|
نقد* أنهض الحزب و ... الوطن !
جابر حسين
الحوار المتمدن-العدد: 3684 - 2012 / 3 / 31 - 02:36
المحور:
الادب والفن
برحيل التجاني* ، فاض قلبه بوجع السنين فنزف للتو مرتين ، رفيق حزبه قضي ، غاب – فجأة – كما الندي ! فخالطه شيئا من الأنين و الأسي وأنجرح من قلبه البطين ! ستون عاما قضاها في النضال و ... في النزال ! ويفهمنا : " أن الأختلاف في الناس رحمة والتسامح في بلادنا سيرة سمحة ! " ثم راح يحصي نبضات القلب إذ تتقلب بين الخلايا والأوردة من ساقه إلي رئتيه ، جراء المطاردة والأختفاء والسجن وتشغيل ماكينة الحزب كي تصد عن الوطن المحرقة ! وهو، في الأتون من صخب المرحلة ، لم ينتبه لقلبه ... ولم يرحمه ! وظل يغمغم : " حزبي وشعبي يشدان من أذري " ! ولا يعاود أختصاصي الشرايين ، الذي سيحتاجه يوما لقلبه ، وللجميلة التي يعشقها في الحزب وللعاديات الطارئات يتربصن إليه الدرب ! حين رحل وردي* ، أعتصره ألما مفاجئا داعب العصب فكفكف دمعتين كلمتين و ... أغنية ! ترك الحزب لأول مرة عندما أنهك الجسد ألم الفراق ، وإلتحف السحاب من مقعده في الطائرة ! وهناك ... في البرهة التي رأي فيها الوطن ينذر بالفاجعة ! في " سانت ماري " غفي ، فلم ينتبه أنهم يزودونه بالقسطرة ! خفق – للمرة الأخيرة – قلبه برحيل حميد* الكارثة ! فغمغم ثانية ، بشفاه مشققة يابسة : " ياللوجع المتواتر يأتيني من قلب العاصفة " وأنفرط القلب منه كالمسبحة ! لكنه كان في المنورين يريد أن ينزع السيف من جسد الغمام ، كي يجاور المرايا بالمرايا والأغاني بالصبايا ! ولم يكن مضطرا أن يثبت لمجايليه المعاصرين أن الحزب لا يذهب في معية الراحلين ! المعلم الذي كان يبتسم حين تعتصره المحن ... ويردد : " أن نفع الحزب في شبابه ، وعطره يضوع من نضاله !". لكنه آثر أن يضمد الجراح كلها ولا يتزحزح عن خانة القضب ولا تقاعس يوما عن واجبات الحزب ! وعندما كتب سيرة " الرق "* كان يحدق في ملامح الوطن ويبصر في الأيادي الأفق والناس سواسية تقارع الحادثات نازلة نازلة ! ثم نظر في " النزعات "* فأبان مسيرة العرب العاربة ! وظل يردد : نعم يا درويش ، " الأيدلوجيا مهنة البوليس " لكنها باقية باقية شمسا في الشموس ، باهية و ... ساطعة !* فهل أطمأن إذ رحل ، لحال الجميلات والجميلون في الوطن ؟ وأن الحزب يكون ترياقا يضمد منا جراح الزمن ؟ ثم راح في غيبوبة القلب كي يصيح في الناس : " لا تصدقوا المخادعون في المرحلة فالطغاة إلي الجب والبقاء – يارفاقي – لمسيرة الشعب والحزب ، فهي وحدها خالدة باقية ! " . أطمأن إذ رحل ، حين رأي الغد أخضرا وأحمرا وكيف شيعه الوطن ، بالحشود الحاشدة أنها قيامة البلد ... كأنها ، الثورة القادمة ! ---------------------------------------- * نقد ، محمد إبراهيم نقد السكرتير العام للحزب الشيوعي السوداني الذي رحل مساء يوم الخميس 22/3/2012 بمستشفي " سانت ماري " بضواحي لندن ! * تجاني ، التجاني الطيب بابكر عضو اللجنة المركزية والمكتب السياسي للحزب الشيوعي السوداني رئيس تحرير " الميدان " الناطقة باسم الحزب ، صديق عمر ورفيق كفاح طويل مهيب للراحل نقد ! * وردي ، فنان وموسيقار السودان الكبير الذي رحل ليلة السبت 18/2/2012 بمستوصف فضيل الطبي بالعاصمة السودانية