|
انتخابات مصرية منقطعة الجماهير
كمال غبريال
كاتب سياسي وروائي
(Kamal Ghobrial)
الحوار المتمدن-العدد: 4962 - 2015 / 10 / 21 - 13:13
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
رؤية أولية مجملة لعناصر انخفاض نسبة التصويت في الانتخابات البرلمانية المصرية مرتبة تنازلياً حسب وزن كل عنصر: 1. السلبية وعدم الاهتمام المعتاد للمصريين، مصحوباً بحالة ارتداد إلى ما قبل روح 25 يناير 2011. 2. شعور الاطمئنان لدى قطاع كبير من الجماهير بانكسار موجة هوجة 25 يناير، التي اعتبرها تهديداً للاستقرار. 3. اختفاء القوى القادرة والمتمرسة على حشد الجماهير، وهي الإخوان المسلمين والحزب الوطني (حزب الدولة). 4. شيوع حالة الاطمئنان لدى الجماهير السيساوية، أن البلاد بيد أمينة قادرة، ولا تحتاج لتدخل شعبي. 5. شعور عام بأن رأي الشعب الآن لن يقدم ولن يؤخر، وأن البلاد تتجه لحكم ديكتاتوري. 6. مقاطعة أجنحة من التيارات الدينية للانتخابات والمسيرة السياسية كلها. 7. تكاد تخلو الانتخابات من اتجاهات فكرية أو شخصية معارضة. 8. ندرة الشخصيات الجديرة بلفت انتباه الناس بين المرشحين. 9. مقاطعة تيار ثوري وشبابي لتوجه النظام. 10. تيار بالغ الضآلة يقاطع رفضاً لما يعتبره لا عقلانية سائدة في كل من القمة والقاعدة. جرت العادة أن تنهال الاتهامات على المقاطعين لأي اقتراع، باعتبارهم سلبيين وناقصي وعي، رغم أن بعضاً من هؤلاء قد يكونوا الأكثر وعياً وإيجابية. فالصمت قد يكون صرخة عالية في وجه الفساد والنفاق والعشوائية ومحاولات الهيمنة المبتذلة. فائدة الانتخابات النيابية ليست فقط اختيار نواب البرلمان، بل أيضاً التعرف على الخريطة الديموجرافية للأفكار والانتماءات. . اجمعوا إجمالي عدد الأصوات التي ستحصل عليها قائمة حزب النور، ولولا عدم وجود قائمة لهم بالصعيد، لاستطعنا هكذا أن نتعرف على الحد الأدنى من حجم الحاضنة المحتملة لداعش في مصر. نتائج الانتخابات لم تقطع رأس التنين السلفي، بل سيهرب إلى ما تحت الأرض، لينخر في أساسات الوطن. . القواعد الجماهيرية السلفية التي أحجمت عن المشاركة في التصويت أكثر استقامة وصدقاً مع أنفسهم وما يعتقدون فيه، من قادتهم الذين "يلعبون بالبيضة والحجر". لا يحتاج السلفيون إلى برلمان، لنشر أفكارهم وكراهيتم وداعشيتهم في المجتمع. هم يسيطرون على المنابر، ويحلون محل مؤسسات الدولة في المناطق الشعبية والقرى والنجوع والمناطق البدوية. هم أصلاً في صلب فكرهم لا يعترفون ببرلمان وديموقراطية وما شابه!!. . حاضنة داعش تتفشى أيها السادة أصحاب الياقات البيضاء. ليس لديهم أغلبية نعم، لكن لديهم قاعدة لا يتجاهلها سوى الحمقى. نعم تلقى السلفيون صفعة على وجوههم في الإسكندرية والبحيرة، لكن هذا لا يعني ألا نحسب ألف حساب لأعداد من صوتوا للسلفيين وقائمتهم في قطاع غرب الدلتا. هذه الأعداد تشكل خطورة لا يستهين بها إلا غافل. من النتائج الأولية خرجت بانطباع أنه كلما زادت درجة التحضر قلت نسبة الانتماء للسلفية. تقل لكنها لا تنعدم بالطبع. إحجام الشباب النسبي عن التصويت لا يرجع فقط لرفض البعض المسمى ثوري منهم للمسيرة الحالية. فالأمر بالأساس يرجع لطبيعة هذه المرحلة العمرية، التي تتسم بالحماس، فتستهويها المظاهرات والاعتصامات، وتعزف عما تراه وسائل مملة وبطيئة، وقد تكون عديمة الجدوى كالتمثيل النيابي. التكتلات السياسية في هذه الانتخابات لا تتنافس على أساس اختلاف أفكار، فلا أفكار من الأساس لديها. التنافس هو على سبوبة الخدمة في بلاط السلطان. حتى السلفيين برؤاهم الظلامية، لا يختلفون في هذا النهج. أظن أن حزب المصريين الأحرار هو أبرز الأحزاب المصرية في خاصية أن برنامجه السياسي وتوجهاته المعلنة في جانب، وأغلب نوعيات المرشحين باسمه في جانب آخر تماماً. أخيراً ماذا يمكن أن نتوقع من نواب جاءوا للبرلمان في معية سامح سيف اليزل؟!!
#كمال_غبريال (هاشتاغ)
Kamal_Ghobrial#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هو الخلل الهيكلي لدول المنطقة
-
فلسطين من خارج الصندوق
-
في الإرهاب الفلسطيني
-
في مستنقع الإرهاب السوري
-
احتفالات أكتوبر المكرورة
-
علي سالم. . رحل الرجل وعاشت القضية
-
إطلالة على قصة الفساد المصرية
-
صنم الشعب
-
سؤال الثورة أم الفوضى؟
-
نحن وإيران غير النووية
-
الليبرالية في زمن الغوغائية
-
الإرهاب والضباب
-
الليبرالية ومأزق المثلية
-
البحث عن معادلة جديدة
-
المسيحي الملحد
-
القاعدة وداعش وأمريكا
-
هو الخيار الداعشي
-
نبضات علمانية
-
مع خطاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية
-
في غبار عاصفة الحزم
المزيد.....
-
لقاء وحوار بين ترامب ورئيس بولندا حول حلف الناتو.. ماذا دار
...
-
ملخص سريع لآخر تطورات الشرق الأوسط صباح الخميس
-
الهند تشهد أكبر انتخابات في تاريخها بمشاركة مليار ناخب
-
هل يستطيع الذكاء الاصطناعي أن يخرج التدريس من -العصر الفيكتو
...
-
دراسة تكشف تجاوز حصيلة قتلى الروس في معارك -مفرمة اللحم- في
...
-
تدمير عدد من الصواريخ والقذائف الصاروخية والمسيرات والمناطيد
...
-
آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /18.04.2024/
...
-
-كنت أفكر بالمفاتيح-.. مؤلف -آيات شيطانية- يروي ما رآه لحظة
...
-
تعرف على الخريطة الانتخابية للهند ذات المكونات المتشعبة
-
?-إم إس آي- تطلق شاشة جديدة لعشاق الألعاب
المزيد.....
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية
/ جدو جبريل
المزيد.....
|