أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد هالي - صور من واقع مضى ! الصورة : 10














المزيد.....

صور من واقع مضى ! الصورة : 10


محمد هالي

الحوار المتمدن-العدد: 3776 - 2012 / 7 / 2 - 11:24
المحور: الادب والفن
    


نوم و استيقاظ، و موت يحضر و يغيب، و الحياة لا تريد انقطاعه، أتحدث معكم أيها الموتى، أشعر بالسعادة، عندما أخاطبكم، أقول ما شئت ،و لا من يجيب، الحقيقة في الحياة، أما حقيقة الموت لا تستطيع أن ترسل المعنى، العدم لا ينتج المعرفة، لأنه يكتفي بمعرفة الحياة، تقول الحياة ما تريد، و الموت تستمع، حقيقة الحياة لا حقيقة العدم تتفشى و تنتشر، من يسرق لقمتي ؟ من يداعبني؟ إنها أفعال كانت مشتركة في السابق،و تفردت، وحدي أتذكر العدم، و وحدي أشكي للعدم، وحدي أحب العدم، و أرغب بأن يعود العدم إلى الحياة، مطلب عسير، لكنه مطلب تحتاجه الحياة لتستمر قبل أن تستقبل الموت، أعيش الآن أحلاما حلوة، تصطادني ثقيلا، جثة في الحياة، تعيش على ذكريات الموتى، و أحداث العدم، لأن في الحياة حررنا مدينة العرفان، و لم تتحرر الأمة العربية، تأكد هذا و سيتأكد، إذ لم يعد للحظر العملي أي دور، تجمعات تنتشر، نقاشات تشرح و تفسر، الأزمة و الأزمات، تظاهرات تجوب كل مرافق مدينة العرفان، القمع لم يعد نافعا، لم يعد الاستفزاز من طرف واحد، استفزاز متبادل، كل من موقعه الخاص، لنا مطالب و لهم ردود، فصائل و أحزاب، و مكونات تتشاجر، على أبسط الأشياء، و أتفهها، لا غالب و لا مغلوب، معارك تتفشى بفعل تسارع الأحداث، ظلام بدأ ينهض بعد سبات عميق، ينمو و يتدفق، بدت معالمه تظهر، يلقيه المجتمع، يقذفه، مشحونا، ارتودوكسي التصور، و المبادئ، نفند لكن بدون جدوى، مفاهيم جديدة تتبلور، و تنتشر، حرب أخرى بدت معالم نهايتها مستحيلة، لكننا نشرح و نواجه،
معارك كثيرة نشبت، تخلف جرحى و آلاما، و حرب المواقع لم تنته بعد، التحاليل، و الرؤى تظهر أنها ستتفشى، و الخاسر الأكبر هم الطلبة، صراع تحول من الدولة إلى الجامعة، أزمة هي إذن، انشقاق و تشرذم، ثبات لا تقدم، معارك متضاربة، و متناقضة، فرجة تبهج الحاكمين، و خسارة تقتل المحكومين، الفقراء يقتلون بعضهم البعض، و الأغنياء يتفرجون، كم من نقاش أجرينا، و كم من حلول اقترحنا للحد من هذا الداء؟ أتذكر جيدا أنك علي هاشم قلت في إحدى تدخلاتك:
- الأزمة هي أزمة المجتمع، لا تستطيع الجامعة أن تتغلب على هؤلاء، فهم ينمون مثلما تنمو الطحالب، لكن المياه أصبحت عكرة منذ زمان، فماذا ننتظر إذن؟ نحن فقط نحاول أن نحد من تفشي الظاهرة، و في المحاولة نوع من التحدي.
و بمرارة أضاف بهلول:
- المسالة تكمن في أن المجتمع أصبح يرسل أعدادا هائلة من هؤلاء المتعصبين، و يرجع هذا إلى تدني الوعي لدى غالبية التلاميذ، نتيجة تدني البرامج التعليمية، و على رأسها أنها غيبت الحس النقدي، و التحليلي، و التركيبي، مما سهل تقبل الفكر ألقيمي، أكثر من الفكر العلمي، و النقدي، و بؤس هؤلاء المساكين أنهم لا يفقهون شيئا، لا في الدين، و لا في السياسة، و أن ضحالة ما هو معرفي يجعلهم يلجئون إلى العنف كحل نهائي لفرض أطروحاتهم.
و شبه خالد الميدسين هؤلاء تشبيها ماثل فيه تصور هؤلاء بتصور النازية:
- إذا كانت ألمانيا، ركزت على ما هو عرقي من أجل جر عدد لا يستهان به من الألمان، فإن هؤلاء يلجئون إلى تأويل، و تشويه، ما هو عقائدي، أي تسييس العقيدة، لتحقيق مآربهم، فالهدف واحد، و يتمثل في العنصرية، و إقصاء الآخر، لأنهم يعتقدون أنهم وحدهم يملكون الحقيقة، رغم أن هذه الأخيرة نفسها تقبل الاختلاف و تضارب الآراء.
و هذا ما أشارت إليه سعيدة حينما لاحظت أن هؤلاء يريدون التوجه إلى المستقبل بعيون الماضي، فأردفت قائلة:
- مفاهيم غريبة، قوى الاستكبار، قوى الاستضعاف، هل الأمر يتعلق فقط باستبدال المصطلحات لكي يظهروا التميز؟ ألم تكن هي نفسها مستنسخة من تصور ماركس المتمثل في مسألة الطبقات الاجتماعية،؟ إنهم غرباء في هذا الزمن، و ضعفاء أمام هول التقدم العلمي، فما عساهم أن يفعلوا في زمن انهيار الدول، و القوميات و أصبح الاقتصاد المعولم يجسد تبعية التبعي للمتبوع، و غزو ثقافة القوي للضعيف.
و لما اشتد السجال، تدخلت بطريقة لا تخلو من استهزاء، مخاطبا بهلول:
- العدم دائما يسبح في الوهم، ما أصعب إن يصحو الإنسان من سباته، و يجد نفسه وسط الأوهام، الفقر و البؤس، و انسداد الأفق، كلها أشكال تفتح المجال لهؤلاء، كي يحتلوا مواقع متقدمة في المجتمع، لكنهم في آخر المطاف، سيجدون أنفسهم في يوم ما، أنهم كانوا يطاردون الأشباح.
- لماذا العتاب و المحاسبة، أليس من حقهم أن يحققوا وجودا في اللاوجود؟ أن يحلموا بقوم أحسن من قوم آخر، يملك الفرسان، ويتلذذ بفطرية الطبيعة، و يحارب بالسيوف و الرماح، بدل صوت المدافع و الدبابات و القنابل الفتاكة، أليس من حقهم ان يعشقوا الماضي الذي يحكي عنه الأجداد بدل ما يشاهدونه من صنائع و مصنوعات و لم يستفيدوا منها إلا بالفتات؟ من حقهم أن يعودوا إلى السلف مادام الخلف أضر بقوانين الطبيعة و أفسدها.
- لكن هناك عراقيل أصبحت تواجهنا، طلبة ينسفون كل شيء، منا و ضدنا، إيديولوجيا تتعصب، حركة تواجه بالجمود، و سكون يحتاج إلى حركة، و لا حركة بدون صراع، يشتد التأزم، فتصبح القضية عاهة أصابت الجسم من الداخل، وعلى هذا الأخير أن يجدد طاقاته، لكي يشفى من الداء، هل سيتوفر الدواء، في ظروف تفشي الأوبئة؟
- سؤال أطرحه على الموتى، لأنهم لم يجيبوني، صمت جميل عندما لا أجد الحل، أمرح بأسئلتي أتلذذ بتخيلاتي، الموتى لا يتكلمون، و الموتى نهاية بلا حلول، و السؤال سيبقى سؤالا مطروحا، يبحث عن أجوبته في الزمن، و الداء ليس بالضرورة يحتاج إلى الدواء، أشكركم أيها الموتى، دمتم لي الموعظة، و دمتم لي الضمير، الذي ما إن يصحو من غفوة حتى يسقط في أخرى، أكثر من العدم، و أقسي من الموت...؟ !!!



