أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - آزاد أحمد علي - إئتلافيّون أم أنفاليّون جدد في عفرين؟















المزيد.....

إئتلافيّون أم أنفاليّون جدد في عفرين؟


آزاد أحمد علي

الحوار المتمدن-العدد: 5794 - 2018 / 2 / 21 - 02:51
المحور: القضية الكردية
    


إئتلافيّون أم أنفاليّون جدد في عفرين؟
آزاد أحمد علي
منذ أن تحولت النشاطات المنبثقة عن فعاليات الربيع العربي بعد عام 2011 إلى غزوات متتالية داخلية وخارجية، باتت الحقيقة الملموسة بل المرّة تتلخص بالاندماج والانحدار التام للجماعات الجهادية والثورجية الجدد بما فيهم تيارات الإسلام السياسي نحو الدرك الأسفل من ممارسات العنف والقتل والانتقام، خاصة عبر اصطناع المزيد من الأعداء داخل المجتمع السوري، ربما تعويضا معنوياً وأخلاقياً عن ما خسروه من قيم وطنية وإنسانية، تم فقدانها تدريجياً خلال محطات الولاء للقوى الخارجية.
لا أود الاسترسال في سردية مكررة لجانب من مأساة شعوبنا، فالمشهد السوري بات من الوضوح ما يبهر نظر الضرير، لكن ثمة أحداث، لقطات، صورة وأخبار تبدو للمراقب الموضوعي في غاية الغرابة وربما الهزال والنفور. فالكثير من الحركات والمواقف، النشاطات التي يقوم بها عناصر من (المعارضة السورية) المرتهنة للخارج تتسم بالشذوذ حقاً، ترسم معاني هي بالضد من كل ما هو وطني بل إنساني. وإلا ما المعنى لزيارة شخصيات من قيادة الائتلاف السوري (المعارض) التابع لحكومة أردوغان إلى جبهات القتال في منطقة عفرين. ما المعنى السياسي والأخلاقي لهذه الزيارة؟!
المشهد صادم: مجموعة من هواة السياسة المتسكعين على أبواب أنقرة يتمخترون في قرية كردية إيزيدية مهجورة من سكانها، بدل مدمرة، عناصر من (ائتلاف المعارضة) تقوم بزيادة لقرية سورية منكوبة ومنهوبة من قبل مجموعات مأجورة متعطشة للدم السوري، في مشهد يبحث عن معناه الحقيقي، فلا يظهر في الأفق سوى ما هو مدّنس وساقط معنويّاً!
في سياق البحث عن المعاني الضائعة في المحنة السورية، ماذا تود الزيارة رسمه في صفحة جديدة من دفتر المأساة! ما الجديد الذي تم أضافته؟ قبلهم زار الدكتاتور الجديد أردوغان غرفة علميات هاتاي (لواء اسكندرون) وخاطب جنرالاته: أنتم هنا لرفع مجد الأمة التركية... فما الذي يمكن إضافته إلى ما نطق به سلطان الدجل الإسلاموي الطوراني؟! ألا تندرج هذه الزيارة تماماً في مشروع تقسيم الشعب السوري، محاولة غبية لصب نار الكراهية على الجمرة المشتعلة أصلاً. أي أخطاء قاتلة يتم تكرارها من قبل المجموعة التي تدعي السياسة والحكمة أحياناً!
الصورة الجديدة زادت من تعقيد المشهد السوري خاصة أنها جاءت بعد تخويل مجموعة الائتلاف وفد حكومة أنقرة لتمثيلها في مؤتمر سوتشي، فبعد أن باعت وتاجرت أغلب قيادات المعارضة بآخر قطرة دم سوري، لم يتمكنوا من البقاء والدفاع عن مناطقهم لأيام، لأنهم يفتقدون لأي قاعدة أو فضاء شعبي، ألم يخجل هؤلاء المهزومين من الظهور في قرية كردية مهجورة، كيف نسوا أنهم غادروا مناطقهم لتسقط الواحدة بعد الأخرى ضحية للدمار والقصف والجوع. أي معنى كاريكاتوري للصورة الإعلامية؟! ليس ثمة معنى بين المعاني سوى أن هذه المجموعة المتسكّعة على أبواب حكومة أنقرة قد توهمت بأن بوابة العودة وربما تحقيق امتياز مستقبلي تمر عبر القرى الكردية البائسة، أي معنى للسير بين جثث الأطفال والشابات المدافعات عن منازلهم وزيتونهم، أي معنى يبقى لهذا التبختر سوى السقوط المؤكد في فخاخ الجريمة والارتزاق إلى جانب السقوط الأخلاقي المُشين.
لماذا هذا الاستسهال لحرمة الجيران؟! أي غيمة من الوهم وسوء التقدير يلف أنظار مجموعة الضالين عن طريق الوطنية والإنسانية. المعنى الآخر وليس الأخير يفصح عن تعطشهم المجنون للسلطة، حتى تبختروا ومشوا متخيليين أنهم في أرض محررة فعلاً، وأنهم سيبنون سلطتهم الوهمية عليها، كما توهموا في جوارها القريب بمنطقة إعزاز – جرابلس التي لم تعد تخص السوريين بعرف التركي. واهمٌ من يفترض أن احتلال مناطق (الأكراد) بوابة سهلة للعبور نحو السلطة والمال.
