أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ذياب مهدي محسن - جبار الكواز ؛ قصيدة رغيفها خبزا حافي :














المزيد.....

جبار الكواز ؛ قصيدة رغيفها خبزا حافي :


ذياب مهدي محسن

الحوار المتمدن-العدد: 6321 - 2019 / 8 / 15 - 19:34
المحور: الادب والفن
    


كيف يكتب جبار الكواز قصيدته الجديدة، هكذا قرأت نصه المنشور في جريدتنا الغراء طريق الشعب ( العدد/218 السنة 84/ الأحد 7 تموز 2019) المعنونه حياة في رغيف.. الناظر إلى حال الكثير من العراقيين اليوم، يعرف حجم المأساة التي يعيشها المواطن العراقي، فمن الواضح من حجم الخراب والدماء والدمار الهائل الذي دفعه العراقيون كنتيجة لما يجري بالعراق، أن الخاسر الوحيد منه ومن كل ما يجري بالعراق هو الشعب العراقي فقط.. حينما تدرك ذات يوم، أن افضل المخلوقات لايمكن لها إلا ان تخطئ لتعيش، تتفهم ان بين الخطأ والخطأ يكمن السر الفاصل والمجهول، بين الفعل والفعل، بين الأمل والغيث : هكذا ينقلنا الشاعر جبار الكواز في نصه الرائي والحكواتي فيبتدأ:
" كلما اخرجتْ رغيفا ( مرت عليّ حقولٌ دفينة
ومناجل تخيف الافاق
وفلاحون رثة سنينهم"
بأتداء قصيدته هكذا وكأنه يريد ان يكون رائي، "كلما اخرجتْ رغيفا "، كان يا ما كان؟، بعد هذه الجملة الصوتيه الحكواتية يفتح قوس، لينشد شجن روحه، لعلمنا حينئذ أن الخطئية تفائل معجز وغير محدود، مناجل تخيف الافاق " هل هناك ثورة فلاحين ؟" فتتسلل من قلبه دمعة هي الحقيقة او بعض الحقيقة في حلمه، ان تنهض المناجل لخلق مصيرها من اجل رغيف خبز، يشبع جوعها..
" واطفالُ يتسولون اليتم في الشوارع
وصبايا تقطر انوثتهن في الزوايا"
كيف لا تدمع عينك، ولن يكون عليك عتب، او لوم فلست أنت مدين للرب، بهذه المأساة ..فالوطن هو من زرع فيك اشجار الحنين، والخير ولكن كيف لا احزن؟ " وشرطة يأسرون السنونو في الاعشاش" انه يصرخ في الوجدان، يصرخ في هذا الانسان العراقي المهان في زمن الحثالة وعباهلة الصدفة الغبيه وما آل إليه العراق الآن! قم... انهض... كأنه يصرخ فينا جميعا، لم تقرأ ما قالته عقول المتكلمين في غابر السنين العراقية " الإنسان خالق مصيره" وهو يتسائل بروايته ونقله بصياغته الشعريه بين الاشارة والترميز بواقعية فنطازيه ليتحاشي عين الرقيب الخاص، حيث حكاياته عامه وهو لا يدين احد بل كأنه يحمل خشبته على كتفيه ويصرخ، الى متى " سامع الصوت"
" دجلة في مخاضه الآخير
الفراتْ في دموع مقبرة وادي السلام
وطبولٌ
دفوفٍ
صنوجٌ
هوادجُ"
الى متى هذا المصير المريب! انه يروي لنا وجعه الدفين المكبوت إللا مسكوت عنه " نخبويا" في هذه القصيدة " الكوازية" تلمس اثر المأساة ما بعد الاحتلال وسقوط الطاغية، وما آل إليه الوطن والحال. في تشكل الوعي السياسي والادبي عند الشاعر الكواز، وكذلك الحال تلمس اثر تداعيات هذه المأساة ونشوء المافيات الإسلامويه السلطويه، وحزام البؤس القابع في الاعماق والذي لا يخفف من حدته الا رغوة امواج تطفح بشعب النهرين وذلك المدى المفتوح الذي تصنعه خيوط صباحات الشمس على امواج دجلة والفرات بثورة سلميه، حيث المناجل تعانق السنابل ان نهض الشعب للتغيير وليس للتعبيير؟ انه نص تجد فيه ذلك الالتصاق الإنساني والوطني المرهف بالعراق، فيتصاعد ذلك الالتصاق ويصنع حبا وفيا طاهرا بريئا يزداد ولها كلما امتد به العمر وطال النشيج... انها قصيدة تحثنا على البكاء عامدا متعمدا ومع سبق الاصرار والترصد هكذا احساسي حينما قرأتها..
" ومجانين يأكلون العلف
ويشربون الشمس في غيبوبتهم
خيمٌ نزقة تصارع ريح السموم"
ما هذا الوجع حيث الألاف مشردة في خيام ممزقة وممتدة وخالية من اي هويه سوى المودة الإنسانيه. الشاعر الكواز، يسمعنا في قصيدته ان هناك جرس يرن، معلنا النهاية، جرس لا يسمعه إلا من يهمه الأمر، من غرفة الليل البعيدة، كأنه ليل لا يداهمه النور ... ولم يتعود على وضع النهار، وهذه مأساة الشاعر، المزدوجه مع الشعب. ولا كلام النهار، ليل ليس كالليالي التي نعرفها، ونعرف نجومها، أنه ليل بلا طريق! هكذا يسمعنا الكواز نشيجه ويحثنا بحكايته على نهضة المناجل من اجل خبزها الحافي " الكفار" بلا مكان بلا زمان، رعب بلا اتجاه...
" افقٌ تذبحه الغابات الوهمية
ولافتاتٌ سود يحملها فتية شهداء )
من تنورها"
رغيفها حافي هل يسد رمق جوع الفقراء؟، وتنتهي الحكايه حيث وضع قوس الاغلاق، بدون مسك الانتهاء، الليلة الواحدة بعد الالف ليلة في زمن الاحتلال وهذا الخواء وعباهلته حثالة زمن الصدفة الغبية.

