أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - مصطفى عنترة - الملكية في المغرب تبحث عن يمين سياسي حقيقي















المزيد.....

الملكية في المغرب تبحث عن يمين سياسي حقيقي


مصطفى عنترة

الحوار المتمدن-العدد: 1097 - 2005 / 2 / 2 - 10:29
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


مما لاشك فيه أن مبادرات التجميع التي شهدتها أحزاب اليسار في شكل أقطاب سياسية، ظاهرة إيجابية لكونها، أولا: ستساعد على تنظيم وعقلنة الحقل السياسي، ثانيا: ستقوي لحمة اليسار وتؤهله لأداء دوره التاريخي خاصة وهو الحامل لمشاريع الدمقرطة، وثالثا: ستدفع التشكيلات السياسية الأخرى خاصة ذات التوجه الليبرالي إلى سلك نفس المسلك..
وعلى العموم فهذه المبادرات تؤشر في العمق على وجود تحول جوهري في الفكر اليساري وفي عقلية أنصاره. فقد شهدنا مبادرة تشكيل تجمع خماسي يضم في صفوفه كوكتيلا متكونا من خمس تنظيمات تنتمي إلى الحركة الاتحادية (حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، المؤتمر الوطني الاتحادي، والوفاء للديمقراطية)، والباقي ينتمي إلى اليسار الجديد (اليسار الاشتراكي الموحد، والنهج الديمقراطي)، كما شهدنا مبادرة مماثلة ضمت كل من حزب التقدم والاشتراكية والحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب العهد.
وللإشارة ينتمي هذا الفصيل السياسي الأخير (حزب العهد) إلى العائلة الحركة، إذ تجمعه مع الاثنين تحالفات ظرفية فرضتها مواقعهما الانتخابية الأخيرة..
إن هذا التطور من شأنه أن يفرز قطبين أو ثلاثة أقطاب يسارية في أحسن الأحوال، منها من سيظل قريبا من الحكم والآخر بعيدا عنه إلى أن يستنفذ الأول كل قواه، ليأتي بالثاني قصد تجديد شرعية النظام السياسي، وهو المنطق الذي دأب عليه المخزن في علاقته مع أحزابه السياسية.
الأكيد أن التقدم الذي شهده اليسار لا يمكنه أن يكتمل إلا بوجود يمين ليبرالي حقيقي، متشبع بفكر ليبرالي تقدمي يقوم بالدفاع عن مصالح طبقات اجتماعية معينة ويحرص على احترام قواعد اللعبة الاقتصادية الموضوعة بعيدا عن تأثير المخزن.
لقد عرفت البلاد منذ بداية سنوات الستينات من القرن الماضي محاولات تشكيل يمين ليبرالي، أولا: مع أحمد رضا أكدير، رفيق الملك الراحل، توجت مبادرته بتأسيس جبهة للدفاع عن المؤسسات الدستورية قبل أن تنفجر لأسباب مرتبطة بغياب آليات عقلانية لتدبير الاختلافات المتواجدة بين مكوناتها بشكل ديمقراطي (الحركة الشعبية، الأحرار المستقلين وحزب الشورى والاستقلال..)، وثانيا: مع أحمد عصمان، صهر الملك الراحل، الذي استطاع تشكيل حزب، تتكون قاعدته الاجتماعية أساسا من "المستقلين" الفائزين في أول انتخابات بعد المسلسل الديمقراطي، إلا أن حزب التجمع الوطني للأحرار لم يستطع القيام بدور اليمين القوي لاعتبارات متعددة منها افتقاده لاستقلالية القرار السياسي خاصة وأن تركيبته ضمت مجموعة من الأطر الإدارية التي استفادت من طبيعة السياسية التي نهجها الملك الراحل الحسن الثاني في سنوات السبعينات (المغربة..) وعدم قدرة زعيم الأحرار على خلق توازن داخل مكونات تجمعه، المسكونة بتناقضات مصالحية سرعان ما انفجرت في بداية الثمانينات إثر إقدام النقابي أرسلان الجديدي الحامل لشعار الدفاع عن "العروبة"على تأسيس الحزب الوطني الديمقراطي، لكن مع المعطي بوعبيد (قيادي سابق في الاتحاد الوطني للقوات الشعبية) سيعرف النظام السياسي استقرار يمين إداري، استطاع أن يوظفه في تمرير سياسة اقتصادية (التقويم الهيكلي) فرضتها عليه المؤسسات المالية الدولية (صندوق النقد الدولي و البنك العالمي..). ولم ينته هذا الأمر عند وفاة الراحل الحسن الثاني، ذلك أن السنوات الأخيرة شهدت بروز أحزاب سياسية تدعي تمثيل الفكر الليبرالي، وهي الإطارات التي سميت بـ"أحزاب العهد الجديد" كما هو الحال لحزب القوات المواطنة لصاحبه عبد الرحيم الحجوجي(الرئيس السابق للاتحاد العام لمقاولات المغرب) ورابطة الحريات لصاحبه علي بلحاج..
