أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سنان أحمد حقّي - ما يهمنا من الشاعر شعره وليس سيرته!














المزيد.....

ما يهمنا من الشاعر شعره وليس سيرته!


سنان أحمد حقّي

الحوار المتمدن-العدد: 3677 - 2012 / 3 / 24 - 11:45
المحور: الادب والفن
    


ما يهمنا من الشاعر شعره وليس سيرته!
الشعر صنعة ومهارة فرديّة كأي صناعة أو مهاة مثل الموسيقى أو الرسم أو غيرها ولا يُشترط على الشاعر ما يُشترط على رجل الدين أو الزعيم السياسي أو القائد الجماهيري أو شيخ العشيرة أو طالب الوزارة أو الإمارة فما يهمّنا منه أن يكتب لنا شعرا جيّدا جميلا صادقا يحقّق فيه عناصر الجودة والطلب الذي يُشبعه الشعر في الوجدان والقلب ولكنّنا اليوم نرى معارك ونزاعات تتّسع لكل ما جاور الإبداع من سمات وصفات وتتعدّاها إلى التصرفات الشخصيّة والسمعة وما إلى ذلك مع أننا نعرف جيّدا أن لا الشعوب الأخرى ولا حتّى شعبنا ولا تاريخنا طالب الشعراء والمبدعين بأكثر من نتاجهم وإبداعهم وكم كان لدينا من الشعراء من لم يكن يصلح لا لأمارةٍ ولا لزعامةٍ ولا وزارةٍ إلاّ الشعر وآخرون لم يكن يصلحون للشعر رغم أنهم كانوا يصلحون لكل شئ وبضمنه الإمارة والوزارة والزعامة إلاّ الشعر والناس تفهم هذا بلا منازعات ولا مهاترات ولا جدل كثير ولنا أمثلة كثيرة في تاريخ الآداب العالميّة والعربيّة على حدٍّ سواء وأمامنا شكسبير العظيم الذي كتب ما كتب وقدّم للتراث الإنساني ألاّ أنه انزوى بعد مرحلة في بيته واعتزل عن الشعر ليعود كأي موظف متقاعد بلا لقب ولا مركز اجتماعي وأمامنا الشاعر الفرنسي آرتور رامبو الذي عاش في القرن التاسع عشر وأثنى عليه فكتور هوغو وقد نبغ في الشعر في طفولته حتّى لقّبه هوغو بطفل شكسبير لكنه كان متحللا من الأخلاق تماما وقد اعتزل الحياة الأدبيّة والشعر في سنّ الحادية والعشرين و انحدر للعمل في تجارة الرقيق وهو ( الشاعر) ولكن كل هذا الإنحدار الخلقي المتعدد لم يمنع الفرنسيين أن يعتزّوا بشعره وموهبته واعتباره من رموز الشعر الفرنسي وهو أدب شامخ كالطود.
ولنا في شعراء كثيرين من العرب أمثلة واضحة ومشهورة فمثلا نجد أن حسين مردان الذي شيّد شاعريّته بتحصيل بائس في الكتّاب فقط وهو إبن شرطي ( نفر) في أحدى المناطق الريفيّة ليصبح شاعرا كبيرا وأحد أعمدة التجديد في العراق ولم يتناوله بعد عالم الأدب العربي بما يستحقّ من نبوغ وشاعريّة وهو على ما هو عليه من الجرأة الإجتماعيّة التي بلغت حدّ التحلل الأخلاقي أحيانا عندما كتب في ثدي أمّهٍ وغير ذلك من القصائد العارية والمجون والإستهزاء بالقيم الإجتماعيّة والأخلاقيّة ولم يكن مقدّرٌ حتّى في أمم أكثر تقدّما لمثل هذا الشاعر أن يبلغ ما بلغه من تأثير في الأدب حيث يسمع ويقرأ أدبه وشعره مبدعون عالميون حتّى تلقّبه إحدى الصحف الفرنسيّة ببودلير العراق ورغم كل هذا ورغم أن الأوساط الأدبيّة تتناقل إلى اليوم نوادره وتبذّله في حياته الخاصّة وغرائب سيرته ألاّ أن أحدا لا يستطيع أن يقول أنه ليس شاعرا بل له إلى يومنا هذا معجبون وقرّاء كثيرون وفي تاريخنا العربي هناك شعراء هازلون أو ساخرون وآخرون خرجوا عن القيم الأخلاقيّة كما فعل كثير من الذين تغزّلوا بالمذكّر ونتاجهم إلى يومنا هذا يملأ العديد من كبريات المصادر المهمة في تاريخ الأدب ولهذا فأبو دلامة شاعر مطبوع ،ولا يُجادل أحد في شاعريّة أبي نؤاس ولا عدد لا يُستهان به من ندماء الخلفاء ومن صاحبهم فكلّهم شعراء أتى التاريخ على ذكرهم ليس لأنهم كانوا صالحين أو غير صالحين بل لأنهم شعراء فقط وليس هناك من كان يُعيب على شعرهم الخروج على التقاليد أو الأعراف أو الأخلاق وإن حدث فلذلك مبحث يخرج عن الشعر والأدب ، وجودته وشاعريّته.
كنت أمسِ أنظر وأتجوّل في اليوتيوب لأقف عند الراحل فيلمون وهبة وهو ممثّل كوميدي وساخر ولا تستطيع أن تداري ابتسامتك عندما تنظر إليه وهو الطويل جدا والضخم عندما يقوم بدور ساخر أو يبيع حبوب الذكاء أو يتجوّل على حماره وسط المسرح وتستغرب جدا عندما تعلم أنّه هو واضع عدد من ألحان المطربة الكبيرة فيروز ومنها يا دارة دوري وكثير من الأغاني الرائعة والجميلة بل أنه هو الذي سبق له أن وضع ألحان أغاني وطنيّة منها أغنية يا عروس المجد للشاعر الكبير عمر أبو ريشة وغنّتها المطربة المعتزلة سلوى مدحت وهي من الألحان الوطنيّة الخالدة ولا أدري هل يؤثّر دوره في تمثيل المسرحيات الساخرة على ألحانه الوطنيّة في أذن السامع؟
إن نتاج الأديب أو الشاعر أو المبدع هو الأمر الذي يجب أن يشغلنا لا سيرته الشخصيّة ولا تناقض في هذا لأنه أي الشاعر والمبدع يقدّم لنا ثمرة لشجرة يجب أن نرعاها لتُعطي أكثر وأفضل وليس أميرا أو زعيما وإن كان كذلك لأن الأمرين مختلفين فأبو فراس الحمداني شاعرٌ والمتنبّي شاعرٌ كذلك رغم أن أبا فراس أميرٌ والمتنبّي كما هو معلوم فلا نميّز بين الإثنين بسبب أن أبا فراس أميرٌ ولكننا نفاضل بين الإثنين بشعرهم وليس بمراتبهم الإجتماعيّة.
وهذه أمور بديهيّة كما أرى ولا أدري لماذا يضطرّنا الناس بين الحين والحين أن نتذكّرها ونُذكّر بها!



