أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سمير عادل - مليشيات الدولة ودولة المليشيات














المزيد.....

مليشيات الدولة ودولة المليشيات


سمير عادل

الحوار المتمدن-العدد: 4722 - 2015 / 2 / 16 - 08:49
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أرسل احد الأكاديميين سؤال عبر الايميل لي مفاده لماذا ظهرت على الساحة السياسية العراقية عشرات المليشيات الشيعية تصول وتجول في شوارع المدن دون اي رادع، وكذلك البروز الإعلامي لشخص مثل هادي العامري رئيس منظمة بدر؟
بعد غزو العراق واحتلاله في عام 2003 تم تدمير الدولة كجهاز فوق المجتمع التي تظهر نفسها دائما في كل مكان وزمان بأنها المدافعة عن مصالح ذلك المجتمع، ولكنها في الحقيقة هي عبارة عن جهاز قمعي " شرطة وجيش وأجهزة تجسسية مثل المخابرات والامن..الخ" وبغض النظر عن هوية الدولة وماهيتها الطبقية، وتم معها تدمير جميع مؤسساتها السياسية والقانونية. ولقد حاولت إدارة الاحتلال الأمريكي من اعادة بناء الدولة من خلال صياغة اول مؤسسة سياسية التي سميت فيما بعد بالعملية السياسية والتي اسست كما هو معروف على اسس المحاصصة الطائفية والقومية، الا انها فشلت في مهمتها. وبعد انتقال السلطة السياسية من حكومة انتقالية الى حكومة دائمة التي تسلم بشكل رسمي الإسلام السياسي الشيعي قيادتها اي حزب الدعوة منذ عام 2006، بذل التحالف الاسلام السياسي الشيعي جهود كبيرة لبناء الدولة في العراق وإضفاء الهوية "الجعفرية" عليها على غرار دولة الجمهورية الاسلامية في ايران. الا ان جميع محاولات الإسلام السياسي الشيعي وخاصة الاعمال العظيمة التي قام بها نوري المالكي من حملات التطهير الطائفي، وقمع الحريات والسيطرة على القضاء واطلاق حملة الاعدامات وتمرير مجلس وزرائه مشروع قانون "الاحوال الشخصية الجعفري"..الخ لتأسيس تلك الدولة الشيعية، باءت بهزيمة ماحقة وتوجت بأعلان دولة الخلافة الاسلامية في ثلث مساحة العراق. اي بعبارة اخرى ان اعلان دولة الخلافة الإسلامية هو فاصل تأريخي في القضاء على حلم وتمنيات وطموح الاسلام السياسي الشيعي في تأسيس دولته وتحمل هويته السياسية. ان هذا الفاصل التأريخي دفع المسؤولين في الجمهورية الاسلامية في اعادة ترتيب استراتيجية جديدة في العراق من خلال سيناريو جديد يشبه سيناريو اللبناني او اليمني، وهو تأسيس دولة داخل دولة وهي دولة حزب الله المليشياتية داخل الدولة اللبنانية او دولة الحوثيين داخل اليمن.
ان ظهور دولة الخلافة الاسلامية أدى الى تشكيل خطر حقيقي على المصالح السياسية ونفوذ الجمهورية الاسلامية ليس على صعيد العراق فحسب بل على صعيد المنطقة برمتها. وللقضاء على دولة الخلافة الاسلامية يجب تقديم تنازلات للقوى السنية والعروبية في العراق المدعومة من الخليج وتركيا، والتي لطالما حاولوا تقويضها واقصائها عن الساحة السياسية العراقية. ويعني هذا، التنازل عن تأسيس الدولة الشيعية كمثيلتها في ايران والقبول بتلك القوى بالمشاركة في النفوذ والامتيازات والسلطة من الاسلام السياسي الشيعي. وفي المقابل يجب ايجاد قوة عسكرية محلية على الارض تأمن مصالح الجمهورية الاسلامية. وعليه عملت على اعادة الحياة الى المليشيات التي كانت موجودة وخامدة مثل جيش المهدي وبدر وعصائب اهل الحق او خلق مليشيات جديدة مثل حزب الله وابي فضل العباس وغيرها.
ولم يكن ظهور هادي العامري زعيم منظمة بدر على المشهد العسكري ومن ثم الاعلامي بهذه القوة الا محاولة ايرانية لايجاد زعيم شيعي على الساحة العراقية يتبوء قيادة المليشيات التي جمعت تحت عنوان "الحشد الشعبي" على غرار حسن نصر الله او ملك الحوثيين، ولطالما فشلت خلال سنوات الاحتلال مع مقتدى الصدر الذي بذل معه جهود كبيرة كي يكون حسن نصر الله العراق.
ان تعالي الاصوات في مطالبتها من حكومة العبادي للجم جماح المليشيات لن تجد لها اذان صاغية الا في الجعجعات الاعلامية، لان حزب الدعوة الذي يقود التحالف الشيعي الحاكم على دراية كاملة بأنه لن يكن بمقدوره مرة اخرى في اعادة سيناريو المالكي الذي تحدثنا عنه، ليس امامه اذا اراد الحفاظ على ما تبقى من امتيازات ونفوذ له الا تقوية تلك المليشيات وجعلها العمود الفقري في بقاء التحالف وديمومته السياسية. ولذلك نجد ان المليشيات الشيعية متداخلة مع الاجهزة الحكومية، فتراها مرة تعمل مكان الدولة وتحل محلها ومرة اخرى تستخدمها كأداة في اعادة الامن للمناطق التي يسيطر عليها اعداء التحالف الشيعي او الذين يعبثون بالامن. ان الفارق الجوهري بين سيناريو لبنان والسيناريو العراق هو ان الاول فيه خطوط واضحة وفاصلة بين الدولة وبين مليشيات حزب الله، اما في الثاني فأن الحدود بين الدولة وبين المليشيات تكاد تكون معدومة. وستنصهر تلك الحدود حتى الخطوط الوهمية منها عندما يصوت البرلمان على مشروع الحرس الوطني.
ان القضاء على المليشيات واحلال الامن والسلام لن يكون الا عبر 25 شباط جديد في العراق الذي لا بد من ان يكون شعاره الجديد لا اصلاح العملية السياسية بل انهاء عمرها، وهذا لن يكن الا في توحيد صفوف العمال الذين خرجوا الان الى الشوارع وبالتضامن مع القوى التحررية والشيوعية، التي يجب ان تضع افق الامن والسلام والتعريف بالهوية الانسانية وتأسيس دولة علمانية وغير قومية خارج افق القوى القومية والطائفية والتي سببت افقار المجتمع وخرابه.



