أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - هويدا احمد الملاخ - نحن والتاريخ














المزيد.....

نحن والتاريخ


هويدا احمد الملاخ

الحوار المتمدن-العدد: 4804 - 2015 / 5 / 12 - 02:52
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


ما دفعني لكتابة هذا المقال هو مشاهدة احد البرامج التلفزيونية لإحدى المذيعات ، تسأل وترد على نفسها فى نفس الوقت !!
"هو احنا ليه كانوا بيحفظونا فى المدرسة فى مادة التاريخ بنود اتفاقية لشخصيات ماتت واحداث احنا لم نعاصرها !! انتهت وخلصت ..!!! اية الفايدة اللى هتعود علينا من حفظها وكتابتها فى الامتحان !! اعتقد انى دة تخلف !!!!"
فى الواقع هذا الانطباع للبعض عن علم التاريخ باعتباره علم ليس له أهمية فى مجتمعاتنا ، يرجع فى الأساس إلى الطريقة الخاطئة التي يدرس بها علم التاريخ فى مراحل التعليم المختلفة ، وتحصيل حاصل نتيجة توجيه فكر الطلاب إلى أن علم التاريخ مادة إنشائية ، واتخاذ مبدأ أحفظ واكتب لكي تنجح ، دون ان تفهم لماذا تدرس معاهدة واو حدث تاريخي انتهى من عشرات او آلاف السنيين !
الكثير منا لا يعرف بان علم التاريخ قد اتخذ مكانه عظيمة عند المسلمين بتوجيه القرآن الكريم
فقد ذكر الله عز وجل في كتابة العزيز:
"فاقصص القصص لعلهم يتفكرون" الأعراف 176 .
" أو لم يسروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم" الروم9.
" قل سيروا في الأرض ثم انظروا كيف كان عاقبة المكذبين " الأنعام 11 .
"لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب" يوسف 111 .
" إن هذا لهو القصص الحق" آل عمران 62 .
من الآيات السابقة نستنتج أن القران الكريم طالب الإنسان المسلم بالمعرفة الثقافية التاريخية من خلال طرح القصَّة القُرآنيَّة، وقصص القُرآن أصدق القصص؛ لقوله تعالى : "وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا " النساء 87 ، و التي تُعَدُّ لونًا من ألوان التاريخ، الذى ربْط الأحداث بأزْمانها، وهكذا تكونُ الأشخاص في القصَّة القُرآنيَّة جُزءًا من أحداث حياة زمانها ، ويستبصرُ الانسان بالسُّنن الربانيَّة الجارية في الكون وأحداثه ووقائعه، وحتى يعلَمَ عواملَ قِيام الأمم، وأسباب سُقوطها وإهلاكها .
وجاء عرض الأحداث والمعلومات التي جاءت بها القصة في مواضع متعددة من القران ، بحسب تسلسلها التاريخي المستفاد من القرآن الكريم، بحيث تتكون لدينا صورة عن التسلسل التاريخي للقصة ، يمتاز بالواقعية، والصدق، والحكمة، والأخلاقية .
وتظهر القصة دعوة محمد صلى الله عليه وسلم ليست بدعاً في تاريخ الرسالات وإنما هي وطيدة الصلة بها في أهدافها وأفكارها ومفاهيمها ، وتوضح الوحدة العميقة الجذور منذ القدم للأمة المؤمنة بالإله الواحد ، كما تبرز وحدة الوسائل والمناهج التي اتبعها الأنبياء، ووحدة أساليب مجابهة أقوامهم لهم.
لاشك بان التاريخ الموثق يُمكِّن من معرفة حقائق الأحداث والوقائع ومدى صدقها ، فقد كان حديث الرسول عليه الصلاة والسلام عن أخبار الأمم السالفة وأنبيائهم ورسلهم بهذه الدقة والتفصيل والثقة والطمأنينة، مع ملاحظة ظروفه الثقافية والاجتماعية كل ذلك يكشف عن حقيقة ثابتة وهي تلقيه هذه الأنباء والأخبار من مصدر غيبي مطلع بواطن الأمور، وهذا المصدر هو اللّه سبحانه وتعالى .
ونظرا لأهمية التاريخ فى تاريخ الأمم فقد سألت اليهود المصطفى صلى الله عليه وسلم عن أحداث فى التاريخ هم أنفسهم كانوا يعلمون عنها القليل فسألوه عن أهل الكهف وقصتهم وعددهم ، وسألوه عن الملك الذى جاب أطراف الأرض وغيرها ، من أحداث التاريخ الغير معلوم إلا القليل من خاصة أحبارهم ، فأجاب عنه المولى عز وجل فى سورة الكهف ، فأورد قصة سيدنا موسى مع الرجل الصالح (الخضر) كذلك قصة ذى القرنين، وقصـة أهل الكهف وأوردت القصص الكثير والكثير من العبـر .
كما وقعت أشاعه اليهود أن النبي صلى الله عليه وسلم أسقط فيه الجزية عن أهل خيبر، وفيه شهادة معاوية و سعد بن معاذ ، وعند التحقيق والتدقيق يتبين أن معاوية أسلم بعد الفتح، و سعد قد مات يوم بني قريظة، قبل خيبر بسنتين، وبهذا نعلم عدم مصداقية هذا الخبر ، هنا تظهر جليا مدى أهمية علم التاريخ !
ان تحديات عصر العولمة الذي نعيشه يحتم علينا إعادة النظر فى الطريقة التى يدرس بها التاريخ للأجيال الصاعدة ، لان علم التاريخ يعد من اهم موارد التشكيل الثقافي للأمة ، وعلم التاريخ نبراساً وهادياً للأمم في حاضرها ومستقبلها ، والحارس الأمين للهوية والخصوصية الحضارية ، وهو المفتاح الرئيسي لكل محاولة نهوض أو إصلاح أو تغيير ، لان من صفحاته تقرأ الأمم والشعوب .
ويوضح ما سبق ما قاله " ابن خلدون " في مقدمته " أعلم أن فن التاريخ فن عزيز المذهب جم الفوائد شريف الغاية ، إذ هو يوقفنا على أحوال الماضيين من الأمم في أخلاقهم ، والأنبياء في سيرهم ، والملوك في دولهم وسياستهم ، حتى تتم فائدة الاقتداء في ذلك لمن يرومه في أحوال الدين والدنيا ، فهو محتاج إلى مأخذ متعددة ومعارف متنوعة ، وحسن نظر وتثبت يفضيان بصاحبهما إلى الحق ، وينكبان به عن المذلات والمغالط " .
ومن علماء التاريخ من قال : "أن قراءة التاريخ تضيف لقارئه عمراً ثانياً ، وإنها من ثم – تضاعف العمر ، لأنها تضيف إلى عمر القارئ عمر الشعوب والقادة والأبطال الذين قرأ تاريخهم عن طريق إكسابه خبراتهم ، وجعله يعيش ما عاشوا من أحداث ووقائع وأيام" .
وأخيرا.. اختتم الحديث بيت شعر لأمير الشعراء :
مثل القوم أضاعوا تاريخهم كلقيطٍ عيّ في الحي انتسابا !



