|
أخلاقنا الإسلامية المنحطة .
صالح حمّاية
الحوار المتمدن-العدد: 4641 - 2014 / 11 / 23 - 18:40
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
جرب إذا كنت لا تدرك لحد اللحظة حقيقة إنحطاط أخلاق المسلمين ، أن تسأل أي مسلم أمامك عن رأيه في أخلاق الغرب مقارنة بأخلاق المسلمين مثلا ، فهذا الأخ من المؤكد (وهذا بالعموم) انه سيقول لك أن الغرب بالعموم قوم لهم أخلاق ، فهم أمناء و نزهاء هذا عدى أنهم مجدون ومتقنون في العمل الخ ، لكن طبعا مما سيضيفه لك انه سيقول "لكن نحن المسلمون أحسن منهم خلقا في كل الأحوال ".. وحين تسأله و لما ؟ فسيرد أننا أفضل لان الغرب بلا أخلاق في قضايا المرأة ، فهم ليس لهم شرف ولا غيره ، وهم يتركون لنسائهم الحرية و الاستقلالية ، لهذا فنحن أفضل منهم لان لدينا شرف .
ظاهريا هنا ولو تركز قد يبدو لك أن الأخ قد أجاب على سؤالك و أوضح لك أن المسلمين لهم أخلاق ، لكن الحقيقة هنا أن هذه الشهادة (والتي هي على لسان جميع المسلمين ) ليست سوى دليل إدانة عليهم ، فإذا كان المسلمون كل ما لهم من أخلاق هو فقط ما تعلق بالمرأة، فبئس الأخلاق هذه ، لأنه وإذا انعدمت النزاهة والصدق والأمانة، فما فائدة شرف مبني على الكذب ، أو عفاف مبني على النفاق ، او ورع مبني على الخداع ؟ .
الحقيقة أن أخلاق المسلمين لم يفسدها في الواقع إلا هذا الربط منهم بين الجنس والأخلاق ، فالجنس رغبة أصيلة في الإنسان ، والإنسان الطبيعي لا يمكن له أن يكبتها ، لهذا أنت وان حاولت قمعها فأنت لا تدفع الناس سوى إلى النفاق و الكذب و الخديعة ، وعليه كان أن وجدنا أن المجتمع الإسلامي منحط في كل أخلاقه بما فيها و للمأساوية الجنس ، فالناس و لتظهر عفافها المزعوم تضطر للكذب وتضطر للنفاق ، وتضطر للمراءاة ، ومن اجل أخلاق المسلمين الجنسية كان يجب أن تنحط جميع أخلاق المسلمين الأخرى ليظهروا عفافهم المزعوم ، وحاليا ولا اعتقد أي مسلم ينكر هذا فأحط الأمم خلقا هي امة الإسلام ، والدليل أن كل المسلمين يقولون لك وحين يتحدثون على الأمم المتحضرة (وجدنا إسلام ولم نجد مسلمين ) وهذا لإظهار أن المشكل فيهم لا في أخلاقهم ، لكن الحقيقة انه لم يكن هناك إسلام ولم يكن هناك مسلمون من الأصل ، بل كان هناك أمم قائمة على الصراحة و على المكاشفة ، فحين حرر الإنسان قيمه من القيم الوهمية كما هي قيم المسلمين ، فقد كان له يكون أمينا و نزيها وصادقا ، لكن المسلم الذي يحاول نقض الواقع ، فهذا ما جعله ينحط ، فهو يدعي الورع لكنه في داخله ماجن ، ويدعي العفاف و هو في داخله داعر ، لهذا انعكس انحطاطه الداخلي على أخلاقه الخارجية ، وانهارت حضارته بفعل فساد شخصيته ومعدنه ، واليوم ليس غريبا أن كانت الدول المسلمة تتصدر قوائم الدولة الأكثر فسادا و الأكثر تخلفا ، و الأكثر همجية ، فالإنسانية معدومة ، والنزاهة معدومة ، و الصدق معدوم ، وكل ما لدى المسلمون هو الشرف ، لكن طبعا الشرف لا يبني اقتصاد ، ولا يعمر أرضا خالية ، فالبناء والعمل يحتاج للصدق والى الاجتهاد والى النزاهة ، وهذه أمور ليست من شيم المسلمين ، و عليه كان أن المسلمين انحطوا كأمّة لان أخلاقهم ليست أخلاق حضارات بل أخلاق بؤس ، ثم هم حتى وفي ما تعلق بالجنس فهم منحطون كذلك ، فالكبت اللاعقلاني للجنس أدى إلى انفجار الأمر في شكل حالات من التحرش الوحشي ، و الشذوذ القصري ، و الانتهاكات للأطفال ، وعليه باتت اليوم الدول الإسلامية الأكثر تزمتا في قضايا الشرف والجنس هي الأكثر تحرشا في العالم ، و هي الأكثر من حيث نسب الانتهاكات ضد الأطفال ، وهذا كله بديهي فأمة بلا ضمير وبلا صدق وبلا أمانة ما ينتظر منها ؟ طبعا لن يكون الازدهار و العمل و التقدم ، بل سيكون كل ما هو بائس ومنحط و قميء من إرهاب وتحرش ، و فساد و همجية .
