أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - دفاعا عن سورية وليس عن الأسد














المزيد.....

دفاعا عن سورية وليس عن الأسد


سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)


الحوار المتمدن-العدد: 4199 - 2013 / 8 / 29 - 12:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


امريكا وحلفائها الغربيين من بريطانيا ، فرنسا ، استراليا والمانيا يقرعون ليس طبول الحرب لانها لن تكون متكافئة وستكون اعتداء وظلما على دولة ذات سيادة وعضو بالامم المتحدة ، ويهددون ويتوعدون بأوخم العواقب اذا ثبت استعمال النظام البعثي الطائفي للاسلحة الكميائية ضد المعارضة ، وليس ضد الشعب المظلوم التي تحضر جميع المخططات لأجل حماية سلامته التي تدوسها الآلة الصهيونية في كل وقت . سورية اليوم تعرف حقيقة حربا اهلية مدمرة بين حزب البعث الذي استبد بالسلطة طيلة اكثر من اربعين سنة ، ومعارضة اخوانية سلفية متطرفة متعطشة للسلطة هي الاخرى لاكثر من ثلاثين سنة .
اعتقد ان العدوان وليس الحرب سوف لن تكون ضد سورية فقط لان هذه تمدر من قبل ابنائها وليس من قبل اسرائيل التي تنتشي فرحا بفرصة لم تكن تحلم بها حتى وان كانت قد دخلت معها في حرب مباشرة . السوريون ينتحرون والعالم والعدو يتفرج عن عدد القتلى الذي وصل لأكثر من مائة الف ، وعن المعطوبين الذين تجاوز عددهم ضعف عدد القتلى ، والدمار الهائل الذي اصاب الحجر والشجر، حيث اذا ارادت سورية الرجوع الى الوضع الذي كانت عليه قبل الانتفاضة ، فانه يلزمها العمل ليل نهار لأكثر من اربعين سنة قادمة . واذا كانت سورية متخلفة عن اسرائيل باكثر من مائة سنة ، فان الفارق الآن اضحى يعد باكثر من الف سنة .
اذا رجعنا شيئا ما الى التاريخ القريب من القرن الماضي ، سنجد أن بن غريون مؤسس دولة اسرائيل قال " اذا سقطت ثلاثة عواصم عربية سقط العالم العربي " . ان هذه العواصم هي عاصمة الامويين وعاصمة العباسيين وعاصمة الفاطميين . الآن سقطت بغداد ودمشق في الطريق والقاهرة ستكون على الأبواب التي تزخر اليوم بتهديد الحرب الأهلية التي يؤجج لها الاخوان المجرمون وحلفائهم من المحافظين المندمجين في المخطط الصهيو – امريكي بريطاني .
ان التدرع باستعمال الأسلحة الكميائية ما هو غير الوسيلة التي كان يبحث عنها هذا الغرب اللأخلاقي لتنفيذ مخططه الجهنمي الرامي الى خلق سايكس بيكو جديد بالمنطقة العربية قصد اضعاف جميع الدول ، وبالتالي الإحتفاظ باسرائيل اليهودية كقوة عسكرية وحيدة تملك وسائل الردع والتخويف وخدمة المخططات الغربية الامبريالية بالمنطقة . واذا كان القادة الاسرائيليون يحلمون ، كما تشير الى ذلك العديد من المراجع ذات المصداقية الحقيقية باسرائيل الكبرى ، فان الدور القادم ، وعندما تنضج بعض الظروف المحلية والاقليمية والدولية ستكون المملكة العربية السعودية ودولة قطر والامارات ، اي دول الخليج .
وهنا نطرح السؤال : ما الفرق بين ان يموت الانسان بالكميائي ، وبين ان يموت بقنابل الفسفور الحارقة او بالقنابل الحارقة ، او ان يموت بقدائف الصواريخ والمدفعية ، او يموت بالسيارات المفخخة ؟ . واذا كان الغرب قد استشعر المسؤولية ( الاخلاقية ) للدفاع عن المدنيين السوريين ، لماذا ظل يتفرج واسرائيل تمطر غزة في سنة 2009 بالقنابل الفسفورية ومختلف الاسلحة المحرمة ؟ لماذا لم يتحرك هذا الغرب اللأخلاقي عندما كانت نفس الاسلحة تفعل فعلتها في لبنان في 2006 ؟ بل ان الغربيين وعند انتهاء الاعتداء الاسرائيلي سافر قادته ( ساركوزي ، برلوسكوني ، كولدن بروان ، ميركل ... لخ ) الى زيارة تل ابيب والاحتفال مع الصهاينة بمجازرهم بقرع انخاب النبيد الاحمر المعتق .
ان الهجوم الغادر على سورية سيكون اعتداء ، او غزوا ، ولن يكون حربا لانعدام تكافؤ القوى والاسلحة ، وهو ما يثبت ان الغرب اللاخلاقي الذي يتلصص سرقة الفرص والاخطاء العربية هو اكبر جبان بالعالم .
ويبقى التساؤل عن موقف ( الجامعة العربية ) التي اتهمت طرفا دون آخر باستعمال الاسلحة الكميائية ، وقبل ان تتوصل لجن التحقيق الدولية الى نتيجة ، هو تزكية وتشجيع ، بل دعوة الغرب الامبريالي الصهيوني لشن هجومه الغادر على سورية ، ليس لأضعافها وهي الضعيفة منذ زمان ، ولكن للشروع في اعادة بلقنة المنطقة وتفتيتها بما يخدم اجندة اسرائيل والغرب بزعامة الولايات المتحدة الامريكية ، وخدمة مصالح بعض دول الخليج المندمجة حتى النخاع في هذه المشاريع التصفوية للقضايا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية التي سيتم التشطيب عليها بالتمام والكمال . الآن المنطقة تمر بمنعرج خطير سيجعل من العرب اضحوكة وشماتة امام اعدائهم ، وما على الشعوب العربية المستعدة لأي شيء سوى مقاومة هذا المخطط بالخروج الى الشارع وممارسة كل اشكال المقاومة التي تقرها شرائع الامم المتحدة والشرائع الآهية . ان السؤال وفي خضم هذا الخطر المحدق بالمستقبل العربي : الى متى تستمر الحالة على ما هي عليه دون ايجاد الإجوبة الجادة عن طبيعة الازمة والعدوان الغاشم الذي تتعرض له البلاد العربية ؟
لقد سقطت عاصمة العباسيين بغداد ، وغدا ستسقط عاصمة الامويين دمشق ، وسيليها من بعد سقوط عاصمة الفاطميين القاهرة . فهل سيستمر العرب غارسين رؤوسهم في الرمل مثل النعامة دون ادراك مرامي حقيقة ما يدور ؟
وتحية الى الفريق السيسي الذي منع البوارج الامريكية من عبور قناة السويس لضرب سورية ، وتحية الى حمدين صباحي ( التيار الناصري ) الذي دعا الجماهير الى النزول الى الشوارع .