ربما لكل منا قراءته وتتباين آراؤنا، لكن تظل لهذه الزيارة معنى عميق لن تندثر بقايا تلويثها للأرض المقدسة عند أهلها. لقد أخطأ عشاق السلطة وهواة السياسة والتبرج الإعلامي بأي مكان وفي أي زمان مرّوا. إنها قرية قستل جندو، المطلة على مدينة أعزاز، البعيدة 25 كيلومتر عن عفرين، حارسة مدينة كلس، محتضنة قلعة جنبلاط بك. لقد أخطأوا التقدير عندما مروا بجبل (بارسي خاتون)، حيث معابد الايزيدية ومقابر أمراء مملكة كلّس الكردية في شمال حلب ( 1200 – 1600) م. أنهم تماماً مثل أسيادهم الغزاة لم يتعرفوا بعد على ذاكرة وروح هذه الجبال. لم يقرأوا تاريخ هذا الشرق الجميل، إن لعنة طاوس ملك وأرواح الأمراء الجنبلاطيين ستلاحقهم حتما.
لقد أخطأوا التقدير، فالقرية سجلٌ متجسّد لمقاومة الغزاة، أنها صفحة من أسطورة البقاء والديمومة. لقد أخطأ المستعربون الجدد، العثمانيون الجدد، عندما لم يدركوا تماماً معنى الزيارة.
لقد جاءت غزوة عفرين بكل ما فيها من مآس، ليس فتحاً مبيناً للحكومة التركية ومرتزقتها، وإنما لحقيقة أن من تصدر مشهد المعارضة السورية هم أول من أضر ويضر بمصلحة الشعب السوري، خاصة في المعاني الجديدة التي يتم عبرها التأسيس لصراعات وشروخات عميقة.
إن الحديث عن معنى الزيارة قد يؤدي بنا للاسترسال والإسهاب، لكن ثمة ما هو ضروري للتوقف عنده، ما الذي حوّل السيد رياض سيف، الدمشقي المدني الحضاري، الذي كان يقول أبان رومانسية ربيع دمشق: ليس لديه الاستعداد لإلقاء حجرة على الحكومة السورية، إلى أن يتحول إلى جندرمة متنمر على رؤوس الفقراء الكرد؟! كيف يرضى أي وطني، أي مدني، أي إنسان سوي أن يتحول إلى غطاء أو ستارة إعلامية لمجموعات غازية مارست وتمارس القتل والفتوى بالقتل منذ سنوات!؟ كيف لمجموعة تدعي العمل للصالح السوري العام أن يساهموا في نقل معركة حكم أردوغان الدكتاتوري السلطوي مع شعبه إلى أرض عفرين وبالتالي إلى داخل سورية. مشهد مجموعة من رجال السياسة المدنيين العرب السنة وهم يتجولون في قرية قسطل جندو الكردية الإيزيدية بمنطقة عفرين، هذا المشهد المريب لن يغيب عن ذاكرة الكرد الشرفاء، الكرد البسطاء. فمن بارك بهذا الغزو وتبختر في أراض سورية، كغطاء للغزو التركي الفاشي أثبت شراكته فعداوته لكل السوريين قبل المكون الكردي.
المعنى الأخير:
التجول في قرية سورية دمرتها الطائرات ومدفعية الجيوش التركية، كونه انتصاراً وفتحاً إعلامياً مبيناً!؟ تعيد دورة الأسئلة الصعبة من جديد، من انتصر على من؟ أي دور لهذه القرية الكردية الايزيدية البائسة في تغيير المعادلات السورية المعقدة؟ هزيمة هؤلاء المتعطشين للسلطة أمام نظام الحكم في دمشق، لا يعني بالضرورة تمجيد احتلال عدة قرى كردية، إذ لن تعيد لهم كرامتهم المهدورة، هذا إذا كان لديهم أصلاً قيم وأخلاق، فضلاً عن الكرامة.
تدنيس أرض قرية قستطل جندو الكردية الإيزيدية من قبل هذه الزمرة العميلة لأنقرة وبحراسة الطائرات التركية من الجو والدبابات والمدافع التركية على الأرض يذكرنا أيضاً، وسكان القرية الإيزيدييّن على نحو خاص، بجرائم الإبادة الجماعية التي ارتكبتها ( الدولة الإسلامية- داعش) بحق الإيزديين في منطقة سنجار/شنكال في كردستان العراق؛ فمازالت الذاكرة الإيزيدية والكردية طرية جداً إزاء الجينوسايد الذي ارتكب ضدهم. لا أهمية كبرى للفروقات الشكلية بين قستل جندو وشنكال فجوهر الممارسة والمنهج واحد. فقد رأينا شعاراتهم الجهادية وهتافاتهم العنصرية ولحاهم المسترسلة وهم يتوجهون لغزو و(فتح) عفرين، ورأيناهم وهم يجمعون الغنائم من خيرات أرض عفرين، تماما كما حصل في شنكال.
المعنى الأخير لهذا المشهد - الاستعراض الأجوف تذكر بجولات المقبور صدام حسين وأزلامه في جبال كوردستان قبل وبعد عمليات الأنفال، تذكر الدارس لتاريخ العنف في شرقنا المنكوب بالقصف الكيميائي لحلبجة ودهوك. تذكرنا بحملات الإبادة ضد الكورد (المسلمين) عندما لم يكن هنالك pkk ولا ypg في جوار تركيا، المشهد في آخر ما تستخرجه من الذاكرة: سحب المقبور صدام من حفرته... فالأنفاليون الجدد وأسيادهم في أنقرة سيحاكمون يوماً ما، وإن لم يتم، فإن أرواح ودماء الأبرياء من السوريين ستكون دين وأثقال من نار تطوّق رقابهم.