حاليا بات المسلم وللأسف كائن مشوه أخلاقيا ونفسيا و وجدانيا ، فهو يربى على قيم منحطة ، ويعيش في بيئة منحطة ، وحالته بالأساس منحطة ، لهذا فهو لا يمكن له إلا أن ينتج كل ما هو منحط ، فمن ينتمي لداعش ليس فرد مريض نفسيا أو حالة شاذة ، بل هذا هو النتاج الطبيعي للبيئة الإسلامية ، فمن يزرع وردا يحصد وردا ، ومن يزعم القيم الإسلامية بلا شك سيحصل على إرهابيي داعش ، وعلى عنتيل السلفية ، وعلى كل هذه الكائنات من المتحرشين و المكبوتين و الإرهابيين ، و الكسالى ، والمجانين ، الذين يصنعون لنا ما يعرف بالأمة الإسلامية ، وهي هي الحقيقة المرة "نحن امة بلا أخلاق" .
#صالح_حمّاية (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المسلمون أمة نفاق .
-
المسلمون أمة ضد العقل .
-
حول -اللامنطق الإسلامي- .
-
اللامنطق آفة المسلمين المركزية .
-
الإرهاب الإسلامي مشكلة المسلمين أولا و أخيرا .
-
المسلم إرهابي نظريا وليس عمليا .
-
وصم المسلمين بالإرهاب بديهي وطبيعي .
-
ولن تدخلوا نادي الحضارة حتى تغيروا ملتكم .
-
صدقت يا غنوشي .
-
الحانات و بيوت الدعارة أفضل من المساجد .
-
ما خاب قوم ولوا أمرهم إمراة .
-
أمركة داعش لن تبرئ الشريعة .
-
الشريعة فُضحت و أنتهى الأمر .
-
دفاعا عن الدين المغلوط .
-
و إنك لعلى خلق ذميم .
-
-ناعوت- مجرم مدان بتهمة الشفقة .
-
الشريعة بما لا يخالف حقوق الإنسان .
-
نماذج على همجية الشريعة الإسلامية .
-
في ضرورة الإعتراف بهمجية الشريعة الإسلامية.
-
ضد الشريعة الإسلامية قبل ضد داعش .
المزيد.....
-
أزمة مشتعلة بين الصحفيين والأوقاف المصرية والأخيرة تبحث قرار
...
-
لِيلي غرينبرغ.. مسؤولة يهودية استقالت من إدارة بايدن احتجاجا
...
-
فيديو.. فلسطينيو 48 يشدّون الرحال إلى المسجد الأقصى
-
“انسي الملل وفرحي عيالك” ضبط ترددات قناة طيور الجنة على جميع
...
-
مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى
-
مصر.. سورة بالقرآن يستشهد بها نجيب ساويرس: -تعارض أن الدين ع
...
-
المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف هدف حيوي في إيلات
...
-
-المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن استهداف -هدف حيوي- في إي
...
-
موقع أميركي: ما الهدف الحقيقي للأحزاب الدينية في إسرائيل؟
-
بابا الفاتيكان: الديكتاتوريات لا تعترف بالتعددية
المزيد.....
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
-
جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب
/ جدو جبريل
-
سورة الكهف كلب أم ملاك
/ جدو دبريل
-
تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل
...
/ عبد المجيد حمدان
-
جيوسياسة الانقسامات الدينية
/ مرزوق الحلالي
-
خطة الله
/ ضو ابو السعود
المزيد.....
|