|
مَنْ بدأ المأساةَ .. يُنهيها
امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 5401 - 2017 / 1 / 13 - 15:23
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في أغنية " متى ستعرفُ " لنجاة الصغيرة ، وردَ : .. مَنْ بدأ المأساة يُنهيها .. مَنْ فتحَ الأبواب يُغلقها .. مَنْ أشعل النيرانِ يُطفيها . أيها السادة ، ان حكومة أقليم كردستان، هي التي بدأتْ المأساة ، حين أغمضَتْ عينيها عن الفساد المتفاقم يوماً بعد يوم . هي التي فتحتْ أبواب التحايُل وإنتهاك القوانين . هي التي أشعلتْ نيران التفرُد بالسُلطة وإحتكار كُل شئ . إذن ، هي التي تتحمل مسؤولية مُعالجة الأمور ، وليس جماهير الموظفين والمعلمين والمتقاعدين والطبقة الفقيرة . وعندما نقول الحكومة ، يجب ان ﻻنتردد في الإفصاح عن : مَنْ هي الحكومة ؟ ان ﻻنتهيب من الإشارة بوضوح إلى الذين كانتْ جميع مفاصل السلطة الفعلية بيدهم ، منذ ربع قرن ولحد اليوم : أنهم الحزب الديمقراطي الكردستاني والإتحاد الوطني الكردستاني . قد يقول قائِل ، ان الأحزاب الأخرى أيضاً شاركتْ في الحكومات ، دعونا نكون صادقين وﻻ نخدع أنفسنا … فليسَ هنالك وزيرٌ واحد من الأحزاب الأخرى كانَ لهُ أي دَور في صُنع القرار ، ﻻ وزراء الإتحاد الإسﻻمي وﻻ الجماعة الإسﻻمية وﻻ الحزب الإشتراكي وﻻ الحزب الشيوعي ، بل وﻻ حتى وزراء حركة التغيير … بل كانتْ هنالك مساعٍ مُستمرة لعرقلة مُحاوﻻتهم أي وزراء التغيير ، لإحداث إصلاحات حقيقية ، إلى أن وصل الأمر إلى طردهم من الحكومة ، فالحزبَين الحاكمَين لا يتقبلون أي تقليصٍ لإمتيازاتهم الهائلة . وقد يقول أحدهم : ان " حجم " سُلطة الحزب الديمقراطي ، أكبر وأوسع من حجم سُلطة الإتحاد الوطني ، فمن الغُبن أن تتساوى مسؤوليتهما عن الأزمات الحالية . قَد يكون هذا الأمر صحيحاً جُزئِياً وقد تكون سيطرة الحزب الديمقراطي أقوى في هذا المجال أو ذاك … لكن في " اللحظات الحاسمة " جميعها ، وقفَ الإتحاد الوطني ، من الناحية العملية ، مع الحزب الديمقراطي ، وأصبحَ حجر عثرة في طريق أي إصلاحٍ جذري . وليسَ هذا فقط ، بل ان الإتحاد الوطني ، تمّلَصَ من الإلتزام ببنود إتفاقه الأخير مع حركة التغيير في السليمانية وحلبجة … وأثبتَ مرةً اُخرى بأنهُ ﻻيختلف عن الحزب الديمقراطي ، في وقوفه ضد أيِ تخّليٍ عن جزءٍ من السُلطة . لهذا فأن الإتحاد يتقاسم مسؤولية الأزمات الحالية في أقليم كردستان مع الحزب الديمقراطي . ان شطب مئات آﻻف الفضائيين " البنديواريين " والمتقاعدين المزيفين ، سوف يُساهم فوراً في تقوية الميزانية ، وليسَ فرض المزيد من الضرائب على الفقراء والمسحوقين ، وليس بتأخير وتقليل رواتب المعلمين والموظفين الصغار . أن إعادة آﻻف الدونمات من أراضي الدولة التي إستولى عليها المقربون من حِزبَي السُلطة ، خارج القانون ، سوف يُعيد الهيبة للدولة ، وليس هدم أكواخ الفقراء المتجاوزين على بضعة أمتارٍ في المناطق الطرفية . مَهْما تقاعَسَ حِزبا السُلطةِ ، عن تنفيذ وعودهما المتكررة في إحداث إصلاحات حقيقية ، ومهما أجّلا ذلك كسباً للوقت وإطالةً لبقائهما في السلطة بالشروط الحالية … فأن هنالك إستحقاقٌ بإنتظارهما ، ﻻيستطيعان الهروب منهُ ، وحقيقةٌ ساطعة ﻻ يمكنهما إغماض عينيهما عنها ، وهي : ان الشَرخ الحاصل ، بين الفئة الحاكمة من الحزبَين وما يتبعها من طبقةٍ طُفيلية مُستفيدة ، من جهة ، وعموم جماهير الشعب ، من جهةٍ أخرى … أصبح واسعاً إلى درجةٍ كبيرةٍ ﻻتُحتمَل . وأن تغيير بعض الوجوه في السلطة ، لا يكفي … بل المطلوب هو ، تغيير فلسفة الحُكم في الأقليم .
#امين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الحَمَوات .. والمسؤولين
-
- نظرية البقلاوة -
-
مَلِكٌ .. وشُرطي
-
- حَمه - الذي لن يدخل الجّنة !
-
في العَجَلة .. النَدامة
-
هزيمةٌ شنيعة للمالكي وحزب الدعوة
-
29% من نفوس الأقليم ، مُستلمو رواتِب
-
أسئِلةٌ وأجوبة
-
هل سيشعل الكُرد شرارة حربٍ جديدة بالوكالة ، في الشرق الأوسَط
...
-
حّجي حّسان
-
بَرْدٌ وإنجماد
-
هل مِنْ نهايةٍ لمُسلسَل - مجهولون - ؟
-
مُرّشَحين لخلافة البارزاني
-
حول الموصل . الوضع الحالي والآفاق
-
الميراث
-
نحنُ وترامب
-
بعدَ ستينَ سنة
-
حنفية المطبخ المكسورة
-
تحرير الموصل ... وما بعده
-
بابا .. بابا .. لقد أخذتُ عشرة
المزيد.....
-
بعد رحيل رئيسي.. إجراءات تضمن ثوابت سياسة إيران الخارجية
-
قصف أوكراني يستهدف أحياء بيلغورود
-
عالجوها بعقار باهظ الثمن.. إنقاذ فتاة مصرية حاولت وضع حد لحي
...
-
رفع راية الحزن السوداء على أكبر سارية في إيران تكريما لذكرى
...
-
محامي مضيفة الطيران التونسية.. أميرة كانت تحت تأثير سحر أسود
...
-
غضب إسرائيلي بعد إعلان الجنائية الدولية
-
زاخاروفا: التصريحات الأمريكية حول قرار الجنائية الدولية تشبه
...
-
شاهد.. القسام تستهدف مروحية أباتشي بصاروخ سام 7 وتقنص جنديا
...
-
حزب الله يشن عددا من الهجمات على مواقع إسرائيلية
-
لامركزيّة الكهرباء
المزيد.....
-
ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول
/ بشير الحامدي
-
ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول
/ بشير الحامدي
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|