أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - مصطفى عنترة - على المرابط يتحدث عن زيارته إلى تيندوف ولقائه بمحمد عبد العزيز، وعن المصالحة، وعن إدريس البصري ومولاي هشام...















المزيد.....


على المرابط يتحدث عن زيارته إلى تيندوف ولقائه بمحمد عبد العزيز، وعن المصالحة، وعن إدريس البصري ومولاي هشام...


مصطفى عنترة

الحوار المتمدن-العدد: 1072 - 2005 / 1 / 8 - 11:03
المحور: مقابلات و حوارات
    


ـ قمتم مؤخرا بزيارة استطلاعية إلى منطقة تيندوف في إطار اشتغالكم بجريدة إلموندو الإسبانية، حيث قابلتم عبد العزيز المراكشي زعيم جبهة البوليساريو، كما عقدتم ندوة صحفية بالجزائر، نود أن نعرف الخلاصات التي خرجتم بها من هذه الزيارة؟

بداية أود أن ألفت الانتباه إلى أني صحافي، والصحافي ـ كما تعرف ـ ليست لديه حدود جغرافية، فأنا أبحث كغيري من زملائي في مهنة المتاعب عن الخبر أينما وجد، وقد سبق لي أن أجريت حوارا مع نتنياهو، الرئيس الأسبق لدولة إسرائيل، فموقفي شيء والخبر الذي أبحث عنه شيء آخر. فمبادرة إجراء لقاء مع محمد عبد العزيز جاءت مني وليس من مسؤولي جريدة إلموندو الإسبانية التي أشتغل بها، وقد عرضتها على الجريدة فكان جوابها إيجابيا نظرا للحرية التي أتمتع بها هناك، ذلك أن كل ما أقترحه على مسؤولي هذه المؤسسة تتم الموافقة عليه للثقة التي تجمعنا وأيضا للمهنية والاحترافية التي تعرف بها هذه اليومية الاسبانية.
لم أنشر كل ما قاله لي محمد عبد العزيز، إذ دار بيننا حديث طويل أطلعني فيه على حقائق جد هامة مدعومة بوثائق، ومن بين الأمور التي أكدها لي أن مسلسل المفاوضات مع المغرب وصل إلى مستوى متقدم إبان عهد الحسن الثاني، بل الأكثر من ذلك أثنى على الحسن الثاني ونوه به إلى درجة أثارت استغرابي، فكان أن قاطعته وقلت له إن الأمر ربما يكون قد تغير داخل المغرب بعد مجيء ملك يقولون عنه إنه ديمقراطي، إلا أنه قاطعني مؤكدا لي من جديد أن الحسن الثاني بالرغم من كونه كان ملكا ديكتاتورا، إلا أنه كان رجل دولة من طراز عال، بحيث كان يملك سلطة حقيقة وكانت له رؤية واضحة وكان يعرف ماذا يريد.. وقد استفسرته في ذات السياق عن سبب اعتراف دولة جنوب إفريقيا بجمهورية البوليساريو علما بأن الشعب المغربي تضامن مع نيلسون مانديلا، فكان جوابه أن قال لي الشعب المغربي تضامن حقا مع نيلسون مانديلا إلا أن تضامن الحكم ـ حسب جوزيف امبيكي ـ كان مع حكم الأبارتايد، مدليا لي في هذا الباب بمجموعة من الحجج التي تؤكد تعامل الاثنين من قبيل إمداد جنوب إفريقيا المغرب بالسلاح، فضلا عن اللقاءات التي تمت بين مسؤولين مغاربة ومسؤولين من دولة جنوب إفريقيا إبان حكم الأبارتايد.. وهذه الأمور ذاتها مدونة في تقارير سيتم نشرها حين تتوفر الشروط المناسبة لذلك... وهذه الأمور قد أضحكتني خاصة عندما أقرأت في بعض المنابر أن علي المرابط التقى مسؤولين في البوليساريو في حين أن لقاء مسؤولي المغرب مع مسؤولي الأبارتايد كلها موثقة...

