أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الذهبي - دفاعا عن النفس














المزيد.....

دفاعا عن النفس


محمد الذهبي

الحوار المتمدن-العدد: 5244 - 2016 / 8 / 4 - 15:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



لم يعد ينتبه الى وسائل الاعلام، لقد ضجر كثيرا من القيل والقال، نواب يبكون ونواب يشتمون، ونواب حائرون بين هذا وذاك، السكين ستطول الجميع بلا استثناء، يدينون انفسهم من على شاشات الفضائيات بادلة ودونما ادلة، المتهمون كثيرون والمشتكون والمطالبون بالحق العام يتجاوزون الثلاثين مليونا، انها لعبة خطيرة ماوضعهم بها قائد الجيش، وراح يدور على الاضرحة يطلب مساندة الاولياء الصالحين، ربما يئس من الاحياء الذين لايشبهون الاحياء في شيء، حضر قائد الجيش استجوابا لم يحضره الملك ولا نائبه، كان ممثلو الشعب بمفردهم في قاعة مغلقة، والاتهامات تتقافز من افواه الجميع ضد الجميع، وهو يبعث بالاطلاقات واحدة تلو الأخرى، اطلاقة اصابت المستجوب الاول، واطلاقة اصابت المستجوب الثاني، اما الاطلاقات الاخرى فكانت غير عشوائية كان يوجهها بالاسماء، احضرهن في الليل ووضع الاسماء بتأنٍ كبير، ومن ثم ملأ بندقيته، كان يردد باستمرار انه مقاتل وانه لايخشى هذه الساحات، فقد خبر الحرب قبلها، لم يهدأ هاتفه ليلا ونهارا، فالطلبات تنهال عليه بسحب كل شيء وهم ايضا سينسحبون، لكنه يحتج بان الجرائم صارت قضية رأي عام وليس له دخل فيها، ضغطت الزناد وانتهى كل شيء، وانا انتظر المحكمة، هل تريد ان تنسف كل مابنيناه، ومابنينا نحن سوى الفساد والجور واعمال القتل، ثم يبتسم بعدها، سانسفكم كلكم ( ساقطين).
لم يدر بخلده انه كان يدافع عن نفسه، لقد حمله الشعب على الاكتاف، نحن ننتظر المخلص، كن انت من يخلصنا من هذا العذاب، هو يسمع ويبتسم ويردد ان شاء الله، الملك لايعلم شيئا عما يجري، ينام بقصره مع الحاشية ولايعقب على شيء الا بعد فوات الاوان، حين يوقظه احد مستشاريه، يسأل هل انتهى كل شيء، تراجع قائد الجيش عن تصريحاته، ويعود ثانية لينام، قال له الاطباء : ايها الملك ستحول عينك من النوم، فلم يسمع قولهم حتى احولت عينه اليسرى، ويطارد الحول العين الاخرى، لايعرف الوقت بالرغم من وجود عدد من الساعات الملتصقة بالجدران، ساعات عملاقة تشير الى الوقت بدقة عالية، بدأت بعض الاطراف الدولية بمساعٍ للملمة الازمة والخروج باقل الخسائر، وكان التفاوض حول التضحية بنائب من نواب الشعب او اثنين، وفي المقابل يسحب قائد الجيش اقواله، انا لي من يحميني، هكذا قال: انا اندد بالخمر وادو والى العدالة، اكره الشاذين والشاذات من النساء، من اللواتي يدخلن انفسهن في اعمال الرجال، احمل سيفي واقاتل وانتصر، لاصحو على صوت امرأة لم تر ساحة القتال تتهمني بالفساد، انا الذي حررت المدن وقهرت الاعداء، يجب ان انسف هذا المجلس لانه صار شبيها بالسرطان، كانت السيارات العسكرية تجوب الشوارع وهي تحمل اطنانا من الورق، وقفت بجوار المحكمة وراح الجنود ينزلون الملفات، تعجب الناس، هل هذه هي الادلة التي يتكلمون عنها في المحاكم، استدعاه القاضي فترك الكلاب التي معه خارج المحكمة، وطلب الاذن من القاضي بادخال الشهود، فسأله القاضي لماذا لم يدخلوا؟ انها كلابي ياسيادة القاضي وستتعرف على المتهمين بشم رائحة الورق وثيابهم، ولايستطيع احد انكار الجرم المنسوب اليه، نواب الشعب يجلبون الكلاب ايضا كشهود، يالها من محكمة تدور فيها الكلاب على راحتها، لقد ملأت القاعات والباحات الفارغة، كل هذه الكلاب شهود!، وماهذه الاطنان من الورق؟ انها الادلة ياسيادة القاضي، كان يكفي ان تحضر ورقة واحدة او عدة اوراق، انني ادافع عن نفسي،كل هذا دفاعا عن النفس، وفي اول سابقة دخلت الكلاب الى المحكمة وهي تتجول في اروقتها ووقفت في اماكن الشهود، هناك حيث تتنضد الكتب المقدسة لاغراض القسم.



#محمد_الذهبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الساعة الخامسة عصرا
- لماذا لم انسحبْ
- آلة موسيقية
- كم طال ليلك ياهذا وماعلموا
- لصوص المفخخات
- انين الناي
- لحظة انفجار بغداد
- حسن عبود في قوائم الطب العدلي
- رجل ولافتة
- المرقط لايليق بك
- استقالة مصحح لغوي
- قصة رجل يعرف موته
- ايران والسعودية في بيتنا
- مجاهرة بالافطار
- مرآتك انتَ
- الحكيم الذي لم يعد حكيماً
- الموسيقار
- المعطف والربيع
- ليتك اكلته ميّتاً وتركته حيّاً
- خريف المدينة


المزيد.....




- المغرب.. مجلس النواب يناقش زواج أو تزويج القاصرات
- نقل وزير الدفاع الإيطالي إلى المستشفى على وجه السرعة بعد أزم ...
- نائب سابق بمجلس الأمن القومي الإسرائيلي: إذا واصلنا على هذا ...
- فضيحة في الولايات المتحدة بسبب فيديو انتخابي لترامب تضمن إشا ...
- ارتفاع عدد ضحايا الفيضانات في البرازيل إلى 161 شخصا
- نتنياهو يلمح إلى خطة للحكم العسكري في غزة بعد هزيمة -حماس-
- إسرائيل تقطع تغطية -أسوشيتد برس- المباشرة لغزة ثم تعيدها
- السودان: 85 قتيلا على الأقل جراء المعارك في مدينة الفاشر بدا ...
- تشيلسي يعلن الانفصال عن مدربه الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو
- شاهد.. سرايا القدس تفجر جرافة وتشتبك مع جنود إسرائيليين من م ...


المزيد.....

- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الذهبي - دفاعا عن النفس