|
معارِك آيات الله ، على السلطةِ والنفوذ
امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 3643 - 2012 / 2 / 19 - 11:54
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ليسَ سِراً ان هنالك صراعٌ تمتدُ جذوره الى قرون عديدة ، على " مرجعية " الشيعة ، بين العراق وإيران .. ولو لم يكن التَشّيُع أصلاً ، مُتعّلِقاً بتراث علي بن أبي طالب وأحقِيته في خلافة النبي مُحَمد ، ومأثرة إبنه الحُسَين بعد ذلك ، ومَقتَل كِليهما في العراق ، ووجود مرقَدَيهما هناك .. لولا كُل ذلك ، لما توانَتْ إيران في تجيير المذهب الشيعي بالكامل ، لحسابها الخاص ومصالحها القومية ومطامحها الامبراطورية ، وعلى الرغم من انها ، أي إيران ، لم تُقّصِر عبر التأريخ ، في السعي من اجل ذلك ، لكنها لم تنجح بدرجةٍ كافية كما أعتقد . فحتى في عهد نظام صدام ، الذي قمع الحوزة الشيعية في النجف في وقتٍ مُبّكِر .. فإستغلتْ إيران الأمر ، وإنتعشتْ أثر ذلك ، حوزة " قم " ، وحاولتْ ان تكون بديلاً للنجف .. إلا ان النجف بَقِيت هي [ المركَز ] والمقر الرسمي للحوزة . علماً ان الكثير من رجال الدين الإيرانيين الذين درسوا في النجف ومنذ عشرات السنين ، بَقوا في النجف وكربلاء ، وتقدموا في درجات الحوزة تدريجياً ، وإتقنوا العربية ، بل وصلوا الى منزلة آيات الله ، وتزعموا المرجعية في النجف ، وآخرهم " علي السيستاني " نفسه . والصراع على المرجعية ، ليستْ أسبابه الحقيقية ، كما أرى ، تقتصِرُ على الجانب " المذهبي " ، بل تتعداه الى المصالح الإقتصادية ، والنفوذ السياسي أيضاَ . من الطبيعي ، ان نظام البعث السابق وعلى مدى عقود ، عملَ جاهداً في سبيل " إختراق " الحوزة في النجف ، وجّند العديد من عملاءه ، من اجل تخريبها من الداخل ، وإضعافها ، والتجسُس على رجال الدين .. ورُبما يكون نجحَ أحياناً بصورةٍ جُزئية . غير ان قيام النظام البائد ، بِمُطاردة الناشطين الشيعة وسجنهم وتعذيبهم وقتلهم ، لاسيما قُبيل الحرب ضد إيران وأثناءها ، أدى الى لجوئهم الى ايران ، والإقامة فيها لسنواتٍ طويلة .. مما وّفرَ للنظام الايراني ، فُرصة ذهبية ، لل [ التأثير ] المباشر على ، الأحزاب الشيعية العراقية ، بل والضغط عليها من اجل توحيد رؤاها ، بِما يُلائم الإستراتيجية الايرانية . وحيث ان طبيعة المذهب الشيعي الإثني عشري في العراق ، يُتيح للشيعة [ تقليد ] أي مرجع من المراجع .. فلقد تنوّعتْ ولاءات الناس وتوّزَعَتْ على عددٍ من رجال الدين ، على الرغم ان هنالك رأيٌ شائع ، ان مُقّلِدي آية الله العُظمى " علي السيستاني " ، رُبما يكونون أكثر من مُقلدي آيات الله الثلاث الكبار الآخرين .. " محمد إسحق فياض " ، و " بشير النجفي " و " محمد سعيد الطباطبائي الحكيم " ، وغيرهم مثل " اليعقوبي " و " الحسني الصرخي " ... الخ . مناسبة هذا الحديث ، هي الاحداث الاخيرة ، التي وقعتْ في قضاء " الرفاعي " في ذي قار ، ثم إمتدتْ الى العديد من المدن والقصبات الاخرى ، من الفاو الى الديوانية والنجف وغيرها ، وما زالتْ تداعياتها تترى .. أدناه بعض الملاحظات : - بطل هذه الأحداث ، " رجل دين " شيعي مُثير لِلجدَل ، إسمه [ محمود الحسني الصرخي ] .. ولقد وضعت رجل دين بينَ قَوسَين مُتعمِداَ .. لأن هنالكَ من الشيعةِ مَن يقول ، بأن الرَجُل دخيلٌ على الحوزة ، ولا علاقة له بالعلم والإجتهاد ، وإنما هو مُدّعي يُمارس الهرطقة ! ، بل يقولون بأنه كان صديق عُدي صدام حسين ، حيث كانا معاً