ـ ما هي نظرة عبد العزيز المراكشي إلى المغرب بعد تعيين الملك محمد السادس؟
ما يؤكده محمد عبد العزيز هو غياب محاور سياسي مسؤول، أكثر من ذلك لا يعرف على وجه التحديد ماذا يريد نظام محمد السادس، ذلك أن الأمور إبان عهد الملك الحسن الثاني كانت، في نظره، معروفة بالرغم من الصعوبة التي يكتسيها هذا الملف، حيث إن الأفق كان واضحا والكل كان يتجه نحو الاستفتاء، أما الملك الجديد فقد أوقف هذا المسلسل برفضه الاستفتاء، وكل الاستجوابات التي أدلى بها محمد عبد العزيز تشير إلى هذا الأمر.

ـ وما هي حقيقة الصورة التي رسمت لديك عن تيندوف بعد معاينتك للواقع هناك مقارنة بالصورة التي كنت تملكها في السابق؟
لقد ذهبت إلى تيندوف، وقابلت أعضاء حكومة البوليساريو، ومنحوني حرية التحرك، حيث خيروني بين أن يرافقني أحد المسؤولين أو أن أتحرك بمفردي، وقد تحركت بكل حرية، إذ استقبلت بحفاوة ولم يضايقني أحد، بل أكثر من هذا وذاك أن كل الأبواب فتحت في وجهي، فالموقف المبدئي الذي عبرت عنه منذ أن وصلت إلى الجزائر ثم إلى تيندوف هو أن الصحراء مغربية، والصحراويون مغاربة، لكنني قلت لهم إني مع مخطط جيمس بيكر. فالحسن الثاني هو الذي قبل بمخطط بيكر رغم كونه كان ملكا ديكتاتورا، فأنا مع بيكر ومازلت أكرر هذا الموقف، أما ما يقال بشأن الصحراويين المتواجدين بتيندوف من كونهم مختطفين، فهذا كذب وافتراء، فالفئة الاجتماعية المختطفة هي تلك المتمثلة في المغاربة الأسرى، أما ما تبقى فهم صحراويون وليست لديهم أية رغبة في الدخول إلى المغرب، زد على ذلك أن ما يقال عن محاصرتهم ومنعهم من الدخول إلى البلاد وما شابه ذلك فيه كثير من البهتان، لأن الحدود بين تيندوف ودولة موريتانيا سهلة ومفتوحة وكل من أراد أن يعبرها في اتجاه المغرب لن يجد أية صعوبة في ذلك.

ـ وماذا عن المخيمات الموجودة هناك؟
صحيح أن هناك مخيمات تنعدم فيها أبسط شروط العيش الكريم، وقد عبرت للصحراويين الذين يعيشون فيها عن موقفي المعارض لطبيعة الأوضاع الاجتماعية هناك على اعتبار أنهم مغاربة إخوان لنا، إلا أنني وجدت داخلهم رفضا شديدا ليس للدخول إلى المغرب فحسب بل حتى للانتماء إليه، وكان جوابهم عن استفساراتي بأدب واحترام.. وللإشارة في هذا الباب فقد كتبت إثر عودتي إلى إسبانيا مقالا حول هؤلاء الأسرى المغاربة، دافعت فيه عنهم، نشر لي على صفحات يومية إلموندو ونقلته مجلة "لوكوريي انترناسيونال"، إلا أن أحدا لم يتحدث عن هذا المقال، ولم يتم الحديث بالمقابل إلا عن زيارتي إلى تيندوف، مما يفيد بأن نظرتهم إلى الأشياء جد ضيقة، فهم لا يرون في تحركاتي وكتاباتي إلا الأشياء التي لا تخدمهم..

ـ تعرف حرية الصحافة هذه الأيام طفرة نوعية، كيف ترون كإعلامي يعيش خارج المغرب هذه الحرية علما بأنكم تعرضتم للمحاكمة بسبب ما نشرته الجريدتان اللتان كنتم تديرونهما؟
ما أثار انتباهي في الآونة الأخيرة هو أن أسبوعية "تيلكيل" التي كان مديرها على وجه الخصوص (وليس صحافييها لأنني أميز بين هؤلاء الصحافيين والمدير مختصا في التحامل والهجوم علي لأسباب لا أعرف إن هي شخصية أم غير ذلك)، فهذا الشخص، الذي سبق أن قال في حقي أمورا عدة منها أنني أريد أن "أسقط" بعض الأمور وأنني أتحرك بسرعة فائقة وما شابه ذلك، نجده اليوم قد نشر رسما كاريكاتوريا حول الملك محمد السادس علما بأنني لم أجرؤ يوما على نشر كاريكاتور من هذا القبيل، فكل ما كنت أنشره مجرد "رأس أو "كرعين" أو "يد".. بل أكثر من ذلك أنه أكد ما توبعت من أجله حين تعرضت بالحديث لميزانية البلاط، حيث أشار إلى هذا الموضوع مؤكدا صحته أي أن الملك كان يسرق أموال الشعب!؟ وقد استغربت ضاحكا عندما قرأت هذه الأمور التي سبق أن لي أشرت إليها.