ومعلوم أن الإدارة تحكمت بشكل كبير في الظاهرة الحزبية، ذلك أن هذه الأخيرة كان نشاطها يتم داخل إطار محصن قانونيا ودستوريا وسياسيا اعتبارا لمركزية المؤسسة الملكية داخل النسق السياسي المغربي.. فقد ساهم الحكم في خلق أحزاب بغية ضرب أخرى وإقامة توازنات سياسية معينة تمكنه من لعب دور الحكم بينها، كما قام بشق أخرى لكونها تبنت مواقف خرجت عن "طاعته".. والأمثلة في هذا الباب عديدة.
من هذا المنطلق شهدنا كيف اجتهد النظام في خلق يمين سياسي موالي له ضدا على يسار عارض سياسته ورفض الدخول في مخططاته.. حيث مده بكل الإمكانيات المادية ووضعت وسائل الإدارة في خدمته، كما حصل مع حزب المعطي بوعبيد صاحب شعار "جيل ما بعد الاستقلال" الذي عاشت نخبته مدللة على أكتاف المخزن مستفيدة من نسق المكافآت والامتيازات. في ذات السياق خلق الحكم في سنوات السبعينات الحركة الإسلامية لضرب اليسار الماركسي، بل وأوعز مهمة تأطير إسلاميين من المغرب إلى الدكتورعبد الكريم الخطيب، رجل المخزن، قصد توفير الشروط المناسبة أمامهم لمساندة إخوانهم "المجاهدين" هناك بأفغانستان ضمن المخطط الأمريكي الذي انخرطت فيه مجموعة من الدول لضرب حكومة كابول الموالية للمعسكر السوفياتي، تم لعب الخطيب دورا جديدا في عملية "التأطير السياسي" لأصدقاء عبد الإله بنكيران وجرهم للعمل داخل الشرعية القانونية، نفس المنطق تحكم في خلق كل من حزبي عيسى الورديغي والتهامي الخياري المنشقين على التوالي عن منظمة العمل الديمقراطي الشعبي وحزب التقدم والاشتراكية قصد ترتيب توازنات سياسية ظهرت تجلياتها في حكومة "التناوب التوافقي".
وجدير بالتذكير أن كلا من أحمد رضا اكديرة وإدريس البصري، على التوالي مستشار ووزير داخلية الملك الحسن الثاني، لعب أدوارا هامة في هندسة المشهد السياسي، كل من موقعه القريب من الملك الحسن الثاني رغم الاختلاف الواضح الذي كان يميزهما سواء على مستوى الأفكار أو أسلوب العمل.. لكن نعتقد اليوم أن هذا المنطق في التعامل مع الظاهرة الحزبية، لم يعد له أي مبرر على اعتبار أن نتائجه أجمع على سلبيتها كل الغيورين على مصلحة البلاد.
دون شك إن "المهندسين الجدد" للنظام يدركون الأهمية السياسية لوجود يمين ليبرالي حقيقي، يمثل مصالح طبقات وشرائح اجتماعية معينة ويدافع عنها كلما اقتضت الحاجة ذلك، ويتمتع باستقلالية فعلية في اتخاذ القرار السياسي.. فالحقل السياسي لا يمكن أن يكتمل توازنه، إلا بعد بروز إطارات أو قطب ليبرالي خاصة وأن المناخ الدولي يعرف سيادة اقتصاد السوق، وهو معطى إيجابي يساعد هذه القوى الليبرالية على الانخراط أكثر في إطار "أممية ليبرالية" أو ما شابه ذلك. فالملكية في المغرب في حاجة إلى رجل ليبرالي وذي خبرة كبيرة مثل اكديرة، قادر على توفير شروط سياسية مناسبة لبروز يمين ليبرالي مستقل، يساهم في عملية التحديث السياسي، على اعتبار أن عهد "فبركة" الأحزاب وبلقنة الخريطة السياسية قد ولى إلى غير رجعة نظرا للتطور السياسي الهام الذي عرفه المغرب، كما هي (أي الملكية) في حاجة إلى يمين سياسي قوي غير ذاك الذي حاول حزب الاتحاد الدستوري على سبيل المثال تجسيده على أرض الواقع السياسي.



