أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - فاطمة ناعوت - المايسترو صالح سليم














المزيد.....

المايسترو صالح سليم


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 4803 - 2015 / 5 / 11 - 15:46
المحور: حقوق الانسان
    



قبل ثلاثة عشر عامًا، احتشد مئاتُ الآلاف لتشييع جناز رجل استثنائيّ، لم يشأ حظّي أن ألتقيه، إنما التقيتُ قطعًا أثيرة من نفسه؛ زوجته الجميلة، فكان كأنني التقيتُه.
مرّت ذكراه، 6 مايو، مرورًا عابرًا، كأنما لم يترك بصماتِه قويًة في تاريخ مصر الرياضيّ والفنيّ والاجتماعيّ! تذكّره محبوه، واندهشوا لصمت الدولة، وإعلامها عن تذكّر رجل منح عمرَه وفكرَه لوطنه وناديه، الأهلي، فجعله دُرّةَ عقد نوادي كرة القدم العربية والأفريقية. وكوني لا أفهم في هذه الرياضة، فإن ما يعنيني هو الشقّ الثقافي والإنساني في هذا الرجل، الذي صنع أدبياتٍ وأخلاقياتٍ للاعب والإداري، توارثه بعضُ مَن تلوه، وساروا على دربه الرفيع، ليصبحوا بدورهم علاماتٍ مشرقةً في تاريخ مصر، مثل الفارس محمود الخطيب.
عرفَه، مَن لا يفهمون كرة القدم مثلي، من الدراما السينمائية القليلة، والمحترمة، التي كان بطلَها الوسيمَ الذي خطف قلوبَ الصبايا ومثّل فارس أحلامهن ونموذج الرجل في أدبياتهن. وعرفتُه أنا عبر ما قرأته من تاريخه النيّر، ثم عرفته شخصيًّا من خلال زوجته، صديقتي الجميلة، زينب عمر لطفي، التي أزورُها في بيتهما بالزمالك، فأرى أثرَه في كل ركن، وأتأمل وسامتَه في ألبومات الصور وفي عيني زوجته التي لم تنسه أبدًا، رغم السنوات، وتذوّقتُ صَنعة يديه من صحن مُقبّلات شهيّ ابتكره المايسترو مكوّن من الزيتون والجزر والكرافس وزيت الزيتون، تُحرّص زوجتُه الآن على تقديمه لضيوفها مع كل الوجبات الشهية التي يتقنها الشابُّ الطيب "أيمن حبشي" الذي يعاون السيدة الجميلة على الحياة. وأدينُ بلقب "المايسترو" إلى أحد عشّاقه، الشابّ الجميل "فادي عزمي"، الذي تذكره على صفحته، ونبّه الناسَ لموعد ذكراه.
"زوزّا" هي الفاتنة التي حملت اسم المايسترو صالح سليم. رفيقة دربه وحاضنة أفراحه وأحزانه، وأمُّ طفليه، خالد وهشام، اللذين صارا شابين يحملان ملامحه ووسامته وأخلاقه، مثلما يحملان عِبئًا ثقيلاً يخافان عليه كما يخافُ المرءُ على كنز تنوء بحمله خزائن الوجود: تاريخه المشرّف الخالد.
كتبتُ فيها قصيدة: "عروس النيل"، سجلتُ فيها لحظة لقائهما الأول وكيف اختارها دون فاتنات الصبايا بعدما سرقتْ قلبه.
الجميلاتُ/ يقفنَ على أطرافِ أصابعِهنّ/ من وراء سورِ الحديقةِ/ كي يختلسنَ النظرَ إلى الوسيمْ/ الذي يُذيبُ قلوبَ البناتِ/ فيما يدخّنُ الغليونْ./ تخطو بنتٌ/ نحيلةٌ/ تتعثّر/ في خَفَرِها/ وجدائلِها الطويلة/ وفستانِها القصير/ تخطفُ قلبَه/ فيلكزُها،/ ترمقُه بنظرةٍ غضوبٍ/ وتمضي/ بعدما تدسُّ قلبَه العَصِيَّ/ في خِبائِها./ سيطيرُ الفتى إلى السماءْ/ بعدما يتركُ في شُرفتِها عصفورين/ يتعلّمان الشدوَ/ فتقفُ على ضفّة النهرِ تناديه/ كما نادتْ إيزيسُ أوزوريسَ/ وقبلما تسمع وجيبَه/ آتيًا من عمقِ الماءْ/ تُلقي على صفحةِ "حابي"/ زهرةً حمراءَ/ وتهمسُ: لا تخفنَ يا بناتِ مصرَ/ أنا آخرُ عروسِ نيلٍ/ وهذي وردتي
قربانًا أقدِّمُها/ للنحيل الآسِرِ/ ذي الأنفِ القيصريّ/ الذي أشعل الشموعَ السوداءَ/ لكي ينيرَ/ قلبَ الفتاةِ الخائفْ.



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لستُ يهوديًّا ولا مسيحيًّا ولا مسلمًا
- هل جئتَ في الزمن الخطأ؟
- أصول داعش في جذور مصر
- هاني شاكر، الطائر الحزين
- غدًا تتحرر سيناء
- الراقدةُ في غفوتِه
- العروس
- هل أنت واحد أم كثير؟!
- أيام الإرهاب الوسطي الجميل
- هل تذكرون راتشيل كوري؟
- الذهبُ الزائفُ على قمم التلال
- درسُ الثراء للصغار
- نحنُ أبناءُ الحياة
- نحن العدوّ الخطأ، أيها الأشاوس
- الزبون دائما على حق
- قدِّموا الأطفالَ للمحاكمة
- آن أنْ أكتبَ عن العصفور
- علامَ يُحاكَم إسلام البحيري!
- عبثيةٌ لم يكتبها بيكيت
- سعفةُ نخيل من أجل مصر


المزيد.....




- من بينهم أمل كلوني.. خبراء قانونيون يوضحون سبب دعمهم لإصدار ...
- المحكمة الجنائية الدولية ترفض الاتهامات الإسرائيلية بـ-معادا ...
- المحكمة الجنائية الدولية ترفض الاتهامات الإسرائيلية بـ-معادا ...
- ما فرص تنفيذ مذكرات المحكمة الجنائية الدولية لاعتقال مسؤولين ...
- بايدن: طلب المحكمة الجنائية الدولية مشين
- جونسون: الكونغرس الأمريكي قد يتخذ أي إجراءات ضد المحكمة الجن ...
- هل الجنائية الدولية قادرة على اعتقال نتنياهو بتهم جرائم حرب؟ ...
- جنوب إفريقيا ترحب بقرار المحكمة الجنائية الدولية بشأن أوامر ...
- ماذا بعد طلب خان إصدار أوامر اعتقال ضد قادة بإسرائيل؟
- جنود احتياط إسرائيليون يتظاهرون ضد حكومة نتانياهو لأسباب متع ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - فاطمة ناعوت - المايسترو صالح سليم