أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كمال غبريال - مصر لن تموت














المزيد.....

مصر لن تموت


كمال غبريال
كاتب سياسي وروائي

(Kamal Ghobrial)


الحوار المتمدن-العدد: 5513 - 2017 / 5 / 6 - 23:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عادة ما ترفض الشعوب الاستكانة، حتى لو كانت في طور تدهور إلى ما قرب الاحتضار السياسي على الأقل، إن لم ‏يصاحبه أيضاً احتضار اقتصادي.‏
من هنا يأتي ما نراه الآن بالشارع المصري، من حراك سياسي واهن، مع اقتراب موعد مفترض بعد عام لانتخابات ‏رئاسية.‏
نعلم جميعاً وفي مقدمتنا نشطاء هذه الحراك وجماهيره، أنه ليس أوان التطور السياسي باتجاه الديموقراطية، وأن التفكير ‏في انتخابات رئاسية تنافسية حقيقية، لا يعدو أن يكون حلماً طوباوياً، يفتقد لأي من مقومات تحققه على أرض الواقع.‏
ماحدث لمصر صاحبة الخمسة آلاف عام من الحضارة، وقرنين ونيف من مسيرة الحداثة منذ عهد محمد علي باشا، أنه ‏على مدى حلقات حكم نظام يوليو 1952 الثلاث، التي امتدت لستة عقود، تطور المجتمع المصري اجتماعياً وسياسياً، ‏بصورة لا تخلو من قفزات وراديكالية. فنشأ ونما التيار الناصري العروبي، واستفحل وتوحش التيار الديني بمختلف ‏أجنحته. في ذات الوقت اختنقت الليبرالية التي كانت وليدة في العصر الملكي‎.‎‏ هذا مع ظهور قوة وتحالف جديد ‏يضرب بجذورة في كيان الدولة والمجتمع، والذي يمكن تسميته "تحالف الفساد". قوامه الطبقات العليا من البيروقراطية ‏المصرية، ونوعية خاصة من رجال أعمال، تقوم أعمالهم بالأساس على الأنشطة الطفيلية والمضاربات والصفقات ‏المعتمدة على الثغرات في ترسانة القوانين والضمائر المصرية.‏
تطور كبير حدث خلال تلك العقود، لكنه تطور للأسوأ‎.‎‏ وكان طبيعياً هكذا أن تكون عاقبة ثورة يناير 2011 هي ‏العودة للانكفاء في حالة سياسية هي الأشد وبالاً‎.‎
لكن هناك الآن أيضاً خارج هذه المنظومات، مئات آلاف قليلة من الشباب المتمرد الناقم‎.‎‏ احتمالات تحول هؤلاء إلى ‏فصيل منظم قادر على الفعل، مرتبط بمعدل تزايد أعداده، وبما قد يستطيعون إنتاجه من رؤى إبداعية، لبناء جديد ‏مختلف تماماً، وعدم الاكتفاء كما هو حادث إلى الآن، ‏‎ ‎بإعلان الغضب والتبرؤ من كل ما هو قائم وصب اللعنات ‏عليه.‏
رئيس دولة بحجم مصر، وتحتاج لتغييرات راديكالية كالتي مصر أشد ما تكون احتياجاً إليها، لا يكفي وصوله بأي ‏طريقة كانت إلى قصر الرئاسة، لينفذ على أرض الواقع برنامجه الذي نفترض أنه أعلنه لنا واخترناه على أساسه. وأن ‏يقود مسيرتنا وفق التوجه والرؤى التي تحمسنا لاختياره من أجلها. أي رئيس هو في النهاية محكوم بطبيعة وإمكانيات ‏القوة أو القوى التي احتل بفضلها منصبه، إن كانت أحزاباً أو تيارات سياسية، أو جماعات دينية، أو قوة عسكرية ‏فرضته بطريقة أو بأخرى كرئيس. البحث لا ينبغي أن يكون عمن يصلح لرئاسة الجمهورية، ولكن عن قوة سياسية قادرة ‏على إيصاله لسدة الرئاسة. لذا البحث الآن (إن كان هذا هو أوان مثل هذا بحث)، لا ينبغي أن يكون عمن يصلح ‏لرئاسة الجمهورية، ولكن عن القوة السياسية القادرة على إيصال الرئيس المنشودة مواصفاته لسدة الرئاسة.‏
لا تستهدف هذه السطور إسكات الحراك السياسي الحادث الآن على الساحة السياسية المصرية، أو تسفيهه والتقليل من ‏شأنه. بل الحرص على استدامته، هو ما يدفعنا لتوضيح أننا لسنا في زمن جني ثمار سريعة بعد عام. وإنما نحن بهذا ‏الحراك نقوم بما يتوجب علينا تجاه أنفسنا وبلادنا، لتبقى شعلة الأمل لا تخمد، حتى في أحلك الأوقات والمراحل، وأشدها ‏مدعاة للقعود.‏



#كمال_غبريال (هاشتاغ)       Kamal_Ghobrial#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رزكار عقراوي وأنا
- معاً لدوام التخلف
- ماذا تريد النخبة من سيادة الرئيس؟
- لماذا أصف البرادعي بالغباء
- رأيت فيما يرى النائم
- في ذكرى ثورة منكفئة
- فوبيا د. محمد البرادعي
- سفر التكوين
- على هامش إعادة هيكلة الاقتصاد المصري
- د. محمد البرادعي بين الحمرة والجمرة
- مصر وصندوق النقد الدولي
- بئس الليبرالي أنت يا هذا!!‏
- من أجل الربيع المصري القادم
- إني أختنق
- التعثر في دنيا التابوهات
- صهيونية إسرائيل
- مصر وريادة السلام
- مع مفهوم -أمن الدولة-‏
- خربشات على جدار الوطن
- نقابة الصحفيين بين السلطة الرابعة والبلطجة


المزيد.....




- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...
- كندا تخصص أكثر من مليوني دولار لصناعة المسيرات الأوكرانية
- مجلس جامعة كولومبيا الأمريكية يدعو للتحقيق مع الإدارة بعد اس ...
- عاجل | خليل الحية: تسلمنا في حركة حماس رد الاحتلال على موقف ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيّرة أمي ...
- بعد الإعلان التركي عن تأجيلها.. البيت الأبيض يعلق على -زيارة ...
- ما الذي يحمله الوفد المصري إلى إسرائيل؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كمال غبريال - مصر لن تموت