|
هزيمةٌ شنيعة للمالكي وحزب الدعوة
امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 5368 - 2016 / 12 / 11 - 19:20
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أشهدُ أن السيد " نوري المالكي " يتمتعُ بِصلافةٍ عجيبة ، وأنهُ لا يُعير أدنى إهتمامٍ بالكَم الهائِل من الإنتقادات التي وُجِهتْ لهُ ، طيلة السنوات الماضية ، بِصَدَد كيفية إدارتهِ للحُكم في بغداد ، وفشلهِ الذريع ، في كافة المجالات : السياسية / الإجتماعية / الإقتصادية / الأمنية .. الخ ، والتي تّوَجها ، بتسليم الموصل إلى عصابات داعش . نعم ، دُبّجِتْ في إنتقادِهِ آلاف المقالات ، لمئات الكُتاب من مُختلَف الإنتماءات والمستقلين أيضاً ، لكنهُ تشّبَثَ بالكُرسي إلى آخِر رَمَق ، إلى أن تواطأ جزءٌ مهم من كتلته المُسماة دولة القانون أو التحالُف الوطني ، بل حتى من حزبه ، حزب الدعوة ، مع المُناهِضين له من الحركة الصدرية والمجلس الأعلى ، وإستطاعوا بالتنسيق مع المكونات الأخرى " فَرض " حيدر العبادي كبديلٍ لهُ . لكن المالكي ، لم ولن يعترف بما يعتقده " مُؤامَرة " حيكتْ ضّده .. ومازالَ يكافِح ، في سبيل العودة إلى كُرسي رئاسة الوزراء ! . وآخر نشاطاتهِ ، هو قيامهِ مُؤخراً بزيارة بعض المحافظات الجنوبية ، من أجل حشد التأييد لهُ ، لضمان عودته الى الموقع الأول في السلطة التنفيذية ، بدلاً من منصب نائب رئيس الجمهورية الذي لايكش ولا ينِش . * اُستُقبِلَ المالكي في الناصرية والعمارة ، بمظاهرات مُنّدِدة بهِ ورافضة لزيارته ، ومُكّرِرة لإتهامه بالمسؤولية عن جرائم سبايكر . ونَعتهِ بالطائفي والفاسِد والسارِق . * قائمة الإتهامات المُوّجَهة للمالكي طويلة : إستغلال السُلطة لمصالح حزبية وشخصية / تواطئه مع الفاسدين المحيطين بهِ طيلة ثماني سنوات من حكمه وفقدان مئات المليارات من الدولارات في دهاليز النهب والفساد / تحملهِ لجزءٍ مهم من مسؤولية تدهور العلاقة مع أقليم كردستان / سياساته الطائفية الحمقاء التي عّمَقتْ الخلافات الداخلية / تهاونه المُخزي مع المتسببين في جريمة سبايكر المُروِعة / تخاذلهِ المشين بإعتباره رئيساً للوزراء وقائداً عاماً للقوات المُسلحة ، في عدم الدفاع عن الموصل وغيرها من المدن ، وتسليمها لعصابات داعِش . * رغم قيام حزب الدعوة المُتنفِذ ، بترتيبات مُسبَقة لإنجاح الزيارة ، وتنظيم لقاءات المالكي بشيوخ العشائِر ، ومُحاوَلة تلميع صفحتهِ .. إلا أن خروج مئات من الغاضبين المُستنكرين لزيارتهِ ، وفشل القوات الأمنية المحلية ، في كبح جماح المتظاهرين ... أدى إلى إفشال الزيارة برمتها ، والعدول عن زيارة بقية المحافظات . * أشاعَتْ أوساط المالكي ، بأن ثُلة المتظاهرين ضده ، هُم بعض الموتورين من أتباع التيار الصدري الموغلين في الفساد . لكن الدلائل تشير ، إلى ان هنالك إستياءٌ شعبي ضد المالكي وبالتالي ضد حزب الدعوة الحاكم ، مِنْ قِبَل جماهير واسعة في الوسط والجنوب . ليس في التيار الصدري فقط ، بل لدى المستقلين والناس العاديين وحتى جزء مهم من أنصار حزب الدعوة أنفسهم . .............................. - ان المنافقين المحيطين بالمالكي منذ تسنمه رئاسة الوزراء ، الذين أسبغوا عليهِ ألقاباً من بينها " مُختار العصر " ، و " القائد " و " الزعيم " و " الحَجي أبو إسراء " ... الخ . بلعوا ألسنتهم