أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل السلحوت - رواية -ذئب الله- والمصير المحتوم














المزيد.....

رواية -ذئب الله- والمصير المحتوم


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 5746 - 2018 / 1 / 3 - 18:29
المحور: الادب والفن
    


صدرت رواية "ذئب الله" لجهاد أبو حشيش عن دار فضاءات للنّشر والتّوزيع في عمّان، وتقع في 167 صفحة من الحجم المتوسّط.
تتحدّث الرّواية التي لا ينقصها عنصر التشويق، رغم بتر نهايات حكاياتها، عن شخص اسمه عوّاد الباز ولد في مجتمع عشائريّ، يخضع لأعراف القبيلة، ومن أمّ هي حسب العرف العشائريّ "غرّة ديّة"، وذلك لأنّ عمّه عوّاد الكبير قُتل من قبل أبناء قبيلتها، ومن الأعراف العشائريّة عند الصّلح العشائريّ لقضايا القتل أن يقدّموا لأهل القاتل إحدى بناتهم الحسناوات لتكون "غرّة ديّة" لا حقوق لها، وهذا ما حصل مع الذّلول التي أصبحت زوجة لصخر شقيق عوّاد القتيل، لتلقى هناك الذّل والهوان على يدي والدة القتيل، ولتنجب منه ابنها عوّاد الباز بطل الرّواية.
وحكاية قتل عوّاد الكبير وما جرى للذّلول، تدخلنا في متاهات الأعراف القبليّة التي تكون فيها الغلبة للقبيلة الأكثر قوّة. فالظّروف التي ولد فيها بطل الرّواية عوّاد الباز لم تكن ظروفا طبيعيّة، بدءا من علاقة والده صخر وأمّه الذّلول، وطريقة زواجهما، مرورا بمعاملة الجّدة "الحماة" للذّلول وحرمانها حتّى من احتضان ابنها "بطل الرّواية"، والتي قضت نحبها برصاصة خاطئة من سلاح ابنها الذي جلبه من أحد قواعد الفدائيّين، ومع ذلك فإنّ أهله وعشيرته اعتبروا حادثة قتلها وكأنّها أمر عاديّ، فالقتيلة لا قيمة لها ولا لحياتها.
من هنا نرى أنّ نشأة عواد الباز بطل الرّواية لم تكن نشأة طبيعيّة، وهذا يمهّد لفهم تصرّفاته اللاحقة والمتناقضة. فهو ضحيّة لتناقضات التّربية القبليّة، لذا وجدناه يتمرّد على معلّمه في المدرسة، والأعراف والسّطوة العشائريّة أجبرت المعلّم على الاعتذار له، وفي الاصلاحيّة تمرّد على زملائه وقهرهم. وفي السّجن تعامل مع اللصوص وغيرهم باحتقار، وتقرّب إلى تجّار السّلاح لأنّه رأى القوّة فيهم. وليكون واحدا منهم في مرحلة لاحقة.
وظهرت شخصيّة عوّاد المتناقضة في علاقاته النّسويّة المتعدّدة في مراحل عمريّة وعمليّة مختلفه، مثل استغلاله النساء جنسيّا أثناء عمله في مزرعة بالأغوار.
وفي الرّواية ظهر لنا كيف خضع في بيروت لتاليا اليهوديّة التي جرّته لنزواتها الجنسيّة، وعندما كانت تنتهي منه كانت تضربه وتطرده من سريرها وتحتقره.
وأثناء تجارته بتهريب السّلاح عن طريق رئيس العصابة الذي تعرّف عليه في السّجن نلاحظ كيف لجأ للتّديّن، وصار يتردّد على المسجد ويتظاهر بالتّقوى والورع، وانخدع به المصلّون، حتّى أنّ إمام المسجد كان يقدّمه ليؤمّ المصلين بدلا منه، وكان يبيع السّلاح لعصابات تتماهى هي الأخرى مع الدّين، وتدفع له مبالغ ماليّة كبيرة. وتنتهي الرّواية عندما فقد عادل بن عوّاد خصيتيه في عمليّة تفجير للقاعدة في عمّان.
وهنا يجدر التّوقّف، فلماذا اختار الكاتب هذه النّهاية لروايته؟ خصوصا وأنّنا في مجتمع يعطي الفحولة درجة عالية، فهل المقصود أنّ من يتعامل مع قوى الارهاب سيكون ضحيّة لها، وأنّها قد تصيبه في أغلى ما عنده؟ أي أن شرورها قد ترتدّ عليه دون أن يدري؟ أم أنّ المقصود هو "خصي" قوى التّمرد؟ فعوّاد الباز لن يكون له امتداد، فابنه الوحيد بات مخصيّا بالسّلاح الذي كان يتاجر به أبوه.
ويلاحظ أنّ تظاهر عوّاد الباز بالتّديّن كان من أجل خداع عامّة النّاس وتديّنهم الفطريّ، وهذه إشارة إلى قوى الارهاب التي تتستّر بالدّين من أجل خدمة جهات أجنبيّة، فتقتل وتدمّر وتجنّد بسطاء العامّة ليكونوا وقودا لضلالها ظنّا منهم أنّهم يعبدون الله، ويؤدّون فرائضه، وهذا ما شاهدناه في سوريا وغيرها من داعش وأخواتها.
ونلاحظ أيضا أنّ للبيئة الجاهلة الحاضنة دورا رئيسيّا في خلق أفراد قابلين للانجرار في جرائم كبيرة مثلما حصل مع عوّاد الباز، الذي التحق بداية بالفدائيّين، ثمّ ما لبث أن أصبح واحدا من عصابات تهريب السّلاح، فهل هذا كان أمرا يخدع به النّاس مثلما تظاهر بالتّديّن؟ وهنا علينا أن نلاحظ أنّ أكثر من ضُلّلوا وتجنّدوا في القاعدة وداعش وأخواتهما هم أبناء قبائل صحراويّة يسودها الجهل والتّخلف، ويعشّش فيها الفكر التّكفيريّ.
ومن اللافت في الرّواية خضوع عوّاد لتاليا اليهوديّة، وكأنّي بالرّواية هنا تقول أن مصدر عصابات تهريب السّلاح، هو اسرائيل التي تعرف مسبقا لمن يباع ومن يستعمله وضدّ من؟
الرّواية التي لا ينقصها عنصر التّشويق مثيرة، وتثير تساؤلات كثيرة، رغم أنّ النسّخة التي بحوزتي لم تكن متكاملة وفيها أخطاء كبيرة في ترتيب صفحاتها وتكرار بعض الصّفحات.
ملاحظة: جاء في السطر الأخير من الصفحة الثّانية:" إن الآراء الواردة في هذا الكتاب لا تعبّر بالضرورة عن رأي دار فضاءات للنّشر والتّوزيع" وهذه لازمة موجودة على كلّ اصدارات دار فضاءات، لكن هذه الرّواية "ذئب الله" لصاحب الدّار نفسه! وبتالتألي هو مسؤول عمّا ورد فيها.
3 يناير 2018