ـ لماذا؟
لأن الأسماء التي كانت تنتقدني وتهاجمني نراها اليوم قد انقلبت وأخذت تكتب في ما كنت اتخذ منه موضوعا للكتابة سابقا. إن حرية الصحافة لا يمكن محاصرتها، فتطورها حتمي، وليس باستطاعة أي أحد توقيف هذا المد رغم الإمكانيات التي قد تتوفر..خاصة وأننا نعيش زمن الانترنيت وما تحمله الثورة المعلوماتية والاتصال المتعدد الوسائط من أفق جديد للحرية. لقد هاجموا علي المرابط، وفتشوا عن كل ما من شأنه أن يلطخ اسمه، فماذا حصدوا من وراء ذلك؟ لقد خلقوا من اسم المرابط بطلا بامتياز على الصعيد الدولي، والأكثر من ذلك أن المستشار الملكي أزولاي التقى مسؤولين عن منظمتين أمريكيتين وطلب منهم عدم الدفاع عني بدعوى أنني معاد للسامية!! وكان جواب المسؤولين هناك أن طلبوا من المستشار الملكي مقاضاة المرابط مادامت أن الحجج ضده متوفرة، ضاربين بعرض الحائط كل ما تضمنه كلام أزولاي.
مستشار ملكي آخر، لازلت أبحث عن اسمه، وسأجده بدون شك، التقى مسؤولين عن إحدى الهيآت المدافعة عن حقوق الصحافيين بالقاهرة وطلب منهم عدم الدفاع عن المرابط بدعوى أن له علاقات بجهاز المخابرات الإسرائيلي الموساد!! وأنا في الواقع لا أعرف هل أنا ضد السامية أم أشتغل مع الموساد؟! إنهم لازالوا لم يفهموا بعد أن المرابط صحافي مهني مستقل، له أفكاره الحرة ولا يمكن أن يتحكم فيه أحد.

ـ أكيد أنكم تتابعون أطوار مسلسل "المصالحة المؤسساتية" الذي وصل في المحطات التي يتدرج عبرها إلى تنظيم جلسات الاستماع العمومية من قبل هيأة الإنصاف والمصالحة، في نظركم كيف ينظر الرأي العام الدولي إلى هذه الخطوات التي قطعها المغرب في هذا المجال؟
بداية إن الرأي العام الدولي يتساءل كيف لفترة المصالحة التي تتحدث عنها أن تقتصر فقط على مدة حكم الملك الحسن الثاني بحيث تقف عند عام 1999و لا تتجاوزه، ربما، بادر البعض إلى الإجابة بأنه لا يمكن أن نذهب في تحديدنا لهذه الفترة إلى غاية عام 2004، فلماذا لا نذهب إلى حدود 2001 أو 2003 ؟! أعتقد أن الخلفية وراء ذلك تكمن في عدم المس بنظام الملك محمد السادس لأنه هو الذي يمول هذه العملية، وأنا أتساءل هل منذ عام 1999 إلى يومنا لم نعرف أية خروقات أو ممارسات غير قانونية وظللنا نعيش على امتداد الخمس سنوات المنصرمة في ظل ديمقراطية..؟! ثم كيف تلزم هيأة الإنصاف والمصالحة الأعضاء الضحايا بعدم ذكر أسماء الجلادين، ألا يحق أن تذكر كل الأسماء المتورطة في جرائم الاختفاء القسري والاعتقال التعسفي، كاسم الجنرال حسني بنسليمان وغيره من الأسماء التي مارست التعذيب.. ولا زالت تتربع على كرسي مسؤوليات حساسة؟! فعندما دخلت إسبانيا مرحلة الانتقال الديمقراطي تفادى المسؤولون فتح "علبة الأسرار" لصعوبة إغلاقها في ما بعد، وتم إبعاد كل الأسماء المتورطة في جرائم التعذيب من مواقع مسؤولياتها، دون متابعتها.. وتم الانتقال إلى مرحلة جديدة بشكل هادئ وسليم. أما عندنا في المغرب، فالمسؤولون لازالوا قابعين في مواقعهم وكأن شيئا لم يتغير.. وسأحكي لك واقعة حول صلاح الوديع، فقد اتصل أحد الصحافيين المتعاونين مع جريدة "دومان" بهيأة الإنصاف والمصالحة بعد إغلاق الجريدة بحثا عن وظيفة في الهيأة التي كانت تبحث عمن يشتغل معها، فتمت إحالته على الوديع الذي رحب بداية بالأمر، لكنه سرعان ما انقلب عليه بمجرد أن علم بأنه كان يشتغل بأسبوعية "دومان"، مما جعل هذا الصحافي يستغرب رد فعل الوديع، وقال لي معلقا على ذلك حين التقيته في ما بعد عن أية مصالحة يتحدثون، وما ذنبي أنا في الموضوع فقد كنت مجرد صحافي يشتغل داخل مؤسسة من أجل الحصول على لقمة عيش.

