كمال غبريال
كاتب سياسي وروائي
(Kamal Ghobrial)
الحوار المتمدن-العدد: 5528 - 2017 / 5 / 22 - 23:12
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ما يقوم به الآن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في منطقة الشرق الأوسط، ليس غير بطولة مسرحية هزلية سخيفة، إن لم يكن لعباً بالنار، في منطقة تحترق من الأساس.
أرقام فلكية لم يسبق للعالم أن سمع عنها لصفقات سلاح، تستوردها دولة تستأجر مواطني دول آسيا وأفريقيا للعمل في سلاح حرس الحدود.
هكذا تبدو الإدارة الأمريكية كمجرد تاجر سلاح، وأبعد ما تكون عن الإخلاص لقضية السلام العالمي بعامة، واستقرار منطقة الشرق الأوسط بخاصة.
إيران لم ولن تهاجم الدول العربية بطائرات وصواريخ وأساطيل، لكي تسلح أمريكا السعودية بأسلحة مضادة. هي تتسلل للمنطقة من خلال تصدعات نظمها ومجتمعاتها، التي أحدثتها موجة الهوس الديني والطائفية والاستبداد السياسي المتحالف مع تجار الدين.
هذا ما فعلته إيران بداية في لبنان عن طريق المكون اللبناني الشيعي، ثم في العراق بالأغلبية الشيعية، التي حاصرها صدام حسين، وفعل ما فعل بها بالأسلحة الكيماوية، وبعدها سوريا عن طريق المكون العلوي المستبد والمتعالي على الأغلبية السنية، وأخيراً باليمن عن طريق الحوثيين، الذين يدعون مظلومية تاريخية، ما يمكن أن يتكرر في البحرين، الذي يعيش فوق ألغام.
لا يوجد بالمنطقة مد شيعي خارجي يخشى منه على الدول السنية. يوجد فشل لسائر المجتمعات العربية في تأسيس منظومات حديثة سياسياً واجتماعياً واقتصادياً وثقافياً، لا تفرق بين مواطنيها حسب أديانهم وطوائفهم. هو فشل للأغلبيات والأقليات معاً. ويتحمل الجميع مسئوليته، دونما تفريق واضح حاسم بين ظالم ومظلوم.
الحل إن أردنا بالفعل حلاً، وليس المزيد من الدماء والخراب، لن يكون ضرب إيران بالصواريخ، ولا إعداد صواريخ مماثلة أو مضادة لمواجهة تسللها لتدمير المنطقة، وإنما أن تراجع الدول والشعوب العربية نفسها، لترى كيف يمكن أن تتحول لدول ومجتمعات حديثة، تحتوي وتحتضن كل مواطينها على حد سواء، فعندها فقط سنرتاح ونريح العالم من شرورنا. ولن تنجح ما نسميه مؤامرات خارجية، متخيلة وهمية كانت أم حقيقية.
#كمال_غبريال (هاشتاغ)
Kamal_Ghobrial#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