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بدون مؤاخذة- لا خطوط حمراء أمام نتنياهو
- بدون مؤاخذة- في العام 2017
- بدون مؤاخذة- أبو مازن لين في غير ضعف
- كما يليق بحبك وعصر السرعة
- ديوان-اصعد إلى عليائك- في اليوم السابع
- بدون مؤاخذة- القدس وأبواق الضلالة
- القدس بين الصّهاينة الأمريكان والمتصهينين العرب
- يكفي فاطمة نزال أنّها شاعرة
- بدون مؤاخذة- دمكم في رقبة ترامب
- بدون مؤاخذة-ترامب الأمريكي الضّال
- بدون مؤاخذة -سنركب حمارة أمريكا
- بدون مؤاخذة-ترامب يشعل الحرب الدينية
- بدون مؤاخذة- القدس لا تقبل المساومة
- في استقبال ميرا
- صفحات من سيرتي الذاتية
- بدون مؤاخذة- الإرهاب ليس عفويّا
- بدون مؤاخذة- لا دين للارهاب
- مقدسيات فهمي الكالوتي
- نهر ماجد أبو غوش لا يضلّ الطريق
- بدون مؤاخذة- أمريكا سبب المصائب


المزيد.....




- الإعلان الأول حصري.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 159 على قصة عش ...
- أكشاك بيع الصحف زيّنت الشوارع لعقود وقد تختفي أمام الصحافة ا ...
- الكويت.. تاريخ حضاري عريق كشفته حفريات علم الآثار في العقود ...
- “نزلها لعيالك هيزقططوا” .. تردد قناة وناسة 2024 لمتابعة الأغ ...
- تونس.. مهرجان الحصان البربري بتالة يعود بعد توقف دام 19 عاما ...
- مصر.. القضاء يحدد موعد الاستئناف في قضية فنانة سورية شهيرة ب ...
- المغربية اليافعة نوار أكنيس تصدر روايتها الاولى -أحاسيس ملتب ...
- هنيدي ومنى زكي وتامر حسني وأحمد عز.. نجوم أفلام صيف 2024
- “نزلها حالًا للأولاد وابسطهم” .. تردد قناة ميكي الجديد الناق ...
- مهرجان شيفيلد للأفلام الوثائقية بإنجلترا يطالب بوقف الحرب عل ...


المزيد.....

- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل السلحوت - رواية -ذئب الله- والمصير المحتوم