الخرطوم ! حميد ، محمد الحسن سالم " حميد " شاعر العامية الكبير الذي رحل جراء حادث حركة صباح الثلاثاء 20/3/2012 ! * الرق ، إشارة لكتابيه : " علاقات الرق في السودان " و " علاقات الأرض في السودان " وهما - معا – من أغني المصادر المعرفية في موضوعهما في المكتبة السودانية ! * النزعات ، إشارة لكتابه المهم : " حول النزعات المادية في الفلسفة العربية الأسلامية " وهو حواره الثر مع كتاب " النزعات " للمفكر الشهيد حسين مروة وقد قدم للكتاب الراحل محمود أمين العالم وصدر عن دار الفارابي ! * الأيدولوجيا ، إشارة لمساهمته الضرورية حول مفهوم الأيدلوجيا حيث تتبع – بدقة العالم الذكي – مسار المفهوم منذ بداياته حتي معالجاته لدي ماركس وانجز وأبان بوضوح جلي ما وقع من خلط و " تخليط " بين الأيدلوجيا والعلم ، ثم دعا لسيادتها كمنهج يتطور تبعا لتطور الحياة والتاريخ لصالح تقدم البشرية ونهوضها صوب مستقبل زاهر و ... أفضل !
#جابر_حسين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الأحزان هي التي غيبتنا !
-
كنت الجسد إليها !
-
ليلة أرتدي القمر السواد !0
-
وهل حاذرتهن النساء يا أمي ؟
-
وجع الرحيل ياوردي !0
-
راهن السودان في رؤية داعية الحقوق صالح محمود !0
-
مقال في وجه أمام جائر يؤدي بكاتبه لبيوت الأشباح * !0
-
أنثي الشجر !0
-
حوار مع د . حيدر إبراهيم حول نظام المتأسلمين في السودان !
-
حسين مروة : نتذكره و ... نسير في التنوير !
-
تصمت كي تحدث عصافيرها !
-
في عيد الحب : وردتين إليها و ... قبلة !0
-
الفنان والحاكم: في المنفي، نعم في البيت4 !0
-
شفتاك !
-
الوحيدة !
-
تأتيني بأزرقها !
-
لوركا ، ريحانة الألفية الثالثة أيضا ! 1/2
-
قمرا لنهودها !
-
نقرأ فيك أوله !
-
بورتريه للمثقف !
المزيد.....
-
ماذا قال زوج ممثلة الأفلام الإباحية ستورمي دانيلز عن قضيتها
...
-
وفاة المخرج السوري عبداللطيف عبدالحميد.. الموت يغيب صاحب -نس
...
-
وفاة المخرج السوري عبد اللطيف عبد الحميد عن عمر يناهز الـ70
...
-
أقوى أشارة لتردد قناة روتانا سينما 2024 لمشاهدة أحلى الأفلام
...
-
زوج الممثلة الإباحية يتحدث عما سيفعلان -بعد نهاية محاكمة ترا
...
-
الممثل الأمريكي هاريسون فورد لم يساند في هذا الخطاب المظاهرا
...
-
مسلسل قيامة عثمان الحلقة 160 مترجمة باللغة العربية وبجودة HD
...
-
لأول مرة.. مهرجان كان يخصص مسابقة لأفلام الواقع الافتراضي
-
مشاهدة ح 160 مترجمة… مسلسل قيامة عثمان الحلقة 160 والموعد ال
...
-
ضجة وانتقادات تحيط بزيارة محمد رمضان لمعرض الكتاب بالرباط
المزيد.....
-
أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية
/ رضا الظاهر
-
السلام على محمود درويش " شعر"
/ محمود شاهين
-
صغار لكن..
/ سليمان جبران
-
لا ميّةُ العراق
/ نزار ماضي
-
تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي
/ لمى محمد
-
علي السوري -الحب بالأزرق-
/ لمى محمد
-
صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ
...
/ عبد الحسين شعبان
-
غابة ـ قصص قصيرة جدا
/ حسين جداونه
-
اسبوع الآلام "عشر روايات قصار
/ محمود شاهين
-
أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي
/ بدري حسون فريد
المزيد.....
|