أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - صاحب الربيعي - صراع منظومة القلب والعقل














المزيد.....

صراع منظومة القلب والعقل


صاحب الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 1365 - 2005 / 11 / 1 - 15:42
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


لايمكن بناء علاقة حب بين الرجل والمرأة دون أن تنهل مفرداتها وصياغاتها من منظومة القلب الحاضنة الأساس للمشاعر والعواطف وبمجرد أن تخضع المشاعر والأحاسيس لمنظومة العقل تنفرط علاقة الحب، فالإحساس بمشاعر الأخر لايتم إلا من خلال قناة العاطفة المسؤولة عن قراءة مفرداتها وتفكيك صياغاتها ومن ثم الرد عليها وتمريرها في ذات المسار من العاطفة لتكون سهلة الفهم والإدراك.
وبخلافه فإن قراءة مفردات وتفكيك صياغات المشاعر والأحاسيس من خلال منظومة العقل يؤدي لتحليل وقراءة خاطئة لمشاعر الآخر، لأن آليات استلام وقراءة ذبذبات المشاعر والأحاسيس مختلفة تماماً عن آليات استلام وقراءة ذبذبات الأفكار والآراء التي تحتاج لتحليل وإدراك وتمحيص لصياغة الآراء المضادة.
إن مفردات وصياغات المشاعر والأحاسيس بسيطة وفطرية لاتحكمها ضوابط عقلية، تنساب من منابع اللاوعي تختص بها الروح أكثر من الجسد ولاتحتاج إلى تفكير بغرض الاستجابة لها. فهي تخضع لآلية القبول أو الرفض في لحظة تبادل المشاعر وبحركة حسية واحدة فقط لاغير، يتم المصادقة على علاقة الحب أو رفضها.
يعتقد ((ارنست همنغواي))"أنه يجب على الرجل عدم إخضاع المرأة للتحليل العميق، فالنساء أجهزة حساسة ينفث الرجال عواطفهم من خلالها وأحياناً يكون الصمت أفضل زينة للمرأة".
لايؤدي التعاطي العقلي في لحظة تبادل المشاعر والأحاسيس بين الرجل والمرأة لإبرام علاقة الحب، لأن العقل يخضع مشاعر الآخر للمساءلة وتلك تحتاج لإجابات والأخيرة تحتاج إلى تفكير. والتفكير بحاجة لزمن، والزمن في تبادل المشاعر والأحاسيس هو لحظة عابرة لايمكن تحديدها أو قسرها على العودة ثانية للمصادقة عليها.
لحظة زمنية واحدة تمر دون عودة، خلالها يتم تبادل المشاعر والأحاسيس والمصادقة على علاقة الحب. فهي لاتفرض شروطاً ولا أحكاماً مسبقة ولاتحتمل التفكير الذي يحتكم لمنظومة العقل، إنها نداءات صادرة عن منظومة القلب متسرعة في أحكامها ومتلهفة للإجابة الفورية (القطعية) والمحددة بخيارين لاغير هما: نعم أو لا!.
تقول ((زينات نصار))"أني مثل كل النساء قليلة هي المرات التي أسمع فيها نصائح عقلي......استسلم بسهولة لنبضات قلبي، أضعف أمام كلمات الحب، أذوب أمام لفتة رقيقة. وبعدها ينطوي وجودي تحت راية وجود من أحب".
لكن حين تختمر لحظة المشاعر والأحاسيس وتجتاز لحظتها الحرجة في المصادقة على علاقة الحب، وينهل كل طرف من مشاعر الآخر دون حساب أو مساءلة ويستقر هيجان المشاعر والأحاسيس وتهدأ براكين العاطفة في الجسدين. تحتاج علاقة الحب لمنظومة العقل للحفاظ عليها واستمرارها، وفقاً لاشتراطات الواقع الاجتماعي وموجبات الحياة التي تفرض وجودها على كيان جديد يسعى للإعلان عن نفسه في المجتمع دون مراوبة أو مخاتلة.
وبالتالي فإنها تُخضع نفسها لكل الاشتراطات الاجتماعية التي تحتاج إلى تفكير عميق لإدراك وفهم الشروط الاجتماعية والحياتية، وبما أن التفكير من خاصة منظومة العقل فإنه يحكم سيطرته على منظومة القلب (المشاعر والأحاسيس) لجعلها تتواءم وموجبات الحياة الاجتماعية!.
وهذا الاحتكام لمنظومة العقل، يتطلب توافق طرفي العلاقة على التعامل بوجهين: وجه (عام) اجتماعي يخضع لمنظومة العقل ووجه (خاص) عائلي يخضع لمنظومة القلب، فكلاهما يعتبر الأساس في استمرار علاقة الحب وأي اختلال بآليات الاحتكام للمنظومتين يؤدي لفشل علاقة الحب.
إن نجح الطب في تجبير عظام الجسد المكسورة للقيام بعملها ثانية، فإنه فشل في تجبير أو معالجة القلوب الكسيرة نتيجة فشل علاقة الحب التي عانت من اختلال في آليات التوازن بين عمل منظومتي العقل والقلب. فحين تهشم المشاعر والأحاسيس، يصاب القلب بالانكسار لأنه مصدر العاطفة وأقل صلابة من منظومة العقل التي تجتاز بسهولة منعطفات الحياة لأنها تخضعها للتفكير العميق فتستدل على مسالك النجاة بأقل الخسائر الممكنة!.
تعتقد ((مي زيادة))"إن كان جبر العظام موجعاً إلى حد كبير، فكم من قلوب كسيرة لايهتم في جبرها أحد!. وكم نفس ممزقة لاتجد يد رحيمة تضمد جراحها، ولو بمثل تلك اللمسة القاسية".
إن القانون حدد العقوبات اللازمة بحق مرتكبي الجرائم في العالم، لكنه اخفق في تحديد عقوبات خاصة بحق مرتكبي جرائم الحب، فمازال ضحايا الحب أسرى أحزانهم وعزلتهم ويشعرون بحالة اللاعدالة والمساواة في هذا العالم!.



