|
طاقات سياحية كامنة ، في جبل زاوة
امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 4234 - 2013 / 10 / 3 - 21:48
المحور:
الادارة و الاقتصاد
" جبل زاوة " المُطِل على مدينة دهوك ، من الجانب الجنوبي .. كانَ خلال العهد السابق ، شأنهُ شأن بقية المُرتفعات والجبال المحيطة بدهوك ، يعُجُ بربايا الجيش ونقاط المُراقبة ، حيث ان هذا الجبل بالذات ، كان ذو أهمية إستثنائية ، فمن حافته الجنوبية ، يُشرِف على دهوك كلها تقريباً .. ومن حافتهِ الشمالية ، يطُل على شاريا والعديد من القُرى الإيزيدية ومن ثم إمتدادات سهل نينوى . بدأ إهتمام إدارة الأقليم ولا سيما محافظة دهوك بهذه المنطقة ، خلال العشرة سنوات الماضية ، إذ اُكتُشِفَ ان أهمية جبل زاوة ، تتجاوز الجانب الأمني فقط .. وتمتلك طاقات " سياحية " كامنة هائلة . فقامتْ الحكومة المحلية ، بتوسيعٍ متواضع ، للشارع الصاعد الى الجبل ، والذي كان سابقاً ، يُستخدَم فقط ، للقضايا الأمنية والإتصالات .. وبالفعل ، فأن الناس كانتْ تتوجه بالمئات الى جبل زاوة ، يومياً .. خلال أعياد نوروز وأيام العُطل والمناسبات .. خاصةً فترات العصر ، للتمتع بمنظر دهوك الخلاّب من ذاك الإرتفاع ، وقضاء أوقات جميلة . ولأن قمة جبل زاوة ، مُسّطحة تقريباً ، رغم انها ليست واسعة المساحة كثيراً ، فمن الممكن إقامة الكثير من المنشآت السياحية فيها ، وقبل ذلك توفير مصدر مياه مُناسِب .. ولقد تّمَ في الأسابيع القليلة الماضية ، إنارة قمة الجبل بواسطة توزيع أعمدة الكهرباء عليها .. ومن المشاريع السياحية التي طال إنتظارها والتي بُدِءَ بها منذ فترة ، لكنها كما يبدو مُتلكئة ، إنشاء " تيليفريك " تكون قمة جبل زاوة محطته . مناسبة الحديث عن جبل زاوة ، والطاقات السياحية الكامنة فيه .. هو " الدعايات " المُنتشرة حالياً .. حول النِية في إعطاء " مشاريع إستثمارية " ، بنفس الطريقة التي عليها الكثير من علامات الإستفهام ، والتي تُسمى : مُساطحة ! ( أي إقامة منشآت سياحية ، يعود ريعها للمُستثمر لمدة خمسة وعشرين سنة وحتى اكثر أحياناً ، ثم ترجع ملكيتها للدولة ). شبيهة بتلك التي جرت منذ سنوات في " سرسنك " وغيرها .. حيث قام المُستثمر المُساطِح ، ب [ بيع ] العديد من البيوت والأبنية السياحية ، للأثرياء والمتمكنين مادياً .. الذين يأتون لهذه الأماكن ، لمدة يومٍ او يومَين في الشهر فقط ، وتبقى بقية المُدة فارغة ! . أي بمعنى آخر ، زالتْ صفة " السياحة " عن هذه الأماكن ، وتحولتْ الى " ملكيات خاصة " . والخطأ الكبير ، يكمن في قبول الحكومة ، ان يقوم المُستثمر المُساطح ، ببيع هذه المنشآت السياحية للأفراد الأغنياء ، فكان من الأجدى ، أن يُفرَض شرط ، على ان تبقى هذه المنشآت سياحية عامة . من الضروري ، ان تُبادر الحكومة الجديدة التي ستتشكل خلال الأسابيع القادمة ، بإنتهاج " الشفافية " في التعامل ، مع مَلف الإستثمارات والمُساطحات ، والتوقُف عن إستخدام هذه المشاريع ، كرشوة أو مِنح او هدايا لمؤيدي ومُريدي الاحزاب المتنفذة ، والمُقربين من المسؤولين الكبار .. من الضروري ، إعتبار " الأرض " و " الطبيعة " ، ملكيات عامة ، للناس الحاليين جميعاً ، وكذلك للأجيال القادمة .. وليست مشاعاً لحزبٍ أو حكومةٍ او مسؤولين . وليكُن جبل زاوة ، بطاقاتهِ السياحية الكامنة الكبيرة .. بدايةً حقيقية ، للتعامُل الشفاف والنزيه مع هذا الملف الهام . وياحبذا ، لو اُحيل مشروع جبل زاوة ، بالكامل .. الى شركات أجنبية رصينة مُختصة ، بشروط تُراعي المصلحة الوطنية .. فيتحول الى مُنتجَعٍ يقصده السواح ، ليس من العراق فقط ، بل من مُختلَف بلدان العالم !.
#امين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حكيم الغابة
-
إنتخابات الأقليم / تحليل جزئي / العمادية نموذجاً
-
أسَفي على بغداد
-
الديمقراطي ، الأكثر شعبية . محاولة تفسير
-
سيناريوهات تشكيل حكومة الأقليم
-
الإنتخابات .. وصوت البَطة !
-
هُواة سياسة
-
أصحاب عوائل وأطفال
-
أحلام
-
المُفارَقة .. والإختيار الحُر
-
إنتخابات الأقليم ، والعودة الى الصَف الوطني
-
الوكيحون .. والعُقلاء ، في إنتخابات الأقليم
-
إفتراضات إنتخابية
-
قُبيلَ إنتخابات أقليم كردستان
-
المُدير
-
الموت الرحيم
-
المالكي يُدافع عن السُراق
-
لِمَنْ أعطي صَوتي ؟
-
ضوءٌ على إنتخابات أقليم كردستان
-
حتى الأموات .. ينتخبون
المزيد.....
-
بوتين: العلاقات التجارية بين روسيا والصين تبدي صمودا أمام ال
...
-
أرباح -علي بابا- الصينية تهوي 96% والسهم يتراجع
-
زيت الزيتون في تونس.. شريان مالي وسط تحديات اقتصادية كبيرة
-
جلسة بمنتدى قطر الاقتصادي.. الاستثمار بالتكنولوجيا لمواجهة ا
...
-
موريتانيا.. شكاوى من غلاء الإسمنت وحملات لكسر الاحتكار
-
البنك الدولي يؤكد استعداده لدعم تونس في تنفيذ البرامج الاقتص
...
-
بايدن: لن نسمح للصين بغزو سوق السيارات الكهربائية الأمريكية
...
-
السعودية.. الكشف عن أبرز اشتراطات الإعفاء للأسواق الحرة في ص
...
-
بالفيديو.. احتجاجات مؤيدة لفلسطين داخل حرم كلية لندن للاقتصا
...
-
رئيس الفيدرالي الأميركي يتوقع تراجع التضخم ولكنه أقل يقينا
المزيد.....
-
ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري
/ مجدى عبد الهادى
-
تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر
...
/ محمد امين حسن عثمان
-
إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية
...
/ مجدى عبد الهادى
-
التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي
/ مجدى عبد الهادى
-
نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م
...
/ مجدى عبد الهادى
-
دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في
...
/ سمية سعيد صديق جبارة
-
الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا
/ مجدى عبد الهادى
-
جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال
...
/ الهادي هبَّاني
-
الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية
/ دلير زنكنة
-
تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى
...
/ سناء عبد القادر مصطفى
المزيد.....
|