#هويدا_احمد_الملاخ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسوان جسر التواصل مع أفريقيا
- أهم المحميات الطبيعية في أسوان
- التنمية الاقتصادية في أسوان .. ادفو نموذجا
- التراث العراقي .. وهمجية عبدة الشيطان
- رمز الصداقة المصرية السوفيتية في أسوان
- تراث أسوان.. ورحلة الصمود
- الجيش المصري وباب المندب
- التحدي الأكبر للقارة الأوروبية
- اليمن السعيد الى اين ؟


المزيد.....




- بلينكن: أمام حماس عرض -سخي- من قبل إسرائيل.. وهذا ما قاله مص ...
- -ديلي تلغراف- البريطانية للبيع مجددا بعد معركة حول ملكيتها م ...
- مصرية -تبتسم وتتمايل- بعد الحكم بإعدامها (فيديو)
- بيضتان لـ12 أسيرا.. 115 فلسطينيا يواجهون الموت جوعا يوميا في ...
- متظاهرو جامعة كولومبيا في تحدٍّ للموعد النهائي لمغادرة الحرم ...
- كيف تتصرف إذا علقت داخل المصعد مع انقطاع الكهرباء؟
- البرلمان الفرنسي يعترف بـ-إبادة- العثمانيين للآشوريين-الكلدا ...
- منافس يصغره بثلاثين عاما .. تايسون يعود للحلبة في نزال رسمي ...
- دراسة تكشف نظام غذاء البشر قبل ظهور الزراعة!
- فصيل فلسطيني يعرض مشاهد من قصف تحصينات الجيش الإسرائيلي في غ ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - هويدا احمد الملاخ - نحن والتاريخ