أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد هالي - صور من واقع مضى ! الصورة : 8














المزيد.....

صور من واقع مضى ! الصورة : 8


محمد هالي

الحوار المتمدن-العدد: 3763 - 2012 / 6 / 19 - 08:43
المحور: الادب والفن
    


عدنا علي هاشم في وقت ما، و نحن على أمل أن نطور الانتصار، من خلال الأنصار، القدامى و الجدد، لكن الرياح تجري بما لا تشتهي السفن، تكدسنا أمام إدارة الثكنة، كان أملنا أن يستمر الحشد قويا، صلبا شامخا، لكننا منعنا من ولوج الثكنة، الجدارية التي أفرحتنا، أحزنتنا، انفتاح المطعم، وإغلاقه، استفادة و رفض، جداريتان تناقضا إلى حد التفاهة، أكل و حرمان، شبع و جوع، قاطنون و لاجئون، أسماء حكموا عليها بالاستمرار،و أخرى حكموا عليها بالطرد، قائمة تحتوي على أكثر من نفر، شملهم الطرد بدواعي الفوضى و الشغب، أو بدافع عدم الرغبة في وجودهم في هذا المكان، كان اسمك علي هاشم، ضمن القائمة، و أسماء أخرى، اعتقدوا أنهم من طينتك، سلالتك غير مرغوب فيها، يجب عليها أن تبتر، أن يقضى عليها، إفراغ للحركة من أجل السكون، هل سينتهي الغناء، و تنتهي الشعارات،و ينتهي الرفض، و يحل القبول؟ هل ستنتهي المكتسبات و تبدأ الهزائم؟ احتجاجات لابد أن يقابلها هجوم، قمع و قوة، طرد و جوع، مصير منتظر لكل من ينحاز إلى مصلحة الأغلبية، هي ضريبة النضال لابد منها، تنبؤات كثيرة تراءت لنا في الحين، ستبدأ الاحتجاجات، ستنطلق لا محالة، الحشد قوي، و مجهودنا لن يذهب سودا، سوف لن تخيب الجماهير ظننا، ستعود يوما ما، و ستستمر الشعارات، و يستمر مارسيل خليفة، و الشيخ إمام، و العاشقين، سوف لن تنعم الثكنة بالسكينة، و الراحة، التربية على النصر، لن تخبو بسهولة، أملنا كبير، و يقيننا بذلك شجاعة لنا، لتستمر المعركة في أماكن أخرى، كل الأمكنة في حاجة إلى حركة، و كل المرافق في حاجة إلى علي هاشم، و بهلول، و مصطفى، و خديجة، إلى اللائحة كلها، سنستمر في الحياة.
كم كان فرحنا كبيرا و عظيما، حين وصلنا النبأ بأن الثكنة تشتعل من جديد، تظاهرات و احتجاجات لن تتوقف، تعلو بمطالب تتجدد، بوجوه أخرى، بعلي هاشم آخر، و بهلول آخر، لازالت الحياة تستمد قوتها من الحشد، من البدور التي زرعنا، ألم يقال "من زرع حصد" ، البتر لا يعني الموت، الطرد ترك بقاياه، رغم قوة التجسس و الرقابة، لم يتم التعرف على كل الرافضين، لا بهلول و لا علي هاشم يعرفهم، الحركة تحيى من جديد، و الحشد يفرخ أشكاله، النضالية، لم تكن في الحسبان، أتعرف علي هاشم ماذا سمينا أحد الأبطال الجدد الذي أخذ موقعنا؟
- لقبناه بمقاتل؟ !
الاسم جاء تلقائيا، لكنه تماثل معه حتى أصبح اسمه الأصلي غير معروف، شاب يحمل من الصمود، و التحدي، و التضحية، و خاصية الاستمرار، ما لا تستطيع كل أشكال القمع الموجودة في الثكنة أن تجعله يتراجع، و ترك المكتسبات تتحول إلى هزائم، استقبلناه في أماكننا الجديدة، كبطل من الأبطال، تتجدد المطالب و تتجدد معها المكتسبات، يستشيرنا، و نأخذ منه المستجدات، تحول رمزا للشهامة و النضال، هو المقرر و المسير، أدركنا من خلاله أن أبناء الفقراء لا يمكن أن يقبلوا بالذل و الهوان، هو أكل إذن، لكن أية تغذية يتقبلها هؤلاء الناس، الإنسان له خصائصه الثقافية، يأكل بعقله لا بغرائزه، كل المعالم الثقافية تتحكم في الشهوة، و اللذة، الإنسان كائن راغب و لا يحتاج، بقدر ما هي حاجيات بيولوجية بقدر ما أنها تلبى عن طريق ما هو ثقافي، و هذا هو الفرق بين الكائن الحيواني و الكائن الإنساني.
استمرت المكتسبات في تزايد رغم الحظر النقابي المفروض، و استمرت الثكنة تنتج أبطالها، رغم الطرد و التشرد الذي يشمل البعض، نتحدى، نمشي بخطى متثاقلة، نبدع ما لا يبدع، نوجه و نحن في حاجة إلى توجيه، يدخل المتفرجون و المهتمون و المتعاطفون، و يخرج المتعبون و اليائسون، وما بين الدخول و الخروج نتمتع بالثبات، وجوه لا تتغير تقطع مسافات طويلة، نجوبها صباحا مساءا، نحضر، لا نرغب في الغياب، كأننا نواب هذا الشعب، انتدبونا لنتكلم باسمه، لا هم معنا، و لا هم ضدنا، نملأ فراغهم، أوباش تتحدث، تخاطب، وجودها كعدمها، إنها الأغلبية الصامتة، تجني المكتسبات، تستفيد، و حين نحتاج إليها، تبتعد، هل نحن اخترنا هذا الشعب أم نحن الذين فرضنا عليه أن يختارنا؟ عليه أن يتقبلنا، أن يدرك ما لا يدرك بسهولة، الطبقة، و العبودية، و الحركة و السكون، أن يدرك بأننا هنا لنقول ما لا يقال، و أن يعرف انتدابنا لهذه المهمة، تضحية باهظة، آمن بها البعض لحد الشهادة، أ لا يكفي هذا أم نقول لهم أن ثمن الحرية يدفعها البعض، رغم فرجة و تسلية البعض الآخر؟ أم قانون الأغلبية يسير دائما بقانون الأقلية؟ أعتقد هذا ما حدث، و ما سيحدث، و سيبقى حدوثه ساري المفعول، إلى أن يتحرر الإنسان من أنانيته، و انتظاريته، و يندفع ليبحث عن حريته وسط الأغلبية، آنذاك نقول تحررنا.



