أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسيب شحادة - درس عظيم في الحياة يقدّمه مخلوق ضئيل جدا، واقع الحياة














المزيد.....

درس عظيم في الحياة يقدّمه مخلوق ضئيل جدا، واقع الحياة


حسيب شحادة

الحوار المتمدن-العدد: 4675 - 2014 / 12 / 28 - 17:30
المحور: الادب والفن
    



ترجمة حسيب شحادة
جامعة هلسنكي


في صباح يوم أحد، جلس رجل ثريّ في شُرفته وهو يتمتّع بنور الشمس واحتساء القهوة، وإذا بنملة صغيرة تجذب انتباهه، كانت تسير من جهة الشرفة الأولى إلى الجهة الأخرى وهي تحمل ورقة شجر أكبرَ منها ببضع مرّات. تابع الرجل ملاحظتها أكثر من ساعة. رأى أن النملة قد واجهت عوائقَ كثيرة في خلال رحلتها، توقّّفت، انحرفت عن مسارها ثم تابعت نحو المكان المقصود.
في نقطة ما واجه المخلوق الضئيلُ هذا شقًّا، مشى فوق الورقة، التقطها من الجهة الثانية وتابع رحلته.
فُتن الرجل بذكاء النملة، إحدى مخلوقات الله الصغيرة جدا. هذه الحادثة أدخلت الروع والخشية في وجدان الرجل وأرغمته على التفكير مليًا في أعجوبة الخليقة. إنها أظهرت عظمة الباري. أمام ناظريه كان هذا المخلوق الضئيل جدا، الذي خلقه الله وزوّده بعقل للتحليل، للتبصّر، للاستطلاع، للاكتشاف، وللغلبة. بجانب كل هذه القدرات لاحظ الرجل أن هذا المخلوق الصغير فيه بعض مواطن الضعف الآدمية.
رأى الرجل بعد ساعة تقريبًا أن المخلوق قد بلغ هدفه، ثقب صغير في المصطبة، مدخل لمسكنه التحت أرضي. وفي تلك النقطة تجلّى موطن ضعف ذلك المخلوق وضعف البشر. كيف يمكن للنملة أن تدخل الثقب الصغير بالورقة الكبيرة التي تمكّنت من حملها بعناية إلى الهدف؟ ببساطة لم تنجح.
وهكذا ما كان على المخلوق الضئيل هذا إلا أن يُبقي الورقة مكانها بعد العمل الشاق والجهد والمحاولات، ويعود إلى بيته صفرَ اليدين (بخفي حنين).
النملة لم تفكّر عن النهاية قبل أن تبدأ رحلتها الصعبة وفي النهاية ما كانت الورقة الكبيرة سوى عبء عليها. لم يكن للمخلوق أيّ خيار سوى ترك الورقة وراءه ليصل إلى هدفه. تعلّم الرجل درسا عظيما في ذلك اليوم. أليست هذه حقيقة حياتنا؟

أليست هذه حقيقة حياتنا؟ مغزى القصّة

نحن نُشغل بالنا بعائلتنا، بوظيفتنا، بالحصول على المزيد من المال، بمكان السكنى، بخمس غرف نوم أو ست، أية وسيلة نقل نشتري، مرسيدس أو ب م ف أو ِپورش، أي نوع ملابس نرتدي، وكل أنواع الأشياء، فقط لنتخلّى عن كل هذه الأشياء عندما نصل غايتنا - القبر. إننا لا نُدرك في رحلتنا الحياتية أن هذه الأشياء ما هي إلا أعباء نحملها بعناية قصوى ونخشى فقدانَها لنكتشفَ في النهاية أن لا طائل تحتها ولا نستطيع أخذَها معنا.



#حسيب_شحادة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نظرة على كتاب: عرب جيّدون لهليل كوهين
- لمحة عن قاموس القدس - إنجليزي عربي
- قصّة محفّزة حول راحة البال
- كدتُ أبيع إيماني - قصّة مدهشة
- أطفال فلسطينيون من سوريا يحكون حكاياتهم
- قصّة المرآة
- كيف هلك جدّك؟
- كلمة عن بافو رُوتسالاينن، الواعظ الفنلندي الشهير (١-;- ...
- لا تستخفّ بقوّة الكلمات أبدا
- اليهودية التي لم نعرفها ليوخي براندس ومقتطفات منه
- مرسي والسيسي في أمريكا - منِ الحكيم؟
- الأورغانوم والسامريون
- القدّيس الحكيم - قصّة مثيرة للتفكير
- الهدية الثمينة - قصة محفزة
- التأثير العبري على العربية كما يتجلّى في عيّنة من صحيفة الصن ...
- ترجمة مقالة أحاد هعام عن السامريين
- قدِّر أصدقاءك، قصّة أخلاقية عظيمة
- مقالة الكوتيين (السامريين)، الأصل العبري وترجمة عربية
- عن بركة الكهنة أو البركة الكهنوتية
- خلاصة بحث بعنوان -تسبيحتان للمغربي البهلول؟-


المزيد.....




- في معرض الدوحة للكتاب.. دور سودانية لم تمنعها الحرب من الحضو ...
- الرباط تحتضن الدورة ال 23 لجائزة الحسن الثاني لفنون الفروسية ...
- الإعلان الأول حصري.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 161 على قناة ا ...
- -أماكن روحية-في معرض فوتوغرافي للمغربي أحمد بن إسماعيل
- تمتع بأقوي الأفلام الجديدة… تردد قناة روتانا سنيما الجديد 20 ...
- عارضات عالميات بأزياء البحر.. انطلاق أسبوع الموضة لأول مرة ف ...
- نزل تردد قناة روتانا سينما 2024 واستمتع بأجدد وأقوى الأفلام ...
- عرض جزائري لمسرحية -الدبلوماسي زودها-
- مترجمة باللغة العربية… مسلسل قيامة عثمان الحلقة 161.. مواعيد ...
- علماء الفيزياء يثبتون أن نسيج العنكبوت عبارة عن -ميكروفون- ط ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسيب شحادة - درس عظيم في الحياة يقدّمه مخلوق ضئيل جدا، واقع الحياة