الأخيرة.
5- التوقف بجدية وحذر شديدين أمام مشروع اردوغان – الذئاب التركية الرمادية، فكما أكدت عليه منذ بدء غزو عفرين اكرر بأن مشروع أردوغان والدولة التركية العميقة يستهدف هندسة كل سوريا ديمغرافيا وايديولوجيا وبالتالي السطو عليها سياسيا واقتصاديا وجعلها جسر عبور للهيمنة على مجمل العالم العربي وصولا الى ثروات الخليج.
6- إعطاء أهمية كبرى ومرتبة الأولوية القصوى لمواجهة الغزو الاستيطاني لحكومة أردوغان ومن خلفه حلفاءه. فمن غير المنطقي أن يباشر أردوغان بهكذا مشروع ليس له سابقة في التاريخ، والوصول لحد مناقشته من قبل الأمم المتحدة (ممثلا بشخص أمين عام الأمم المتحدة المعطوب غونتاريس)، نعم من غير الوارد أن لا يكون هنالك قوى كبرى، بل دول وقطاعات واسعة خططت وتدعم في الظل هذا المشروع الاستيطاني الأيديولوجي الاسلاموي الكولونيالي بحلة جديدة تماما. الذي يتجاوز حد الادارة الذاتية أو قوات قسد، أو حتى المجتمعات الكردية الآمنة، فهو داعم ومتقاطع بطريقة أو أخرى مع المشروع الصهيوني والمشروع الأمريكي المائع وغير المتبلور، كما تبين من تعلثم ترامب أثناء المؤتمر الصفحي يوم 13/11 وفي تناوله لاقتراح أردوغان الأخير لتوطين مليون لاجيء سوري في المناطق الكوردية شرق الفرات. فمشروع التوطين هذا يساهم في تلغيم وتفجير المنطقة والدول العربية كافة. وذلك لبناء دويلة جهادية اسلاموية تشكل أداة تركيا السياسية و قاعدة لمحاربة مجمل الدول العربية.
7- لا يمكن مقاومة هكذا مشروع لا يقل خطورة عن وعد بلفور إلا بتضامن عربي - كوردي يستقطب سائر المتضررين من الهجمة العثمانوية - الطورانية الجديدة خاصة من أبناء شعوب المنطقة الأصيلة كالأرمن والسريان واليونان. فكل شعوب المنطقة وخاصة القوى الكوردستانية الفاعلة والحية مدعوة اليوم لإعادة النظر بتحالفاتها، وتخندقاتها الصغيرة، وكذلك مطالبة بمراجعة شاملة ومعمقة لمشاريعها السياسية التي لم تعد تواكب زمن الطغيان التركي الجديد. يجب ضبط بوصلة الأولويات، إعادة ترقيم وجدولة الأعداء، ووضع حلف حزبي العدالة الإسلاموي والقومي التركي (AKP – MHP) في الخانة الأولى من حيث خطرها وعدوانيتها. وبالتالي يجب التحضير لمقاومة شعبية طويلة الأمد.
8- لم يسبق لأي حكومة من الحكومات المعادية للشعب الكردي والشعب السوري أن أفصحت عن مخططاتها العدوانية بهذا الشكل السافر، وبدأت بتنفيذه مثل حكومة أردوغان الحالية بنهجها الشوفيني الطوراني، وعلى الرغم من أن تركيا قد تنزلق الى مستنقع حرب طويلة، وقد تسبب لها هذه الحرب كارثة اقتصادية، لكن يجب أن لا نستخف بهذه الحرب – المخطط. فهو وشيك التنفيذ، لذلك ينبغي استجماع كل الطاقات والجهود، العمل على التأسيس لتحالفات واسعة خاصة مع شرائح عديدة من المجتمع السوري، وإعادة إحياء العمق الاستراتيجي العربي، فلأول مرة تقف الحكومات العربية بشكل رسمي ومعلن الى جانب الشعب الكردي وترفض إزاحته عن أرضه (بيان جامعة الدول العربية)، فالمواقف العربية هذه تمهد وتسرع لتأسيس جبهة عريضة من كل القوى الصديقة بما فيه (الاتحاد الأوربي)، للعمل معا لصد ومواجهة هذه الغزوة الأخيرة للاحتلال التركي وأتباعه. من المهم في مواجهة مشروع أردوغان الاستيطاني العدواني على سوريا وكل كوردستان أن يتم التأسيس لمشروعنا الديمقراطي البديل. الخطوة الأولى والأهم التي يجب أن نخطوها اليوم قبل الغد، هي بناء جبهة عريضة للقوى الديمقراطية السورية والعراقية، بناء الثقة لإحياء روح التعاون والتضامن في المجتمعين السوري والعراقي، فتح قنوات الحوار مع حكومتي دمشق وبغداد بشفافية وعلنية وصولا الى سوية مواجهة مشروع إلغاء سوريا وتحويلها الى امارات حرب وولايات جهادية متناحرة.



#آزاد_أحمد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا حلف أردوغان يشكل العدو الأول لشعوب المنطقة؟
- منطقة آمنة في إقليم مشتعل، كيف؟!
- إئتلافيّون أم أنفاليّون جدد في عفرين؟
- غصن الزيتون أم شجرة الاستيطان؟
- قصة أول بيان تضامني مع حلبجة قبل 28 سنة
- سنجار من منظور ثقافي وكتراث انساني
- لماذا تعادي بريطانيا-العظمى- كوردستان الناشئة؟
- الإنتخابات التونسية رسخت الإصلاحات أم ودعت الثورات؟
- كوباني: قصة نجاح على حافة التجميد
- ملامح محنة العرب السنة
- داعش بين خيوط اللعبة الأمريكية
- معرفة الأكراد عربيا
- لماذا انحنت القوى العظمى أمام حكام طهران؟
- هل حقا كردستان مستعمرة دولية؟
- مصير مناطق غربي كوردستان بعد محطة تل كوجر
- الانتفاضات العربية: جوع للسلطة وكراهية لللاصلاح
- تركيا وخيارات شراكتها الصعبة
- من المدينة الفاضلة إلى مدينة الكينونة
- دور الحركة الكردية في الانتفاضة السورية خلال عام 2011
- الحركة الكردية ودورها في المعارضة السورية*


المزيد.....




- مندوب فلسطين لدى الأمم المتحدة يبعث رسائل لمسئولين أمميين حو ...
- الأونروا: استمرار غلق المعابر ومنع دخول الوقود سيصيب العمليا ...
- رأي.. جيفري ساكس وسيبيل فارس يكتبان لـCNN: السلام يبدأ بعضوي ...
- رسالة تهديد من مشرعين أمريكيين للمدعي العام بالمحكمة الجنائي ...
- الأمم المتحدة: لم تدخل أي بضائع إلى غزة اليوم عن طريق المعاب ...
- رئيس استخبارات إسرائيلي سابق: صفقة واحدة توقف الحرب وتحرر ال ...
- إيران تسعى لتشديد حملتها على اللاجئين الأفغان
- المغرب يهاجم منظمة العفو الدولية
- هل تستطيع الجنائية الدولية اعتقال نتانياهو؟
- السلطات الإيطالية تحظر رحلات تنفذها منظمات غير حكومية لإنقاذ ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - آزاد أحمد علي - المطلوب نقد ومراجعة لدور الحركة الكوردية في سوريا