#سنان_أحمد_حقّي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما هو الأدب ؟ وماهي ما بعد الحداثة ؟ ووجهة نظر !
- عصر فجر الكولونياليّة !
- كوننا أصحاب قضيّة عادلة فهذا لا يكفي
- القصيدة الريفيّة
- مهدي محمد علي .. وانطلاقة النص من النقد أم النقد من النص؟
- ألمعرفة بين الدين وبين الفلسفة والعلوم!
- إلتزام الوعي والعفّة منهجٌ كفيل باجتياز المرأة للمنعطف الجاد ...
- أعلمانيّة ٌهي أم...؟/2
- تُرى ..هل أن إنسانا جديدا قادمٌ حقّا..؟
- أعلمانيّة ٌهي أم...؟
- صادقون مع شعبهم ..صادقون مع أنفسهم!
- فلسفة ماركس أم الفلسفة الماركسيّة ؟!
- عندما نقف أمام عمل تشكيلي..!
- تعضيدا لنداء الدكتور كاظم حبيب والأستاذ الدكتور إحسان فتحي . ...
- زائرٌ من المستقبل..!
- التصميم الحضري..تخصّصٌ مفقود ٌ تقريبا!
- إلى أنظار السادة المسؤولين عن موقع الحوار المتمدن الأفاضل!
- مهدي محمد علي.. شاعرٌ وليس كاتبُ جنّة البستان فقط !
- من هو الشاعر ؟
- مثقفون و مثقفون..!


المزيد.....




- نتنياهو عن إصدار مذكرة اعتقال ضده من الجنائية الدولية: مسرحي ...
- كرنفال الثقافات في برلين ينبض بالحياة والألوان والموسيقى وال ...
- ما الأدب؟ حديث في الماهية والغاية
- رشيد مشهراوي: مشروع أفلام -من المسافة صفر- ينقل حقيقة ما يعي ...
- شاهد الآن ح 34… مسلسل المتوحش الحلقة 34 مترجمة.. تردد جميع ا ...
- مصر.. تأييد الحكم بالسجن 3 سنوات للمتسبب في مصرع الفنان أشرف ...
- بعد مسرحية عن -روسيات ودواعش-.. مخرجة وكاتبة تواجهان السجن ف ...
- بقضية الممثلة الإباحية.. -تفاصيل فنية- قد تنهي محاكمة ترامب ...
- مصر.. القبض على فنان شهير بالشيخ زايد بتهمة دهس سيدتين
- صلاح الدين 25 .. متابعة مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 25 م ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سنان أحمد حقّي - ما يهمنا من الشاعر شعره وليس سيرته!