أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - مصطفى عنترة - الباحث أحمد عصيد، يعرض تصوره حول مسألة ترسيم الأمازيغية في الدستور المغربي















المزيد.....

الباحث أحمد عصيد، يعرض تصوره حول مسألة ترسيم الأمازيغية في الدستور المغربي


مصطفى عنترة

الحوار المتمدن-العدد: 1190 - 2005 / 5 / 7 - 10:13
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


ـ ما هو تصوركم كفاعل مدني داخل الساحة الأمازيغية لمسألة ترسيم الأمازيغية في الدستور؟
ترسيم الأمازيغية في الدستور المغربي هو بمثابة الاعتراف الرسمي بأمازيغية المغرب في القانون الأسمى للدولة، مما يضمن لها الحماية القانونية المطلوبة، ويجعلها بحكم القانون عنصرا مدمجا في الخطط الوطنية الرسمية في كل القطاعات، وفي المشروع التنموي العام للدولة. كما أن من شأن ذلك أن ينقلها بشكل نهائي من دائرة الطابو إلى فضاء الوعي والإجماع الوطنيين، لأنها حاليا تعيش وضعية الاعتراف الجزئي الذي أكدته قرارات ملكية، ولكنها لم تأت انطلاقا من نضج الحوار الوطني وإجماع القوى السياسية والمدنية بل فقط بمبادرة من الملك الجديد الذي كان مطروحا عليه أن يتحرك ويدشن عهده بتدابير شجاعة ومتقدمة عن عهد الملك الراحل من أجل تجديد شرعية العرش، هذه الشرعية التي ينبغي أن تنتقل من شرعية تاريخية دينية إلى شرعية ديمقراطية.
هذا التفاوت بين الخطوات الملكية والمواقف الحزبية الشبه جامدة، خلق حاليا هوة بين المعهد الملكي والمؤسسات الحكومية، مما يجعل الاعتراف الدستوري أفضل إجراء يمكن أن يخرج الأمازيغية من عنق الزجاجة.
وفي ما يتعلق بتصوري لنوعية التعديل المطلوب في الدستور فيما يخص الأمازيغية، فينبني على أربعة عناصر رئيسية على الحركة الأمازيغية الدفاع عنها باستماتة، لأنها أساس الدمقرطة والتنمية المطلوبين:
التعديل الأول يتعلق بالهوية الوطنية في ديباجة الدستور، حيث ينبغي التنصيص صراحة وبوضوح على البعد الأمازيغي لهوية المغرب.
التعديل الثاني يتعلق باللغة، حيث لا بد من إحلال اللغة الأمازيغية المكانة التي تستحق كلغة رسمية.
التعديل الثالث يتعلق بموضوع الدين، حيث لا بد من الإشارة إلى الدين ضمن أبعاد الهوية الوطنية، وإزالته بوصفه دين الدولة الرسمي، مع ما يترتب عن هذا من حذف الفصل 19 وصفة إمارة المؤمنين ذات الصلاحيات المتناقضة مع باقي بنود الدستور.
التعديل الرابع يخص موضوع الجهوية، حيث لا بد من وضع الأساس التشريعي لدولة الجهات ومنح الجهات الاستقلال الذاتي المطلوب حتى تساهم بفعالية في التنمية الوطنية وفي تطوير قدراتها الخاصة.