#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)       Oujjani_Said#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإتجار بالديمقراطية البرلمانية
- الديمقراطية وترويض القدرة السياسية في المجتمع
- الاخوان الفاشيون
- الإستعارة في اللغة السياسية
- - امرأة عند نقطة الصفر -
- الطب والامبريالية في المغرب
- حين يصبح الانقلاب والتزوير مشروعا
- منظمة -- حزب -- تيار
- ادوات اشتغال المخزن
- دراسة تحليلية لماهية المخزن -- المخزن عقيدة وليس مؤسسة .
- جدل عن غياب العاهل محمد السادس خارج المغرب
- الطريق الاستراتيجي الثوري للدولة الفلسطينية
- المسار الاعرج لمنظمة ( التحرير ) الفلسطينية
- بين جبهة وجبهة خمسة وثلاثون سنة مرت
- برنامج حركة 3 مارس
- كتمان العلم والحق في الاسلام ( علماء ) فقهاء السوء
- اساطير الاولين
- مشروعية الملكية اساس استمرارها
- الاتجار بالديمقراطية يضر القضايا الوطنية
- البطالة


المزيد.....




- -استهتار بالقانون الدولي-.. أمين عام مجلس التعاون الخليجي يد ...
- ترامب يكذب تصريحات مديرة الاستخبارات حول إيران: -كانت مخطئة- ...
- طائرات B-2 الأمريكية تتجه إلى غوام.. تحرك استراتيجي يسبق ضرب ...
- الحوثيون يهددون باستهداف السفن الأمريكية في البحر الأحمر حال ...
- كيف السيبل إلى فوردو؟ كوماندوز إسرائيلي أم ضربة أمريكية للني ...
- ماذا وراء التحركات العسكرية الأميركية في المنطقة؟
- وجبات ذكية لذاكرة أقوى.. كيف يساعدك الطعام على التركيز؟
- رغم الهدنة.. الحوثيون يهددون باستهداف بوارج وسفن أمريكا في ه ...
- الحرب بين إيران وإسرائيل.. هجمات جديدة وتداعيات وردود فعل
- غزة: 12 قتيلا بنيران إسرائيلية معظمهم قرب مراكز توزيع مساعدا ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - دفاعا عن سورية وليس عن الأسد