ـ لكنكم نسيتم أن الفترة المعنية بالمصالحة تمتد إلى عهد الراحل محمد الخامس؟
لا أعتقد أن هذا المسلسل يمكن أن يحقق الأهداف التي رسمت له، فلا أعتقد البتة أن أبناء الريف ـ على سبيل المثال لا الحصر ـ الذين عانوا من هجوم المخزن عليهم عام 1958 سيستجيبون لدعوات أصدقاء بنزكري. وإذا كنا نريد معرفة الحقيقة، فيجب أن تكون شاملة، وإذا أردناها أن تكون كذلك فلا ينبغي أن ننظر إليها بعين مغمضة وبأخرى نصف مفتوحة حتى إنها بالكاد ترى موطئ القدم. فالملك محمد الخامس والحسن الثاني هما من أعطيا الأوامر بالهجوم على سكان الشمال، وهذه حقيقة لا يمكن الهروب منها، فحزب الاستقلال على سبيل المثال يجب الوقوف على الجرائم البشعة التي ارتكبها في بداية الاستقلال، فهناك شهود عايشوا بعض المجازر التي عرفتها البلاد وحزب الشورى والاستقلال يمكن أن يسهم في تنوير الرأي العام في هذا المجال على اعتبار أنه كان ضمن ضحايا حزب الاستقلال الذي كان يوجد في صفوفه أعضاء لهم الآن امتدادات في حزبي الاتحاد الوطني للقوات الشعبية والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية.
إن المصالحة إما أن تكون شاملة وإما ألا تكون وإذا أردناها شاملة فيجب أن تمتد إلى يومنا هذا.

ـ ألا تعتقدون أن المصالحة مع فترة الملك محمد السادس قد تنتظر هي الأخرى مجيء بنزكري آخر وهيأة جديدة قصد إقرارها؟
ولم لا، إذ من الصعب على النظام السياسي إقرار المصالحة، فهم يريدون تحقيق مبتغاهم على حساب ملك رحل إلى الدار الآخرة، ومن أجل ذلك فإنهم سيقومون بإثارة بهرجة قوية لإعطاء الانطباع بأنهم يعملون من أجل خلق مصالحة حقيقية بينما لا ينجحون في خلقها إلا شفاهة أي على مستوى الكلام، وهكذا سننتظر مرور أربعين أو خمسين سنة أخرى قبل أن يأتي أبناؤهم لإقرار مصالحة جديدة!؟

