أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامي الاخرس - لماذا الآن أشعلتم فتيل الحزبية ؟














المزيد.....

لماذا الآن أشعلتم فتيل الحزبية ؟


سامي الاخرس

الحوار المتمدن-العدد: 1529 - 2006 / 4 / 23 - 11:45
المحور: القضية الفلسطينية
    


في ظل الحصار والقتل ،والاجتياحات اللحظية لمدن وقري الضفة الغربية ،وعمليات القصف المستمرة والمتواصلة لشمال قطاع غزة ، وعمليات الاغتيال والقتل ،لا زال الفرقاء الفلسطينيين في حلبة أخري ،بعيدة كل البعد عن الواقع ،وعن ما يدور على الأرض ، حيث تدور معركة ثني الأذرع بين حركتي فتح وحماس ،كلاً يسعى لثني ذراع الآخر ،ليعلن انتصاره ويستعرض قوته ، في الساحة السياسية ،أما الشعب فليموت جوعاً ،إن قدر له الموت ، وهذا سيتحقق رغم وجود الزعتر والزيت كما أعلن رئيس الوزراء الفلسطيني .
منذ انتهاء التجربة الديمقراطية التي تراقصنا طرباً علي أنغامها ، وتفاخرنا أمام العالم أجمع بهذا النموذج الفلسطيني ،وساحتنا الفلسطينية تغلي بدرجات فاقت حالات التبخر ،وحقيقة كل الأطراف تلعب دوراً في هذا الغليان ،وتشعل تحته فتيل النيران ، حتى القوي الفلسطينية التي نأت بنفسها عن الأحداث وحلبة الصراع الدائرة بين البطلين حماس وفتح.
منذ تشكيل حكومتنا الفلسطينية وانعقاد أول اجتماع للمجلس التشريعي أوضحنا أن معركة تصفية الحسابات قد ابتدأت ،وهذا ما نوهت له بالعديد من المقالات السابقة ،وحذرنا من انزلاق قضيتنا بمنحي حزبي فئوي ، وذلك يدلل علي أرض الواقع يومياً ،ولحظة تلو الأخرى ، حتى انتقلت حمي النزاعات داخل أسوار الجامعات ، بل وداخل الأسر المنقسمة بين أفرادها.
أما حكومتنا الفلسطينية فمنذ تشكيلها وهي تحاول إلقاء الكرة بالملعب الأخر ،وكأنها تعاقب شعبنا على اختياره ، فلم تقم حكومتنا حتى راهن اللحظة بخطوة عملية واحدة سوي الاحتكاك بالصلاحيات الرئاسية ، واحتكاك الوزراء بوكلاء وزرائهم ، وخلق أجواء المشاحنات والتوتر ، ولم نعد نسمع بأي مؤتمر صحفي سوي عن مؤامرات داخلية لإسقاط حكومتنا الفلسطينية ، وانتقلت العدوى من منابر الفضائيات لمنابر مساجدنا بخطب الجمعة ،وما بين الصلوات الخمس ، حيث يبدع الخطباء بلهجات التحريض وشحن الأنفس بأن جهات فلسطينية تتآمر علي حكومتنا ، فكل هموم شعبنا اختزلت في قضية الحكومة ومن يتآمر ويحاول إسقاطها ، أليس من الأحرى من حكومتنا ووزرائنا البحث عن سبل تطبيق برنامجها الوطني ، والنهوض بالأحوال السياسية والاقتصادية والاجتماعية ،والابتعاد عن مناطق الاحتكاك والتوتر ، أما وزير الداخلية فكان الأجدر به أن يشد من أزر قوة الشرطة الفلسطينية ويبث بهم روح الانتماء ،وهم من أفضل أجهزة السلطة تنظيماً وعدداً وسلاحاً وعدةً ، وليس من الضروري خلق بؤرة توتر مع الرئاسة ، وحقيقة إن القوة المزمع تشكيلها هي الفئة التي أبدعت في خلق حالة الفلتان وممار ستة بشقية الأمني والأخلاقي ، ورغم كل ذلك علينا التروي والتريث لصالح الوطن ،والاحتكام لمنطق العقل والمنطق ، أما السيد خالد مشعل فيبدو أنه أغرق ساحتنا الفلسطينية التي تميزت باستقلاليتها منذ انطلاق الثورة ، في مستنقع الإقليمية مثل إيران وسريا ومصر وغيرها ، وبدأت ملامح هذا الاستقطاب ،من خلال صعود أسهم إيران في ساحتنا الفلسطينية ، أم أننا لم نعد نقوي على حل قضايانا سوي بدهاليز المخابرات المصرية ،التي أضحت معمل تفريخ الحوارات الوطنية الفلسطينية.
إن المستفيد الوحيد من هذه الحالة هو الكيان الصهيوني الذي يستغل بنفسه حالة الفراق الحادث حاليا ، وينفذ مخططاته وأهدافه ،وينمي أجواء الحرب الأهلية تحت غطاء التجاذب علي الصلاحيات الكرتونية .
أما الإخوة بحركة فتح ورغم تسليمهم للسلطة بسلاسة ومرونة ،إلا أن ذلك لا يعفيهم من مسئولياتهم ، بل إنهم كانوا ركيزة أساسية في حالة الغليان التي تشهدها ساحتنا الحالية ، حيث يوحوا لقارئ الأحداث إنهم يسعون لإفشال هذه الحكومة ،من خلال تصعيد لهجة خطابهم السياسي والإعلامي في هذه الفترة ،وهذا ما يدفع الواقع الفلسطيني للانفجار والغرق بأتون حرب أهليه راهن عليها العدو منذ زمن بعيد.
إن أي خلافات تنشأ بين مؤسسة الرئاسة والحكومة الفلسطينية ،هناك قنوات للتفاهم حولها ،وخلق الحلول المناسبة فيما بينها ، وعليه يجب علي حركتي فتح وحماس عدم الزج بأنفسهم بين هاتين المؤسستين ،والابتعاد عن تصريحاتهم النارية التي لا تخدم سوي إفساد المناخ الإيجابي الذي عبر عنه رئيس الوزراء في أخر لقاءاته مع الرئيس أبو مازن .
فلماذا يقحم الطرفان أنفسهم بين الرئاسة والحكومة ؟
الفساد عنوان عريض نسمعه كل يوم من وزراءنا ،والمتحدثين الإعلاميين ،وأعضاء المجلس التشريعي ،وغيرهم من خطباء المساجد ،والوالعين بمنابر الفضائيات ، نعم كلنا مع محاكمة المفسدين ،وملاحقة الفساد ، وتقديم رواده للمحاكمات مهما علا شأنهم ، ولكن كيف تتم محاسبتهم ومحاكمتهم ،من على المنابر الإعلامية ، أم من خلال القضاء الفلسطيني ؟ فمنذ ثلاث أسابيع لم تقدم الحكومة أي ملف ، بل كل ما تقدمه تصريحات صحفية ،وخطب دعائية ، حاكموا الفساد والمفسدين ،واتركوا المنابر الفضائية لأهلها .
وما يثير الدهشة الموقف للقوي والفصائل الوطنية الأخرى ،والتي لا تقوي علي فعل أي شيء سوي نشر بيان صحفي يدعو للحوار الوطني ،فأي موقف وطني هذا ،وأي قراءة وطنية تنطلق وفقها هذه القوي ،وهي ذات تاريخ ومسيرة كفاحية وطنية ذات إرث ، تنأي بنفسها عن مصير شعبها ، وتلقي بمسئولياتها ببيان صحفي تتناقله وسائل الإعلام ، فعلي هذه القوي الاضطلاع بمهامها ومسئولياتها ،والتدخل إيجابياً ،لإنقاذ حالة اليأس التي يعيش بها شعبنا الفلسطيني .
المرحلة خطيرة جداً، وشعبنا الفلسطيني يعيش أصعب مراحل قضيته ،ورغم ذلك يشكل حالة صمود ، رغم مآسيه وآلامه . وكلنا ثقة بأن حكومتنا الفلسطينية لو اتجهت للعمل وفق مصالح الوطن ، والتنفيذ العملي لبرامجها الوطنية ، ستجد شعباً بأكمله خلفها بجميع أطيافه وفئاته ،وعلى رأسهم أبناء حركة فتح ، فهذا الوطن للجميع ، وهذه القضية لفلسطين أولاً وأخيراً ، فلندع عقلية الثمانينات وحروب الجنازير ، التي أعادتنا للمربع الأول ، ولنعمل معاً لأجل فلسطين ،ونفوت الفرصة على عدونا المتربص بنا .
سامي الأخرس
22/4/2006