#محمد_هالي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اشتراكية العالم العربي أم ليبراليته؟
- صور من واقع مضى ! الصورة : 9
- صور من واقع مضى ! الصورة : 8
- صور لواقع مضى ! الصورة: 7
- صور من واقع مضى ! الصورة: 6
- صور من واقع مضى ! الصورة: 5
- صور من واقع مضى ! الصورة: 4
- صور من واقع مضى ! الصورة:3
- صور من واقع مضى ! الصورة:2
- قشرتا موز
- صور من واقع مضى ! الصورة:1
- من سمح لهم بذلك ؟ !
- سياسة الإعداد أم اعتدال السياسة؟
- عدالة المساواة، لا عدالة الإنصاف
- وجهة نظر في -الربيع العربي-


المزيد.....




- ركلها وأسقطها أرضًا وجرها.. شاهد مغني الراب شون كومز يعتدي ج ...
- مهرجان كان: الكشف عن قائمة الـ101 الأكثر تأثيرا في صناعة الس ...
- مسلسل طائر الرفراف الحلقة 70 مترجمة باللغة العربية بجودة HD ...
- السحر والإغراء..أجمل الأزياء في مهرجان كان السينمائي
- موسكو تشهد العرض الأول للنسخة السينمائية من أوبرا -عايدة- لج ...
- المخرج الأمريكي كوبولا على البساط الأحمر في مهرجان كان
- تحديات المسرح العربي في زمن الذكاء الصناعي
- بورتريه دموي لـ تشارلز الثالث يثير جدلا عاما
- -الحرب أولها الكلام-.. اللغة السودانية في ظلامية الخطاب الشع ...
- الجائزة الكبرى في مهرجان كان السينمائي.. ما حكايتها؟


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد هالي - صور من واقع مضى ! الصورة : 10