ـ تتبعنا مؤخرا قضية احتلت الواجهة السياسية والاعلامية وتتمثل في عملية انقلاب جزء كبير داخل النخبة السياسية على وزير الدولة والداخلية السابق إدريس البصري، مع العلم بأن العديد منهم عرف إما بقربه منه أو بالاشتغال إلى جانبه في الحكومات التي تعاقبت على تسيير الشأن العام، كيف تفسرون هذا السلوك الثقافي والسياسي لنخبتنا؟
واجهت إدريس البصري وهو في الحكم، وكنا قد هجمنا عليه بشكل عنيف داخل أسبوعية "لوجورنال"، وهذه الأمور موثقة ويعرفها الخاص والعام، أما عندما أبعد عن مسؤوليته، فالأمر بالنسبة إلي انتهى "الله يجعل شي باركا". وإذا كانوا يرغبون في محاكمة البصري، فأهلا وسهلا، ويجب فعلا محاكمته، لكن ليس بمفرده بل صحبة الحسن الثاني وبنسليمان وغيرهما، وهذا ما سنصل، دون شك، إليه.
لكن الذي فاجأني هو هؤلاء الذين كانوا يقبلون يديه، وهم كثر، وأصبحوا اليوم من المطالبين برأسه، وأعطيك في هذا السياق مثال نعيم كمال، فهذا الأخير شوهد في أكثر من مناسبة منبطحا أمام البصري في ملاعب رياضة الكولف، واليوم نلاحظ أنه أصبح مناضلا بل وبطلا، يهاجم البصري ويستعد لإصدار كتاب حوله، وشخصيا لا أعرف ماذا سيقول فيه!! نفس الأمر بالنسبة إلى عباس الفاسي، بطل فضيحة"شركة النجاة" والورديغي "اشتراكي اخر زمان" والخياري "مول الجبهة" وأسماء أخرى.
لن أهجم على البصري ولن أتضامن معه في نفس الوقت، فأنا أهاجم أناسا يوجدون في مواقع الحكم، وذلك عندما يقترفون أخطاء في سياستهم.. ثم إن إدريس البصري فقد موقعه في الحكم، و تحول اليوم إلى منجم للمعلومات، إذ يمدك بمعلومات نصفها مضلل ومموه ونصفها الثاني عليك غربلته والبحث في مضامينه عن الحقيقة.. فالبصري يفسر لنا كيف كان يشتغل هذا وذاك وكيف كانت علاقة كل منهم بالنظام السياسي على اعتبار أنه يعرفهم عز المعرفة...

ـ كيف تلقيتم خبر حرمانه من جواز السفر؟
أعتقد أنهم لا يملكون الحق في حرمان البصري من جواز سفره، وكنت قد كتبت مقالا بجريدة لوموند الفرنسية أشرت فيه إلى أن البصري الذي كان يمنع المواطنين من الحصول على جواز السفر أصبح اليوم محروما منه، فليس لهم الحق أن يتصلوا بالرئيس الفرنسي جاك شيراك عن طريق أناس من أجل حمله على عدم منحه أوراق الإقامة، فهذا سلوك "الصبيان".. فإذا كان لهؤلاء الذين يحاربونه اليوم أدلة تثبت تورطه في ملفات معينة، فلماذا لا يحاكموه.. لكن ليس لوحده، بل يجب أيضا محاكمة حسني بنسليمان وحفيظ بنهاشم وغيرهما من الأسماء.
وإذا كانت هناك إرادة سياسية لدى الحكم لتصفية ملفات الماضي، فيجب فتح كل الملفات والبحث عن الأسماء التي اغتنت وراكمت ثروات هائلة في قطاعات كالصيد البحري، الفلاحة، التجارة.. لمعرفة من يملك "الباطوات" و"الفيرمات"..، لكن أن نختزل الأزمة في شخص البصري دون غيره ونتهمه بالفساد والاغتناء غير المشروع ونقوم على سبيل المثال بـ"قطع الماء" على "فيرمة" كان قد منحه إياها الحسن الثاني لمجرد أنها مجاورة لـ "فيرمة" محمد السادس، فهذا غير معقول..