#محمد_هالي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صور لواقع مضى ! الصورة: 7
- صور من واقع مضى ! الصورة: 6
- صور من واقع مضى ! الصورة: 5
- صور من واقع مضى ! الصورة: 4
- صور من واقع مضى ! الصورة:3
- صور من واقع مضى ! الصورة:2
- قشرتا موز
- صور من واقع مضى ! الصورة:1
- من سمح لهم بذلك ؟ !
- سياسة الإعداد أم اعتدال السياسة؟
- عدالة المساواة، لا عدالة الإنصاف
- وجهة نظر في -الربيع العربي-


المزيد.....




- مسلسل طائر الرفراف الحلقة 70 مترجمة باللغة العربية بجودة HD ...
- السحر والإغراء..أجمل الأزياء في مهرجان كان السينمائي
- موسكو تشهد العرض الأول للنسخة السينمائية من أوبرا -عايدة- لج ...
- المخرج الأمريكي كوبولا على البساط الأحمر في مهرجان كان
- تحديات المسرح العربي في زمن الذكاء الصناعي
- بورتريه دموي لـ تشارلز الثالث يثير جدلا عاما
- -الحرب أولها الكلام-.. اللغة السودانية في ظلامية الخطاب الشع ...
- الجائزة الكبرى في مهرجان كان السينمائي.. ما حكايتها؟
- -موسكو الشرقية-.. كيف أصبحت هاربن الروسية صينية؟
- -جَنين جِنين- يفتتح فعاليات -النكبة سرديةٌ سينمائية-


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد هالي - صور من واقع مضى ! الصورة : 8