***************************** القصيدة
حياةٌ في رغيف
نص/جبّار الكوّاز
كلما اخرجتْ رغيفا (مرت علي حقولٌ دفينة
ومناجلُ تخيف الافاق
وفلاحون رثة سنينهم
ويابسة عظامهم
و عرباتٌ تتداعى وسط حقول الوهم
عباءاتٌ تغطي عورة الغابات
واطفالٌ يتسولون اليتم في الشوارع
وصبايا تقطر انوثتهن في الزوايا
وطرقٌ تحملها اكتاف المياه
وباعةٌ متجولون
صرافون يسرقون الكحل من نقودمزيفة
وشرطةٌ يأسرون السنونو في الاعشاش
واسواقٌ يلفها الكذب والغش والخداع
عتالون مردة
ودلالون اسارى ظلالهم
وازقةٌ هرمة منذ عهدآدم
كتبٌ مجلدة لم يقرأها المراهقون خفية
ومجانين يأكلون العلف
ويشربون الشمس في غيبوبتهم
خيمٌ نزقة تصارع ريح السموم
ومطرٌ رعافه صدأٌ موغل بالخوف
نصوصٌ مسروقة من كتاب منحول
وانهار (بصرى)
دجلةُ في مخاضه الاخير
الفراتُ في دموع مقبرة وادي السلام
وطبولٌ
دفوفٍ
صنوجٌ
هوادجُ
جوقاتٍ تنشد امسها
ونسوةٌ حافيات الا من اقدامهن
وطريقٌ شائك يخنق الفرات فجرا
وعسسٍ يقظون
بنادقُ عثمانبة وسيوف انكشارية
و عيونٌ حول
والسنةٌ مبتورة
واذانٌ صم بلا دعاء( العديلة )
ومناراتٌ
وقبابٌ حمر
جمال مذبوحة
واصفادٌ موقودة
وكوانين مسجات
افقٌ تذبحه الغابات الوهمية
ولافتاتٌ سود يحملها فتية شهداء )
من تنورها



#ذياب_مهدي_محسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لم أعرفه لكن استدليت عليه ؛ كاظم الحجاج ...
- شمران الياسري سيد كتابة العمود الصحفي
- من عوالم الغجر - موسيقى وغناء ورقص -
- سائرون انتفاضة شعبيه سلمية
- هل الديمقراطية - هوسة - ام نحن ( هوسة ) في الديمقراطية ...؟
- أم محمد الخضري - مله حوري-
- قراءة مختلفة لقصيدة ( زينب ياغريبه ، الله اشمصيبه )
- هكذا اقرأ . ق . ق . ج .إبراهام كميين الخفاجي في ( مداد الحب ...
- نفحات من سور الغري ، النجف - نسوان السور- :......؟؟
- مهنة شعبية سادة ثم بادة - دوه الحمام - لازالت الشعر من الأجس ...
- عكد سيد نور ( شارع موسكو ) ج2 ....
- أي نوع من المقولات ؟ المجرّب لا يُجرّب :
- يوم الشهيد تحية وسلام
- فندق شعبة الفرح : من ذاكرة الشجن والحب والوفاء
- هنا النجف ... هنا حديقة ابو كشكول .. ومن هنا يبتدء جري سعده ...
- هنا النجف وذكرى وعد بلفور تظاهرة طلابية
- لقد قرأت : اجتماعيات التدين الشعبي - تأويل للطقوس العاشورائي ...
- ليلة من ضفاف الفرات في الكوفة الحمراء ...
- عارف الماضي ... موسى فرج ... هاتف بشبوش ... ، همسات من الوجد ...
- شط أبو جفوف ، شط الشامية : نبض للذكريات


المزيد.....




- حرمان مغني الراب الإيراني المحكوم عليه بالإعدام من الهاتف
- فيلم -العار- يفوز بالجائزة الكبرى في مهرجان موسكو السينمائي ...
- محكمة استئناف تؤيد أمرا للكشف عن نفقات مشاهدة الأفلام وتناول ...
- مصر.. الفنانة دينا الشربيني تحسم الجدل حول ارتباطها بالإعلام ...
- -مرّوكِية حارة-لهشام العسري في القاعات السينمائية المغربية ب ...
- أحزان أكبر مدينة عربية.. سردية تحولات -القاهرة المتنازع عليه ...
- سلطنة عمان تستضيف الدورة الـ15 لمهرجان المسرح العربي
- “لولو بتعيط الحرامي سرقها” .. تردد قناة وناسة الجديد لمشاهدة ...
- معرض -بث حي-.. لوحات فنية تجسد -كل أنواع الموت- في حرب إسرائ ...
- فرقة بريطانية تجعل المسرح منبرا للاجئين يتيح لهم التعبير عن ...


المزيد.....

- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ذياب مهدي محسن - جبار الكواز ؛ قصيدة رغيفها خبزا حافي :