أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - المحور الثالث : حوار مع نوبير الاموي بعد احداث 14 دجنبر 1990















المزيد.....

المحور الثالث : حوار مع نوبير الاموي بعد احداث 14 دجنبر 1990


سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)


الحوار المتمدن-العدد: 4252 - 2013 / 10 / 21 - 15:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



المحور الثالث : موضوع هذا المحور يدور حول الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ، حزب زمان وليس حزب الآن بعد غياب عبدالرحيم بوعبيد . فبعد وفاته ، وهو الذي عرف عنه انه كان رجل التوازنات : والسؤال الاول هو ، هل توجد فعلا آلية ديمقراطية لتعويض وتمرير المسؤولية للجيل الجديد – من جيل الحركة الوطنية الى جيل ما بعد الاستقلال – دون حدوث صدامات قد تؤدي الى انشقاقات ؟
ثانيا هل توجد ديمقراطية فعلا داخل حزب الاتحاد الاشتراكي ؟ وهل توجد فعلا في علاقته بالجماهير وبحلفائه السياسيين ؟ ثم ماذا عن عودة احد الوجه الاتحادية القديمة الفقيه محمد البصري ؟
ج --- ) اولا ، لا خوف على حزبنا ، الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية من بعد غياب اخينا عبدالرحيم بوعبيد . اكيد ان الرأي العام المغربي بحكم تجربة ( ا ش ق ش ) كان يعيش بعض القلق ، نحن حزب يتطور ونعتقد ان الممارسة الديمقراطية ، واعتماد آليات متعددة لجعل هذه الممارسة في المستوى ’تقدّم إحدى الضمانات . لقد انشغل الرأي العام لشهور بمؤتمرنا الخامس ، وبالنقاشات التي عرفها هذا المؤتمر ، واعتبر انه رجة صحية وطبيعية ، وعلامة على نضج ومستوى وعي مناضلينا .. نحن نستبعد كل الاستبعاد بروز حركات انشقاقية في صفوفنا ، عكس ذلك فحياتنا الداخلية حوار بناء فيه اجتهادات ، ويرتكز قلقنا المشروع على حزبنا وعلى اوضاع بلادنا . لهذا فكلنا حرص على وحدة الحزب وتوفير كل شروط التطور ليكون في مستوى اهدافه وطموحاته .
الديمقراطية نسبية ، وعلى كل نحن لا نعيش في جزيرة لوحدنا . فبحكم الشروط الموضوعية ، وأوضاع بلادنا لا بد ان نتأثر سلبا وايجابيا بمحيطنا الاجتماعي والسياسي والاقتصادي ، ونتأثر ايضا بالتجارب التي ننخرط فيها . فحزب ينفتح على الجماهير لا بد ان يصاب بما هي الجماهير مصابة به . حزب يشارك في السلطة لا بد ان يتأثر ببعض السلبيات في ممارسة السلطة . ومن السهل ان يدعي او يتمسك ايا كان بأنه في براءة الاطفال ، او انه راض على وضعه . الحقيقة غير هذا . اننا نجتهد قدر الامكان ان تكون حياتنا الداخلية في مستوى توجهاتنا الكبرى ، ونحرص على ان تكون علاقاتنا بالجماهير وحلفاءنا السياسيين بصورة تخدم قواسمنا المشتركة ايديولوجيا وسياسيا ، لكن ما جريمتنا لو كان لغيرنا هذا الرأي ، او اذا حمّلنا العديد من المسؤوليات في بعض الانتكاسات .. انتم تعلمون انه لمدة عشرين سنة كانت كل الاطروحات للعديد من القوى الاخرى هي محاكمة الاتحاد الاشتراكي ، وهذا في رأيي ان دل على شيء ، دل على مكانة الاتحاد الاشتراكي . كل الاطروحات التي كانت حول الاتحاد الاشتراكي في المعارضة ، او الاتحاد الاشتراكي في ممارسة تجربة من التجارب الانتخابية كقوة سياسية ، او الاتحاد الاشتراكي الذي يقود الكفاحات ، او يفجر العديد من الطاقات ، ويخوض العديد من المبادرات النضالية ، ، ، كان موضوع محاكمة ، بحيث في جميع ادبياتهم نجد لكل هذا تفسيره ، وهو انه الحزب الذي كان مهيمنا على الساحة ، وحتى عندما يتعرض لبعض المنعطفات ينشغل به الجميع ، فقليل من الانصاف والعديد من الاتهامات هي اتهامات ظالمة . اعتقد ان علاقة اخوتي في الاتحاد الاشتراكي الآن مع كل القوى هي علاقة قد تطورت تطورا ايجابيا ، ويبقى الاتحاد الاشتراكي منفتحا على كل الفعاليات وكل القوى الشريفة .
أما عن عودة اخينا محمد البصري فلا علم لي بشيء في هذا الموضوع "
( انتهى الاستجواب ) .
لقد مرت الى حدود الآن اكثر من ثلاثة وعشرين سنة خلت على هذا الاستجواب في ظرف كانت فيه الحياة والساحة السياسية تعج وتصدح بالأفكار وبالتنظيمات السياسية التي كان لها اثر في مختلف المعارك التي عرفها المجتمع المغربي ، وبالضبط المعارك بين الحكم وبين المعارضة بشقيها الثوري والإصلاحي .
واذا عدنا الى تلك الفترة من شكل الصراع الذي خيم على الساحة ، سنجد ان استجواب الاموي بعد 14 دجنبر 1990 قد ارخ لمرحلة جديدة في تطور العلاقة بين المعارضة وبين الدولة ، وهو ما ترجمه الحوار المذكور الذي كان اصلاحيا وابعد من الخرجات التي عرف بها الاموي منذ اواخر السبعينات وطيلة الثمانينات .
ان اهم ما استأثر بالاهتمام ، هو التغيير المفاجئ للأموي في الخطاب السياسي وفي الممارسة السياسية منذ العشرية الاولى من الالفية الثالثة ، وهو ما جعل العديد من التحليلات المعارضة تصف الاموي كغيره من قيادات الاجهزة النقابية الاخرى بالمرتد الاصلاحي الذي كولسة على حق الشغيلة ، وساهم في اقبار تحركاتها التي كانت في مراميها وفي مطالبها ابعد مما كان الاموي ومعه قادة النقابات الاخرى يناورن من اجله .
