أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كمال غبريال - عفواً د. سعد الدين إبراهيم. . من فمك أدينك!!‏














المزيد.....

عفواً د. سعد الدين إبراهيم. . من فمك أدينك!!‏


كمال غبريال
كاتب سياسي وروائي

(Kamal Ghobrial)


الحوار المتمدن-العدد: 5123 - 2016 / 4 / 4 - 02:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في مقال له بتاريخ 2/4/2016 تناول د. سعد الدين إبراهيم تحت عنوان "أسامة الغزالى حرب ‏وتساؤلات مشروعة حول مُبادرتى للمُصالحة" الرد على بعض ما تعرضت له مبادرته من انتقادات، ولقد استلفت نظري ‏بالمقال ما بدا لي غريباً وغير متصور أن يصدر من قامة فكرية لها احترامها المحلي والعالمي مثل د. سعد الدين إبراهيم، ‏لذا سنكتفي في هذه السطور بتناول ما وجدته من قبيل "الغرائب والطرائف"، دون التعرض للقضية التي أثارها سيادته ‏بمجملها.‏
يقول د. سعد الدين إبراهيم: "ومع ذلك فإن حرب الاستنزاف القائمة منذ ثلاث سنوات، تنطوى على ضريبة دم يدفعها ‏شباب الإخوان، وشباب الجيش والشرطة، وخاصة فى الأطراف الجغرافية لمصر، مثل سيناء والمُحافظات الحدودية ‏الأخرى. فشيوخ الإخوان وكهول الدولة المصرية هم عادة بمنأى عن النيران، سواء كانت نيرانا مُعادية أو نيرانا صديقة. ‏وتهدف مُبادرتنا للمُصالحة إلى وقف هذا النزيف الدموى، حتى لو كان بطيئاً ومحدوداً."‏
الملاحظ هنا بداية أن سيادته هكذا يعترف أو يتهم جماعة الإخوان المسلمين أنهم مرتكبو تلك الأعمال الإرهابية ‏الإجرامية، سواء في سيناء أو في سائر المدن المصرية. ورغم أن هذه قفزة تستبق التحقيقات والأحكام القضائية اللازمة ‏لمثل تلك الاتهامات، إلا أننا لا نلومه في هذا، مادمنا جميعاً متيقنون من حقيقية هذا الاتهام. لكن الغريب المذهل هكذا، ‏أن يطرأ على ذهن صديقنا المفكر الكبير، أن "مصالحة" يمكن أن تقوم، ليس بين دولة وشعب مع فريق أو تيار سياسي ‏معارض، ولكن مع عصابات لجأت للإرهاب والقتل. . التصالح الذي يراود ذهن أستاذنا هو إذن تصالح مع قتلة ‏ومخططين ومحرضين على القتل، وليس مع أصحاب رؤية سياسية سلمية لابد أن تتسع لها الساحة السياسية المصرية ‏بالاحتواء.‏
وفي محاولته لتقريب وجهة نظره للقارئ والناقد، يستشهد بمثال ربما هو الأسوأ من حيث المقاربة، إذ يقول: "هل يُعقل أن ‏تكون الدولة المصرية، قد آثرت المُصالحة مع الكيان الصهيونى، المُسمى بإسرائيل، حقناً للدماء، ومن أجل التفرغ لتنمية ‏مصر، وحقن دماء مواطنيها، ولا تفعل نفس الشىء مع جماعة من أبنائها، حتى لو كانوا قلة مارقة؟‎!‎‏"‏
نعم يا صديقي يعقل أن تعقد دولة صلحاً مع دولة معادية خاضت ضدها حروباً دامية، ولا يعقل أن تعفو عن من حمل ‏السلاح من أبنائها ضد شعبه وجيشه. . تساؤلك مدهش ومحزن يا صديقي، مدهش أنك ما أنت من علم وفكر سياسي، ‏ولا تعرف الفرق بين جندي يحاربك من وسط صفوف جيشه المعادي، وبين من قلت عنهم "قلة مارقة"، تستحق أن يطبق ‏عليها "حد الحرابة"، وفق ما تلى ذلك من كلامك، وقد عرجت عن التناول السياسي للقضية إلى التناول الديني، ما نعتبره ‏خطيئة أو انحرافاً منك إلى مسار كنا نظنك آخر من يمكن أن يذهب إليه، إذ تقول: " ألم يفعل الرسول محمد «صلى الله عليه وسلم» ذلك ‏مع كُفّار قريش، رغم ما ساموه إياه من إنكار وتعذيب، وتشريد؟ وفى النهاية صفح الرسول عنهم، وقال لهم حينما دخل ‏مكة فاتحاً مُنتصراً «اذهبوا فأنتم الطُلقاء»؟"‏
رغم رفضنا المطلق لهذا التديين للقضية، والذي ينحو بنا إلى ذات أيديولوجية من أطلقت عليهم أنت "قلة مارقة"، إلا أن ‏مثالك فاشل يا سيدي، إذ تختلف حالة "عصابة الإخوان المسلمين" عن حالة "كفار مكة" ساعة الفتح، الذين تابوا جميعاً ‏لحظياً عن شركهم وكفرهم ودخلوا في زمرة المؤمنين. فهل أصحابك من "القلة المارقة" مستعدون لمثل هذا، بأن يعودوا إلى ‏حضن الوطن والوطنية، ويتوبوا عن "كفرهم بالوطن"؟!!‏
يقول د. سعد الدين إبراهيم أيضاً: "‏‎ ‎وألم يفعل ذلك أيضاً الزعيم الأفريقى الأسطورى، نيلسون مانديلا، مع أركان النظام ‏العُنصرى الذى اضطهده، هو وشعبه، وسجنه 27 سنة فى جزيرة روبين، ومع ذلك أطلق الرجل مُبادرة الإنصاف ‏والمُصالحة؟"‏
هذا المثال أيضاً فاشل يا أستاذنا، فالمصالحة التي تمت على يد نيسلسون مانديلا لم تكن مثل مصالحتك المتصورة مع ‏‏"القلة المارقة"، إذ ذهبت جميع الأطراف إلى التخلي عن العنصرية والفصل العنصري، ليتوجه الجميع وجهة إنسانية ‏حداثية مستقيمة، فهل أخذت يا أستاذنا من أصدقائك المارقين وعداً بالتخلي عن أيديولوجيتهم، والاستقامة باتجاه علماني ‏حداثي، أم هي ذات التقية والخداع، حتى يتيسر لهم التمكن من رقابنا من جديد؟!!‏