#سامي_الاخرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حق بزمن اللاحق .. شعب وحكومة
- المرأة العربية رمزاً للتخلف بعصر التمدن
- حملوك فارساً ......
- تعقيب علي مقال المرتد الأفغاني .. ورد علي الحوار المسيحي بشأ ...
- الوطن العربي أغني البلاد ... أفقر العباد
- وإنها لفوضي حتى النصر ... أو القهر
- حياة المرتد الأفغاني بحياة أمة
- يوم الأرض .... يوم الوفاء
- شتان بين أم تنتظر هدية العيد ... وأم تذرف دمع فراق عزيز
- المرأة وعولمة الجسد
- من ينصف حمدي قرعان
- من الطرف الرابع بعملية اعتقال المناضل أحمد سعدات ؟
- غلاء الأسعار وثورة الجياع
- إبحار في ذاكرة عربي
- المرأة والحب والجنس
- ماذا حدث في الجلسة الأولي للمجلس التشريعي الفلسطيني؟
- انا الشهيد........
- قمر الشهداء أبو علي مصطفي ذاكرة وتاريخ
- من مذابح لبنان إلي مذابح العراق ... ضريبة دماء فلسطينية بأيد ...
- هل يطحن العراق بطاحونة الطائفية ؟


المزيد.....




- بين الجُزُر والحصون.. في ساحل كرواتيا معالم وتجارب آسرة ترضي ...
- مالكوم إكس والدعوة إلى مقاومة الظلم العنصري بـ-أي وسيلة ضرور ...
- رفح ـ إسرائيل تواصل قصفها وتعثر على أنفاق على الحدود بين غزة ...
- سموتريش: أعتقد أننا في طريقنا إلى الحرب مع -حزب الله-
- وزراء خارجية شنغهاي للتعاون ينظرون في أستانا في الترشيحات لم ...
-  وزيرة خارجية جنوب إفريقيا: ما يحدث في فلسطين فصل عنصري
- الدفاع الروسية: قواتنا تتقدم في خاركوف والخسائر الأوكرانية ب ...
- برلماني مصري: -الحكومة زي الأم اللي مش قادرة تهتم بأولادها ف ...
- هل باتت واشنطن والرياض قاب قوسين أو أدنى من توقيع اتفاق تعاو ...
- الجيش يعلن إحباط -محاولة انقلاب- في جمهورية الكونغو الديمقرا ...


المزيد.....

- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامي الاخرس - لماذا الآن أشعلتم فتيل الحزبية ؟