لقد لعبت ( ك د ش ) عند بداية انطلاقاتها الاولى في سنة 1978 دورا في تأجيج المطالب العمالية ، وفي نشر الفكر الاصلاحي للنظام السياسي المغربي من قبيل الدعوة الى الملكية البرلمانية ، وهي التحركات التي كلفته كثيرا ، لكنها كانت استثمارا سياسيا في حينه للحظة الحالية التي انتهى اليها النضال النقابي والسياسي ببلادنا . لقد تصدت ( ك د ش ) للزيادات في الاسعار التي حصلت في بداية ثمانينات القرن الماضي ، وكان ابعد ما قامت به ، اعلان اضراب شغيلة التعليم والصحة ، والدعوة الى الاضراب العام في سنة 1981 بعد زيادة 10 سنتيم في ثمن الخبز ، وهي الاحداث التي كلفت المغرب كثيرا ، وكلفت ( ك د ش ) ومعها الاتحاد ضريبة قاسية حيث تم توزيع عشرات السنين سجنا على المضطربين ، اضافة الى الذين سقطوا برصاص الجيش او اختفوا ولم يظهر لهم اثر . ان هذه الاحداث التي وصفها وزير الداخلية السابق ب " شهداء كوميرا " بسبب الزيادة في ثمن الخبز ، اعقبتها اضرابات واحتجاجات في سنة 1984 بسبب سياسة التقويم الهيكلي ، وبسبب الزيادة في أثمنة المواد الغذائية ، وأعقبتها كذلك اضرابات في سنة 1990 بسبب نفس الاسباب التي الزيادة الصاروخية في اثمنة المواد الغذائية . ان السؤال هنا الذي يطرحه العديد من المهتمين والمشتغلين على الحقل النقابي ،هو لماذا بلع الاموي وقيادات النقابات الاخرى ( ا م ش ) و ( ا ع ش م ) لسانهم ، ولم يعترضوا ولم يحتجوا حين عرف المغرب زيادات خطيرة في اثمنة جميع المواد الاساسية وفي البنزين مرتين متتاليتين في الحكومة التي ترأسها عبدالرحمان اليوسفي ؟ انها نفس الاسئلة تطرح عن موقف ( ك د ش ) و ( ا م ش ) و ( ا ع ش م ) و ( النقابة الوطنية للشغل ) و ( المنظمة الديمقراطية للشغل ) ؟ رغم ان ما قام به عبدالاله بنكيران من زيادات مهولة وخطيرة في اثمان المحروقات مرتين متتاليتين ، وفي اثمان جميع المواد الاساسية التي تعيش عليها الطبقات الكادحة والمستضعفة ، واعتماد المقايسة والإجهاز على المكتسبات التي انتزعت عبر تضحيات اجيال وأجيال مثل حق حملة الشواهد العليا من مستوى الماستر والدكتوراه من حقهم الوطني في ولوج الوظيفة العمومية ، والتراجع عن حق الاضراب والاقتطاع من اجور المضربين ، وإفراغ صناديق الامة من اموال الشعب كصندوق الضمان الاجتماعي ، وصندوق التقاعد ، ناهيك عن الصناديق الاخرى كصندوق الإيداع والتدبير ، والقرض الفلاحي ، والقرض العقاري والسياحي ، الاجهاز على صندوق المقاصة ، ضرب وتعميق ازمة القطاعات الاجتماعية من صحة وتعليم وسكن وشغل ، الزيادة في فواتير الماء والكهرباء ، الزيادة في ثمن الخبز ، عبء الضرائب غير العادلة ، نهب الثروات المعدنية والبحرية ، انتزاع الاراضي الفلاحية ، السياسة العقارية التي تنعش الباطرونة المتحكمة في الاراضي العقارية ، وتفقر الفئات الاجتماعية الضعيفة التي تجد نفسها مجبرة على قبول عروض الاذعان التي يفرضها المرابون الجشعون ، ،،لخ .
فهل المسألة تتعلق بخيانة الشعارات التي بيعت للمستضعفين وللمستلبين طيلة سنوات السبعينات والثمانينيات وحتى النصف الاول من التسعينات ؟ ام ان السبب هو هرم القيادات الشائخة المستبدة التي اعيتها سنوات العجاف ، ام ان المسألة تتعلق بانتقال قيادة النقابات من وضع اجتماعي الى آخر ، ام ان المسألة انتقام مقصود من المواطنين ومن الشغيلة التي لم تنخرط بما فيه الكفاية في ما كان يردده البورصيون على مختلف مشاربهم السياسية والإيديولوجية والتي كانت في حقيقتها استثمارا سياسيا للحظة الحالية فحان الوقت لقطاف الغلة وسب الملة ؟
ومما يجب الاشارة اليه ان فهم الاموي للصراع الداخلي بحزب الاتحاد الاشتراكي لم يكن صائبا ، فرغم الضغط الذي مارسته القواعد لدخول الاموي الى المكتب السياسي ، مقالب دخول كل من عبدالواحد الراضي وفتح الله ولعلو الى نفس المكتب ، مع التحكم في تعيين العديد من كتاب الكتابات الوطنية ، فان الاموي لم يتأخر في الانفصال عن الحزب بعد ان اضحى اقلية محاطة بغريمين من امثال محمد اليازغي ، وهو ما حذا به الى تأسيس حزب المؤتمر الوطني الاتحادي الذي لا يختلف في شيء في نقابة ( ك د ش ) الملتصقة بشخص الاموي بعد خروج ( ف د ش ) الملتصقة بالاتحاد الاشتراكي .
ومن خلال التحليلات المعمقة ، نكاد نجزم ان المغرب اليوم يعرف نظام الحزب الوحيد والنقابة الوحيدة . اما التعددية ، فهي للمنافسة على المقاعد البرلمانية والكراسي الوزارية . ان جميع الاحزاب تمارس المعارضة البرلمانية للحكومة وليس للحكم ، بل انه حتى الحزب الاشتراكي الموحد وحزب الطليعة ، وحزب النهج الديمقراطي ، يمارسون المعارضة البناءة للحكومة وليس للحكم ، وإلا ما كان لوزارة الداخلية ان ترخص لهم بالعمل السياسي لو انهم اعلنوا في ملف التأسيس ، رفضهم للمقدسات التي يؤمنون بها " الله الوطن الملك " . والسؤال الم يشارك الاشتراكي الموحد والطليعة في انتخابات 2007 ؟ ألا يحصلان على دعم الدولة الموجه للأحزاب ؟ الم يستعملون مقرات الدولة في تنظيم لقاءات وندوات وتحت اشراف السلطات التي تمنح لهم الترخيص ؟