#كمال_غبريال (هاشتاغ)       Kamal_Ghobrial#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العولمة ونهاية التاريخ‎
- فاتنتي والمستحيل- قصة قصيرة
- الفارس والأميرة- قصة قصيرة
- الجحيم الذي تهفو إليه قلوبنا
- النص المقدس بين البنيوية والتفكيكية
- تطور التخوف الإنساني
- في ظلال حكم العسكر
- انتخابات مصرية منقطعة الجماهير
- هو الخلل الهيكلي لدول المنطقة
- فلسطين من خارج الصندوق
- في الإرهاب الفلسطيني
- في مستنقع الإرهاب السوري
- احتفالات أكتوبر المكرورة
- علي سالم. . رحل الرجل وعاشت القضية
- إطلالة على قصة الفساد المصرية
- صنم الشعب
- سؤال الثورة أم الفوضى؟
- نحن وإيران غير النووية
- الليبرالية في زمن الغوغائية
- الإرهاب والضباب


المزيد.....




- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...
- كندا تخصص أكثر من مليوني دولار لصناعة المسيرات الأوكرانية
- مجلس جامعة كولومبيا الأمريكية يدعو للتحقيق مع الإدارة بعد اس ...
- عاجل | خليل الحية: تسلمنا في حركة حماس رد الاحتلال على موقف ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيّرة أمي ...
- بعد الإعلان التركي عن تأجيلها.. البيت الأبيض يعلق على -زيارة ...
- ما الذي يحمله الوفد المصري إلى إسرائيل؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كمال غبريال - عفواً د. سعد الدين إبراهيم. . من فمك أدينك!!‏