قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا
الحوار المتمدن-العدد: 5124 - 2016 / 4 / 5 - 11:59
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
ملاذ الأوغاد..
الدكتور رونين برغمان ،صحافي اسرائيلي شهير جداً، ومختص بالشؤون الأمنية والمخابراتية ،له عدة مؤلفات في الشأن الأمني والمُخابراتي ،التقى رئيس الموساد السابق، مئير داغان ،قبيل وفاته في مقابلات صحفية مطولة سينشرها في كتاب ،على حد قوله . وقد اقتبست وسائل الإعلام الاسرائيلية مقتطفات من مقال سينشره برغمان في الملحق الاسبوعي يديعوت أحرونوت ،يوم الجمعة القادم ، وفيه تحدث داغان إلى برغمان ،عن عمله مع رؤساء وزراء عديدين ، ووصفهم بأنهم ليسوا أطهارا خُلّص. لكنه قال بأن جميع رؤساء الوزراء، وفي حال تصادمت مصلحتهم الشخصية مع المصلحة العامة ،فضلوا المصلحة العامة على الخاصة إلّا إثنين فقط ، بنيامين نتانياهو وايهود باراك ..
وبخصوص نتانياهو فقد وصفه داغان بأنه جبان ومتردد .
وفقط للتنويه، فداغان هذا، ووفق ما وصفه شارون وفي معرض مدحه له، بأنه متخصص في فصل رؤوس العرب عن أجسادهم .
ليس هذا ما يهم في هذا السياق، بل الأهم هو ما تظهر عليه صورة نتانياهو من خطاباته . فهو قومجي لا يرى إلّا "مصلحة" البلاد ، وهو يُضحي بالغالي والنفيس على مذبح المصلحة القومية . لكن ما قاله داغان يناقض هذه الصورة، فهو من اللذين يُضحون بالمصلحة العامة من أجل المصلحة الخاصة .
والمقولة العبرية الشهيرة " القومجية هي ملاذ الأوغاد "، لا تنطبق على نتانياهو وحده ، بل تنطبق على كثير من "الزعماء العرب والمسلمين" ، الذين يرددون بمناسبة وبغير مناسبة ، مقولات وخطابات عن الروابط القومية والوطنية وروابط الدين ، ويُخفون وراءها "وغدنة" حقيرة ، ترى المصلحة الشخصية فوق كل المصالح . ولا "ينجو" من هذا المرض ، الوحش الرأسمالي المتغول ، والذي وجد ملاذه الآمن في شركات وهمية ، في بنما ،لكي لا يدفعوا الضرائب المستحقة على ارباحهم من عرق وكد الكادحين ، لكنهم يتغنون بالوطنية والقومجية وربما يتمسحون بالدين .
من بين هؤلاء الذين بحثوا عن ملاذ آمن لسرقاتهم ،ثروات الشعوب ، نجد "رائد الفكر القومي" ،معمر القذافي ، "وضحية" المؤامرة العالمية بشار وعائلته القومية جداً ..جداً.. جداً . وبوتين القومي وقادة الصين كذلك وغيرهم بالآلاف .
وماذا عن الذين وجدوا ملاذهم الآمن في أحضان "الفاشية الدينية" ،كداعش وغيرها ؟ ترى هل يجهشون بالبكاء على المصلحة العامة ، أم له مصلحتهم الخاصة في فرض "رؤيتهم" و"قرائتهم" ؟! رغم ايماني العميق ، بعدم تبنيهم لرؤية أو قراءة ،سوى الوحشية "والحيونة" (من حيوان)!!
النتيجة المنطقية من هذه المقاربة تقول، بأن كل من "يعزف" على اوتار القومية ، الدينية ، أو السوق الحر ، ما هو إلّا وغد يبحث عن ملاذ آمن ..!!!
#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