#مصطفى_عنترة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سؤال من يحكم المغرب يعود إلى الواجهة السياسية
- معتقل تمارة -السري- بالمغرب تحت المساءلة القانونية
- على المرابط يتحدث عن زيارته إلى تيندوف ولقائه بمحمد عبد العز ...
- أي موقع لمطلب ترسيم الأمازيغية في أجندة الحكم المغربي؟
- قراءة في حرب إدريس البصري وزير داخلية الحسن الثاني ومحمد الي ...
- الحركة الثقافية الأمازيغية بالمغرب في مفترق الطرق
- خطاب أجدير وسؤال التعدد الثقافي واللغوي بالمغرب
- لمـاذا يطـالب الأمازيغيـون المغاربة بالعلمـانية؟
- الدين والسياسة في استراتيجية الملك محمد السادس
- متى تستحضر المؤسسة الملكية بالمغرب الوعي بالعمق الأمازيغي؟
- محاولة رصد بعض -الصفقات السياسية- الأساسية المبرمة بين نظام ...
- هل المغرب في حاجة إلى حكومة سياسية؟
- مصطفى البراهمة قيادي في النهج الديمقراطي ذي التوجه الماركسي ...
- المغرب الحقوقي في قفص اتهام منظمة العفو الدولية!؟
- تأملات في خلفيات تنظيم مهرجانات ثقافية وفنية من طرف رجالات ا ...
- سؤال المخزن في مغرب الملك محمد السادس
- أبعاد وخلفيات تحاور السلطات المغربية مع شيوخ السلفية الجهادي ...
- أمازيغيو المغرب يطالبون الملك محمد السادس بدسترة الامازيغية ...
- حركية تغيير المواقع والمراكز داخل البلاط بالمغرب
- الشارع العربي يحاكم رمزيا الأمريكان في انتظار محاكمة الأنظمة ...


المزيد.....




- وثقته كاميرا.. فيديو يُظهر إعصارًا عنيفًا يعبر الطريق السريع ...
- -البعض يهتف لحماس.. ماذا بحق العالم يعني هذا؟-.. بلينكن يعلق ...
- مقتل فلسطينيين برصاص الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية (صور+ ...
- سماء غزة بين طرود المساعدات الإنسانية وتصاعد الدخان الناتج ع ...
- الناشطون المؤيدون للفلسطينيين يواصلون الاحتجاجات في جامعة كو ...
- حرب غزة في يومها الـ 204: لا بوادر تهدئة تلوح في الأفق وقصف ...
- تدريبات عسكرية على طول الحدود المشتركة بين بولندا وليتوانيا ...
- بعد أن اجتاحها السياح.. مدينة يابانية تحجب رؤية جبل فوجي الش ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن عدد الضحايا الفرنسيين المرتزقة ف ...
- الدفاعات الروسية تسقط 68 مسيرة أوكرانية جنوبي البلاد


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - مصطفى عنترة - الملكية في المغرب تبحث عن يمين سياسي حقيقي