مارينا سوريال
الحوار المتمدن-العدد: 4957 - 2015 / 10 / 16 - 10:14
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
كان رحيل جدتى مهيبا فى البداية لم افهم ماذا يعنى رحلت ؟ما معنى الموت والى ذهبت هل ستعود من جديد ؟الى الاعلى ماذا يعنى ماذا تفعل هناك فى الاعلى هل هو مكان جيدا ام سىء هل هى سعيدة الان ام حزينة ووحيدة هل يمكن ان اذهب لزيارتها؟؟..كل تلك الاسئلة كنت اطرحها على ابى الذى جلس صامتا تمام لم ينطق بكلمة كانت امى لاتزال هنا معنا اخذتنى بعيدا فى احد اركان حديقة البيت التى خلت من القادمين لتأبين جدتى كنت فى الثامنة من عمرى ولا اعرف ماذا يعنى الاعلى هذا ولم ترحل اليه جدتى انها الوحيدة التى كانت تقص عليه الحكايا وتسعد حينما اتى لزيارتها لا يحق لها لرحيل ام ان الاعلى اخذها عنوة على غير ارادتها ؟؟.. جلست امى الى جوارى نظرت الى عينى وامسكت يدى بقوة يا صغيرة لقد رحلت انها لن تعود فحسب ..
غضبت صرخت واغلقت عليه غرفتى لم ارد ان ارى احدا منهم ..استمروا على قدوم لم يغلق منزل جدتى لايام اجتمع اولادها واصدقائها المتبقين كان هناك من بينهم صديقها قالت لى انه اول رفيق لها منذ طفولتها من يومها لم يتركها ترحل عنه ابدا ..تمنيت ان احصل على صديق دائم مثلها سمعتهم فى المساء يتحدثون كيف كانت تضحك وهى ترحل لم تشعر بالخوف ابدا ولم تبكى قالت لهم الا يفعلوا لكنهم فعلوا..قدمت العمة ليلى وقفت واجمة لم تذهب لتلقى عليها نظرة اخيرة مثلما فعل الجميع ..مثل فعل الجميع وفعلت انا وانا اتسلل هاربة منهم عندما اكتشف ابى امرى وعدت لاغلاق غرفتى كانوا يأتون ويطرقون الباب ذهابا وايابا كنت ابكى ولم احب ان يرى احدهم بكائى ..لقد حصلت على قلادتى الثمينة منها كانت أرثى ال1ى احببته ..عندما بدأت فى كتابة مخطوطى الاول لم استطع لقد جلست لاكتب هذا عنها استغرقنى الحديث عن جنازتها لقد كانت اياما عجبية مرت على طفولتى لا ادرى من وقتها وانا خائفة ربما من الاعلى ..عندما رحلت امى سالت ابى هل اخذها ايضا منى لقد غضبت منه لسنوات طويلة ومن بعد الجفاء لم يعد بالامكان الرجوع وحينما نضجت اكثر عرفت ان احبتنا فى قلوبنا نحن ونحن من يصنع ذكراهم وذاكرتهم طالما نردد سيرتهم على ألسنتنا لذلك كانت جدتى هى جزء من مخطوطنى التى تتكلم عنى لانها من صنعتنى وليست امى ..هل كانت ستكون فخورة بى الان لو كانت لاتزال هنا حية وعلمت ما يصير بحياتى ام كان رحيلها صدفة سعيدة
مارجريت
#مارينا_سوريال (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