أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كمال غبريال - مع مفهوم -أمن الدولة-‏














المزيد.....

مع مفهوم -أمن الدولة-‏


كمال غبريال
كاتب سياسي وروائي

(Kamal Ghobrial)


الحوار المتمدن-العدد: 5154 - 2016 / 5 / 6 - 12:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تتجمع وتتداخل في مصطلح "أمن الدولة" الشائع لدينا مفاهيم عديدة متباينة ومتباعدة أو حتى متضادة. يظهر هذا ‏وينعكس على استخداماتنا للمصطلح، ما بين التوقير الشديد والحرص على مضمونه، كأن ننعت أمراً نراه خطراً بأنه ‏‏"يهدد أمن الدولة"، وبين الاستخدام الدارج بين النشطاء السياسيين والحقوقيين، بأن يصموا بعضاً من زملائهم بأنهم ‏‏"أمنجية"، بمعنى أنهم عملاء لجهاز "أمن الدولة"، مهمتهم تخريب الحزب السياسي أو العمل النقابي والأهلي، والإبلاغ ‏عن زملائهم في النشاط لجهاز "أمن الدولة"، ليتم فيما بعد إرسالهم إلى "ما وراء الشمس". يستخدم تعبير "أمن الدولة" ‏هكذا، وكأن هذا الجهاز ليس أحد المؤسسات الوطنية، التي يعمل فيها بعض منا، لإنجاز مهام أسندناها نحن إليهم، ‏وندفع لهم مقابلها مرتبات من ضرائبنا. حالة الالتباس والاختلاط هذه لا تقتصر فقط على مستوى التنظيرات والمهاترات ‏السياسية، لكنها تمتد إلى التباسات وانحرافات لمؤسسات وطنية عديدة عن جادة وظيفتها، ومن بينها جهاز "أمن الدولة" ‏ذاته.‏
قد يعني "أمن الدولة" بالنسبة لنا حماية الدولة والمجتمع من أي أخطار خارجية أو داخلية تهدد الاستقرار وانتظام الحياة ‏في عموم الوطن.‏
وقد يعني حماية رموز الدولة وشخصياتها أو حماية مقراتها من أي أعمال إرهابية تستهدف حياة الأشخاص وسلامة ‏المنشآت.‏
فيما يعني عند البعض إسكات الأصوات المعارضة للحاكم، لأنها تزعجه وهو مسترخ على كرسيه الوثير.‏
قد يعني "تهديد أمن الدولة" أيضاً أي محاولة قانونية دستورية للأحزاب السياسية لتداول السلطة، عبر سعيها لحشد ‏الجماهير، وتركيزها على ما تراه أخطاء يرتكبها الجالسون على سدة الحكم.‏
بالمجمل في الدول الديموقراطية يكون جهاز "أمن الدولة" هو عين الدولة الساهرة على ضمان أمان الحياة واستقرارها في ‏ربوع الوطن، والفلتر الذي يضمن نقاء الأجواء من الملوثات باختلاف أنواعها. ولقد اختبرنا وعايشنا في مصر نوعية ‏الحياة وحجم الأخطار الحالة، حين كسر الإخوان والسلفيون جهاز "أمن الدولة" أثناء فعالياتهم في 25 يناير، فانتشر ‏الإرهابيون في سائر أركان البلاد، وليس فقط في سيناء، ومازلنا حتى الآن نعاني من آثار تلك الحقبة.‏
أما في الدولة الديكتاتورية البوليسية، فيكون "أمن الدولة" جهاز قمع وإخصاء للحياة السياسية، لصالح هؤلاء الذين ينتوون ‏البقاء على كراسي السلطة إلى يوم يبعثون. وتدلنا التجارب التي مازلنا نعيشها، أن هذا التوجه في الأداء لجهاز خطير، ‏لا يحمي في الحقيقة "أمن الدولة"، وإنما العكس هو الصحيح، إذ يذهب بالدولة والوطن بمجمله إلى مصير أقل ما يقال ‏عنه أنه مصير مجهول.‏ . مع الفقدان التدريجي للشعبية الجماهيرية، يكون الاعتماد على الأجهزة الأمنية هو الحل المؤدي للجحيم!!
هي حالة غير صحية وبيلة النتائج، أن يترسخ في ذهن عامة الناس ونخبتهم معان ومشاعر سلبية تجاه جهاز "أمن ‏الدولة"، إلى حد أن يرتبط بمنتسبيه في المخيلة العامة شخصية "فرج" في فيلم "الكرنك"، ما لا نرى مثيله لدى الأمريكيين ‏مثلاً تجاه جهاز الـ ‏FBI‏.‏



#كمال_غبريال (هاشتاغ)       Kamal_Ghobrial#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خربشات على جدار الوطن
- نقابة الصحفيين بين السلطة الرابعة والبلطجة
- إذا ما أطفأت تركيا الشمس
- بداية السقوط
- بين العاطفة والعقلانية
- حالة ميؤوس منها
- ما أظنها حقائق حول قضية جزيرتي تيران وصنافير
- تنويعات على لحن السيادة المفقودة
- حالة الاحتقان المصرية
- مصر تبيع الترماي
- تجديف في المتاهة
- شذرات عشوائية
- عفواً د. سعد الدين إبراهيم. . من فمك أدينك!!‏
- العولمة ونهاية التاريخ‎
- فاتنتي والمستحيل- قصة قصيرة
- الفارس والأميرة- قصة قصيرة
- الجحيم الذي تهفو إليه قلوبنا
- النص المقدس بين البنيوية والتفكيكية
- تطور التخوف الإنساني
- في ظلال حكم العسكر


المزيد.....




- الهند والصين تُعيدان فتح الحدود للسياح بعد قطيعة طويلة
- حتى الحبس له فاتورة.. فرنسا تدرس إلزام السجناء بدفع تكاليف ا ...
- إلى أين وصلت خارطة الطريق الأممية الخاصة بليبيا؟
- رئيس أركان الجيش الإسرائيلي يرهن وقف الحرب في غزة بإطلاق سرا ...
- سردية -معاداة السامية- تجبر جامعة كولومبيا على تسوية مع إدار ...
- الحكومة البريطانية تعين صحفيا من -ذا صن- رئيسا للاتصالات
- لامي: استهداف منتظري المساعدات في غزة -مقزز-
- معاريف تكشف عن تغير -لافت- في إدارة المعركة ضد قيادة حماس
- فيديو يظهر لحظة مداهمة فيضانات مفاجئة منزلًا في نيويورك.. شا ...
- آلاف الزوار يتدفقون لالتقاط الصور.. ومزارعون إيطاليون يردّون ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كمال غبريال - مع مفهوم -أمن الدولة-‏