ـ يتهمونكم إلى جانب مولاي هشام، البصري، وجمعية الصحراء المغربية بقيادة رضا الطوجني بتشكيل جبهة في الخارج ضد النظام، ما مدى صحة هذا القول؟
إن جبهتي داخلية وليست خارجية، فأنا أتواجد بالمغرب وسأصدر قريبا أسبوعية ساخرة، لقد قيل وكتب الشيء الكثير من هذا الكلام، فقد قالوا مرة إن المرابط عميل للمخابرات الإسبانية، وقالوا مرة ثانية إن له ارتباطات قوية بجهاز الموساد، وقالوا ثالثة إن له علاقات بالبوليساريو.. لقد قالوا "كل شيء"، فكيف لهذه الأجهزة المخابراتية التي تعرف "الشاذة والفادة" وتحسب على المواطنين أنفاسهم ، حيث تتنصت على مكالماتهم التلفونية وتقتحم أرصدتهم البنكية، وتتحرك وراءهم أينما حلوا وارتحلوا.. مع العلم بأنها تشتغل في ظل غياب القانون، أقول كيف عجزت هذه الأجهزة عن إيجاد أدلة تستند إليها في متابعة المرابط بدل اختلاق تهمة أسمتها المس بالمقدسات.. ومتابعته على أساس منها.
وبخصوص مولاي هشام، فقد قالوا إنه أعطاني أموالا، وأنا أقول لكل من يملك أدلة ضد المرابط أن يتقدم بها إلى المحاكم.

ـ كيف تفسرون التقاء المرابط، المنظري، مولاي هشام، البصري.. حول معارضة النظام؟
أنا لا أعرف هل مولاي هشام معارض أم لا ؟ نفس الأمر بالنسبة إلى إدريس البصري وجمعية الصحراء المغربية؟ أما أنا فمعارض لهذا النظام "والآخرون شغلهم"، وأصدقاء علي المرابط متعددون، نجد ضمنهم إعلاميين، حقوقيين، فنانين، سياسيين وأمنيين.

ـ قلتم أمنيين؟
نعم، هناك مجموعة من الأمنيين تتعاطف معي، ومولاي هشام ليس صديقا لي، لكني أحترمه كثيرا وأقدره بالرغم من أنني لا أتفق معه في بعض أفكاره وتصوراته، فهو العلوي الذي أحترمه أكثر في المغرب.

ـ تقولون إنكم تمثلون معارضة النظام، هل تملكون مشروعا سياسيا؟
ليس لدي مشروع سياسي، فأنا لست بمعارض سياسي، وكل ما في الأمر أنني أعارض هذا النظام وأطمح إلى إقرار دولة القانون والمؤسسات، ومشروعي هو أنني أملك جريدة أريدها أن تعكس كل الآراء والأصوات الحرة سواء كانت إسلامية أو اشتراكية أو ليبرالية.. جريدة أريدها مسكونة بهاجس تحقيق الديمقراطية.

ـ في نظركم من يحكم المغرب؟
الملك محمد السادس.

ـ لكن هجومكم كان يرتكز أكثر على بعض الأسماء المحيطة به؟
سبق لي أن كتبت مقالا أكدت فيه أن المقدس هو الله، وأما ما عداه فغير مقدس، ومن هذا المنطلق فأنا أنتقد الحاكم ومتعاونيه.. وأعتقد أن جريدتي كانتا تعكسان أفكاري وتصوراتي في هذا الموضوع.

ـ هل تعتقدون أن الملك محمدا السادس راض عن هذا الوضع؟
فعلا، إن الملك يطلع يوميا على أخبار البلاد في الجرائد، قد يكون لا يقرأ الجرائد الوطنية ولكنه دون شك يطلع على مثيلاتها الفرنسية والإسبانية.. ففي الشهور الأخيرة طلب فؤاد عالي الهمة والفاسي الفهري من رئيس الحكومة الإسبانية زباتيرو المساعدة من أجل الحد من هجوم الصحافة الإسبانية على نظام محمد السادس، وهذا يدل على أن الملك على علم بحقائق الأمور.

ـ سمعنا أنكم ستتسلمون جائزة من منظمة أمريكية؟
لن أقول لك اسم هذه المنظمة ونوعية الجائزة.

ـ لماذا؟
بكل بساطة لأن المخزن سيبعث من جديد بمستشاري الملك إلى هذه المنظمة قصد التدخل لديها في اتجاه إقناعها بعدم منحي الجائزة، فرحمة بأموال الشعب التي تصرف على تحركات هؤلاء المستشارين ، ورحمة بهم هم أنفسهم لأن إرسالهم في مهام من هذا القبيل سيجشمهم عناء وتعبا مجانيا... لن أدلي لك باسم هذه المنظمة، وستكون هذه الجائزة رقم عشرين في قائمة الجوائز التي حصلت عليها .. وأنا اليوم أواجه حقيقة مشكلة كبيرة، وهي أنني لا أجد في بيتي مكانا يتسع لكل هاته الجوائز.