ـ ما هي ملاحظاتكم على نوعية الوثائق الصادرة عن مكونات الحركة الثقافية الأمازيغية التي تعرضت إلى الإشكال الدستوري؟
يمكن الحديث عن أربعة وثائق هامة، تتفاوت في قيمتها التاريخية بحسب السياق الذي وضعت فيه، إذ لا يمكن إدراك أهمية وثيقة ما بدون وضعها في سياقها التاريخي الذي لا يمكن لها أن تتجاوزه.
ومن هذا المنطلق أعتقد أن ميثاق أكادير كان وثيقة هامة في حينه لأنه بلور المطالب الثقافية وحددها بوضوح، غير أنه كان محكوما بظروف صدوره التي لم تكن تسمح بعد بانفراج سياسي حقيقي، ولهذا كان الميثاق خجولا في مطلبه الدستوري، إذ لم يستطع تجاوز عتبة المطالبة بالتنصيص على اللغة الأمازيغية كلغة وطنية، ولهذا تم تجاوزه بعد ثلاث سنوات من صدوره، حيث أصبح مطلب ترسيم الأمازيغية كلغة رسمية مطلبا للحركة الأمازيغية لا رجعة فيه.
الوثيقة الثانية هي المذكرة التي بعثت بها الجمعيات الأمازيغية إلى الملك الحسن الثاني عام 1996 قبيل الاستفتاء على الدستور المعدل آنذاك، والتي عبرت عمليا عن تجاوز الحركة الأمازيغية لميثاق أكادير، حيث قدمت الصياغات والعبارات المقترحة في تعديل ديباجة الدستور، كما لفتت الانتباه إلى أبعاد هوية المغرب وكذا انتمائه الإفريقي وأكدت على ضرورة المساواة بين الأمازيغية والعربية بإعطاء الأولى وضعية اللغة الرسمية، غير أن هذه المذكرة لم تتجاوز مستوى اللغة والهوية ولم تنتبه إلى مشكل إسلامية الدولة ووضعية الدين، كما لم تثر اهتمامها آنذاك مسألة الجهوية، ولهذا ظلت رؤية الجمعيات محدودة وضيقة ولا ترقى إلى النظرة الشمولية المطلوبة.
والوثيقة الثالثة هي البيان الأمازيغي الذي خطا خطوة أخرى بتأطير القضية الأمازيغية بشكل ربطها بالصراع السياسي في الدولة، كما نبه إلى علاقة الثقافي بالاقتصادي والاجتماعي والتنموي، وأكد على ضرورة الاعتراف بأمازيغية المغرب عبر التنصيص على الأمازيغية كلغة رسمية في الدستور، لكن الدينامية التي أطلقها البيان الأمازيغي والمؤتمرات التي عقدها موقعوه لم تفض لى النتيجة المتوخاة والتي هي بناء مشروع مجتمعي متكامل.
أما الوثيقة الرابعة فقد صدرت عن مجموعة من الفاعليات الأمازيغية أطلقوا عليها اسم "ميثاق المطالب الأمازيغية بشأن التعديلات الدستورية"، وهي وثيقة تتميز عن سابقاتها بنوع من الطموح إلى الطرح الشمولي لموضوع دسترة الأمازيغية، كما أنها تنطلق من مبدإ ضرورة وضع دستور ديمقراطي شكلا ومضمونا، غير أنها
لم توفق في خلق الدينامية النضالية المطلوبة بسبب تبني بعض واضعي هذه الوثيقة لمنظور تقسيمي وإقصائي للعمل الأمازيغين، حيث يقسمون الفاعلين الأمازيغيين إلى "مستقلين" ومن تم "احتواؤهم"، مما يحول دون انتشار الوثيقة والتعبئة لها، كما طغى عليها أسلوب الصياغة الشخصية والإغراق في الجزئيات، حيث لم تكتب بلغة المواثيق التي ينبغي بأن تتوخى الوضوح والتعبوية.
إن من يطلع على كل تلك الوثائق المذكورة يدرك حاجة الساحة الأمازيغية حاليا إلى وثيقة جديدة تتوفر فيها مواصفات الميثاق الوطني الذي يلقى ترحيب كل مكونات الحركة الأمازيغية، وهو ميثاق لا يمكن أن يصدر إلا عن تنسيقية وطنية بين مكونات الحركة الأمازيغية، وعن عمل تنسيقي دؤوب أعتقد أنه انطلق الآن من التنسيق الجهوي للجنوب والوسط والشمال.

ـ في نظركم ما هي الحدود التي لا يمكن للحكم تجاوزها بخصوص هذه المسألة؟
بالنسبة للسياق الراهن الذي تجتازه بلادنا أرجح أن تكتفي السلطة بخلق نوع من التوافق أو الإجماع حول التنصيص على الأبعاد الأمازيغية، العربية والإسلامية في ما يخص هوية البلاد، وكذا إعطاء الأمازيغية وضعية اللغة الوطنية، مع التفصيل في البنود الأخيرة المتعلقة بصلاحيات العمال واستقلال الجهات، ولكنني أستبعد حاليا، بالنظر إلى موازين القوى في الساحة، وإلى مواقف الزعامات الحزبية، وإلى تشرذم الحركة الأمازيغية التي تعطي الأولوية للصراعات الداخلية على التكتل الاستراتيجي، أستبعد أن يوافق الحكم على ترسيم الأمازيغية كلغة رسمية بجانب العربية في التعديل القادم، كما أستبعد أن يوافق على التخلي عن إمارة المؤمنين والصلاحيات الدينية التقليدية للملك. غير أنني لا أستبعد أن يحدث كل ذلك في المستقبل بالنظر إلى تطور الخطاب الديمقراطي بالمغرب، وإلى الضغوط الداخلية والخارجية، دون أن ننسى التحدي الجزائري للبلاد في موضوع الأمازيغية والصحراء.

ـ ما هي الآليات الناجعة التي ستعتمدها الحركة الأمازيغية لعرض مطالبها حول مسألة الإصلاح الدستوري؟
سبق لي أن أكدت في عدة لقاءات إشعاعية نظمتها بعض مكونات الحركة الأمازيغية على ضرورة إنجاز أربع خطوات نضالية مستعجلة:
ـ أولها ضرورة تعميق النظر في مطالبنا الدستورية على مستوى التنسيق الجهوي.
ـ ثانيها الانتقال إلى تنسيق وطني في شكل إئتلاف أو تجمع بين جميع مكونات الحركة الأمازيغية من جمعيات وفعاليات وطلبة من أجل بلورة وثيقة وطنية مشتركة تتضمن الصيغ المقترحة للتعديل الدستوري القادم من منظور الحركة.
ـ ثالثها تنظيم تجمعات خطابية جماهيرية في مختلف مناطق المغرب للتحسيس والشرح والتعريف لتلك الوثيقة المشتركة.
ـ رابعها تعميق النقاش في الصحافة المكتوبة ووسائل الإعلام السمعية والمرئية، الوطنية والدولية.
ويمكن في حالة ما إذا نجحت الحركة الأمازيغية في إنجاز هذه الخطوات أن تعلن مشروع "تاوادا" المسيرة الوطنية لدعم المطالب الأمازيغية. وبموازاة ذلك يمكن رفع مذكرة إلى القصر الملكي تتضمن كل التعديلات المقترحة.

