أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - الحرب الأمريكية الإيرانية














المزيد.....

الحرب الأمريكية الإيرانية


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 5439 - 2017 / 2 / 21 - 20:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



محبو إيران وأتباعها يؤكدون على أن كل التهديدات الأمريكية ضد إيران هي محض إعلامية, فالقول بإمكانية وقوع الحرب يعني أن إيران ستخسر مقدما الكثير من الذين إلتفوا حولها, لا لسبب عقائدي وإنما لأنها كانت مهيأة وحدها لملء الفراغ الذي نشأ بسبب الإنسحاب الأمريكي من المنطقة, خاصة في أعقاب تقلد أوباما للرئاسة الأمريكية.
بالأمس كان صدام أيضا قد راهن على الفوبيا الأمريكية من الحروب بعد مآسي الحرب الفيتنامية التي أدت إلى سياسة العزلة ما وراء البحار. عقدة فيتنام كانت أحد أهم العوامل التي راهن صدام على أنها ستلعب دور الردع, ودخوله إلى الكويت كان قد تقرر إلى حد كبير بإيحاءات من تلك العزلة, وبإيحاء أن منطقة الخليج هي برميل نفط لن تجازف أمريكا بتفجيره.
ليس من الحكمة أبدا تجاهل الدروس الخطيرة التي أفرزتها تلك الهزيمة المرة بالقول أن إيران, ليست كما العراق في عهد صدام, لأنها باتت تمتلك جيلا من الأسلحة القادرة على أن تتسبب باضرار حقيقية لأمريكا مما يجعل هذه الأخيرة تفكر ألف مرة قبل أن تقدم على أي عمل عدواني ضدها, حتى كأنهم يتصورون أن أمريكا كانت منشغلة بتطوير صناعة الدراجات الهوائية في الفترة التي كانت فيها إيران منشغلة بتطوير صواريخها البالستية.
والآن لنتذكر ما كان يقال وقتها عن جيش صدام ثم نقارن. لقد كان هناك تضخيم مخيف للقدرات العراقية بشكل إستثنائي. لقد جعلوا من الجيش العراقي خامس جيش في العالم من حيث العدة والعدد. كان هناك المدفع العملاق و القنبلة الصوتية والأسلحة الكيمياوية والجرثومية, وحتى القنبلة الذرية التي كانت مدفونة في حديقة أحدهم !.
من جانبنا نحن نتمنى أن لا يصل خامنئي إلى ما كان قد وصل إليه صدام : حرق الإطارات المطاطية والنفط الأسود في شوارع طهران للتعتيم على رادارات القاذفات الأمريكية وتغطية اسوار الجسور الحديدية بأقمشة البالات حتى لا يكتشف الطيارون تلك الجسور ويذهبون إلى تهديمها.
صدام كان لديه أيضا جيشا للقدس بتعداد بلغ السبعة ملايين مقاتل. لكن هذا الجيش كان تبخرقبل ايام عدة من الضربة العسكرية, كذلك فعل الحزب والجيش الرسمي, ليس بسبب الخوف من أمريكا وإنما لغياب القضية التي يستشهد من أجلها المقاتلون كما كانت عليه الحال في حرب الثمانية سنوات ضد إيران.
بعد غزو الكويت لم يستطع صدام إقناع جيشه, ولا جيش قدسه, ولا حزبه او جيشه الشعبي, بأن قضية الكويت هي قضية إضطرار وطني. لقد كان بإمكان عراقي بسيط ان يفسرها على أنها كانت مغامرة دفاع عن ذات الحاكم وليس عن ذات الوطن, في حين كان سلوك صدام وعائلته أثناء الحصار قد أكل ما تبقى من كاريزمته.
يقول النظام الإيراني ومحبوه, أن أمريكا لا تملك حجة قانونية أو أخلاقية ضد إيران معادلا لثقل الحجة الكويتية, لذلك فهي سوف تلقى مقاومة دولية لأي إجراء عسكري تقوم به ضد إيران, والأمر نفسه سيضمن تأييد الداخل الإيراني لأن النظام لن يتصرف بالجنوح الذي كان عليه صدام حسين أثناء دخوله إلى الكويت.
لكن ذلك ليس سليما بالمرة لأن إيران لها أكثر من كويت واحدة. إن لها كويتها اللبنانية وكويتها السورية وكويتها العراقية وكويتها اليمنية وكويتها البحرانية, وبعض هذه الكويتات ليست أقل خطر من قيمة الكويت الأصل. الواقع ان إيران قد حولت نصف محيطها الإقليمي إلى كويت كبيرة, وبإمكان إعادة الحصار ضدها وتصعيده ان يدمر العملة الإيرانية تماما. وفي هذه المرة سوف لن تجد إيران من يعينها على مجابهة الإفلاس كما فعل العراق في اثناء حكم المالكي لأن العراق نفسه بات يستدين من أجل دفع رواتب موظفيه.
ويبقى ان نقف أمام الخاصرة الرخوة التي تراهن إيران عليها, وهو تهديدها بتدمير منطقة الخليج. أي تفعيل قضية الخليجوفوبيا الذي تظن دولنا أنها تسكن العقل الأمريكي وتردعه عن شن الحروب في تلك المنطقة. هذا التهديد قريب الشبه من تهديدات صدام, لكن من الحق القول ان صدام لم يكن لعبها كما تحاول إيران أن تلعبها. مراهنة صدام كانت قامت على أساس الإعتقاد أن أمريكا هي التي سوف تمتنع عن شن الحرب لكون المنطقة اشبه ببرميل نفط قابل للإشتعال بما يهدد الإقتصاد العالمي, أما إيران فإنها تفعل العكس, إذ انها هي التي تهدد بتدمير المنطقة حال نشوب الحرب, ولا تراهن فقط على رخاوتها, وهي بالتالي تفضح نفسها بنفسها حينما تقدم نفسها للعالم جميعا ولأهل المنطقة على أنها دولة لا تملك من القوة سوى جانبها الشمشوني. أما المدافعون دون إدراك عن مصدر القوة هذا فهم ينسون أنهم يقدمون إيران بمنطق الدولة التي لا تقيم وزنا لأية قيمة أخلاقية وليس لها إستعداد لحفظ أمن الناس حينما تتعرض مصالح نظامها إلى الخطر.
إن أخطر ما تتضمنه الإستراتيجية الشمشونية هو غياب جانبها الأخلاقي. إيران تشيع هنا لمفهوم أن أمريكا أحرص منها على شعوب منطقة الخليج, وإلى الدرجة التي سوف تجعلها تمتنع نهائيا عن إرتكاب حماقة الحرب. بهذا تقوم إيران بنفسها بتسليم أمريكا شهادة الأخلاق الرفيعة, ولما كانت شعوب الخليج تضم أقواما ليست كلها عربية, وفي مقدمتهم العنصر الفارسي, إضافة إلى كون هذه الأقوام تتوزع على طوائف مختلفة يشكل فيها الشيعة جزءا اساسيا فإن إيران تقدم نفسها أيضا كدولة لا تقيم في الحقيقة اي إعتبار سوى لذلك الذي يتعلق بتخريفات ومصالح أياتها الحاكمة.
ما يجب ان تفعله إيران هو إنتهاجها لسياسة إحترام حقوق جيرانها العرب والكف عن التخل في شؤونهم الداخلية أو التوسع على حساب أراضيهم, فالسياسة العالمية متغيرة من وقت إلى آخر, ولقد آن آوان (الدهاء الإيراني) المبالغ فيه أن يحسبها بهدوء وان ينسحب إلى قم وطهران حماية للشعب الإيراني الذي نتمنى له من جانبنا كل الخير وندعوه لكي يتمنى لنا ذلك



