أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - مصطفى عنترة - حركة التوحيد والاصلاح المغربية بين الدعوة والممارسة السياسية















المزيد.....

حركة التوحيد والاصلاح المغربية بين الدعوة والممارسة السياسية


مصطفى عنترة

الحوار المتمدن-العدد: 874 - 2004 / 6 / 24 - 06:41
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


عاد إسم أحمد الريسوني، الرئيس المستقيل من حركة التوحيد والإصلاح، إلى الواجهة السياسية والاجتماعية، حيث تصدر في الآونة الأخيرة اهتمام المتتبعين والمراقبين للشأن الديني، إثر سلسلة كتاباته في عموده بالصفحة الأخيرة ليومية التجديد.
وكان موضوع خرجاته الإعلامية حول قضايا همت أساسا حملة الإغلاق التي استهدفت مدارس تحفيظ القرآن في العديد من المدن المغربية ومهاجمة مهرجانات الموسيقى التي تنظم بمختلف مواقع المملكة مثل مهرجان الموسيقى الروحية بفاس، مهرجان عبيدات الرمى بخريبكة، مهرجان كناوة بالصويرة..
هذه الخرجات فسرها البعض بكونها مقدمة للعودة إلى الواجهة السياسية والخروج من حالة الحصار الذي أرغم على الرضوخ إليه بعد التدخل القوي للسلطات المغربية في تنحيته عن رئاسة حركة التوحيد والإصلاح الدراع القوي لحزب العدالة والتنمية ذي التوجه الاسلامي.
ومن المعلوم أن حزب العدالة والتنمية وحركته الدعوية وكذا أداته الإعلامية تعرضوا لضغوطات قوية بعيد أحداث 16 ماي الإرهابية من قبل وزارة الداخلية، مدعومة بدعم قوي من طرف بعض الأحزاب السياسية التي رفعت راية "الاستئصال" وأيضا بعض المنظمات و الأصوات المدنية التي طالبت بحل الحزب أو على الأقل تقليم أظافره، بينما ذهب البعض الآخر إلى إمكانية تطهير صفوفه من العناصر المتطرفة والراديكالية ورسم حدود جديدة لعلاقة الديني والسياسي..
وأمام قوة هذا الضغط لم يكن من خيار أمام أصدقاء عبد الكريم الخطيب سوى الرضوخ إلى الأمر الواقع والانحناء أمام العاصفة حفاظا على وحدة الحزب حسب تفسير البعض منهم. وهكذا بعد سلسلة لقاءات، أرغم أحمد الريسوني على الاستقالة من رئاسة الحركة المذكورة بعد تناوله موضوع إمارة المؤمنين وبعض القضايا المرتبطة بها، كما أرغم بعده وفيقه الرميد عن التخلي عن رئاسة الفريق النيابي للحزب بالرغم من التشبث الواضح الذي أبداه زملاؤه في الفريق النيابي، أيضا لم تعد لبعض الوجوه (عبد الباري الزمزمي..) حضورا متقدما على المستوى الإعلامي كما كان في السابق.. مما يفيد أن الحزب ومعه الحركة تراجع موقعهما إثر التأثير القوي الذي مورس عليهما من قبل السلطة، ومن هذا المنطلق، فتعالي الأصوات الاعلامية يخفي وراءه الخوف من عودة بعض المشاهد المخيفة التي كان أبطالها مسؤولو حركة التوحيد والإصلاح دخلت في مرحلة جديدة لتكسير الحصار الذي فرضته عليها أحداث الجمعة الدامي.
لكن لماذا تجرأ الريسوني على إعادة إنتاج نفس الخطاب الذي كان سائدا داخل أوساط الحركة قبيل أحداث 16 ماي؟ وما هي الخلفيات الثاوية وراء خرجاته الإعلامية؟ وهل معنى ذلك أ ن "الاتفاق" الضمني الذي تم بين السلطة وقيادة حزب العدالة والتنمية لم يعد ساري المفعول أم أن الأمر يتعلق بالصراعات التي يعرفها هذا الحزب وحركته بعد ابتعاد عبد الكريم الخطيب عن الأمانة العامة للحزب وتهميش أصدقائه في الحركة الشعبية الدستورية الديمقراطية وسيطرة كوادر الحركة على تنظيمات الحزب؟
أكيد أن الأحزاب المنتمية إلى الصف الديمقراطي لم تستفد من التطورات السياسية التي حملتها أحداث 16 ماي الدامي، إذ لم تراجع طروحاتها و تطور خطابها وآليات عملها، كما أنها لم تكتسح مواقع جديدة وتملأ الفراغ السياسي الذي خلفته عملية إضعاف الحركة الإسلامية عموما وحزب العدالة والتنمية على وجه الخصوص.