#سمير_عادل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحقوق تنتزع ولا تمنح!
- -العراق الجديد-: لا فرق بين رئيس وزراء ورئيس للميليشيا
- رسالة الى لجنة منتسبي شركة نفط الجنوب
- الطبقة العاملة واسعار النفط
- -الربيع العربي- بين باريس وسوريا وليبيا ومصر...
- الجغرافية واللغة..ما بعد -شارلي إيبدو-
- الحرس الوطني والرصاصة الاخيرة
- في العام الجديد، الامنيات والتمنيات
- من صاحب المصلحة في سحق دولة الخلافة الإسلامية؟
- الاسلام السياسي والفساد
- لماذا يتحمل المواطن السياسة التقشفية ايها اللصوص!
- العبادي ووهم القضاء على الفساد
- التفنن في تسويق الداعشية في العقلية الثقافية العراقية
- العراق بين فكي اوباما وخامنئي
- المعاشات للمليشيات والزبالة للمحرومين
- مرسوم المساواة صفعة لحركتي القومية العروبية والكردايتي
- العبادي والهوية الطائفية
- تقشيف مهزلة -التقشف-
- (عراق واحد) ذهب ولم يعد
- بئس المواجهة الثقافية والفكرية والايديلوجية


المزيد.....




- أمين عام حزب الله اللبناني يبرق إلى المرشد الأعلى الإيراني م ...
- فرحة الأولاد كلها مع قناة طيور الجنة! استقبل التردد الجديد ع ...
- القوى الوطنية والإسلامية تدعو إلى تضافر الجهود لوقف جرائم ال ...
- -فرنسا، تحبها ولكنك ترحل عنها-... لماذا يختار مسلمون ذوو كفا ...
- شيخ الأزهر يوجه رسالة لإيران بعد تغريده بالفارسية
- “ثبت وناسة وطيور الجنة”.. أهم ترددات قنوات الأطفال الجديدة 2 ...
- صالحي: الشهيد الرئيس رئيسي خسارة عظيمة للأمة الإسلامية +فيدي ...
- قائد الثورة الاسلامية يعزي باستشهاد رئيس الجمهورية
- بوتين يعزي المرشد الأعلى بوفاة الرئيس الإيراني
- مركز -تكوين- والتنوير الانتقائي المستأجر عبر السلطة وفلكها


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سمير عادل - مليشيات الدولة ودولة المليشيات