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عيد الحب
- عالم ترامب المٌكوَّر
- أمريكا أولا
- حول كتابة التاريخ العراقي السياسي المعاصر
- كتابة التاريخ على الطريقة الأرخميدسية
- ترامب .. إن غدا لناظره قريب.
- جواد سليم في واشنطن
- ما أروع أن يكون رجل الدين علمانيا
- لماذا تقاتل روسيا في سوريا
- أعياد الميلاد وصناعة الفرح
- القائم من موته كي يورثنا الفرحة
- أمريكا.. البحث عن عبدالله إبن سبأ
- العلمانية في العراق .. قضية وجود أم قضية تحضر
- ملحدون تكفيريون
- عن الحشد الشعبي وتقنينه وقدسنته.
- حكاية الشرف الذي تغار علية صحيفة الشرق الأوسط ويدافع عنه منت ...
- عدو صادق أفضل من صديق منافق
- مع ترامب .. تعالوا نتحدث عن الأسماك
- النفوذ الصهيوني والإنتخابات الأمريكية
- الحسين والمرجعية الدينية وقضية تحرير نينوى


المزيد.....




- لماذا يضغط وزراء إسرائيليون متشددون على نتنياهو لرفض مقترح و ...
- وزير الخارجية السعودي أجرى اتصالين هاتفيين برئيس مجلس السياد ...
- إسرائيل تدعو حلفاءها إلى معارضة تهم محتملة من الجنائية الدول ...
- ترامب: -من الممتع مشاهدة- مداهمة اعتصام مناصر للفلسطينيين
- مصر.. نجل وزير سابق يكشف تفاصيل خطفه
- ذكرى تحارب النسيان.. مغاربة حاربوا مع الجيش الفرنسي واستقروا ...
- لبنان.. لقطات توثق لحظة وقوع الانفجار بمطعم في بيروت وأسفر ع ...
- القبض على الإعلامية الكويتية حليمة بولند لاتهامها بـ-التحريض ...
- مصر.. موقف عفوي للطبيب الشهير حسام موافي يتسبب بجدل واسع (صو ...
- -شهداء الأقصى- التابعة لـ-فتح- تطالب بمحاسبة قتلة أبو الفول. ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - الحرب الأمريكية الإيرانية