أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - امين يونس - حّجي حّسان














المزيد.....

حّجي حّسان


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 5354 - 2016 / 11 / 27 - 19:04
المحور: كتابات ساخرة
    


(" حّسان " كانَ من النوع الذي " حُنُطْته تاكُل شْعيره " لأنهُ " ما يُعْرُف تِدابيره " ... ولأنهُ هكذا ، فأنهُ كانَ يتسوق من دكان السيد " جعفر " ، بالدَين ، ويتأخَر في التسديد غالباً ، فتراكمتْ عليهِ الديون . ورغم وضعهِ الكسيف ، فّكَر حّسان ، أن يُكمل فرائض دِينه ، ويَحُج ... فإستماتَ حتى إستطاعَ أن يجمع المبلغ المطلوب ، بُمختلَف الأساليب والألاعيب ، وبالفعل غادرَ الى الأراضي المُقّدسة وأكملَ المراسمَ على أكملَ وجه .
بعد أسابيع ، وبينما كانَ السيد جعفر ، جالساً في محّلهِ ، رأى " حّسان " قادماً بنشاطٍ وحيوية ، فتهّللَ وجه جعفر ، وتنبأ بأن حّساناً جاءَ ليُسّدِد ماعليهِ . وبالفعل سألهُ حسان عن دفتر الديون فور وصوله ، فأخرجهُ جعفر مُبتسماً . قالَ حّسان : أرِني صفحة ديوني . فقّلبَ جعفر الصفحات إلى أن وجدها . فقالَ لهُ حّسان مُشيراً إلى إسمهِ : أضِف كلمة ( حجي ) إلى إسمي ، ليصبح حجي حّسان . سّلمَ عليهِ وغادَر !) .
.....................
تزاوُج الدين والسياسة ، من خلال أحزاب الإسلام السياسي التي سيطرتْ على الحُكم بعد 2003 برعاية المُحتَل الأمريكي ، ذلك التزاوِج غير الشرعي ، نَتَجَ عنهُ الكثير من اللُقطاء ومن تُجار الدين والمذهب ، وعلى رأسهم ما يُسّمى دولة الخلافة الإسلامية أو داعش . ومن مُخَلفات هذه العملية السياسية العرجاء ، تنامي الميليشيات الطائفية ، فكلما ظهرتْ عصابة " شيعية " ، أعقبَتْها واحدة " سُنية " ، وعندما يشتدُ عود ميليشيا سُنية ، ترُدُ عليها كومة ميليشيات شيعية .. وهكذا . وكما لاتستطيع المرجعية السعودية بِدُور إفتاءها وشيوخها ، التبرُء من القاعدة وداعِش ، فأن المرجعية الشيعية في قُم والنجف ، لا تستطيع إبراء ذمتها ، من الميليشيات الشيعية المُختلِفة .
دَعنا ، لا نتحدث عن عصابات داعِش ، فلقد باتَ العالمُ أجمَع مُطّلِعاً على جرائِم وفظائِع ما يسمى دولة الخِلافة ، أينما حّلوا وحيثما حكموا وسيطروا .
لكن الميليشيات الشيعية ، لم تُقّصِر هي أيضاً ، فتأريخها أسود في القتل والخطف والتعذيب والنهب والسرقة .. الخ . وتشهد البصرة ومحافظات الجنوب على ذلك ، وتشهد النجف وكربلاء والحلة وبغداد على ذلك ، وتشهد بعقوبة وأنحاءها على ذلك .
....................
" الحشد الشعبي " وليد الجهاد الكفائي ، دليلُ ضُعف الدَولة وتقزمِها ، شهادةٌ على تفتُت البلد وتهميش ما تبقى من مُؤسسات وعلى رأسها الجيش والشرطة . الحشد الشعبي ، كانَ يشبه صاحبنا حّسان في الحكايةِ أعلاه ... ففي حين ان الحشد ، غارقٌ في الديون ، التي ينبغي عليهِ تسديدها للدولة والمُجتمع أي " إلى صاحب المحل جعفر " ... فأنهُ جاء مُتبخْتِراً ، فقط ، ليقول لهُ : أضِف إلى أسمي : حاصِل على إعترافٍ رسمي وحصانةٍ من مجلس النواب .. فكما لم يُسّدَد حّجي حّسان شيئاً ، فالحشد الشعبي أيضاً لن يُسّدِد !.



#امين_يونس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بَرْدٌ وإنجماد
- هل مِنْ نهايةٍ لمُسلسَل - مجهولون - ؟
- مُرّشَحين لخلافة البارزاني
- حول الموصل . الوضع الحالي والآفاق
- الميراث
- نحنُ وترامب
- بعدَ ستينَ سنة
- حنفية المطبخ المكسورة
- تحرير الموصل ... وما بعده
- بابا .. بابا .. لقد أخذتُ عشرة
- لَمْ تَعُدْ نكاتكُم تضحِكَني
- أللهُمَ ... كَما قُلْتُ لكَ البارِحة
- كَمْ نحنُ محظوظون
- سُمّاقٌ .. وصورٌ تذكارية
- مُؤتمر KNK السادس عشر . مُلاحظات 3
- مُؤتمر KNK السادس عشر . ملاحظات 2
- مُؤتمر KNK السادس عشر . مُلاحظات سريعة
- المُؤتَمر القومي الكردستاني KNK السادس عشر
- البصل .. وما أدراكَ ما البصل ؟
- قريباً ... تحرير الموصل


المزيد.....




- في قرار مفاجئ.. وزارة الزراعة الأمريكية تفصل 70 باحثًا أجنبي ...
- -بعد 28 عاما-.. عودة سينمائية مختلفة إلى عالم الزومبي
- لنظام الخمس سنوات والثلاث سنوات .. أعرف الآن تنسيق الدبلومات ...
- قصص -جبل الجليد- تناقش الهوية والاغتراب في مواجهة الخسارات
- اكتشاف أقدم مستوطنة بشرية على بحيرة أوروبية في ألبانيا
- الصيف في السينما.. عندما يصبح الحر بطلا خفيا في الأحداث
- الاكشن بوضوح .. فيلم روكي الغلابة بقصة جديدة لدنيا سمير غانم ...
- رحلة عبر التشظي والخراب.. هزاع البراري يروي مأساة الشرق الأو ...
- قبل أيام من انطلاقه.. حريق هائل يدمر المسرح الرئيسي لمهرجان ...
- معرض -حنين مطبوع- في الدوحة: 99 فنانا يستشعرون الذاكرة والهو ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - امين يونس - حّجي حّسان