في كلية الهندسة التي تخرج منها الصرخي في 1987.. في حين ان أتباعه ومُريديه ، يرفعونه الى مراتب عُليا أعلى من جميع المراجع سواء في العراق او إيران ! .. ويجّلونه الى درجة تقرب من التقديس . - برزَ أسم آية الله العُظمى محمود الحسني الصرخي ، في الأحداث المأساوية ، في " الزركة " ، حيث سقط المئات من القتلى وآلاف الجرحى .. وكيلتْ له الإتهامات حينها ، مِنْ قِبَل الامريكان والحكومة العراقية .. إختفى بعدها لفترة .. ثم عادَ مؤيدوه الى النشاط خلال السنوات الماضية ، وفتحوا حُسينيات في الكثير من المدن والقصبات في الجنوب والوسط .. وكان لهم ، كما يبدو نشاطٌ مُمَيز في محافظة ذي قار خاصةَ . - يقول الصرخي ، انه ( يلتقي دورياً مع الإمام الغائب ، المهدي المُنتَظَر ، ويشرب معه الشاي ، وهو وحده الذي يراهُ ، وهو وحده وكيل الإمام ) .. وهنا يتقاطع الصرخي ، مع كافة المرجعيات سواء في ايران او العراق .. علماً ان مُريدي ومُقلدي الصرخي ، يُصّدقون أقواله ويثقونَ بهِ . - " يُقال " ان جُند السماء ، الميليشيا المُسلحة ، من أتباعهِ . - الصرخي ، كما يُرّوَج ، لايعترف بأي مرجعية في النجف ، وعلاقته سيئة مع إيران أيضاً ، وهو ضد الإحتلال الامريكي ، وضد الحكومة العراقية أيضاً !. - قبل يومَين ، هاجمَ المئات من مواطني قضاء الرفاعي ، مكتب السيد محمود الحسني الصرخي ، وأحرقوه .. مُتهمين أياه ، بأنه يعمل من اجل إشعال فتنة في المدينة ! . بعدها تظاهرَ أتباعه في ذي قار ومُدن اُخرى ، وقالوا ، ان قوى الامن الحكومية كانتْ متواطئة مع الذين هاجموا مكتب الحسني في الرفاعي ! . حدثتْ بعض القلاقل في أماكن متفرقة ، في الجنوب والوسط ، حيث ضُرِبَتْ بعض مقرات حزب الدعوة والمجلس الاعلى الاسلامي ، من جانب .. ومكاتب الصرخي ، من جانبٍ آخر . ...................................... وجهٌ آخر ، من الصراع على السُلطة والنفوذ والمال .. يقوده هذه المرّة " آيات الله " !.
#امين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
سوريا .. فوضى ومُستقبلٌ غامِض
-
دولةٌ في مَهبِ الرِيح
-
على هامش زيارة الحكيم الى تُركيا
-
تنعقِدُ القِمّة ... لاتنعقِد القِمّة
-
الديك والدجاجة
-
إمرأةٌ من بغداد
-
مُستشارون وخُبراء
-
الكِتاب .. والكَباب
-
جانبٌ من المشهد السياسي في الموصل
-
اُستاذ
-
الإمارات الكُردية المُتحدة !
-
التسويق
-
الحِذاء الضّيِق
-
البرلمانيون والشُقق الفاخرة
-
المُعاملة بالمِثل
-
ضرورة الهَدم ..وضرورة البناء
-
لا .. لقتلِ النساء بدوافع الشرَف
-
مّرة واحدة كُل شهرَين !
-
الحَيوان الذي يوقِظنا
-
العراق .. والحرب القادمة
المزيد.....
-
خريطة جديدة تقترب من حل لغز بناء الأهرامات.. ماذا اكتشف العل
...
-
صحة غزة: ارتفاع حصيلة القتلى في القطاع إلى 35386 شخصا
-
دراسة: متوسط العمر المتوقع في العالم سيزيد بنحو 5 سنوات بحلو
...
-
5 قواعد لتخفيض خطر الوفاة بنسبة 39 بالمئة
-
كيف تحفّز الجسم على استخدام الدهون المشبعة كمصدر للطاقة؟
-
وزير داخلية سلوفاكيا يحذر: البلاد على شفا حرب أهلية
-
إيران على عتبة النادي النووي
-
إجلاء آلاف الأشخاص من منطقة خاركيف، ومخاوف من تطويق القوات ا
...
-
قتيل سادس في كاليدونيا الجديدة نتيجة الاضطرابات المستمرة (في
...
-
-معاريف-: الأمريكيون مقتنعون ببقاء حماس في اليوم التالي بعد
...
المزيد.....
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية
/ جدو جبريل
المزيد.....
|