ـ في رأيكم من سيمثل الأمازيغ في عملية التحضير لوضع الدستور؟
للأسف لا يوجد من يمثل الأمازيغ في دوائر القرار، أقصد من يستطيع الدفاع عن التصورات التي تبلورها الحركة الأمازيغية في ما يخص الدستور، وليس على إيمازيغن سوى الاعتماد على أنفسهم وعلى نضالهم في الساحة كلوبي مدني ضاغط.

ـ هل تعتقدون أن التنصيص على الأمازيغية في الدستور كاف لوحده للنهوض بالأمازيغية؟
بالطبع لا، بعض المناضلين يتخيلون التنصيص على الأمازيغية في الدستور كما لو أنه حل سحري ونهائي، وهذا غير صحيح، فخبراء القانون الدستوري يرون بأن ثمة 13 فصلا في الدستور المغربي لم تستعمل قط رغم تنصيص الدستور عليها.
إن مشكلة الأمازيغية هي مشكلة الذهنية السائدة في المجتمع، مشكلة الوعي العام للمغاربة، والذي صنع عبر خمسين سنة من التعريب والشرقنة، فإذا كانت كل القوانين تنص على الأمازيغية في غياب الحس الوطني المطلوب لدى الناس، فستحدث مقاومة لما هو منصوص عليه في الأوراق، إن الأمر شبيه بما يحدث في قضية المرأة، فالنخبة الحداثية والقرارات الملكية أنجزت خطوة إلى الأمام ولكنها تركت المجتمع وراءها غارقا في قيم القرون الوسطى ونهبا للأصولية الدينية.
إن الحل الحقيقي هو في إنجاح التعليم ودمقرطة الإعلام الوطني



#مصطفى_عنترة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محمد حنداين، نائب رئيس الكونغرس العالمي الأمازيغي، يشرح أسبا ...
- نص رسالة الشبكة الأمازيغية من أجل المواطنة إلى عميد المعهد ا ...
- مومن علي الصافي، عضو المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، يتحدث ...
- أحمد أرحموش، رئيس الشبكة الأمازيغية من أجل المواطنة، يعلق عل ...
- أحمد الخر، ناطق رسمي باسم جمعيات أولياء ضحايا القمع بمخيمات ...
- عليا المرابط يعود من جديد إلى الواجهة السياسية وصورة المغرب ...
- هل ينجح البوليساريو في فتح جبهة موالية له داخل المغرب؟
- ملاحظات حول الظهير المنظم للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية
- العلمانية الحل الأمثل لمواجهة الاستغلال السياسي للدين
- إدريس البصري، وزير داخلية الحسن الثاني، يشرح معاناته من أجل ...
- -عسكريون يتربعون على -مملكة البحر
- الحركة الأمازيغية والمسألة الهوياتية بالمغرب
- سؤال الإدماج والإقصاء داخل النظام السياسي بالمغرب
- هل يعـرف المغرب حربا حول الهوية؟
- الملك محمد السادس يعين ياسين المنصوري على رأس جهاز المخابرات ...
- حميدو العنيكري يضع هيكلة جديدة للإدارة العامة للأمن الوطني
- العائلـــة الحركيـــة الحليف الدائم للمخزن
- المطالبون بالإصلاحات السياسية بالمغرب ينتظرون دستور محمد الس ...
- الملكية في المغرب تبحث عن يمين سياسي حقيقي
- سؤال من يحكم المغرب يعود إلى الواجهة السياسية


المزيد.....




- عملة تذكارية تكريما لقوات الحلفاء والمحاربين القدامى
- الحرب في غزة في يومها الـ228| معارك محتدمة في غزة وعمليات عس ...
- أوستن ينفي تورط واشنطن بمقتل رئيسي
- فرنسا تعرب عن دعمها -للجنائية الدولية-
- مركز روسي يعلن عن -مكافأة مالية ضخمة- للجنود الروس مقابل الا ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /21.05.2024/ ...
- شاهد.. لحظة العثور على مروحية الرئيس الإيراني المنكوبة
- ?? مباشر - بايدن: هجوم إسرائيل في غزة -ليس إبادة جماعية-
- واقعة جديدة في مصر.. سائق سيارة نقل خاص يتحرش بفتاة والداخلي ...
- فرنسا تدعم سعي الجنائية الدولية لإصدار مذكرات توقيف بحق قادة ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - مصطفى عنترة - الباحث أحمد عصيد، يعرض تصوره حول مسألة ترسيم الأمازيغية في الدستور المغربي