ـ لكن يجب أن تشكر المخزن لأنه هو الذي كان وراء ذلك؟
نعم، إن المخزن هو الذي كان وراء الأسباب التي ساهمت في تلميع اسمي في الخارج، ولهذا فإنني سأتقاسم معه هذه الجوائز.. فهذا حقه ولن أبخل عليه بأي شيء.

ـ ما هي مشاريعك المستقبلية؟
سأصدر في الأيام القادمة أسبوعية ساخرة باللغة الفرنسية، قد تحمل مؤقتا إسم "أبري دومان"، ثم بعدها أسبوعية ثانية باللغة العربية، لأن المخزن عندما سيعلم بهذا الخبر سيفاجئنا كعادته برفض الاسم بدعوى وجود مثيل له داخل الساحة الإعلامية رغبة منه في قطع الطريق علينا.
والأهم في هذا وذاك أن مشاريعي الإعلامية في الطريق وستظهر قريبا.



#مصطفى_عنترة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أي موقع لمطلب ترسيم الأمازيغية في أجندة الحكم المغربي؟
- قراءة في حرب إدريس البصري وزير داخلية الحسن الثاني ومحمد الي ...
- الحركة الثقافية الأمازيغية بالمغرب في مفترق الطرق
- خطاب أجدير وسؤال التعدد الثقافي واللغوي بالمغرب
- لمـاذا يطـالب الأمازيغيـون المغاربة بالعلمـانية؟
- الدين والسياسة في استراتيجية الملك محمد السادس
- متى تستحضر المؤسسة الملكية بالمغرب الوعي بالعمق الأمازيغي؟
- محاولة رصد بعض -الصفقات السياسية- الأساسية المبرمة بين نظام ...
- هل المغرب في حاجة إلى حكومة سياسية؟
- مصطفى البراهمة قيادي في النهج الديمقراطي ذي التوجه الماركسي ...
- المغرب الحقوقي في قفص اتهام منظمة العفو الدولية!؟
- تأملات في خلفيات تنظيم مهرجانات ثقافية وفنية من طرف رجالات ا ...
- سؤال المخزن في مغرب الملك محمد السادس
- أبعاد وخلفيات تحاور السلطات المغربية مع شيوخ السلفية الجهادي ...
- أمازيغيو المغرب يطالبون الملك محمد السادس بدسترة الامازيغية ...
- حركية تغيير المواقع والمراكز داخل البلاط بالمغرب
- الشارع العربي يحاكم رمزيا الأمريكان في انتظار محاكمة الأنظمة ...
- حركة التوحيد والاصلاح المغربية بين الدعوة والممارسة السياسية
- الحـركة الإسلامية في عيون إسلاميين مغـاربة
- تأملات حول الزحف المتواصل للحركة التنصيرية بالمغرب


المزيد.....




- تحويل الرحلات القادمة إلى مطار دبي مؤقتًا بعد تعليق العمليات ...
- مجلة فورين بوليسي تستعرض ثلاث طرق يمكن لإسرائيل من خلالها ال ...
- محققون أمميون يتهمون إسرائيل -بعرقلة- الوصول إلى ضحايا هجوم ...
- الرئيس الإيراني: أقل عمل ضد مصالح إيران سيقابل برد هائل وواس ...
- RT ترصد الدمار في جامعة الأقصى بغزة
- زيلنسكي: أوكرانيا لم تعد تملك صواريخ للدفاع عن محطة أساسية ل ...
- زخاروفا تعليقا على قانون التعبئة الأوكراني: زيلينسكي سيبيد ا ...
- -حزب الله- يشن عمليات بمسيرات انقضاضية وصواريخ مختلفة وأسلحة ...
- تحذير هام من ظاهرة تضرب مصر خلال ساعات وتهدد الصحة
- الدنمارك تعلن أنها ستغلق سفارتها في العراق


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - مصطفى عنترة - على المرابط يتحدث عن زيارته إلى تيندوف ولقائه بمحمد عبد العزيز، وعن المصالحة، وعن إدريس البصري ومولاي هشام...