وقد أظهرت الانتخابات الأخيرة ضعف هذه التنظيمات الديمقراطية، وزكاه طريقة تعاملها مع بعض الأحداث والوقائع، آخرها التعديل الحكومي التقني الذي أكد هشاشة الأحزاب السياسية ببلادنا أمام قوة حكومة البلاط والأجهزة الأمنية.. فالدولة ساهمت بدورها في إضعاف وتبخيس الأحزاب السياسية في تدبير الشأن العام لاعتبارات متعددة في مقدمتها سيادة فلسفة لدى الاتجاه الآخر (أي الحكومة البلاطية) تنبني على منطق جعل حزب التقنوقراط يحل محلها في إدارة الملفات والقضايا الكبرى التي تهم البلاد.
نفس السؤال يطرح نفسه بالنسبة إلى الهجوم الإعلامي القوي والممنهج على الخرجات الإعلامية لأحمد الريسوني، بمعنى أكثر وضوحا ما هي خلفيات وأبعاد هجمة بعض المنابر الإعلامية على الريسوني؟
مما لاشك فيه أن هذا الرد يخفي وراءه الخوف من عودة بعض المشاهد المخيفة التي كانت قد سادت في السنة الماضية، لعب فيها أصدقاء الريسوني دور المحرض الإيديولوجي وأيضا دور الحارس الأمين على القيم الأخلاقية.. فالكل يتذكر هجمتهم على شريط لحظة ظلام لصاحبه المخرج الشاب نبيل عيوش وما شابه ذلك.. وأيضا يخفي الفراغ الذي تشكو منه الساحة السياسية.
إن مهاجمة الريسوني للمهرجانات الموسيقية المنظمة في بعض المدن المغربية ربما راجع إلى الخوف الذي تمثله مثل هذه التظاهرات الفنية والثقافية..في استقطاب الشباب، فهي تخشى من كون هذه المهرجانات تخفي بعض الأهداف الخفية للجهات التي وراءها كمنافس للحركات الإسلامية التي يشكل الشباب قاعدتها الأساسية ودخيرتها الحية.. لكن هناك في جبهة الريسوني من يرى أن بعض الجهات تساهم ببعض الأنشطة في إعادة الحياة إلى التيارات الراديكالية داخل الحركة الإسلامية، بمعنى أنها تجعلها تستغل هذه الفرص وخاصة عندما يتعلق الأمر بالجانب الأخلاقي، كما أن هناك من يرى أيضا في تبرئة الشواذ بتطوان والذي قالت مصادر مطلعة أن ذلك تم بناء على "تعليمات" استفزازا لهذه التيارات للعودة إلى الواجهة والظهور بلباس الوازع الأخلاقي، خاصة وأنها تعلم جيدا حساسية مثل القضايا عند المغاربة...
الظاهر أن أصدقاء الريسوني لم يتكيفوا بعد مع إكراهات الواقع، ذلك أنه بدل مواجهة القوانين وإعادة الاعتبار إلى البعد التشريعي الذي يشكل حسب البعض جزءا لايتجزأ من العمل الاسلامي نجدهم يركزون على الجوانب الاخلاقية والتربوية والاجتماعية..ناسين أومتناسين أن مشروع أسلمة الاقتصاد والمجتمع لا مكان لتحقيقه في المغرب لاعتبارات سياسية ودينية وثقافية.. فالصعوبة تظهر أولا في واقع مسيج اقتصاديا باكراهات الواقع وتفاعلاته الداخلية والخارجية.. وثانيا في واقع سياسي قائم على علمانية نسبية.. وثالثا في واقع ديني قائم على أحادية الفاعل الديني واحتكار الملك لامارة المؤمنين..
لقد كانت المشاركة السياسية المشروطة لأصدقاء عبدالاله بنكيران خيارا إضطراريا أملاه الخوف من العزلة والاقصاء وما شابه ذلك، حيث تم رسم حدود معقولة بين الاتجاه الدعوي والاتجاه السياسي، لكن السنوات الأخيرة جعلت الاتجاه الأول يحتوي الاتجاه الثاني ويصبح بمتابة الواجهة السياسية لممارسة أنشطته الوعظية..
إن خيار المشاركة المشروطة لأصدقاء أحمد الريسوني لم يكن الهدف منه "التطبيع" مع المنكرات التي أشار إليها في كتاباته العديدة (الشذوذ الجنسي، عبدة الشيطان، مهرجانات موسيقى الرقص...)، بل الالتزام بقواعد العمل والممارسة السياسية على اعتبار أن العمل السياسي قائم على مقاصد وليس مجالا للتعبد.