وسّدوا آذانهم ، حين سماعهم لهتافات المتظاهرين في الناصرية والعمارة والبصرة ، في وصف سّيدهم المالكي ب : سبايكرمان / الخائِن / المُجرِم / الحرامي ... الخ . - ليس من الشائع ، ان يخرج متظاهرون في الجنوب ، منّددين بمسؤولٍ كبير بحجم نائب رئيس الجمهورية ، وليسَ هذا فقط ، بل هو في نفس الوقت رئيس حزب الدعوة المتنفذ الحاكم . أن الرفض في إعتقادي ، لايقف عند حدود شخص المالكي فقط ، بل هو رفضٌ لحزب الدعوة وبقية أحزاب الإسلام السياسي الحاكمة أيضاً . - لشد ما تُؤلمني المقارنات : فالرئيس النمساوي يتجول لوحده في الأسواق حاملاً حقيبته الصغيرة ، ورئيس الوزراء الهولندي ، مثلاً ، يسوق دراجته الهوائية في الشوارع مختلطاً بالناس ... بينما نائب رئيس جمهوريتنا والذي كان رئيساً للوزراء لسنين طويلة ، يخاف أن يزور مدينة في الوسط او الجنوب ، رغم حراساته الجّرارة ... بل يخشى ان يقترب من مسقط رأسه طويريج . لكن ما يفرحني قليلاً ... هو ان هنالك ناساً ، لاينسونَ موبقات ومساؤي الحُكام ، ومستعدين للخروج ورفع ( لا ) كبيرة بوجوههم . ان زيارة المالكي للجنوب قبل يومين ، كانتْ هزيمة شنيعة لهُ ولحزب الدعوةِ أيضاً .
#امين_يونس (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
29% من نفوس الأقليم ، مُستلمو رواتِب
-
أسئِلةٌ وأجوبة
-
هل سيشعل الكُرد شرارة حربٍ جديدة بالوكالة ، في الشرق الأوسَط
...
-
حّجي حّسان
-
بَرْدٌ وإنجماد
-
هل مِنْ نهايةٍ لمُسلسَل - مجهولون - ؟
-
مُرّشَحين لخلافة البارزاني
-
حول الموصل . الوضع الحالي والآفاق
-
الميراث
-
نحنُ وترامب
-
بعدَ ستينَ سنة
-
حنفية المطبخ المكسورة
-
تحرير الموصل ... وما بعده
-
بابا .. بابا .. لقد أخذتُ عشرة
-
لَمْ تَعُدْ نكاتكُم تضحِكَني
-
أللهُمَ ... كَما قُلْتُ لكَ البارِحة
-
كَمْ نحنُ محظوظون
-
سُمّاقٌ .. وصورٌ تذكارية
-
مُؤتمر KNK السادس عشر . مُلاحظات 3
-
مُؤتمر KNK السادس عشر . ملاحظات 2
المزيد.....
-
بوتين وترامب لم يتناولا الغداء بعد.. ما دلالة ذلك؟
-
بمصافحة حارة.. ترامب يلتقي بوتين في قمة -دون توقعات مسبقة-
-
كل التضامن مع المناضل سيون أسيدون
-
ما ترتيبات نتنياهو لتنفيذ خطة احتلال غزة؟
-
سيناتور جمهوري بارز يدعو ترامب إلى الاعتراف بأرض الصومال
-
بدأ ترامب وبوتين لقاءهما الأول باجتماع ثنائي في ألاسكا
-
مقتل شخص وإصابة آخر بإطلاق نار قرب مسجد في السويد
-
بدء القمة بين ترامب وبوتين وسط آمال بانتهاء الحرب
-
احتدام نزاع واشنطن وإدارة ترامب حول السيطرة على شرطة العاصمة
...
-
مقتل 18 شخصا وإصابة تسعة آخرين إثر سقوط حافلة في واد بالعاصم
...
المزيد.....
-
الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة
/ د. خالد زغريت
-
المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد
/ علي عبد الواحد محمد
-
شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية
/ علي الخطيب
-
من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل
...
/ حامد فضل الله
-
حيث ال تطير العقبان
/ عبدالاله السباهي
-
حكايات
/ ترجمه عبدالاله السباهي
-
أوالد المهرجان
/ عبدالاله السباهي
-
اللطالطة
/ عبدالاله السباهي
-
ليلة في عش النسر
/ عبدالاله السباهي
-
كشف الاسرار عن سحر الاحجار
/ عبدالاله السباهي
المزيد.....
|