أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كمال غبريال - حالة ميؤوس منها















المزيد.....

حالة ميؤوس منها


كمال غبريال
كاتب سياسي وروائي

(Kamal Ghobrial)


الحوار المتمدن-العدد: 5138 - 2016 / 4 / 20 - 12:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قد نختلف في مصر مع وزارة الداخلية في تطبيقها لقانون التظاهر، لكن من يستهدفون القانون ذاته لا يريدون بالأساس قانوناً، أو ‏يريدونه قانوناً يتيح لهم الثورة وإسقاط النظام. لا يوجد مثل هذا القانون في أي مكان بالعالم. . الفوضويون يمتنعون. . ‏لا أظنني من التقليديين الذين يفضلون الإصلاح البطيء على الثورة، وأظن أن مزاجي وسيكولوجيتي ثورية، لذا سارعت ‏بالالتحاق بثورة 25 يناير2011 ثم ثورة 30 يونيو 2013، ولقد باءت الثورتان بفشل ذريع في كافة المجالات، و"لا ‏محيص" الآن من البديل الوحيد العقلاني غير التخريبي، أن نحاول الإصلاح من داخل هذا النظام، الذي ينشب أنيابه ‏في رقابنا منذ انقلاب يوليو 1952، والذي اتضح جلياً استعصاء الخلاص منه بالثورة. أن نحاول الضغط بالرأي العام ‏ومؤسسات العمل المدني، ليصلح النظام من ذاته، ويطيح بنوعيات الشخصيات الجاهلة الفاشلة التي يلتحف بها، هذا ‏إن تواجد غير هذه النوعية في الساحة المصرية اليباب‎!!‎
تختلف محورية "الوطن" عن محورية "المواطنين"، فالوطن كيان اعتباري، يحتاج لمحيط وشعب ودولة وعلم ونشيد. أما ‏المواطنون الذين هم كيان طبيعي بشري، فهم يحتاجون لمحيط يعيشون فيه، ودولة تلبي لهم مصالحهم. إذا كان "الوطن ‏هو المحور"، فالهدف يكون "تعظيم الوطن"، والبحث عن "دور ريادي للوطن"، وتحقيق "هيمنة للوطن" على مواطنيه ‏وعلى أوطان أخرى، أو البحث عن امتداد يوسع من رقعة الوطن. كما يظهر ما يوصف بأنه "مصالح الوطن العليا"، ‏التي لا قبل لعامة الناس بمعرفتها أو بدس أنوفهم فيها. هذا يقود تلقائياً لمحورية الدولة وسيادة أجهزتها ومؤسساتها، ‏وتعظيم وتمجيد رئيسها، الذي يكون لسان حاله يقول "أنا الوطن"، ليكون الشعب "في خدمة الوطن" أو كما يقال "فداء ‏للوطن" ومن ثم "فداء للرئيس"، وكثيراً ما يكون على المواطنين التضحية و"الصبر والصمت" من أجل الوطن. العكس ‏يحدث في "محورية المواطنين"، حيث يكون الوطن والدولة ورئيسها في خدمة المواطن، لتصب كل الجهود في صالح ‏الإنسان، باعتباره صاحب السيادة الأوحد، والقيمة الأثمن والمالك للوطن، والرقيب الأعلى على الدولة ورئيسها‎.‎
تعبنا من القول أن المطلوب هو تغيرات جذرية في القاعدة الشعبية والتربة المصرية. . في العادات والتقاليد والقيم ‏والثقافة والسلوك وعلاقات الناس بعضهم ببعض. فهذا وحده هو الكفيل بوصول الأكفاء الجديرين إلى كراسي السلطة، ‏وغير هذا تخبط وسعي للمزيد من الفوضى والخراب‎.‎‏ من لديه فكر سياسي أو اقتصادي أو ثقافي، يرى أنه بديل لحالة ‏الخراب والتخريب الحالية، عليه أن يبشر به الشعب ويضغط به على الحاكم، لا أن يخرج ليهتف على الأرصفة مطالباً ‏بسقوط الدولة المصرية. . الكارثة الحقيقية في خواء وهوس المعارضة، فهي التي تمكن الفهلوية والجهلة من أن ينشبوا ‏أظافرهم في عنق البلاد‎.‎‏. . تأبى أذناي الاستماع إلى أي مصري يتحدث عن الحرية، فهو إما أن يكون متاجراً مزايداً، ‏أو تكون الحرية التي يقصدها هي حريته هو، وليس حرية من يختلف معه في الرأي. جميعنا يا سادة ولا أستثني نفسي، ‏نسفه ونخون ونكفر المختلفين، ونود لو استطعنا تعليقهم على المشانق في الميادين العامة كما تعودنا أن نردد. . انسوا ‏الحرية يا سادة فنحن لا نعرفها ولا نحبها ولا نطيقها، وتعالوا نبحث كيف يمكن أن تقاد قطعان من الرعاع، لتكون ‏حياتها أقرب إلى حياة البشر. . الجهل والنفاق والخنوع واستعذاب قيود العبودية من صفات المواطن المصري الصالح‎!!‎
واضح من زيارة الرئيس الفرنسي لمصر وما قاله خلالها، أن فرنسا لم تع الدرس مما نالها من الإرهاب، ومازالت باسم ‏البرجماتية تسير بذات المنهج الذي تسير عليه أمريكا منذ عقود طويلة، ونرى الآن بدايات حيودها عنه لإدراكها ‏خطورته. التعامل النفعي قصير النظر مع أنظمة وهابية وفاشية وديكتاتورية تحقيقاً لمصالح اقتصادية. . يدفعون ‏وسيدفعون وسندفع معهم المزيد ثمناً لسياساتهم الحمقاء هذه‎!!‎
العالم الغربي غير جاد حتى الآن في التصدي للإرهاب. ربما هو الجهل أو الجبن أو قصر النظر أو هذه جميعاً. قطع ‏دابر الإرهاب ليس فقط بقصف الإرهابيين بالنقابل والصواريخ، ولا هو فقط بتتبع وقطع تمويلاتهم. المطلوب الذي ‏يعزفون أو يخشون من الإقدام عليه الآن هو اتخاذ مواقف قاطعة حازمة من النظم والشعوب والإيديولوجيات المنتجة ‏للإرهاب. هم يتلاعبون بالعصا أو يمسكونها من المنتصف منذ عقود، والنتيجة وبالاً عليهم وليس علينا فقط. . يبدو ‏أنهم ينتظرون أن تتحول إوروبا ومن بعدها مواقع الحضارة الإنسانية كلها إلى أرض خراب‎!!‎
يعتمد نظام الحكم المصري الراهن فيما يبدو على اضطرار الجميع لتحمله والتعامل اللين معه مهما فعل. ففي الداخل ‏لا بديل أمام الشعب المصري غير إخوان الإرهاب وما هو أسوأ من سلفيين ودواعش، أو مهاويس اليسار والعروبة ‏والناصرية. وفي الخارج يحتاج العالم مصر بموقعها ووزنها السكاني، كقاعدة مستقرة في منطقة يجتاحها الإرهاب ‏والفوضى. وبالتالي فالمعونات لمصر مستمرة، والصبر على انتهاكات حقوق الإنسان مستمر. . لا يبدو أن هذه ‏المعادلة سوف تتغير قريباً، ويدرك الجالسون على كراسي الحكم أنهم يستطيعون الاطمئنان على كراسيهم، وأن يمدوا ‏أرجلهم على استقامتها بما تنتعل، في وجه كل من يتضرر أو يعترض أو يشمئز.
العالم الغربي الحر يدعم الحكومات المتخلفة بمليارات ويدعم منظمات المجتمع المدني فيها بملايين. ليس هناك منطق إذن في اعتبار الحكومات المتلقية لتمويلات خارجية وطنية، وفي نفس الوقت اعتبار منظمات المجتمع المدني التي تقترف نفس الفعل عميلة!!
إذا صحت رواية أن أمين الشرطة أطلق النار على الرجل لأنه طالبه بثمن كوب الشاي، فلابد أن السيد الأمين لم يغضب من أجل ثمن كوب الشاي ذاته، ولكن لأنه رأى في المطالبة بدفع ثمن ما أخذ إهانة وعدم اعتبار لشخصيته، وأنه هكذا سيفقد حيثيته التي يعيش عليها في المجتمع، كما يفقد وضعه كواحد من فئة تأخذ ما تشاء وتهوى من الناس، الذين يملأ الخوف قلوبهم من سلطان وجبروت أسيادهم. . لابد أن شعوره وهو يطلق الرصاص هو أنه يدافع عن كيانه ووجوده. . قد يجوز القول بأن عملية القتل ذاتها حادث فردي وإن تكرر، لكن مجمل الأمر وكامل ملابساته خطير وعميق في سيكولوجية رجال الداخلية، هذا إن صح ما ذهبنا إليه.
عظماء المصلحين والأبطال عبر التاريخ لم يحققوا إنجازاتهم بقدراتهم الشخصية كما قد يتم تصوير الأمر. فالفضل والعظمة الحقيقية كانت للآلاف والملايين من البشر العاديين، الذين كانوا سنداً وتربة خصبة لفكر وجهد هؤلاء الأبطال. . عبثاً ننتظر البطل والمنقذ والمخلص، مادامت الأرض مستنقعاً للعفن والطفيليات والديدان. . ما يبدو حتى الآن أن مصر حالة ميؤوس منها!!‏