#مصطفى_عنترة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحـركة الإسلامية في عيون إسلاميين مغـاربة
- تأملات حول الزحف المتواصل للحركة التنصيرية بالمغرب
- عمر وجاج آيت موسى، الأمين العام للشبيبة الإسلامية المغربية ي ...
- عبد الله الولادي رئيس المنظمة المغربية لحقوق الإنسان يتحدث ح ...
- ميلاد تحالف يساري جديد خطوة جديدة نحو رد الإعتبار إلى اليسار ...
- حوار مع الصحافي خالد الجامعي
- اليسار المغربي في رحلة جديدة للبحث عن لم شتاته وتقوية موقعه ...
- المغرب شرف تنظيم مونديال 2010مقال حول تداعيات عدم نيل
- التحولات الكبرى التي مست المجال الديني في المغرب
- المغرب يقدم مساعدات لاسبانيا من أجل محاصرة الجماعات الاسلامي ...
- تأملات حول دور ومكانة العلماء في محاربة التطرف الديني بالمغر ...
- مؤشرات وساطة إسبانية لحل مشكل الصحراء المغربية
- الحركة العمالية المغربية وسؤال مواجهة مخاطر العولمة
- أسس شرعية ومشروعية النظام الملكي بالمغرب تحت المجهر
- أحمد بوكوس، عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية بالمغرب، ي ...
- جهادي الحسين الباعمراني، صاحب -ترجمة معاني القرآن الكريم بال ...
- أمازيغيون يقاضون وزير التعليم المغربي ضد استغلال المناهج الد ...
- عبد الله حافيظي السباعي، باحث متخصص في شؤون الصحراء يتحدث عن ...
- المحجوب ابن الصديق يستمر في قبض نقابة الاتحاد المغربي للشغل ...
- تداعيات أحداث 16 ماي الدامي تلقي بظلالها على المؤتمر مر الوط ...


المزيد.....




- إعلان مفاجئ لجمهور محمد عبده .. -حرصًا على سلامته-
- -علينا الانتقال من الكلام إلى الأفعال-.. وزير خارجية السعودي ...
- عباس: واشنطن وحدها القادرة على منع أكبر كارثة في تاريخ الشعب ...
- شاهد.. الفرنسيون يمزقون علم -الناتو- والاتحاد الأوروبي ويدعو ...
- غزة.. مقابر جماعية وسرقة أعضاء بشرية
- زاخاروفا تعلق على منشورات السفيرة الأمريكية حول الكاتب بولغا ...
- مسؤول إسرائيلي: الاستعدادات لعملية رفح مستمرة ولن نتنازل عن ...
- وزير سعودي: هجمات الحوثيين لا تشكل تهديدا لمنتجعات المملكة ع ...
- استطلاع: ترامب يحظى بدعم الناخبين أكثر من بايدن
- نجل ملك البحرين يثير تفاعلا بحديثه عن دراسته في كلية -ساندهي ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - مصطفى عنترة - حركة التوحيد والاصلاح المغربية بين الدعوة والممارسة السياسية