أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عايده بدر - رسالة على قارعة الطريق














المزيد.....

رسالة على قارعة الطريق


عايده بدر
باحثة أكاديمية وكاتبة شاعرة وقاصة

(Ayda Badr)


الحوار المتمدن-العدد: 3980 - 2013 / 1 / 22 - 06:32
المحور: الادب والفن
    


رسالة على قارعة الطريق

أوجدتها ؟! نبضات حرفي .. تلك التي علقتها على جدران رسالتي؟ أقرأتها عيناك أم لامسها شغاف قلبك حين ضممتها لصدرك؟
هل هاج بك الشوق حين رأيتها؟ هل استطعت أن تفرق حروفها عن نبضاتي الـ تشتعل في صدري حين كتبتها لك؟
أم كعادتك تركتها وحيدة، وألقيتها على حافة أيامك المتعبة... ألم يعرك الفضول جناحان لتفض سر تلك الحروف التي تركتها لك ذات نبض فاض من القلب بعد أن امتلأت به الروح عن آخرها ،،، لتقرأ سيد الندى نبضاتي تركتها لك على قارعة طريق الأمل...
يا أنت ،، يا المسافر في دمي،، يا من تطرق كل أبواب الرحيل في جسدي، وتعرف نبضاتك كيف تتسلل إلى مسامي... ويخترق وجودك كل أنظمة دفاعي... تأسرني الروح التي تسكنك، ويوقعني ألمك في شباك لامتناهية من وجع الفراق.
هذا الوجع الذي تغرس بذوره كلما ترحل، وهاهي شجرته تنمو لتستوطن قلبي... وجع يكاد يغطي وجه السماء فتنطفئ من أجله شعلة الشمس، ويغلق القمر ليلا نوافذ النور، ويلملم مصابيح النجوم ويرحل.
أيها الوجع الساكن بداخلي أبدا، يا من تتفتح لك كل مسامات الأرق، وتشتهي اللحظات أن تمر بين يديك، هل يمكنك أن تبدل بأثواب الحزن الفرح؟ هل تستطيع أن ترتق ثقوب القسوة التي يتركها ألمك أحيانا في روحي؟
عقارب الزمن تقتات على أنفاسي وأنت بعيد... ممتدة صحاري الوحشة بين التلاقي والبعاد، ومفازات الانتظار أضنتها وعورة الطريق إليك... سياط شمس البعاد تحرق جبهة الروح... وحشة العبور إلى اخضرار قلبك لا منجى منها دون أن تنهش ذئاب الوقت روحي، وتقتات على ما تبقى من نبتة الصبر التي زرعتها في قلبي... لا تملك الروح فضة العودة من نهر اليأس الذي أجريته بين يدي يوم رحلت، ويبس حلق النداء، وجفت أوراق القلب.
و لا زال السؤال يعشش أركان الروح يسألك : هل ارتضيت هذا السكون يسور أشجار عشقك؟ هل تنحى القمر عن تكملة المسير نحو بدء الليل؟ لماذا تتحالف معك أصابع الأرض فتلوح بالرحيل؟
تبسط الشمس كفوفها الصفراء لتجثم على الروح حين تدخل الأرض موسم الهذيان...
قل لي بربك،كيف ستخضر صحاري الأيام دون هطول المطر؟ و من أين يأتي الربيع بوعوده البراقة، لمحو أوجاع الروح؟
انظر إليّ مليا هذه أنا وحيدة على شاطئك... مددت كفي أبحث عنك بين حبات الموج، كلما اشتد بي عطش الحنين إليك عاودني الظمأ لروحك من جديد.
كفراشة الوقت أحترق كلما اقتربت، وأخاف في البعد برد الشتاء...
في قاع النفس المستوحشة تختبئ بقايا شمسكـ، تحرق روحي الحائرة، فتظل تحوم تبحث عنك... عن الغائب في حرقة الوجد... عن المتسربل دائما بالبعاد، وأظل أنادي والصدي تكرار لحرقة الانتظار.
قبل أن تدخل الأرض في مدارات غيابك:
مر شغاف قلبك أن تُسكنني بين حناياه... مر دقائق روحك أن تذوبني فيك أكثر... مر خلجات أنفاسك أن تحترق بي... مر الهواء ألا يعبر بيننا فيبعدني عنك أكثر...
في سرة السماء عند نقطة ميلاد الفجر أودعت سر اشتياقي إليك على متن غيمة يصطبغ المطر فيها بلون الروح وبمفتاح من حرير الشفاه... أغلقت السماء وابتهلت للرب ألا تنفتح مغاليق أبوابها، ريثما تتوب عن البعاد وتؤوب من جديد...
وحيدة أنا بانتظاركـ و بعيد أنت كما عاداتك دائما..أضفر نبضاتي ببعض حرفي، وأتركها لك رسالة على قارعة طريق أتمنى يوما أن تمر به ..................

.......
عايده



#عايده_بدر (هاشتاغ)       Ayda_Badr#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وجوه مكشوفة
- قراءة في نص - أنثى القلق - للمبدع جوتيار تمر / عايده بدر
- قراءة في نص أوراق الصفصاف / أملي القضماني / عايده بدر
- قراءة في نص - غرف بلا رائحة - للمبدعة ماجدة حسن / عايده بدر
- في حقيبة الغريب
- رمااااد ،،، / عايده بدر
- - قهر - فروغ فرخزاد / ترجمة عايده بدر
- هكذا أنا أحبك
- تحت مظلة السؤال ،،، / عايده بدر
- أرتديك لأبدو أكثر جمالا
- سيأتي ،،، ، عايده بدر
- قراءة في نص بيادر الانتظار للمبدع شينوار ابراهيم
- فوق وجه الماء
- و ماذا بعد ؟؟؟ قطرات من دم مسفوك غدرا
- حديث عابر ،،، / عايده بدر
- يا أنتَ ،،، / عايده بدر
- قراءة في قصيدة - إليها - للمبدع جوتيار تمر / عايده بدر
- قراءة في نص ذاكرة العسل المر للمبدعة القديرة هيام مصطفى قبلا ...
- في ذاكرة العشب ،،،
- بعضاً من حكايا : *الجبل


المزيد.....




- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟
- “جميع ترددات قنوات النايل سات 2024” أفلام ومسلسلات وبرامج ور ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عايده بدر - رسالة على قارعة الطريق