#صاحب_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لغة العقل والعاطفة بين الرجل والمرأة
- المرأة وعلم النفس
- مشاعر وأحاسيس الرجل والمرأة في علم النفس
- مفهوم الحب في الغرب
- الحب والعشق في الشعر الحديث 3-3
- (الحب والعشق في الشعر الحديث (2-3
- الحب والعشق في الشعر الحديث 1-3
- (الحب والعشق في الشعر القديم (4-4
- (الحب والعشق في الشعر القديم (3- 4
- (الحب والعشق في الشعر القديم (2-4
- (الحب والعشق في الشعر القديم (1-4
- النظرة الدونية للمرأة عند توفيق الحكيم
- سلوك وتصرفات اللئيم
- الاساءات والحط من قدر نخب المجتمع
- الضمير والسمعة عند السياسي
- فن الإصغاء في العمل السياسي
- احترام الكلمة في العمل السياسي
- أداء ومهام السياسي السوي
- دور الأحزاب السياسية في بناء الدولة الحديثة
- نهج وتوجهات الأنظمة والأحزاب الشمولية


المزيد.....




- فرنسا: توجيه تهمة الاغتصاب ضد وزير التضامن السابق داميان أبا ...
- مطالبات شعبية في مصر بوقف “أوبر” و”كريم” احتجاجًا على العنف ...
- anem.dz.. رابط منحة المرأة الماكثة في البيت 2024 وأهم شروط ا ...
- عداد جرائم النظام الأبوي.. من 9 إلى 17 أيار/ مايو
- “منحة بقيمة 800 دينار جزائري“.. خطوات التقديم على منحة المرأ ...
- البرازيل تستضيف نهائيات كأس العالم لكرة القدم النسائية في 20 ...
- من بين 3 قضايا.. توجيه تهمة الاغتصاب لوزير المعاقين الفرنسي ...
- القضاء الفرنسي يوجه تهمة الاغتصاب إلى وزير سابق من حزب ماكرو ...
- توجيه تهمة الاغتصاب إلى وزير فرنسي سابق
- “800 د.ج anem.dz“ الوكالة الوطنية للتشغيل تُعلن الشروط الجدي ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - صاحب الربيعي - صراع منظومة القلب والعقل