#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)       Oujjani_Said#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار مع نوبير الاموي مباشرة بعد احداث 14 دجنب 1990 ( المحور ...
- حوار مع نوبير الاموي مباشرة بعد احداث 14 دجنبر 1991
- الكنفدرالية الديمقراطية للشغل
- الوعي لا يحدد وضعية الانسان - قوة الاشياء وقوة الافكار -
- تمريغ حقوق الانسان في وحل الصراعات السياسية الداخلية والخارج ...
- التقنية والسياسة
- المدرسة والمسألة المعرفية
- نحو المحافظة على الهوية الثقافية والاصالة الحضارية
- تنزيل الماركسية
- تذليل المفهوم القروسطوي للدين
- فشل اردوغان والاخوان في محاولة بعث الفاشية العثمانية
- المثقف الماركسي والوعي الطبقي
- دفاعا عن سورية وليس عن الأسد
- الإتجار بالديمقراطية البرلمانية
- الديمقراطية وترويض القدرة السياسية في المجتمع
- الاخوان الفاشيون
- الإستعارة في اللغة السياسية
- - امرأة عند نقطة الصفر -
- الطب والامبريالية في المغرب
- حين يصبح الانقلاب والتزوير مشروعا


المزيد.....




- مراسم تشييع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي تبدأ من مدينة تبري ...
- جواد ظريف يدّعي أن أمريكا تسببت بمقتل الرئيس الإيراني ومرافق ...
- -البدلات غير المرئية- تساعد في إنقاذ العسكريين الروس من المس ...
- -حالة تسبب الضرر-.. بيان من هيئة الغذاء السعودية بشأن المشرو ...
- هل سيؤثر غياب عبد اللهيان على الزخم الإيراني في ملف غزة؟
- منحوتات رملية مبهرة في مهرجان هونديستيد الدنماركي
- غالانت في تسجيل مسرب: لا دولة فلسطينية والأمريكيون يفهمون ذل ...
- مصر.. وزارة الداخلية تكشف واقعة تحرش جديدة داخل سيارة تابعة ...
- -أعطى انطباعا خاطئا بالمساواة-.. برلين -تأسف- لتحرك الجنائية ...
- افتتاح أول -مسجد ذكي- في الأردن


المزيد.....

- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - المحور الثالث : حوار مع نوبير الاموي بعد احداث 14 دجنبر 1990