#آزاد_أحمد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غصن الزيتون أم شجرة الاستيطان؟
- قصة أول بيان تضامني مع حلبجة قبل 28 سنة
- سنجار من منظور ثقافي وكتراث انساني
- لماذا تعادي بريطانيا-العظمى- كوردستان الناشئة؟
- الإنتخابات التونسية رسخت الإصلاحات أم ودعت الثورات؟
- كوباني: قصة نجاح على حافة التجميد
- ملامح محنة العرب السنة
- داعش بين خيوط اللعبة الأمريكية
- معرفة الأكراد عربيا
- لماذا انحنت القوى العظمى أمام حكام طهران؟
- هل حقا كردستان مستعمرة دولية؟
- مصير مناطق غربي كوردستان بعد محطة تل كوجر
- الانتفاضات العربية: جوع للسلطة وكراهية لللاصلاح
- تركيا وخيارات شراكتها الصعبة
- من المدينة الفاضلة إلى مدينة الكينونة
- دور الحركة الكردية في الانتفاضة السورية خلال عام 2011
- الحركة الكردية ودورها في المعارضة السورية*
- يشار كمال في: سلطان الفيلة
- الاستخدام المُفرَط للتاريخ في الأجندات السياسيّة
- اللغة السيكولوجية في العمارة


المزيد.....




- مراجعة مستقلة: إسرائيل لم تقدم أدلة بشأن ادعاءاتها لموظفي ال ...
- منتقدة تقريرها... إسرائيل: الأونروا جزء من المشكلة لا الحل
- زاخاروفا: هناك نقطة مهمة غائبة عن الانتقادات الأمريكية لحالة ...
- البرلمان البريطاني يقر قانون ترحيل المهاجرين غير النظاميين إ ...
- لجنة مستقلة: الأونروا تعاني من -مشاكل تتصل بالحيادية- وإسرائ ...
- التقرير السنوي للخارجية الأمريكية يسجل -انتهاكات جدية- لحقوق ...
- شاهد: لاجئون سودانيون يتدافعون للحصول على حصص غذائية في تشاد ...
- إسرائيل: -الأونروا- شجرة مسمومة وفاسدة جذورها -حماس-
- لجنة مراجعة أداء الأونروا ترصد -مشكلات-.. وإسرائيل تصدر بيان ...
- مراجعة: لا أدلة بعد على صلة موظفين في أونروا بالإرهاب


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - آزاد أحمد علي - إئتلافيّون أم أنفاليّون جدد في عفرين؟