أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد هالي - صور من واقع مضى ! الصورة:2














المزيد.....

صور من واقع مضى ! الصورة:2


محمد هالي

الحوار المتمدن-العدد: 3748 - 2012 / 6 / 4 - 02:17
المحور: الادب والفن
    


هذا التاريخ كنت شيئا، تحارب، يحسب لك ألف حساب، علي هاشم معارض، رافض، يأكل يشرب، يمشي، ينعم بالوجود، يقاتل من أجل الحقيقة، يناور من أجل الانتصار، يستغل كما يستغل، تقاسي الألم، شعارك الصبر ، مادام يعتبر مفتاح الفرج، تتغلب على المآسي التي لا تنتهي، أتذكر ما تحدث به بهلول في الخفاء، قبل العلن:
- علي هاشم شخصية فذة، متمكن، يحمل في داخله تاريخا، طويلا نجهله، له ماض في حاجة إلى معرفة، ماض مؤثر، و أليم، و حزين، ربما ظلم من المجتمع، أو من الواقع، و الوجود، ربما ظلم الأب و الأم، قد تكون الأسرة هي الخاطئة، أو هو الخاطئ، لأن في الوجود تكثر الأخطاء، عليه أن يقاسي، لأن الواقع لا يحل إلا بأناس ذاقوا مرارة القسوة، لأنه يدفع الإنسان للبحث عن حلول، و حلول علي هاشم معنا، في مواقفنا، مبادئنا، و تصوراتنا، لن نتماهى إلا معه، لأنها حل لمعاناته، و همومه، فهم الدولة، و الطبقة، و الحزب، و البورجوازية، و السياسة و الساسة، لم يعد جاهلا، علي هاشم جزء منا، فرحنا و حزننا، رائد عظيم، يؤثر بشموخه، و تعاليه، يتفاعل، يحلل، يستنبط، يقترح الحلول، يبحث عن الصواب لا الخطأ.
كنت آنذاك أستمع لبهلول بعناية كبيرة، لأنه يتوفر على خاصية لمعرفة الأشخاص، و انتقائهم، كان يحب الجلوس معك، اكتشف عمق الهموم و المعاناة، من خلال النقاشات و الحوارات التي تتم بينكما.
- اسمعوا، و عوا، علي هاشم ليس بسيطا، مناضل، سنحتاج إليه، لدرايته ، كامل مما يحمله الكمال من معاني التسامي و التعالي، يحتاج فقط إلى أشياء للحب و الحنان، و المداعبة و اللطف، لأنه قاسى بما فيه الكفاية، يرغب بأن لا يقاسي المرء من بعده، انقاد الكل انقاد له، لشخصيته، عجيب هو، و فريد في العجب، يتمظهر فيه الرفض، في تصرفاته، و صيحاته، و خطاباته، يريد الكل أن يكون في صفه، معه، مؤمن بالتغيير، و التغير، فقط يحتاج إلى الضبط، و المتابعة، و المثابرة، التوجيه و النصح، سيكون معنا، في صفنا، لأنه لنا، و نحن له.
بهلول صديقك، يعرفك أكثر منا، يفهم قصدك، و يدرك أن شخصيتك مملوءة بالرفض، و الاحتجاج، ملاحظات بهلول دقيقة للغاية، أمام كثرة الهموم و الأزمات، أراد أن يخرجنا من المقت، فقص علينا حكاية طريفة تنم عن ملاحظة دقيقة، و مغرية، كنت حاضرا معنا تستمع لتعليقاته، تنظر، و تراقب كلامه، تترنح بابتسامتك الماكرة، مدهش و مغري في آن واحد.
- علي هاشم له خاصية فريدة في تناول الطعام، فهو يجرف كل شيء، يبتلع الأشواك، إذا كان الطعام سمكا، و يبتلع الأحجار إذا كان الأكل عدسا أو فولا، لكنه قبل النوم فهو يستعد لتنظيف معدته، يزيل ما هو غير صالح كالحصى، و الأشواك، و بعض الزبال أيضا، و يسترجع ما هو صالح إلى معدته.
ضحكنا جميعا، و ابتسمت، بل أكثر من هذا، ضحكت في آخر المطاف و لم تترك الموقف يمر بطريقة اعتباطية، أجبت بفخر و اعتزاز نفس، لتعيد تفسير ما فاه به بهلول بطريقة أخرى.
- بهذا الشكل، أستطيع أن أحارب جمهورا غفيرا يزدحم على صحن لا يكفي فردا واحدا، لهذا فأنا أبتلع بدون تضييع للوقت في المضغ، و التلذذ، لأن هذه الأشكال الأخيرة تأتي في وقتها المناسب، بالإضافة إلى أن هذه الخاصية الفريدة كما قال بهلول تساعدني على تنظيف معدتي لأن من عاشركم سيصبح مهيئا لأعراض مستعصية على العلاج، خصوصا أن الأطعمة المتناولة قليلة جدا، كما أن أصابعكم لا تضع فرصة للتلذذ، و التعثر.
قهقه البعض منا، و ضحك بهلول لأول مرة، مظهرا شخصية أخرى، و جانب آخر كان مختفيان تبين لنا أن للصرامة و المعقولية حدود، الإنسان هو الإنسان، فرح و حزن، جد و هزل، ضحك و بكاء، غضب و هدوء، و في نفس الوقت ملاحظة بهلول بينت لنا أن علاقتك به فريدة، تحمل الكثير من الخصوصيات لا ندركها، يحبك أكثر منا، يريدك أن تكون بطلا، محللا، فيلسوفا، سياسيا بارعا، في المناورة، و التنكر، في الحقيقة أن بهلول معجبا بك إلى حد يقبل تفاهتك، بصبر وعناية فائقة عن اللزوم، لهذا فأنت تعرف بهلول أكثر منا، تحتمل معقوليته لكنك تخافها، تتستر على جرائمك البسيطة، و تنصح من كان معك أن يغير مسلكياته أمامه، ليس خوفا منه، إنه التقدير و الاحترام الذي تكنه له، تريد بأن تبقى شخصية فريدة و متميزة في نظره، أنت و هو شيء واحد.



#محمد_هالي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قشرتا موز
- صور من واقع مضى ! الصورة:1
- من سمح لهم بذلك ؟ !
- سياسة الإعداد أم اعتدال السياسة؟
- عدالة المساواة، لا عدالة الإنصاف
- وجهة نظر في -الربيع العربي-


المزيد.....




- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد هالي - صور من واقع مضى ! الصورة:2