#كمال_غبريال (هاشتاغ)       Kamal_Ghobrial#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما أظنها حقائق حول قضية جزيرتي تيران وصنافير
- تنويعات على لحن السيادة المفقودة
- حالة الاحتقان المصرية
- مصر تبيع الترماي
- تجديف في المتاهة
- شذرات عشوائية
- عفواً د. سعد الدين إبراهيم. . من فمك أدينك!!‏
- العولمة ونهاية التاريخ‎
- فاتنتي والمستحيل- قصة قصيرة
- الفارس والأميرة- قصة قصيرة
- الجحيم الذي تهفو إليه قلوبنا
- النص المقدس بين البنيوية والتفكيكية
- تطور التخوف الإنساني
- في ظلال حكم العسكر
- انتخابات مصرية منقطعة الجماهير
- هو الخلل الهيكلي لدول المنطقة
- فلسطين من خارج الصندوق
- في الإرهاب الفلسطيني
- في مستنقع الإرهاب السوري
- احتفالات أكتوبر المكرورة


المزيد.....




- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...
- جهاز كشف الكذب وإجابة -ولي عهد السعودية-.. رد أحد أشهر لاعبي ...
- السعودية.. فيديو ادعاء فتاة تعرضها لتهديد وضرب في الرياض يثي ...
- قيادي في حماس يوضح لـCNN موقف الحركة بشأن -نزع السلاح مقابل ...
- -يسرقون بيوت الله-.. غضب في السعودية بعد اكتشاف اختلاسات في ...
- -تايمز أوف إسرائيل-: تل أبيب مستعدة لتغيير مطلبها للإفراج عن ...
- الحرب الإسرائيلية على غزة في يومها الـ203.. تحذيرات عربية ود ...
- -بلومبيرغ-: السعودية تستعد لاستضافة اجتماع لمناقشة مستقبل غز ...
- هل تشيخ المجتمعات وتصبح عرضة للانهيار بمرور الوقت؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كمال غبريال - حالة ميؤوس منها