أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عايده بدر - الصوت ،،، قصة قصيرة














المزيد.....

الصوت ،،، قصة قصيرة


عايده بدر
باحثة أكاديمية وكاتبة شاعرة وقاصة

(Ayda Badr)


الحوار المتمدن-العدد: 4132 - 2013 / 6 / 23 - 09:32
المحور: الادب والفن
    


الصوت ...


ألمحها و هي تحاول أن تلفت نظري إليها بأية طريقة .... نظراتها تأتيني من بعيد تحكي كثيرا في صمت .. اهتمامها بتأخري الدائم عن موعد العمل .. محاولاتها لجذبي للاشتراك معها و بقية زملائنا في أحاديث لا شأن لي بها .. حتى اهتمامها بتناولي للطعام ... شجرة التساؤلات التي تنمو بين عينيها حين تجالسني في فترة الراحة دون أن تثمر عن سؤال ... أكاد ألمح بحثا دائما عما وراء هذا الجدار الذي أمده بيني و بين من حولي ... لا تدري أن حياتي دائرة مغلقة .. مكررة بطبعها و قد تسلل إليها الروتين منذ زمن فما عاد من جديد تحمله اللحظات
العمل .. البيت ... البيت .. العمل .. دائرة من دوائر كثيرة أراها الآن أمامي تتسع في فنجان قهوتي
يخترق أذني صوت أمي تناديني من بعيد :
- كفاك تحديقا في فنجان قهوتك ألم يحذرك الطبيب من أضرارها ؟ اتركه و انتبه لكوب اللبن أمامك
-- حاضر أمي سأشربه لا تقلقي
حركة الملعقة في فنجان قهوتي تزيد من هدير تلك الدوائر فتتسع بلا نهاية ... أمواج لا تصمت .. و عيناي المعلقتان على حافة الفنجان و أمواج بن تسحبني لداخلها ..
كوب اللبن القابع هنا يتقاسم منضدتي مع فنجان القهوة و يشاطرني التأمل .. و ما هذا هناك ؟.. نعم إنها شطائري التي تصر أمي كل يوم على اصطحابها معي للعمل. لماذا لا تريد أن تدرك أني كبرت و لم أعد ذلك الطفل الصغير
- لا تنس أن تأخذ معك طعامك فدائما ما تنساه
-- حاضر أمي .. سأشرب كوب اللبن و سآخذ معي طعامي
أهناك شيء آخر ؟
- ما بك بني أيزعجك حرصي عليك و على صحتك .. نعم بالمناسبة ما موعد دوائك ؟ أسمع صوتك طوال الليل و قد أخذت نوبة السعال تشتد بك .. ألم أقل لك مرارا أنك تملك صدرا ضعيفا في مواجهة تغيرات الطقس ... لا تنس بني أن تأخذ الدواء.. أهكذا تهمل نفسك لمجرد غيابي عنك أياما و يجافيك النوم ؟ لا تنزعج صغيري فكل أم حريصة على صغارها
-- لا أمي بل يمتعني حرصك الشديد و لكني لم أعد صغيرا
- ستظل صغيرا في نظري مهما كبرت .. لا تنس أن تمشط شعرك
-- نعم أمي نعم لن أنس أي شيء
لقد بات هذا الحوار اليومي جزءا من ترتيبات الصباح لا نكاد نهمله يوما و لا تزال دوائر البن تتسع و تتسع تكاد تبتلعني : صوت أمي ..... كوب اللبن... شطائرك .....دواؤك ... لفتاتها .. اهتمامها ...الصوت ... الصوت...الصوت.....رأسي يكاد ينفجر .. أين الدواء ؟؟
أفيق على صوت ارتطام ... أهرع لخارج غرفتي أجدها و قد استندت إلى الحائط و سقطت أرضا .. أرفعها و لكن للأسف فقد تهشم الزجاج و تناثر حولها ...



#عايده_بدر (هاشتاغ)       Ayda_Badr#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رؤية في نص الكرسي الهزاز/ منية الحسين / عايده بدر
- رؤية في نص ليالي اغتصاب زينب / مجدي السماك / عايده بدر
- رهان اللغة في حنجرة الليل / جوتيار تمر / عايده بدر
- لما نسيناهم ذكرونا هم بأنفسهم
- سلبية العلاقة بين المرأة و الرجل من خلال قصة - امرأتان و حلم ...
- موعد ،،،
- في انتظار البحر
- يقين
- شرف ،،، ق ق ج
- لنؤمن في بدية فصل الشتاء
- لا أشبه أحدا
- أغنية لملح الليل
- هذيان منتصف ساعة الوجد
- نحو السماء ،،،
- ل ننادي على عيد لحب لربما يسمعنا
- في عيد الحب ،،،
- قراءة في قصيدة - نداء الجرح - للمبدعة هيام مصطفى قبلان / عاي ...
- رسالة على قارعة الطريق
- وجوه مكشوفة
- قراءة في نص - أنثى القلق - للمبدع جوتيار تمر / عايده بدر


المزيد.....




- الفنان المصري إسماعيل الليثي يرحل بعد عام على وفاة ابنه
- الشاهنامة.. ملحمة الفردوسي التي ما زالت تلهم الأفغان
- من الفراعنة إلى الذكاء الاصطناعي، كيف تطورت الكوميكس المصرية ...
- -حرب المعلومات-.. كيف أصبح المحتوى أقوى من القنبلة؟
- جريدة “أكتوبر” الصادرة باللغة الكردية والتابعة للحزب الشيوعي ...
- سجال القيم والتقاليد في الدورة الثامنة لمهرجان الكويت الدولي ...
- اليونسكو تُصدر موافقة مبدئية على إدراج المطبخ الإيطالي في ال ...
- بين غوريلا راقصة وطائر منحوس..صور طريفة من جوائز التصوير الك ...
- فوز الكاتب البريطاني المجري ديفيد سالوي بجائزة بوكر عن روايت ...
- مدير السياحة والآثار بغزة: الاحتلال دمر جميع المعالم التاريخ ...


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عايده بدر - الصوت ،،، قصة قصيرة