أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عايده بدر - رؤية في قصيدة - عيناك الملطخة بدمائي - للمبدع جوتيار تمر / عايده بدر














المزيد.....

رؤية في قصيدة - عيناك الملطخة بدمائي - للمبدع جوتيار تمر / عايده بدر


عايده بدر
باحثة أكاديمية وكاتبة شاعرة وقاصة

(Ayda Badr)


الحوار المتمدن-العدد: 4464 - 2014 / 5 / 26 - 22:22
المحور: الادب والفن
    


عيناك الملطخة بدمائي
جوتيار تمر

عيناك الملطخة بدمائي
مرآة في بياض ظلّي
الساقط فوق رحيلي في الموت

تتعمدين تجاهل
طقسي.....جرحي.... صمتي المنتحب في ذاكرة التاريخ

عيناك تكسر أطراف القضبان
تغمسها في ظلّي
لنار بحجم الخراب

تزيّن صدرها بعظامي
وتلبس روحي.........
تسخر.......تنفخ.........تقرأ سورة دمي

تسطر على أقدام الفجيعة
ظلاّ في القيود......

ملطخة بدمائه و هي مرآة لبياض ظله تسقط فوق رحيله نحو الموت
و كأنها بهذا السقوط و انعكاس الظل تتعمد تجاهل طقوس الموت و الجرح و الصمت المنتحب في ذاكرة تاريخ يحاول تجاهل هذا النحيب
و كأن التجاهل هنا لكل أوجاعه الجمعية و الفردية أيضا فالشاعر ابن مجتمعه
تبدو العينان هنا يمتلكان من القوة ما يكسر القيود التي يفرضها حول نفسه فهي لم تكتفي بأنها عكست هذا البياض في رحيل الموت
بل تكسر اطراف القضبان في محاولة لاختراق هذا القابع خلف قلاعه لكنها تكسر القضيان
و تغمسها في ظله الذي رغم بياضه هو يرحل في الموت و لا يتأتى عن ذلك إلا نار بحجم الخراب
تعود العينان لتمتزج بالذات هنا تلبس روحه و تزين صدرها بعظامه لعل هذا الامتزاج الحادث ينقل إليها شفرة الحزن الصامد خلف القضبان
ثلاث أفعال تأتينا في زمن الحاضر
تسخر.......تنفخ.........تقرأ سورة دمي
لعلهم يسيرون بالتوازي مع ما سبق و ذكره من أمر تجاهلها :
طقسي.....جرحي.... صمتي المنتحب في ذاكرة التاريخ
هل يمكن أن نربط بينهم فيكون :
تسخر من طقسي ... تنفخ في جرحي ... تقرأ سورة دمي في صمتي المنتحب في ذاكرة التاريخ
عودة للظل مرة أخرى في مقابلة بين بياض ظله الراحل في الموت و الظل المسطور على أقدام الفجيعة في القيد
لا نبتعد عن الموت في أشكاله المختلفة بداية من دمائه الملطخة لعينيها و مرورا بتجاهلها لطقوسه ثم انتهاء بسطرها على أقدام الفجيعة ظلا مقيدا
يستوقفنا أن يكون تلطخها بالدم هو ما يجعلها مرآة لانعكاس البياض
و ما بين الدم الأحمر و البياض الابيض ثمة مقابلة تعكس نقاء هذا الدم كأن البياض هو لون دواخله التي تعكسها و إن اتخذ من الاحمرار مظهرا خارجيا
ثم الربط بين البياض و الرحيل في الموت و كأن هذا االرحيل ليس غاية فقط ووسيلة أيضا و مظهرا أيضا لنشر البياض من خلال رحلته في الموت
لعل التجاهل المرصود منها هنا كان محاولة لإعادة رسم دربا آخر غير درب الموت وتجاهل صمته المنتحب في ذاكرة التاريخ محاولة اخرى لفصل الذات الفردية عن المعاناة الجمعية
و وفقا لمسيرة الرحلة التي نحن بصددها نراها و قد فشلت في تغيير مسار الرحلة لغير الموت فجاء تعمد التجاهل
أو هي تمر فوق كل تلك الصعاب من طقوس موت و نحيب و صمت و ذاكرة تمتلىء بالفجائع لتصل إلى حيث تلبس روحه لتسطر ظلا مقيدا في الفجيعة لن يغادرها
تنكير " مرآة " جاء لا ليحدد العينين بصفة االمرآة بل منحنا صورة أنها جزء من كل لا يبين هنا فالمريا متعددة
المضارع المسيطر على حالة القصيدة تخلق دالة امتدادا الفعل فهي لا تمنحه صفة الاستمررية و حسب بل أيضا تتيح له امكانية إعادة انتاج الفعل مع عدم اغلاق الحدث على فترة زمنية مضت
و يبقى هنا شلالا من الصور الممتعة في تراكيبها فأقدام الفجيعة التي ينهي بها نصه ليست بأقل متعة من عينين ملطختين بدمائه في مبدأ النص
ما بين العنوان و القفلة ندور في عوالم الشاعر صاعدين هابطين مع كل حركة للذات الشاعرة هنا بعد أن جعلنا نغلق عوالمنا لندخل عالمه
دليلنا هو حرفه الـ يقودنا لحيث نتصور أنه المنتهى بينما قفلته تفتح عوالم أخرى لما بعد الفجيعة و الظل المسطور

عايده بدر
25-5-2014



#عايده_بدر (هاشتاغ)       Ayda_Badr#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كي لا تسقط من يدك قصيدة
- في الطريق إلى معبدك ...
- في ثنايا الكلام
- قراءة في نص - المومس المدعية - / للشاعر المبدع جوتيار تمر / ...
- امرأة شهية مثلي
- سيد الماء
- في الشتاء ... المسافة على صدرك مطر
- في سِفر - الرحيل عنك –
- زيوسودرا،،،
- ثرثرة دمعة صامتة - قصة قصيرة
- حين يمشطني هذياني بك،،،
- على مسرح العبث ،،،
- على غصن الصدأ
- في السفر - قبل الرحيل متعجلا -
- حنين ،،، عايده بدر
- الصوت ،،، قصة قصيرة
- رؤية في نص الكرسي الهزاز/ منية الحسين / عايده بدر
- رؤية في نص ليالي اغتصاب زينب / مجدي السماك / عايده بدر
- رهان اللغة في حنجرة الليل / جوتيار تمر / عايده بدر
- لما نسيناهم ذكرونا هم بأنفسهم


المزيد.....




- الجيش الإيراني يدحض الروايات عن دور المسيرة التركية -أكنجي- ...
- -توقف وأخذ يخلع ملابسه-.. فنانة مصرية تنشر فيديو حول تعرضها ...
- رفع درجة الاستعداد للامتحانات التحريرية الخاصة بالدبلومات ال ...
- رواية -كايروس- للألمانية جيني إربنبك تنال جائزة -بوكر- الدول ...
- الحب… بين الطب والأدب في أمسية ثقافية
- عباس 36- يختتم فعاليات -النكبة سردية سينمائية-
- مهرجان الفنون الدولي في موسكو يقيم معرضا للفن الإفريقي
- اغنية دبدوبة التخينة على تردد تردد قناة بطوط كيدز الجديد 202 ...
- الشعر في أفغانستان.. ما تريده طالبان
- أكثر من 300 لوحة.. ليس معرضا بل شهادة على فنانين من غزة رحلو ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عايده بدر - رؤية في قصيدة - عيناك الملطخة بدمائي - للمبدع جوتيار تمر / عايده بدر