أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد عبد المجيد - الجبان الديجيتالي!














المزيد.....

الجبان الديجيتالي!


محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب

(Mohammad Abdelmaguid)


الحوار المتمدن-العدد: 4213 - 2013 / 9 / 12 - 18:59
المحور: كتابات ساخرة
    


شغلني كثيرا أمر الجبان الديجيتالي الذي يختبيء خلف الكيبورد، ويأتي إلى موضوع يختلف مع كاتبه عن فحواه فيسبُّه ويلعنه، ثم يذهب إلى فراشه غارقا في خيال مريض من المتعة الحرام.

الجيان يبحث عن اللغة واللسان والقلب والجرأة والمنطق فلا يعثر إلا على فتات كلمات طفت على نفسه السقيمة فلما جمعها تكونت منها شتائم بذيئة.
الجبان الديجيتالي هو الذي يسيء لي ولك ولنا من خلال عجزه عن النقاش والحوار فضلا عن فهم ما يهدف إليه الموضوع فلا يعثر إلا على فضلات لغة فيبعثرها على الشاشة الصغيرة، ثم يهلل لنفسه ولغــُــرّزييه، فقد انتصر، وهزم غريمه بالسقطة اللسانية.

الجبان قد لا يعرفك، لكنه يقتحم عليك مقالك أو أدبك أو شعرك أو حوارك أو تعقيبك أو تحليلاتك فيسب أمَّك ويلعن أباك ويستخرج من جوف النفس النتنة كلمات يخجل منها المـُـعجم فتؤذي عينيك وأذنيك لمجرد أنه يختلف معك.
الجبان الديجيتالي يظن أنه قريب من الله لكنه ملتصق بالشيطان، فيدعو عليك، ويتمنى على الله أن تتخلص منك البشرية، وأن يكون الجحيم مقرك النهائي في الآخرة والأولى.
الجبان حالة مرضية وكلنا مررنا بهم أو مروا علينا كأن إعصاراً من مياه الصرف الصحي هبَّت امام أنفك أو ضربت عينيك.

من أين يأتي هؤلاء؟
أي تربية تلقوها في البيت والشارع والمدرسة والعمل ودور العبادة؟
لا أبالغ إذا قلت بأن هذا الموضوع شغلني سنوات طويلة، والغريب أن هذا الجبان يرفض الحوار أو المناقشة أو الإشارة لما تختلفان عليه، ولا تعرف دينه أو مذهبه أو توجهاته أو جنسيته ، وليس بينك وبينه ثأر، لكنه تجشأ حروفاً متصادمة فبدت كبحيرة ماء آسن أخضر، تموت من رائحتها النباتات.

الجبان الديجيتالي ينتقم منك دون سابق معرفة، لقد تعلــَّـم في البيت وفي دار العبادة وفي كل الأماكن التي يرتادها أن الذي يخالفه حشرة ينبغي دهسها.
الجبان الديجيتالي جاهل بأصول العلاقات الاجتماعية، مليء بالكراهية لنفسه، مشكوك في سلامة طفولته، يجلس أمام لابتوبه ويشمِّر عن ساعديه، ثم يبحث عمن يخالفه الرأي الديني أو السياسي أو الفكري في أي شيء حتى لو كان الحديثُ عن المرأة والحروب والكيماوي والقاعدة وبوتين والمذهب والطائفة، بعدها يتقيأ من جوفه أفكاراً.. ومن لسانه كلمات.

الجبان الديجيتالي يقرأ لك فيلهث بعد السطر الثالث، ثم يدخل معركته دفاعا عن زعيم أو جنرال أو مرشد أو أمير أو فرقة أو مذهب أو جماعة أو مطرب أو حرامي أو سجين هارب أو جاسوس أو ديكتاتور !
الجبناء الديجيتاليون احتلوا الإنترنيت والبريد الالكتروني والتويتر والفيسبوك ومواقع نشر الحوارات الطائفية، وهم متشابهون في جهلهم وتخلفهم وحماقاتهم وبلاهاتهم وسلاطة ألسنتهم كأنهم جميعوا سقطوا من بطن شيطانة، ورضعوا من ثدييها حليب الأبالسة.

جراد عرمرم يأكل الأخضر واليابس اقتحم علينا سلامنا في تبادل المعرفة فجعلونا نهجر مئات المواقع والمنتديات التي يعيثون فيها فساداً.
الجبان الديجيتالي نقطة سوداء تتدنس بها شاشاتنا ، وترتبك منها أفكارنا، وتقرف منها نفوسنا العفيفة.
محمد عبد المجيد
طائر الشمال
أوسلو في 12 سبتمبر 2013



#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)       Mohammad_Abdelmaguid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أيها المصريون، قفوا مع السيسي في حربه ضد الإرهاب الديني!
- من أين ينبع بركان الكراهية لدى الإسلاميين؟
- كارثة حرب النصوص!
- رسالة إعتذار لسيدنا الرئيس حسني مبارك!
- دعوة لتنازل الملك عبد الله بن عبد العزيز عن العرش!
- أنا أعرف، إذن فأنا جاهل!
- السيارة المفخخة ليست مفاجأة!
- لماذا ساءتْ أخلاقُ الإنترنتّيين؟
- استرداد أموال المصريين خط أحمر!
- حفارو القبور ينتظرون السوريين!
- لماذا تراهن قطر على الحصان الخاسر؟
- الاستعمار الجديد يقرأ في الكتب المقدسة!
- رسالة تحريض إلى السيسي!
- حوار بين سمكتين في قاع البحر!
- لا تفرحوا بالسيسي الآن!
- لا أُصَدّق أنكَ لسْتَ قاتلاً!
- الخطاب الذي قد يُلقيه مرسي!
- حوار بين إخوانجي و .. فلولي!
- مصر في 30 يونيو .. الاحتمالات المتوقعة!
- حوار بين مواطن مصري و .. الرئيس القادم!


المزيد.....




- نتنياهو عن إصدار مذكرة اعتقال ضده من الجنائية الدولية: مسرحي ...
- كرنفال الثقافات في برلين ينبض بالحياة والألوان والموسيقى وال ...
- ما الأدب؟ حديث في الماهية والغاية
- رشيد مشهراوي: مشروع أفلام -من المسافة صفر- ينقل حقيقة ما يعي ...
- شاهد الآن ح 34… مسلسل المتوحش الحلقة 34 مترجمة.. تردد جميع ا ...
- مصر.. تأييد الحكم بالسجن 3 سنوات للمتسبب في مصرع الفنان أشرف ...
- بعد مسرحية عن -روسيات ودواعش-.. مخرجة وكاتبة تواجهان السجن ف ...
- بقضية الممثلة الإباحية.. -تفاصيل فنية- قد تنهي محاكمة ترامب ...
- مصر.. القبض على فنان شهير بالشيخ زايد بتهمة دهس سيدتين
- صلاح الدين 25 .. متابعة مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 25 م ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد عبد المجيد - الجبان الديجيتالي!